كيف نستفيد من الإجازة

إن تنويع الأنشطة وتعدد المهارات التي يمكن مزاولتها في الإجازة أفضل من قصر ذلك على نشاط واحد، لأنه أبعد للملل، واقرب للنفوس، وأكثر فائدة.. ويمكن الاستفادة من الإجازة في الأنشطة التالية :

أولاً : حفظ القرآن الكريم :
فلو حفظ الطالب كل يوم عشر آيات فقط، لحفظ في أشهر الإجازة الثلاثة تسعمائة آية، وهي تعادل ثمانية أجزاء من القرآن، فلو أنه بدأ الحفظ من سورة البقرة لوصل في الحفظ حتى سورة الأنعام. ولو بدأ من آخر القرآن لوصل إلى سورة يس .
معنى ذلك أنه يستطيع حفظ القرآن كاملاً في أربع إجازات فقط.. فلو أنه استمر على الحفظ في أشهر الدراسة لاختصر المدة، ولو زاد في قدر المحفوظ لاختصر المدة جدّاً .
ويستعان على حفظ القرآن الكريم بما يلي :
1- صدق الرغبة والاستعانة بالله عز وجل .
2- الالتحاق بإحدى جماعات تحفيظ القرآن الكريم، وهي منتشرة في جميع مساجد المملكة ولله الحمد .
3- الحفظ على شيخ متقن .
4- تخير أفضل الأوقات للحفظ، وهي متفاوتة من شخص لآخر .
5- الالتزام بمصحف معين لا يغيره .
6- معرفة تفسير ما يحفظ من آيات .
7- إتقان الآيات المتشابهات، وذلك عن طريق حفظ أحد المتون في متشابهات القرآن، أو الاستعانة ببعض الجداول الجامعة للآيات المتشابهة .
8- المراجعة الدائمة، والتسميع على الشيخ أو على أحد الاصدقاء أو على النفس، وعدم إهمال ذلك لأن القرآن سريع التفلت .
9- الاشتراك في المسابقات المتعلقة بحفظ القرآن، فإنها تشجع على سرعة الحفظ، مع ملاحظة الحذر من الرياء، حتى لا يكون الحفظ لأجل ثناء الناس أو لأجل جوائز تلك المسابقات .
10- أكل الحلال والاستقامة على طاعة الله عز وجل .

ثانياً : حفظ السنة النبوية :
ومن الكتب المختصرة التي يمكن حفظها في الإجازة :
1- الأربعون النووية للإمام النووي وتكملتها للحافظ ابن رجب الحنبلي .
2- عمدة الأحكام للمقدسي .
3- بلوغ المرام لابن حجر .
4- منتقى الأخبار لمجد الدين ابن تيمية .
5- الؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان .
6- مختصر صحيح مسلم وغيرها .

ثالثاً : حفظ المتون العلمية :
كمتون العقيدة والفقه والحديث والأصول والمصطلح والنحو والقرارات وغيرها من العلوم النافعة. وحفظ المتون هام جدّاً في توسيع مدارك الطالب وتفتيح أبواب الطلب لديه، وحفظ المتون يزيد في سعرة الطالب في الحفظ، ويدفعه إلى مطالعة الشروح والحواشي، ولذلك قيل : مَن حفظ المتون حاز الفنون .

رابعاً : طلب العلم : وذلك يشمل :
1- حضور مجالس أهل العلم العامة والخاصة .
2- حضور المحاضرات العلمية والندوات .
3- حضور الدورات العلمية العادية والمكثفة .
4- القراءة في كتب أهل العلم .
5- السفر لطلب العلم وحضور الدورات العلمية إذا لمزم الأمر .
6- تلخيص بعض كتب أهل العلم .
7- تفريغ أشرطة العلماء المعتبرين وتلخيصها .
8- دراسة بعض الأحاديث من ناحية أسانيدها والبحث عن طرقها وشواهدها وتجميع ذلك .
9- التخصص في فن من فنوان العلم كالفقه أو الحديث أو العقيدة أو التفسير أو السيرة أو غيرها، وبذل مزيد من الجهد في ذلك التخصص.
10- إقامة دروس علمية خاصة بين الأصدقاء بحيث يقرأ أحدهم في كتاب والباقي يستمعون، أو يحضِّر أحدهم درساً في مسألة معينة ويلقيه على أصدقائه فيكتسب بذلك ملكة الإلقاء .

أخي المسلم :
إذا كان يؤذيك حرُّ المصيف ويُبْس الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسنُ زمان الربيع فأخذك للعمل قل لي متى ؟

خامساً : الدعوة إلى الله تعالى :
والدعوة إلى الله تعالى لها صور متعددة منها :
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل مكان بحسب الاستطاعة .
2- تعليم الناس أمور دينهم والبدء بالأقرب فالأقرب .
3- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام .
4- المساهمة في الأنشطة الدعوية في المسجد والحي .
5- التعاون مع المسؤولين عنمكاتب الدعوة في الأنشطة الدعوية والإغاثية المختلفة .
6- إلقاء الكلمات في المساجد وغيرها .
7- توزيع الكتب والأشرطة والنشرات المفيدة .
8- الذهاب إلى القرى والهجر التي يقلّ فيها العلماء والدعاة لدعوة أهلها وتعليمهم أحكام دينهم .

سادساً : زيارة الحرمين الشريفين :
قضاء الإجازة في مكة والمدينة له فضل عظيم، ففي مكة : الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ويمكن لزائر مكة كذلك أن يؤدي مناسك العمرة، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما" [متفق عليه]. ويمكنه كذلك الإثكار من الطواف حول البيت، والشرب من ماء زمزم الذي قال فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم : "ماء زمزم لما شرب له" .
أما لامدينة فإن الصلاة في مسجدها بألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، وإذا ذهب الإنسان إلى الميدنة تشرَّف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابيه، ويمكنه كذلك أن يزور مقبرة البقيع ومقبرة الشهداء بأحد، ولعلَّ ذلك يثير في نفسه شجوناً، فيتذكر ما كان عليه هؤلاء نم صدق وجهاد وتضحية وفداء، فيتطلع أن يكون مثلهم أو قريباً منهم .
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاحُ
ويمكنه كذلك أن يخرج إلى قباء، ويصلي في مسجدها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل .
وليحذر زائر الحرمين الشريفين من المعصية فيهما، فإنها أعظم من المعصية فيما سواهما من الأماكن، قال تعالى في شأن الحرم المكي : ((وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)) [الحج : 25] .

سابعاً : الاشتراك في المراكز الصيفية :
لا شك أن الاشتراك في أنشطة المراكز الصيفية يعين الطلاب على الانتفاع بأوقاتهم، حيث يزاولون أنشطة علمية ورياضية وفنية، وثقافية واجتماعية وترفيهية وغيرها، وفوائد هذه المراكز وإيجابياتها أكثر بكثير من سلبياتها، ولذلك أوصى علماء هذه البلاد بالاشتراك في هذه المراكز الصيفية .

ثامناً : التدريب على مهارات جديدة :
يمكن للإنسان أن يستغل الإجازة الصيفية في التدريب على مهارة جديدة تفيده في دينه أو دنياه، ومن ذلك :
1- أخذ دورة في الخط العربي .
2- أخذ دورة في الحاسب الآلي .
3- أخذ دورة في اللغة الإنجليزية .
4- تعلُّم السباحة والرماية .
5- أخذ دورة في تصليح أجهزة التبريد والتكييف .
6- أخذ دورة في الأجهزة الإلكترونية .
7- أخذ دورة في أعمال السباكة والكهرباء والدهان والنجارة والألومنيوم .
8- أخذ دورة في أعمال الزخرفة الإسلامية والفن المعماري .
9- أخذ دورة في أعمال الدفاع المدني عن كيفية مواجهة الحرائق وغيرها من الكوارث .
10- التدريب على العمل والكسب الحلال عن طريق التجارة أو الزراعة أو البيع والشراء في المحلات التجارية وغيرها .
11- التدريب على كتابة القصص النافعة .
12- أخذ دورة في أصول التفصيل والتطريز [للفتيات] .
13- أخذ دورة في التمريض والإسعافات الأولية [للفتيات] .
14- أخذ دورة في فنون الطهي وأعمال الزينة [للفتيات] .

تاسعاً : تنظيم الرحلات والخروج للنزهة :
الخروج إلى البراري والصحراء ونحوها للنزهة والترويح عن النفس أمر جائز لا شيء فيه، إلا أن لذلك شروطاً ذكرها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - منها :
1- المحافظة على الصلاة في مواقيتها .
2- المحافظة على الوضوء إذا كان الماء قريباً منهم .
3- الصلاة في جماعة وعدم التهاون في ذلك .
4- الحرص على أن تكون مجالسهم مجالس خير وعلم بعيدة عن أي منكر من غيبة ونميمة ونحوها .
5- الحرص على زيارة من حولهم من النزلاء للتأليف والتعليم والإرشاد .
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب القدرة .
7- الحرص على أن يكون الخارجون للنزهة في مستوى متقارب ي السن إلا إذا كانوا مع أهلهم .
8- الحرص على عدم الابتعاد عن المخيم وبخاصة النساء والفتيات حتى لا يحصل لهن مكروه .

عاشراً : أمور عامة منها :
1- إقامة الزيارات للأقارب والجيران .
2- الإكثار من العبادة كالصلاةوالذكر وتلاوة القرآن .
3- تتبع أخبار المجاهدين عبر شبكة الإنترنت ونشرها .
4- زيارة العلماء الصالحين .
5- إصلاح ذات البين والتأليف بين القلوب .
6- تعليم الأطفال القرآن وشيئاً من الأحاديث .
7- الجهاد في سبيل الله .
8- مراجعة ما سبق دراسته .
9- مذاكرة المواد التي حصل فيها على درجات متدنية .
10- التعرف على منهج العام الدراسي المقبل .
11- محاولة إيجاد وسائل دعوية جديدة .
12- زيارة المستشفيات ودور العجزة وإعطاؤهم بعض الهدايا .
13- متابعة برامج إذاعة القرآن الكريم .
14- كتابة بعض الرسائل الصغيرة وعرضها على طلبة العلم .
15- التدريب على فن الخطابة والإلقاء .
16- ممارسة بعض ألعاب الكمبيوتر النافعة مع الحذر من أي مخالفة شرعية كالموسيقى والعري وغير ذلك .
17- الذهاب إلى المكتبات العامة للقراءة وكتابة الفوائد .
18- جمع الأشرطة والكتب والمجلات القديمة وتوزيعها على المحلات والمستوصفات وأماكن الانتظار .
19- استغلال البريد العادي أو البريد الإلكتروني في الدعوة إلى الله عز وجل بإرسال الرسائل المفيدة مع الحذر من خطوات الشيطان وإقامة العلاقات المشبوهة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم