الكتابة عن الحب تثير العواطف , وتحرك الذكريات .
وتصور المواقف واقعًا , وتجعل المحبوب حاضرًا ... ونبكي الزمان الذي فرقنا , أو الحال الذي أبعدنا ...
فننظم شعرًا , أو ننثر نثرًا .
وحبنا دومًا مايصور الآخر ظاهرًا , تصريحًا ورمزًا , قولاً وفعلا , ألمًا وندمًا , فرحًا وأملاً .
ومن هنا خطرت لي الفكرة , واستبانت لي النظرة من قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه»
فكل ماسبق رسل تصور حب النفس باطنًا ... لأنه تعلق بما نُهي عنه , قال الله تعالى :
"قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة 24)
فإن كنت ممن تعلق بالمحبوب , وبكى الديار , وشكى للزمان فراقًا وألمًا .
فكر قليلا وتذكر من تحب .. نفسك أم الله ورسولك ....
تدبر كثيرًا , فقد وهِبت العقل للتدبر .. من أحق بحبك ؟!
ولا تلفظ إجابتك قبل أن تشغلك الذكرى , وتحركك العواطف مشفقًا على نفسك , وكارهًا لها ...
محبًا لها وكارهًا لفعلها .
فإن وهبتها العقل بالتدبر والتفكر منحتك حبًا لن يزول
وإن وهبتها الهوى أمرتك كرهًا و سوءًا , ومنحتك نارًا وسمومًا .
وبعدها ستعرف من تحب , ومن أحق بحبك