القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتــــــــــــــــدى قمــــــــــــــــــــة الاحتـــــــــــــــــــــرام


 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» صفحة القارىء الشيخ محمد حامد السلكاوى
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2015 10:00 am من طرف samh

» Driver Magician 3.27 عملاق جلب التعريفات
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 6:37 am من طرف بدر دغلس

» حصريا:درس عمل لمعة متحركة بالنص
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 23, 2013 4:42 am من طرف العبدلله

» من خطب فضيلة الشيخ/المحبة فى الله
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 2:13 pm من طرف sayed

» ويتجدد اللقاء مع فضيلة الشيخ نشات كامل
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 7:11 am من طرف sayed

» الصفحه الرسميه للشيخ محمد حامد السلكاوى إنضموا إلينا وشاركونا لتسعدوا بكل ما هو جديد وحصرى أولا بأول على الفيسبوك
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2012 12:49 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» الروم للشيخ السلكاوى
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 2:28 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» أحب فى الله كل من يحب الشيخ محمد السلكاوى وأرجو الله أن يحشرنى وإياه وإياكم مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اميييييييين أخوكم. عمادالدين سليمان صلاح .سامول المخله الكبرى الغربيه.
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 16, 2011 1:52 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» قناة القيصريةالس
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس ديسمبر 15, 2011 2:23 am من طرف mr hide

» ممكن يكون موضوع غير مهم بس ممكن ينفع
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 05, 2011 11:02 am من طرف mr hide

» بعض المواقع لتركيب الصور على خلفيات
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 04, 2011 6:09 am من طرف sayed

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم بمناسبة العام الهجرى الجديد
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس ديسمبر 01, 2011 7:49 pm من طرف mr hide

» سجل دخولك بدعوه
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2011 1:47 pm من طرف حياة الروح

» معا نختم القرآن الكريم
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 25, 2011 11:41 pm من طرف ahmed nasef

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم واخواتكم بعيد الاضحى المبارك
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 3:57 am من طرف MR HIMA 2011

» ماهو الذي لا يعلمه الله
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 5:08 pm من طرف sayed

» نشيد رائع عن الحج
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 28, 2011 7:18 pm من طرف ahmed nasef

» أشرق الحق بالهدى واطمئن حفلة بجودة عالية للشيخ نصر الدين طوبار
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 27, 2011 10:36 pm من طرف ahmed nasef

» قصيدة " ســلوا قــلبى " كاملة
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 11:03 pm من طرف ahmed nasef

» أقبلوا بقلوب طائعة وتهيؤا واستعدوا لأحب الايام الى الله
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 10:13 pm من طرف ahmed nasef


 

 شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 11, 2009 2:48 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

صهيب بن سنان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


أبو يحي النمري . من النمر بن قاسط . ويعرف بالرومي، لأنه أقام في الروم مدة.
وهو من أهل الجزيرة ، وأصله من اليمن ، سبي من قرية نينوى ، من أعمال الموصل ، وقد كان أبوه أو عمه ، عاملاً لكسرى على أيلة ، وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل ، وقيل على الفرات ، فأغارت على بلادهم الروم فأسرته وهو صغير ، فأقام عندهم حيناً ، ثم اشترته بنو كلب فحملوه إلى مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان القرشي التيمي ، فأعتقه وأقام بمكة .
كان أحمر شديد الحمرة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أقرن الحاجبين ، كثير الشعر ، وكان لسانه فيه عجمة شديدة .
فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به ، وكان ممن أسلم قديماً هو وعمار في يوم واحد بعد بضعة وثلاين رجلاً .
وكان من المستضعفين الذين يعذبون في الله عز وجل .
كان من كبار السابقين البدريين ، وكان فاضلاً وافر الحرمة.
ولما طعن عمر استنابه على الصلاة بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام ، وكان هو الذي يصلي بالناس حتى تعين عثمان ، وهو الذي ولي الصلاة على عمر ، وكان له صاحباً .
وكان موصوفاً بالكرم والسماحة ، رضي الله عنه.
وكان ممن اعتزل الفتنة ، وأقبل على شأنه.

وعن الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( صهيب سابق الروم ) ، وجاء هذا بإسناد جيد من حديث أبي أمامة وجاء من حديث أنس ، وأم هانئ .
هاجر بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام . عن أبي عثمان : أن صهيباً حين أراد الهجرة ، قال له أهل مكة : أتيتنا صعلوكاً حقيراً فتغير حالك ! قال : أرأيتم إن تركت مالي ، أمخلون أنتم سبيلي ؟ قالوا : نعم. فخلع لهم ماله. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ربح صهيب ! ربح صهيب ).

أنزل الله في قصة هجرته هذه ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف رحيم ).

عن صهيب قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء ، وقد رمدت في الطريق وجعت ، وبين يديه رطب ، فوقعت فيه. فقال عمر : يا رسول الله : ألا ترى صهيباً يأكل الرطب وهو أرمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي ذلك. قلت : إنما آكل على شق عيني الصحيحة. فتبسم.
شهدا بدراً وأحداً وما بعدهما .
عن عائذ بن عمرو أن سلمان ، وصهيباً ، وبلالاً ، كانوا قعوداً ، فمر بهم أبو سفيان ، فقالوا : ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد. فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ؟ قال : فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ( يا أبا بكر ، لعللك أغضبتهم ، لئن كنت أغضبتهم ، لقد أغضبت ربك). فرجع إليهم ، فقال : أي إخواننا ، لعلكم غضبتم ؟ قالوا : لا يا أبابكر : يغفر الله لك .

مات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين عن سبعين سنة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 4:30 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بلال بن رباح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


مولى أبي بكر الصديق .

وهو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله .
شهد بدراً ، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة .

عاش بضعاً وستين سنة .
يقال : إنه حبشي ، وقيل : من مولدي الحجاز.
وفي وفاته أقوال : أحدها بداريّا ، في سنة عشرين .
عن زر عن عبد الله : أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ، وعمّار ، وأمه سمية ، وبلال ، وصهيب ، والمقداد ، فأما النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما الله بقومهما ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون ، فألبسوهم أدراع الحديد ، وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلا بلال ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول أحدٌ أحد.
عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لبلال عند صلاة الصبح: ( حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يديّ في الجنة )، قال: ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كُتب لي أن أصلي .

عن جابر قال عمر : أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا.
عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالاً ، وهو مدفون في الحجارة ، بخمس أواق ذهباً ، فقالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعناكه ، قال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته.
عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون : اطرد هؤلاء عنك فلا يجترؤون علينا ، وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم) الآيتين 53،52 الأنعام.

قالت عائشة : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:

كل امرىء مُصبح في أهله ***والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:

ألا ليت شعـري هل أبيتن ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل

وهـل أرِدن يومـاً مياه مجنـة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل


اللهم العن عتبة ، وشيبة ، وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء .

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي وعمّار وبلال ).
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قدمنا الشام مع عمر ، فأذن بلال ، فذكر الناس النبي صلى الله عليه وسلم فلم أر يوماً أكثر باكياً منه.
عن أبي الدرداء قال: لما دخل عمر الشام سأل بلال أن يُقره به ، ففعل ، قال: وأخي أبو رُويحة الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه ، فنزل بداريا في خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان ، فقالوا : إنا قد أتيناكم خاطبين ، وقد كنا كافرين فهدانا الله ، ومملوكين فأعتقنا الله ، وفقيرين فأغنانا الله ، فإن تُزوجونا فالحمد لله ، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فزوجهما.
عن يحيى بن سعيد قال: ذكر عمر فضل أبى بكر ، فجعل يصف مناقبه ، ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال : غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، قال: تقول امرأته: واويلاه ! فقال: وافرحاه !


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2009 3:00 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ثابت ابن قيس

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


ابن شماس ، الأنصاري الخزرجي ، أبو محمد ، خطيب الأنصار ، ويقال له أيضاً :
خطيب النبي صلى الله عليه وسلم ، كان من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يشهد بدراً ، شهد أحداً ، وبيعة الرضوان .
وكان جهير الصوت ، خطيباً ، بليغاً .
عن أنس قال : خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فقال : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا، قال : الجنة ، قالوا : رضينا .
وعن إسماعيل بن محمد : أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله ، إني أخشى أن أكـون قد هلكت ، ينهانا الله أن نحب أن نحـمد بما لا نفعل وأجدني أحب الحمد ، وينهانا الله عن الخيلاء وإني امرؤ أحب الجمال ، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صـوتك وأنا رجـل رفيع الصـوت ، فقـال : ( يا ثابت ، أما ترضى أن تعيش حميداً ، وتقتل شهيداً ، وتدخل الجنة).
وعن أنس : أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ، ولبس ثوبين أبيضين ، فكـفن فيهما ، وقد انهزم القوم ، فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ، وأعتذر من صنيع هؤلاء ، بئس ما عودتم أقرانكم ، خلوا بيننا وبينهم ساعة ، فحمل فقاتل حتى قتل .
وعن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ) .
وعن الزهري قال : أن وفد تميم قدموا وافتخر خطيبهم بأمور ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس : قم فأجب خطيبهم ، فقام فحمد الله وأبلغ ، وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بمقامه .
وهو الذي أتت زوجته جميلة تشكوه ، وتقول : يا رسول الله ، لا أنا ولا ثابت بن قيس ، قال : أتردين عليه حديقته ، قالت : نعم ، فاختلعت منه .
فلما استشهد رآه رجل (في المنام) فقال : إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين ، وخبأه ، فأكب عليه برمة ، وجعل عليها رحلاً ، فأت الأمير فأخبره ، وإياك أن تقول : هذا حلم ، فتضيعه ، وإذا أتيت المدينة فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن علي من الدين كذا وكذا ، وغلامي فلان عتيق ، وإياك أن تقول : هذا حلم ، فتضيعه ، فأتاه فأخبره الخبر ، فنفذ وصيته ، فلا نعلم أحداً بعد ما مات أنفذت وصيته غير ثابت بن قيس .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 5:05 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

( عمير بن سعد )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم، ومنذ ذلك الوقت وعمير عابد مقيم في محراب الله، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين، وكان المسلمون يلقبونه (بنسيج وحده).


قوة إيمانه

لقد كان له -رضي الله عنه-في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا، فقد سمع قريبا له (جُلاس بن سويد بن الصامت) يقول: (لئن كان الرجل صادقا، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)... وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر، أينقل ما سمع للرسول ؟... كيف والمجالس بالأمانة ؟... أيسكت عما سمع ؟.

ولكن حيرته لم تطل، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي، فقال لجُلاس: (والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يدا، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت).

وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها، و أدى لدينه حقه، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق... بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم، وغادر عمير المجلس وهو يقول: (لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك)... وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل.

قال تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم، و إن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير).

فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له: (يا غُلام، وَفَت أذُنك، وصَدّقت ربّك).



الولاية

اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه، وفي حمص مضى عليه عام كامل، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة، فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء، وإنه ليتوكأ على عصا، لا يئودها حمله الضامر الوهنان.

ودخل عمير على مجلس عمر وقال: (السلام عليك يا أمير المؤمنين)... ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء: (ما شأنك يا عمير ؟)... فقال: (شأني ما ترى، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟)... قال عمر: (وما معك ؟).

قال عمير: (معي جرابي أحمل فيه زادي، وقَصْعَتي آكل فيها، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !)... قال عمر: (أجئت ماشيا ؟)... قال عمير: (نعم)... قال عمر: (أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟)... قال عمير: (إنهم لم يفعلوا، وإني لم أسألهم).

قال عمر: (فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟)... قال عمير: (أتيت البلد الذي بعثتني إليه، فجمعت صُلَحَاء أهله، وولّيتهم جِباية فَيْئهم وأموالهم، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها، ولو بقي لك منها شيء لأتيتك به)... فقال عمر: (فما جئتنا بشيء ؟)... قال عمير: (لا)... فصاح عمر وهو سعيد: (جدِّدوا لعمير عهدا)... وأجابه عمير: (تلك أيام قد خلت، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك).

الامانة

وبعد أن استأذن عُمير ورجع بيته على بعد أميال من المدينة، قال عمر: (ما أراه إلا قد خاننا)... فبعث رجلاً يُقال له الحارث وأعطاه مئة دينار فقال: (انطلق إلى عُمير حين تنزل كأنّك ضيف، فإن رأيتَ أثرَ شيء فأقبلْ، وإن رأيتَ حالاً شديداً فادْفعْ إليه هذه المئة دينار).

فانطلق الحارث، فإذا هو بعُمير يُفلّي قميصه إلى جنب حائط، فسلّمَ عليه الرجل فقال له عُمير: (انْزل رحمَك الله)... فنزل ثم سأله: (من أين جئت؟)... قال: (من المدينة)... قال: (كيف تركت أمير المؤمنين ؟)... قال: (صالِحاً)... قال: (كيف تركت المسلمين ؟)... قال: (صالحين)... قال: (أليس يُقيم الحدود -يعني عُمر-؟)... قال: (بلى، ضرب ابناً لهُ على فاحشة فمات من ضربه)... فقال عُمير: (اللهم أعِنْ عمرَ، فإنّي لا أعلمه إلا شديداً حبّهُ لك).

فنزل الحارث ثلاثة أيام وليس لهم إلا قُرْصَةٌ من شعير، كانوا يخصُّونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد، فقال الحارث: (هذه الدنانير بعث بها أميرُ المؤمنين إليك فاستَعِنْ بها)... فصاح وقال: (لا حاجة لي فيها رُدَّها)... فقالت له امرأته: (إن احتجت إليها، وإلا ضَعْها مَوَاضِعَها)... فقال عُمير: (والله ما لي شيء أجعلها فيه)... فشقّت المرأةُ أسفل درعها فأعطته خرقةً فجعلها فيها، ثم خرج يُقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء، ثم رجع والرسول يظنّ أنه يُعطيه منها شيئاً فقال عُمير: (أقرىء منّي أمير المؤمنين السلام).

فرجع الحارث إلى عمر قال: (ما رأيت ؟)... قال: (رأيت يا أمير المؤمنين حالاً شديداً)... قال: (فما صنع بالدنانير ؟)... قال: (لا أدري)... فأرسل عمر إلى عُمير وسأله: (ما صنعت بالدنانير ؟)... قال: (قدّمتُها لنفسي)... قال: (رحمك الله).


فضله

وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول: (وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين)... فقد كان عمير بحق (نسيج وحده)، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص: (ألا إن الإسلام حائط منيع، وباب وثيق، فحائط الإسلام العدل، و بابه الحق، فإذا نُقِضَ الحائط وحُطّم الباب استُفْتِح الإسلام، ولا يزال الإسلام منيعا ما اشتد السلطان، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط، ولكن قضاء بالحق، وأخذاً بالعدل).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس نوفمبر 19, 2009 6:04 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{ خبيب بن عدى رضى الله عنه }

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سيرته

خبيب بن عدي من الأوس، تردد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- مذ هاجر إليهم وآمن بالله رب العالمين، كان عذب الروح شفاف النفس وثيق الإيمان، عابدا ناسكا ...


غزوة بدر

شهد غزوة بدر، وكان مقاتلا مقداما، وممن صرع يوم بدر المشرك (الحارث بن عامر بن نوفل) وبعد انتهاء المعركة، عرف بنو الحارث مصرع أبيهم، وحفظوا اسم قاتله المسلم (خبيب بن عدي)...


يوم الرجيع


في سنة ثلاث للهجرة، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا: (يا رسول الله، إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام)... فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبدالله بن طارق، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد...

فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع (وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة) غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم: (إنا والله ما نريد قتلكم، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم) فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: (والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا)... ثم قاتلوا القوم وقتلوا...

وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا وخرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله بن طارق يده من الأسر وأخذ سيفه وقاتلهم وقتل... وفي مكة باعوا خبيب بن عدي لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف...



صلب خبيب


وبدأ المشركين بتعذيبهما -رضي الله عنهما- وقتل نسطاس زيدا، أما خبيب فقد حبس وعذب وهو صابر ثابت النفس، حتى أنه يروى بأن ماوية مولاة حجير بن أبي إهاب قد دخلت عليه يوما فوجدته يأكل عنبا، فخرجت تخبر الناس بذلك، فلا يوجد في مكة عنبا يؤكل...

ثم خرجوا بخبيب إلى مكان يسمى التنعيم، واستأذنهم ليصلي ركعتين، فاذنوا له، وصلى ركعتين وأحسنهما ثم قال لهم: (أما والله لولا أن تظنوا أني طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة)... فكان خبيب بن عدي أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين... ثم رفعوه على خشبة وصلبوه، فقال: (اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا!)... ثم قال: (اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا!)... ورموه برماحهم وسيوفهم وقتل-رضي الله عنه-...

وشعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمحنة أصحابه، وترائى له جثمان أحدهم معلقا، فبعث المقداد بن عمرو، والزبير بن العوام ليستطلعا الأمر، ووصلا المكان المنشود وأنزلا جثمان خبيب ودفنوه في بقعة طاهرة لا نعرف اليوم مكانها...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 23, 2009 5:19 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سالم مولى أبي حذيفة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سالم بن عبيد مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة.

من السابقين الأولين البدريين المقربين العالمين .

هاجر إلى المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد بدراً وما بعدها ، وهو أحد الأربعة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : استقرئوا القرآن من أربعة .

كان معتقاً لزوجة أبي حذيفة ، تبناه أبو حذيفة وزوجه بابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة .
لما أنزل الله (ادعوهم لآبائهم) أتت سهلة بنت سهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي امرأة أبي حذيفة ، فقالت : يا رسول الله ! إنّ سالماً معي ، وقد أدرك ما يدرك الرجال ؟ فقال : أرضعيه ، فإذا أرضعته فقد حرم عليك ما يحرم من ذي المحرم . قالت أمُّ سلمة : أبى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحدٌ عليهن بهذا الرضاع ، وقلن : إنما هي رخصةٌ لسالم خاصة .

عن عائشة قالت: استبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: ما حبسك ؟ قلت: إنّ في المسجد لأحسن من سمعت صوتاً بالقرآن، فأخذ رداء ، وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال:(الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك).

عن ابن عمر أنّ المهاجرين نزلوا بالعُصبة إلى جنب قباء ، فأمَّهم سالم مولى أبي حذيفة ، لأنه كان أكثرهم قرآناً ، فيهم عمر ، وأبو سلمة بن عبد الأسد .

وجاء من رواية الواقدي أنّ محمد بن ثابت بن قيس قال : لما انكشف المسلمون يوم اليمامة ، قال سالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحفر لنفسه حفرة ، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ ، ثم قاتل حتى قتل .


ولما أحذ الراية يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطاب قال له المهاجرون : أتخشى أن نؤتى من قبلك ؟ فقال : بئس حامل القرآن أنا إذاً . انقطعت يده اليمنى فأخذها بيساره فقطعت فاحتضنها وهو يقول : {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير } ، فلما صرع قال لأصحابه : مافعل أبو حذيفة ؟ قالوا: قتل ، قال : فما فعل فلان ؟ قالوا : قتل ، قال : فأضجعوني بينهما .
وروي أن عمر أنه قال لما احتضر : لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى . قال أبو عمر بن عبد البر : معناه أنه كان يصدر عن رأيه فيمن يوليه الخلافة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2009 4:42 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عمرو بن قيس بن زيد القرشى العامرى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سيرته

هو الصحابي الجليل المعروف باسم (ابـن أم مكتـوم) الأعمـى في المدينة اسمه عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري وفي العراق اسمه عبدالله وفي النهاية اجتمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة.

نسبه

أمه أم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبدالله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، وهو ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فأم خديجة هي فاطمة بنت زائدة الأصم وهي أخت قيس...


إسلامه

أسلم بمكة قديماً وكان ضرير البصر، هاجر إلى المدينة المنورة بعد مصعب بن عمير، قبل أن يهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها وقبل بدر قال البراء: (أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يُقْرِئان النّاس القرآن)...

عبس وتولى

كان النبـي -صلى الله عليه وسلم- جالساً مع رجال من قريش فيهم عُتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم: (أليس حسناً أن جئتُ بكذا وكذا؟)... فيقولون: (بلى والدماء!!)... فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه، وعبس بوجهه، فأنزل الله تعإلى مُعاتباُ رسوله الكريم...

قال تعإلى: {عَبَـسَ وَتَولّـى ** أَن جآءَ هُ الأَعْمَـى ** وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّـى ** أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْـرى ** أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ** فأنْتَ لَهُ تَصَـدَّى ** وَمَا عَلَيْكَ ألا يَزَّكّـَى ** وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُوَ يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى}... سورة عبس (آيات 1-10)... فلمّا نزلت الآية دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن أم مكتوم فأكرمه...



الآذان

كان ابن أم كلثوم يُؤذَّن للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة مع بلال، فقد كان بلال يُؤذّن ويُقيم ابن أم مكتوم، وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ بلالاً يُنادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم)... وبما أن ابن أم مكتوم أعمى كان لا يُؤذن حتى يُقال له: (أصبحت أصبحت)...


البصر

أتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم فقال: (متى ذهب بصرُك؟)... قال: (وأنا غلام)... فقال: (قال الله تبارك وتعإلى: (إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة))...


اليهودية

نزل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- على يهودية بالمدينة (عمّة رجل من الأنصار) فكانت تخدمه وتؤذيه في الله ورسوله، فتناولها فضربها فقتلها، فرُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أمّا والله يا رسول الله إن كانت لّتُرْفِقُني -تخدمني- ولكنها آذتني في الله ورسوله، فضربتها فقتلتها)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أبعدها الله تعإلى، فقد أبطلتْ دَمَها)...


المدينة

استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة ثلاث عشرة مرة، في غزواته منها: غزوة الأبواء وبواط، وذو العسيرة، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان وأحد وحمراء الأسد، ونجران وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إلى بدر، ثم في مسيره إلى حجة الوداع، وشهد فتح القادسية ومعه اللواء... وكان ابن أم مكتوم يُصلّي بالناس في عامّة غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...


القاعدون والمجاهدون

عندما نزل قوله تعإلى: {لا يَسْتوي القَاعِدونَ مِنَ المؤمنينَ والمجاهدونَ في سَبيلِ الله}... سورة النساء (آية 95)... قال عبد الله بن أم مكتوم: (أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري)... فأنزل الله {غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ}... فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول: (ادفعوا إليّ اللواء، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ، و أقيموني بين الصّفَّين)...


يوم القادسية

شهد ابن أم مكتوم فتح القادسية ومعه اللواء، فقد كانت معه رايةٌ له سَوْداء، وعليه دِرْعٌ له سابغة ثم رجع ابن أم مكتوم إلى المدينة فمات بها...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 30, 2009 5:15 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

حذيفة بن اليمان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها، فقد جاء الى الرسول يسأله: (يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار)... فقال له النبي: (فأين أنت من الاستغفار ؟؟... اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)... هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-.



يوم أحد

لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحدبأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي، أبي، انه أبي !!)... ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين).

ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة... وبعد انتهاء المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة (حسيل بن جابر) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فزداد الرسول له حبا وتقديرا.



غزوة الخندق

عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع، وقال له: (يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا!)... فذهب ودخل في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء.

فقام أبو سفيان فقال: (يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه؟)... قال حذيفة: (فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت: من أنت؟.. قال: فلان بن فلان)... فأمن نفسه في المعسكر، ثم قال أبو سفيان: (يا معشر قريش، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنوقريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل).

ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة: (لولا عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم)... وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى.



خوفه من الشر

كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة، ولكن الشر هو المخفي، لذا فهو يقول: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.

قلت: (يا رسول الله، انا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟)... قال: (نعم).

قلت: (فهل من بعد هذا الشر من خير؟)... قال: (نعم، وفيه دخن).

قلت: (وما دخنه؟)... قال: (قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر).

قلت: (وهل بعد ذلك الخير من شر؟)... قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها).

قلت: (يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك؟)... قال: (تلزم جماعة المسلمين وامامهم).

قلت: (فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟)... قال: (تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).



المنافقون

كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين، أعلمه بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسأله عمر: (أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين؟)... قال: (نعم، واحد)... قال: (مَن هو؟)... قال: (لا أذكره)... قال حذيفة: (فعزله كأنّما دُلَّ عليه).

وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.



آخر ما سمع من الرسول

عن حذيفة قال: (أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه الله فيه، فقلت: (يا رسول الله، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!)... فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال: (يا حذيفة أدْنُ منّي).

فدنوتُ من تلقاء وجههِ، قال: (يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة، ومن أطعم جائعاً أراد به الله، أدخله الله الجنة، ومن كسا عارياً أراد به الله، أدخله الله الجنة)... قلتُ: (يا رسول الله، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه)... قال: (بلْ أعلنْهُ)... فهذا آخر شئٍ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).



أهل المدائن

خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر.

ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: (إياكم ومواقف الفتن)... قالوا: (وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله؟)... قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه)... فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.



معركة نهاوند

في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة (النعمان بن مقرن) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: (اذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعا (النعمان بن مقرن)، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عبدالله)... وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة.

والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيدا، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا (نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريما له.

ثم هجم على الفرس صائحا: (الله أكبر: صدق وعده، الله أكبر: نصر جنده)... ثم نادى المسلمين قائلا: (يا أتباع محمد، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار)... وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.

وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين، وتزوّج فيها.



اختياره للكوفة

أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة، قال حذيفة لصاحبه: (هنا المنزل ان شاء الله)وهكذا خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم.


فضله

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء، وأعطيتُ أنا أربعة عشر: سبعة من قريش: عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر، وأبو بكر وعمر، وسبعة من المهاجرين: عبد الله ابن مسعود، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال)... رضوان الله عليهم.

قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).

قال عمر بن الخطاب لأصحابه: (تمنّوا)... فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله، فقال عمر: (لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ)... ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال: (انظر ما يصنع)... فقسَمَهُ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال: (انظر ما يصنع)... فقَسَمه، فقال عمر: (قد قُلتُ لكم).



من أقواله

لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة، فقد كان واسع الذكاء والخبرة، وكان يقول للمسلمين: (ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه).

يقول حذيفة: (أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري).

كان -رضي الله عنه- يقول: إن الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم-فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيى بالحق من كان ميتا، ومات بالباطل من كان حيا.

ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها، ثم يكون ملكا عضوضا، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه، أولئك استجابوا للحق، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق، ومنهم من ينكر بقلبه، كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه، فذلك ميت الأحياء.

ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول: (القلوب أربعة: قلب أغلف، فذلك قلب كافر... وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق ... وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن... وقلب فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب... ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم، فأيهما غلب غلب)...



مقتل عثمان

كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول: (اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله)


وفاته

لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟)... فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ).

ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟)... قالوا: (نعم)... قال: (أرونيها)... فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدل خيرا منهما، أو شرا منهما).

ثم تمتم بكلمات: (مرحبا بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم)... وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 3:55 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

خباب بن الأرث

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سيرته

خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله صحابي من السابقين إلى الإسلام، فأسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه، وكان قد سُبيَ في الجاهليـة، فبيع في مكة ثم حالف بني زُهرة، وأسلم وكان من المستضعفين...


إسلامه


لقد كان خباب سيافا، يصنع السيوف ويبيعها لقريش، وفي يوم إسلامه جاء الى عمله، وكان هناك نفر ينتظرون فسألوه: (هل أتممت صنع السيوف يا خباب؟)... فقال وهو يناجي نفسه: (ان أمره لعجب)... فسألوه: (أي أمر؟)... فيقول: (هل رأيتموه؟ وهل سمعتم كلامه؟)... وحينها صرح بما في نفسه: (أجل رأيته وسمعته، رأيت الحق يتفجر من جوانبه، والنور يتلألأ بين ثناياه)...

وفهم القرشيون فصاح أحدهمSadمن هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار؟)... فأجاب: (ومن سواه يا أخا العرب، من سواه في قومك يتفجر من جوانبه الحق، ويخرج النور من بين ثناياه؟)... فهب آخر مذعورا قائلا: (أراك تعني محمدا)... وهز خباب رأسه قائلا: (نعم انه هو رسول الله إلينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور)...

كلمات أفاق بعدها خباب من غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما... ودمه ينزف من جسده... فكانت هذه هي البداية لعذاب وآلام جديدة قادمة...



الاضطهاد والصبر


وفي استبسال عظيم حمل خباب تبعاته كرائد، فقد صبر ولم يلن بأيدي الكفار على الرغم من أنهم كانوا يذيقونه أشد ألوان العذاب، فقد حولوا الحديد الذي بمنزله إلى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها، ولكنه صبر واحتسب، فها هو يحدث: (شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة).

فقلنا: يا رسول الله ألا تستنصر لنا؟؟... فجلس -صلى الله عليه وسلم- وقد احمر وجهه وقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه!... وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون)... وبعد أن سمع خباب ورفاقه هذه الكلمات، ازدادوا إيمانا وإصرارا على الصبر والتضحية...



أم أنمار


واستنجد الكفار بأم أنمار، السيدة التي كان خباب -رضي الله عنه- عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسه ونافوخه، وخباب يتلوى من الألم، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لا يرضي غرور جلاديه، ومر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- والحديد المحمى فوق رأسه، فطار قلبه رحمة وأسى..

ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له: (اللهم انصر خبابا)... وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل، إذ أنها أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب، وكان علاجها أن يكوى رأسها بالنار!!...



خدمة الدين


لم يكتف -رضي الله عنه- في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة، بل كان يقصد بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه، فقد نبغ الخباب بدراسة القرآن أية أية، حتى اعتبره الكثيرون ومنهم عبدالله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة، وهو الذي كان يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة: (دلوني على محمد)...

وسمع خباب كلمات عمر، فخرج من مخبئه وصاح: يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإني سمعته بالأمس يقول: (اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب)... فسأله عمر من فوره: (وأين أجد الرسول الآن يا خباب؟)... وأجاب خباب: (عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم)... فمضى عمر الى مصيره العظيم...



الدَّيْــن


كان خباب رجلاً قَيْناً، وكان له على العاص بن وائل دَيْنٌ، فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: (لن أقضيَكَ حتى تكفر بمحمد)... فقال خباب: (لن أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ)... قال العاص: (إني لمبعوث من بعد الموت؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ؟!)...

فنزلت الآية الكريمة: {أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا، نَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً}... سورة مريم (آية 77 إلى آية 80)...



جهاده

شهد خباب بن الأرت جميع الغزوات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-وعاش عمره حفيظاً على إيمانه... يقول خباب: (لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أملك ديناراً ولا درهماً، وإنّ في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف وافٍ، ولقد خشيت الله أن تكون قد عُجّلتْ لنا طيّباتنا في حياتنا الدنيا)...


في عهد الخلافة

عندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما-، كان لخباب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام، فبنى داراً بالكوفة، وكان يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده، وكل من احتاج يذهب ويأخذ منه...


وفاتـــــه


قال له بعض عواده وهو في مرض الموت: (ابشر يا أبا عبد الله، فإنك ملاق إخوانك غدا)... فأجابهم وهو يبكي: (أما إنه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواماً، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب)... وأشار إلى داره المتواضعة التي بناها، ثم أشار إلى المكان الذي فيه أمواله وقال: (والله ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها عن سائل)...

ثم التفت إلى كفنه الذي كان قد أعد له، وكان يراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل: (انظروا هذا كفني، لكن حمزة عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه)...

ومات -رضي اللـه عنه-في السنة السابعة والثلاثين للهجرة... مات واحد ممن كان الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول: (أهلاً بمن أوصاني بهم ربي)... وهو أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة...

قال زيد بن وهب: (سِرْنا مع علي حين رجع من صفّين، حتى إذا كان عند باب الكوفة إذْ نحن بقبور سبعة عن أيماننا، فقال: (ما هذه القبور؟)... فقالوا: (يا أمير المؤمنين إنّ خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين، فأوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة، وكان الناس إنّما يدفنون موتاهم في أفنيتهم، وعلى أبواب دورهم، فلمّا رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر، دفن الناس)...

فقال علي بن أبي طالب: (رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه، ولن يضيعَ الله أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً)... ثم دنا من قبورهم فقال: (السلام عليكم يا أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلفٌ فارطٌ، ونحن لكم تبعٌ عما قليل لاحِقٌ، اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم، طوبى لمن ذكرَ المعاد وعمل للحساب وقنعَ بالكفاف، وأرضى الله عزَّ وجلَّ)...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 18, 2009 8:26 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{ سعيد بن عامر }

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سيرته

سعيد بن عامر بن جِذْيَـم بن سَلامان القرشي، أمـه أروى بنت أبي مُعَيـط أسلم قبل فتح خيبر وهاجر وشهدها، ومنذ أسلم وبايع الرسول-صلى الله عليه وسلم- أعطاهما كل حياته، شهد مع الرسول الكريم جميع المشاهد والغزوات كان أشعث أغبر من فقراء المسلمين، كما كان من أكبر أتقيائهم...


جيش الشام


بلغ سعيد بن عامر أن أبا بكر يريد أن يبعثه مدداً ليزيد بن أبي سفيان، ومكث أياماً لا يذكر أبو بكر ذلك له، فقال سعيد: (يا أبا بكر، والله لقد بلغني أنك تريد أن تبعثني في هذا الوجه، ثم رأيتك قد سكت، فما أدري ما بدا لك؟! فإن كنتَ تريد أن تبعث غيري فابعثني معه، فما أرضاني بذلك، وإن كنت لا تريد أن تبعث أحداً، فما أرغبني بالجهاد، إيذنْ لي رحمك الله حتى ألحق بالمسلمين، فقد ذُكِرَ لي أنه قد جُمِعَت لهم جموع كثيرة)...

فقال له أبو بكر: (رحمكَ الله، الله أرحم الراحمين يا سعيد، فإنك ما علمتُ من المتواضعين المتواصلين المخبتين، المجتهدين بالأسحار، الذاكرين الله كثيراً)... فقال سعيد: (يرحمك الله، نِعَمُ الله عليّ أفضل، له الطّوْل والمنُّ، وأنت ما علمتُك يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدوقٌ بالحق قوامٌ بالقسط، رحيمٌ بالمؤمنين، شديد على الكافرين، تحكم بالعدل، ولا تستأثر بالقسم)...

فقال له: (حسبك يا سعيد، اخرج رحمك الله فتجهّز، فإني باعثٌ إلى المؤمنين جيشاً مُمِدّاً لهم، ومؤمِّرَك عليهم)... وأمر بلالاً فنادى في الناس: (ألا انتدبوا أيّها الناس مع سعيد بن عامر إلى الشام)...



السلامة


وجاء سعيد بن عامر ومعه راحلته حتى وقف على باب أبي بكر والمسلمون جلوس، فقال لهم: (أما إن هذا الوجه وجهُ رحمةٍ وبركة، اللهم فإن قضيتَ لنا -يعني البقاء- فعلى عادتك، وإن قضيتَ علينا الفرقة فإلى رحمتك، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام)... ثم ولى سائراً...

فقال أبو بكر: (عباد الله، ادعوا الله أن يصحب صاحبكم وإخوانكم معه، ويُسلّمهم، فارفعوا أيديكم رحمكم الله أجمعين)... فرفع القومُ أيديهم وهم أكثر من خمسين، فقال عليّ: (ما رفع عدّة من المسلمين أيديهم إلى ربهم يسألونه شيئاً إلا استجاب لهم، ما لم يكن معصية أو قطيعة رحم)...

فبلغ ذلك سعيداً بعدما وقع إلى الشام، ولقيَ العدو فقال: (رحم الله إخواني، ليتهم لم يكونوا دعوا لي، قد كنت خرجتُ وأني على الشهادة لحريصٌ، فما هو إلا أن لقيتُ العدو فعصمني الله من الهزيمة والفرار، وذهب من نفسي ما كنت أعرف من حبي الشهادة، فلمّا أن أخبرتُ أنّ إخواني دعوا لي بالسلامة، علمت أني قد استجيب لهم!!)...



ولاية الشام

عندما عزل عمر بن الخطاب معاوية عن ولاية الشام، تلفت حواليه يبحث عن بديل يوليه مكانه، يكون زاهد عابد قانت أواب، وصاح عمر: (قد وجدته، إلي بسعيد بن عامر)... وعندما جاء وعرض عليه ولاية حمص اعتذر سعيد وقال: (لا تَفْتِنّي يا أمير المؤمنين)... فيصيح عمر به: (والله لا أدعك، أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركونني؟!)... واقتنع سعيد بكلمات عمر، وخرج إلى حمص ومعه زوجه...


الزوجة الجميلة


خرج سعيد -رضي الله عنه- ومعه زوجته العروس الفائقة الجمال إلى حمص، ولما استقرا أرادت زوجته أن تستثمر المال الذي زوده به عمر، فأشارت عليه بشراء ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع ثم يدخر الباقي، فقال لها سعيد: (ألا أدلك على خير من هذا؟... نحن في بلاد تجارتها رابحة، وسوقها رائجة، فلنعط هذا المال من يتجر لنا فيه وينميه).. قالت: (فإن خسرت تجارته؟).. قال: (سأجعل ضمانها عليه!).. قالت: (فنعم إذن)..

وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات عيشه المتقشف، ثم فرق جميع المال على الفقراء والمحتاجين... ومرت الأيام وكلما سألته زوجته عن تجارتهما يجيبها: (إنها تجارة موفقة، وإن الأرباح تنمو وتزيد)... وعندما شكت وارتابت بالأمر ألحت عليه لتعرف، فأخبرها الحقيقة، فبكت وأسفت على المال، ونظر إليها سعيد وقد زادت جمالا ثم قال: (لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله، وما أحب أن انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها)...

وقال لها: (تعلمين أن في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان، ما لو أطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعا، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا، فلأن أضحي بك من أجلهن، أحرى وأولى من أن أضحي بهن من أجلك)... وأنهى الحديث هادئا مبتسما وسكنت زوجته وأدركت أنه لا شيء أفضل من السير مع سعيد في طريقه التقي الزاهد...



شكوى أهل حمص


عندا زار عمر -رضي الله عنه- حمص تحدث مع أهلها فسمع شكواهم، فقد قالوا: (نشكو منه أربعا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحد بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين)...

فقال عمر همسا: (اللهم إني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيب فيه فراستي)... ودعا سعيد للدفاع عن نفسه...

فقال سعيد: (أما قولهم: إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج إليهم)... وتهلل وجه عمر وقال: (الحمد لله، والثانية؟!)...

قال سعيد: (وأما قولهم: لا أجيب أحدا بليل، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إني جعلت النهار لهم، والليل لربي...

وأما قولهم: إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما، فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس لي ثياب أبدلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين وفي آخر النهار أخرج إليهم...

وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين، فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعة، وهم يقولون له: أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى؟...

فيجيبهم قائلا: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة... فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته، وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفا من عذاب الله ويغشاني الذي يغشاني...

وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة... ولم يتمالك عمر نفسه وصاح: (الحمد لله الذي لم يخيب فراستي)... وعانق سعيدا...



زهــــده


لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاء وراتب كبير بحكم عمله ووظيفته، ولكنه كان يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي على البيوت الفقيرة، وقد قيل له: (توسع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك)... فأجاب: (ولماذا أهلي وأصهاري؟ ... لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة)...

كما كان يجيب سائله: ما أنا بالمتخلف عن الرعيل الأول، بعد أن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يجمع الله عز وجل الناس للحساب... فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام... فيقال لهم: قفوا للحساب... فيقولون: ما كان لنا شيء نحاسب عليه... فيقول الله: صدق عبادي... فيدخلون الجنة قبل الناس)...



وفاته


وفي العام العشرين من الهجرة، لقي سعيد -رضي الله عنه- ربه نقيا طاهرا...

المصدر: موقع الصحابة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت ديسمبر 26, 2009 10:11 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سهيل بن عمرو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


سيرته

في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم)... فأجابه الرسول العظيم: (لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا)... ثم أدنى عمر منه وقال: (يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك!!)... وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من خطباء الإسلام...


صلح الحديبية


خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة، فمنعتهم قريش من ذلك، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق، حتى بعث الرسول (عثمان بن عفان) لقريش فسرت شائعة بأنه قتل، فبايع المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان...

فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا، فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل)... فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم-... ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال: (اكتب بسم الله الرحمن الرحيم)...

فقال سهيل: (لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم) فكتبها... ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو)... فقال سهيل: (لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك)... فقال الرسول: (اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو)... وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه...



دعوة الرسول

كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة... قال الله تعالى: {ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون}... (آل عمران الآية 128)، فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم، فتِيْبَ عليهم كلهم...


فتح مكة وإسلامه

وفي يوم الفتح الكبير... فتح مكة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟)... هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال: (نظن خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم)... وتألقت الابتسامة على وجه الرسول الكريم وقال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)... وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين... فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك إلى الإيمان...


قوة إيمانه

لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال: (والله لا أدع موقفا مع المشركين، إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن، إلا أنفقـت مع المسلمـين مثلها، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا)...


وفاة الرسول

عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك (عتاب بن أسيد) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة، فمن رابنا ضربنا عنقه)... فتراجع الناس وكفوا عما هموا به، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمر: (إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه)... وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا...


باب عُمَر

حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم، فيهم سُهيل بن عمرو، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فخرج الآذن فقال: (أين صُهيب؟ أين عمّار؟ أين سليمان؟ ليدخلوا!)... فتمعّرت وجُوه القوم، فقال سهيل: (لِمَ تمعُّر وجوهكم؟ دُعوا ودُعينا، فأسرعوا وأبطأنا، فلئن حسدتموهم على باب عمر، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا!)...


الرباط

أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا، وخرج معهم الى الشام مقاتلا، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال: (سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره)... وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت، ولن أرجع مكة)... وظل مرابطاً حتى وافته المنية...


الشهادة


استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة (15 هـ) وكان له قصة في ذلك، فقد كان ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة، فأُتوا بماء وهم صَرْعى، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال: (ابدؤوا بهذا)... فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال: (ابدؤوا بهذا)... فماتوا كلهم قبل أن يشربوا، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال: (بنفسي أنتم)...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2010 6:29 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامـــــــــــام أبــو حنيــفـــــــة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نسبه وقبيلته:

هو النعمان بن ثابت بن المرزُبان، وكنيته أبو حنيفة، من أبناء فارس الأحرار، ينتسب إلى أسرة شريفة في قومه، أصله من كابل - عاصمة أفغانستان اليوم - أسلم جده المرزبان أيام عمر رضي الله عنه، وتحوّل إلى الكوفة واتخذها سكنًا.

مولده ونشأته:

ولد أبو حنيفة رحمه الله بالكوفة سنة ثمانين من الهجرة على القول الراجح، سنة 699م.

ونشأ رحمه الله بالكوفة في أسرة مسلمة صالحة غنية كريمة، ويبدو أنه كان وحيد أبويه، وكان أبوه يبيع الأثواب في دكان له بالكوفة، ولقد خلف أبو حنيفة أباه بعد ذلك فيه.

حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم في صغره، شأن أمثاله من ذوي النباهة والصلاح.

حين بلغ السادسة عشر من عمره خرج به أبوه لأداء فريضة الحج وزياة النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده، فعن أبي يوسف قال: سمعت أبا حنيفة يقول: حججت مع أبي سنة ست وتسعين، ولي ست عشرة سنة، فإذا أنا بشيخ قد اجتمع عليه الناس، فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ قال: هذا رجل قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم، يُقال له عبدالله بن الحارث بن جَزء الزبيدي، فقلت لأبي: قدمني إليه، فتقدم بين يدين فجعل يفرج عني الناس حتى دنوت منه، فسمعت منه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تفقه في دين الله كفاه الله همه، ورزقه من حيث لا يحتسب".

وكان أول ما اتجه إليه أبو حنيفة من العلوم علم أصول الدين ومناقشة أهل الإلحاد والضلال، ولقد دخل البصرة أكثر من سبع وعشرين مرة، يناقش تارة ويجادل ويرد الشبهات عن الشريعة تارة أخرى، وكان يدفع عن الشريعة ما يريد أهل الضلال أن يلصقوه بها، فناقش جهم بن صفوان حتى أسكته، وجادل الملاحدة حتى أقرّهم على الشريعة، كما ناظر المعتزلة والخوارج فألزمهم الحجة، وجادل غلاة الشيعة فأقنعهم.

مضى رحمه الله في هذه السبيل من علم الكلام وأصول الدين، ومجادلة الزائغين وأهل الضلال، حتى أصبح علمًا يُشار إليه بالبنان وهو ما يزال في العشرين من عمره، وقد اتخذ حلقة خاصة في مسجد الكوفة، يجلس إليه فيها طلاب هذا النوع من العلوم.

ثم توجه أبو حنيفه رحمه الله إلى علم الفقه وكان سبب توجهه إليه ما رواه عنه زُفَر رحمه الله تعالى، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغًا يُشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأةٌ يومًا فقالت: رجل له امراة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟

فأمرتها أن تسأل حمادًا ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادًا فقال: يطلقها وهي طاهرة من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين - بعد الحيضة الأولى فهي ثلاث حِيَض - فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجَعَتْ فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام - أي في علم الكلام -، وأخذت نعلي فجلست إلى حمّاد أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد فأحفظ ويخطيء أصحابه، فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة.

ملامح شخصيته وأخلاقه:

كان زاهدا ورعا أراده يزيد بن هبيرة أمير العراق أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال: لن أصلح للقضاء فحلف عليه المنصور ليفعلن فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل فحبسه المنصور...

وكان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعا زاد في فروعه وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن جماعة أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به.

ورعه و تقواه و عبادته لله تعالى:

قال ابن المبارك: قلتُ لسفيان الثوري: ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعتُه يغتاب عدواً له. قال: والله هو أعقل من أن يسلِّط على حسناته ما يذهب بها.

كان أبو حنيفة يختم القرآن في كل يوم ثم حين اشتغل بالأصول والاستنباط و اجتمع حوله الأصحاب أخذ يختمه في ثلاث في الوتر.

صلى أبو حنيفة ثلاثين سنة صلاة الفجر بوضوء العتمة وحج خمساً وخمسين حجة.

قال مِسْعَر بن كِدَام: رأيتُ الإمام يصلي الغداة ثم يجلس للعلم إلى أن يصلي الظهر ثم يجلس إلى العصر ثم إلى قريب المغرب ثم إلى العشاء، فقلتُ في نفسي متى يتفرغ للعبادة؟ فلما هدأ الناس خرج إلى المسجد وكان بيته بجوار المسجد الذي يؤم فيه حسبة لله تعالى. فانتصب للصلاة إلى الفجر ثم دخل فلبس ثيابه.

وكانت له ثياب خاصة يلبسها لقيام الليل وخرج إلى صلاة الصبح ففعل كما فعل، ثم تعاهدته على هذه الحالة فما رأيته مفطراً ولا بالليل نائماً.

وكان يغفو قبل الظهر إغفاءة خفيفة، وقرأ ليلة حتى وصل إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] فما زال يرددها حتى أذَّن الفجر. وردد قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، ليلة كاملة في الصلاة. وقالت أم ولده: ما توسَّد فراشاً بليل منذ عرفتُه وإنما كان نومه بين الظهر و العصر في الصيف وأول الليل بمسجده في الشتاء.

شيوخــــــــــــه:

بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة رحمه الله أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم، ولا غرابة في هذا ولا عجب، فقد عاش رحمه الله تعالى سبعين سنة، وحج خمسًا وخمسين مرة، وموسم الحج يجمع علماء العالم الإسلامي في الحرمين الشريفين، وأقام بمكة رحمه الله تعالى حين ضربه ابن هبيرة على تولّي القضاء بالكوفة ثم هرب منه ست سنين، وكانت الكوفة مركز علم وحديث تعجّ بكبار العلماء.

وقد كان الإمام رحمه الله حريصًا على اللقي والاستفادة من العلم وأهله، وقد تيسّر له في خمس وخمسين سنة أن يلتقي بأربعة آلاف شيخ، وأن يأخذ عنهم ما بين مكثر منه ومُقِلّ، ولو حديثًا أو مسألة، وقال الإمام أبو حفص الكبير بعد أن ذكر عدد شيوخ الإمام رحمه الله: وقد صنّف في ذلك جماعة من العلماء ورتبوهم على ترتيب حروف المعجم.

وأستاذ الإمام أبي حنيفة هو حماد بن أبي سليمان جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه المنصور والحكم وشعبة والثوري، مات سنة عشرين ومائة، قال ابن معين: حماد ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال العِجلي: كوفي ثقة كان أفقه أصحاب إبراهيم.

روى عنه أبو حنيفة رحمه الله ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.

من شيوخه رحمه الله أيضًا: إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي... وغيرهم الكثير.

تلامذتـــــــــــــه:

روى عنه جماعة منهم ابنه حماد وإبراهيم بن طهمان، وإسحاق بن يوسف الازرق، وأسد بن عمرو القاضي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وحمزة الزيات، وداود الطائي، وزفر، وعبد الرزاق، وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن الشيباني، وهشيم، ووكيع، وأبو يوسف القاضي، وغيرهم كثير...

منهجه في البحث:

ابتكر الإمام أبو حنيفة رحمه الله نموذجًا منهجيًا في تقرير مسائل الاجتهاد، وذلك عن طريق عرض المسألة على تلاميذ العلماء في حلقة الدرس ليدلي كل بدلوه، ويذكر ما يرى لرأيه من حجة، ثم يعقّب هو على آرائهم بما يدفعها بالنقل أو الرأي، ويصوّب صوابأهل الصوابن ويؤيده بما عنده من أدلةٍ، ولربما تقضّت أيام حتى يتم تقرير تلك المسألة، وهذه هي الدراسة المنهجية الحرة الشريفة التي يظهر فيها احترام الآراء، ويشتغل فيها عقل الحاضرين من التلامذة، كما يظهر علم الأستاذ وفضله، فإذا تقررت مسألة من مسائل الفقه على تلك الطريقة، كان من العسير نقدها فضلًا عن نقضها.

وقال الموفّق المكي:

وضع أبو حنيفة رحمه الله مذهبه شورى بينهم، لم يستبد فيه بنفسه دونهم اجتهادًا منه في الدين ومبالغة في النصيحة لله ولرسوله والمؤمنين، فكان يلقي مسألة مسألة، يقلّبها ويسمع ما عندهم ويقول ما عنده وربما ناظرهم شهرًا أو أكثر من ذلك، حتى يستقر أحد الأقوال فيها، ثم يثبتها القاضي أبو يوسف في الأصول، حتى أثبت الأصول كلها، وغذا أُشكلت عليه مسألة قال لأصحابه: ما هذا إلا لذنب أذنبته ويستغفر، وربما قام وصلّى، فتنكشف له المسألة، ويقول: رجوتُ أنه تيب عليَّ، فبلغ ذلك الضيل بن عياض فبكى بكاءًا شديدًا، ثم قال: ذلك لقلة ذنبه، أما غيره فلا ينتبه لهذا.

آراء العلماء فيه:

قال وقيع بن الجرّاح شيخ الشافعي: كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يؤثر رِضَى الله تعالى على كل شيءٍ، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها.

وقال الإمام الشافعي: ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالًا على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجل أعقل من أبي حنيفة.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضرب بالسياط ليلي للمنصور فلم يفعل، فرحمة الله عليه ورضوانه.

وقال الإمام أبو يوسف: كانوا يقولون: أبو حنيفة زينه الله بالفقه والعلم والسخاء والبذل وأخلاق القرآن التي كانت فيه.

وقال عنه الإمام سفيان الثوري: ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة.

وقال عنه يحيى بن سعيد القطان إمام الجرح والتعديل: إن أبا حنيفة - والله - لأعلم هذه الأمة بما جاء عن الله ورسوله.

وقال عنه الحافظ ابن كثير: هو أحد أئمة الاسلام، والسادة الاعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الائمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، وهو أقدمهم وفاة، لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك، قيل وغيره، وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة...

وفاتـــــــــــه:

توفي رحمه الله ببغداد سنة 150 هـ الموافق 767 م يقول ابن كثير: وصُلّي عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام، وقبره هناك رحمه الله.

المصدر: موقع قصة الإسلام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد فبراير 21, 2010 10:26 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامــــــام أحمد بن حنبـــل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نسبه وقبيلته:

هو أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، قال ابن الأثير: ليس في العرب أعز دارًا ولا أمنع جارًا ولا أكثر خلقًا من شيبان.

وكان في قبيلة شيبان الكثير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء، فالإمام أحمد عربي أصيل ينتمي إلى هذه القبيلة، وهي قبيلةٌ ربعيةٌ عدنانيةٌ تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان.

وكان الإمام أحمد - رحمه الله - رجلًا طوالًا رقيقًا أسمر اللون كثير التواضع.

مولــــــــــده:

ولد سنة 164هـ الموافق 780م.

البلد التي ولد فيها:

بغداد

البلد التي عاش فيها:

عاش الإمام أحمد رحمه الله في بغداد، ولكنه تنقّل بين كثير من البلاد طلبًا للعلم حتى ذهب إلى الشامات والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة و الحجاز واليمن والعراق وفارس و خراسان والجبال والأطراف والثغور...

طفولته وتربيته:

نشأ أحمد بن حنبل يتيمًا، وكسائر أترابه تعلم القرآن في صغره وتلاه تلاوة جيدة وحفظه عن ظهر قلب، وعندما تجاوز الخامسة عشرة من عمره، بدأ يطلب العلم، وأول من طلب العلم عليه هو الإمام أبو يوسف القاضي، والإمام أبو يوسف كما هو معلوم من أئمة الرأي مع كونه محدِّثاً ولكن في البداية وبعد مرور فترة له مع أبي يوسف.

وجد الإمام أحمد أنه يرتاح لطلب الحديث أكثر، فتحوّل إلى مجالس الحديث وأعجبه هذا النهج واتفق مع صلاحه وورعه وتقواه وأخذ يجول ويرحل في سبيل الحديث حتى ذهب إلى الشامات والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة و الحجاز واليمن والعراق وفارس و خراسان والجبال والأطراف والثغور... وهذا فقط في مرحلته الأولى من حياته.

ولقد التقى الشافعي في أول رحلة من رحلاته الحجازية في الحرم، و أُعجِبَ به وظلّ الإمام أحمد أربعين سنة ما ييبت ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي.

وكان يقول عندما يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله يبعث على رأس كل أمَّة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها - كان يقول -: لقد أرسل الله تعالى سيدنا عمر بن عبد العزيز يجدد لهذه الأمة دينها على رأس المائة الثانية وآمل أن يكون الشافعي على رأس المئة الثالثة.

وقد حيل بين أحمد ومالك بن أنس فلم يوفَّق للقائه وكان يقول: لقد حُرِمتُ لقاء مالك فعوَّضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة...

أهم ملامح شخصيته وأخلاقه:

ورعه وتقواه وتعففه:

من عظيم ما عُرِفَ به الإمام أحمد تعففه، وله في ذلك قصص رائعة، فقد كان يسترزق بأدنى عمل وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضاً أو هبة أو إرثاً لأحد يؤثره به.

وقد يقبل هدية ولكنه يعجل في إعطاء من أهداه هدية مثلها أو خيراً منها، رافعاً بذلك شأن العلم و العلماء، ولقد أجمعت الأمَّة على صلاحه وكان مضرب مَثَلٍ في الصلاح والتقوى حتى أنَّ بعض العلماء قال: لو أنَّ أحداً قال: إنَّ الإمام أحمد هو من أهل الجنة لم يحنث ولم يتألّى على الله تعالى، ودليلهم على ذلك إجماع أهل العراق والشام وغيرهم على هذا الأمر والإجماع حجة وإجماع الأمة على هذا الأمر إنما كان بعد مماته.

وقد صنف الإمام في الزهد كتاباً عظيماً، أغلب الظن - كما قال الحافظ الإمام ابن كثير - أنه كان يأخذ بما أمكنه منه.

قال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس آخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط، وقال مرة لابنه صالح: إذا لم يكن عندي قطعةُ - يعني من المال - أفرح! وقال: ما أعدلُ الفقر شيئاً، وصدق - رحمه الله - إذ صبر على الفقر طول عمره.

وكان رحمه الله عفيفاً، لا يرضى أن يأخذ شيئاً من أحد على شدة حاجة: رهن نعله مرةً عند خبازٍ ليأكل، وأكرى نفسه - أي: اشتغل أجيراً - عند ناس من الجمّالين، ونسخ بالأجرة، وأبى أن يأخذ مالاً، لا قرضاً، ولا هدية، من شيخه الإمام عبدالرزاق.

ثبات الإمام رغم المحنة:

كان الإمام أحمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة، ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسألة عمّ البلاء بها، وحمل الخليفة المأمون الناس على قبولها قسرًا وقهرًا دون دليل أو بيّنة.

وتفاصيل تلك المحنة أن المأمون أعلن في سنة (218هـ الموافق 833م) دعوته إلى القول بأن القرآن مخلوق كغيره من المخلوقات، وحمل الفقهاء على قبولها، ولو اقتضى ذلك تعريضهم للتعذيب، فامتثلوا؛ خوفًا ورهبًا، وامتنع أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح عن القول بما يطلبه الخليفة، فكُبّلا بالحديد، وبُعث بهما إلى بغداد إلى المأمون الذي كان في طرسوس، لينظر في أمرهما، غير أنه توفي وهما في طريقهما إليه، فأعيدا مكبّلين إلى بغداد.

وفي طريق العودة قضى محمد بن نوح نحبه في مدينة الرقة، بعد أن أوصى رفيقه بقوله: "أنت رجل يُقتدى به، وقد مدّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتق الله واثبت لأمر الله.

وكان الإمام أحمد عند حسن الظن، فلم تلن عزيمته، أو يضعف إيمانه أو تهتز ثقته، فمكث في المسجد عامين وثلث عام، وهو صامد كالرواسي، وحُمل إلى الخليفة المعتصم الذي واصل سيرة أخيه على حمل الناس على القول بخلق القرآن، واتُّخذت معه في حضرة الخليفة وسائل الترغيب والترهيب، ليظفر المجتمعون منه بكلمة واحدة، تؤيدهم فيما يزعمون، يقولون له: ما تقول في القرآن؟ فيجيب: هو كلام الله، فيقولون له: أمخلوق هو؟ فيجيب: هو كلام الله، ولا يزيد على ذلك.

ويبالغ الخليفة في استمالته وترغيبه ليجيبهم إلى مقالتهم، لكنه كان يزداد إصرارًا، فلما أيسوا منه علّقوه من عقبيه، وراحوا يضربونه بالسياط دون أن يستشعر واحد منهم بالخجل وهو يضرب إنسانًا لم يقترف جرمًا أو ينتهك عرضًا أو أصاب ذنبًا، فما بالك وهم يضربون إمامًا فقيهًا ومحدثًا ورعًا، يأتمّ به الناس ويقتدون به.

ولم تأخذهم شفقة وهم يتعاقبون على جلد جسد الإمام الواهن بسياطهم الغليطة، حتى أغمي عليه، ثم أُطلق سراحه، وعاد إلى بيته، ثم مُنع من الاجتماع بالناس في عهد الخليفة الواثق (227-232هـ الموافق 841-846م)، لا يخرج من بيته إلا للصلاة، حتى إذا ولي المتوكل الخلافة سنة (232هـ الموافق 846م)، فمنع القول بخلق القرآن، ورد للإمام أحمد اعتباره، فعاد إلى الدرس والتحديث في المسجد.[أحمد بن حنبل ـ محمد أبو زهرة ].

شيوخــــــــــــــه:

شيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية،وعلي بن هاشم ابن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمر بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي وغيرهم...

تلاميــــــــــــذه:

البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن بقي بواسطة، والبخاري وداود أيضاً بواسطة، وابناه صالح، وعبد الله، وشيوخه عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب...

ومن تلاميذه أيضًا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروزي الفقيه، أحد الأعلام وأجلّ أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وكان أبوه خوارزمياً وأمه مروزية، حمل عن أحمد علماً كثيراً ولزمه إلى أن مات، وصنّف في الحديث والسنّة والفقه وهو الذي تولى غماض أحمد بن حنبل وغسله.

من مؤلفاتـــــــه:

كتاب المسند وهو أكبر داووين السنة المطهرة حيث يحوي أربعين ألفًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، انتقاها الإمام أحمد من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث.

وله من الكتب أيضًا كتاب الأشربة، وكتاب الزهد، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب المسائل، وكتاب الصلاة وما يلزم فيها، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب العلل، وكتاب السنن في الفقه...

وعن أبي زرعة قال: حزر كتب أحمد يوم مات فكانت اثني عشر حملاً...

منهجه العلمي:

اشتُهِرَ الإمام أحمد أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً.

وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين...

وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ".

وكان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.

أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: "الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.

وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟.

و لما علم الله تعالى صدق نيته وقصده قيَّض له تلامذة من بعده يكتبون فتاويه وقد كتبوا عنه أكثر من ستين ألف مسألة. ولقد أخذ بمبدأ الإستصحاب كما أخذ بالأحاديث المرسلة.

ما قيل عنه:

قيل لأبي زرعة: مَنْ رأيتَ مِن المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل حزرت كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حديث فلان وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.

وعن ابراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء.

وعن أحمد بن سنان قال: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل ولا رأيته أكرم أحداً كرامته لأحمد بن حنبل وكان يقعد إلى جنبه إذا حدثنا وكان يوقره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده.

قال ابن الجوزي: كانت مخايل النجابة تظهر من أحمد رضي الله عنه من زمان الصبا وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرا وعمله به متوفرًا، فلذلك كان مشايخه يعظمونه فكان إسماعيل بن علية يقدمه وقت الصلاة يصلي بهم وضحك أصحابه يومًا فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟.

وقال عبد الرزاق: ما رأيت افقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.

وقال وكيع وحفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل.

وقال أبو الوليد الطيالسي: ما بالمصرين احد احب الي من أحمد بن حنبل.

وكان ابن مهدي يقول: ما نظرت إليه الا ذكرت به سفيان الثوري ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه.

وقال يحيى بن سعيد: ما قدم عليَّ مثل أحمد بن حنبل.

وقال أبو عاصم النبيل وقد ذكر طلاب العلم فقال: ما رأينا في القوم مثل أحمد بن حنبل

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقلت له: وما يدريك؟ فقال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب...

وفاتـــــــــــــــــه:

توفي في بغداد سنة 241 هـ الموافق 855 م، وقد استكمل سبعاً وسبعين سنة.

قال المروزي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ومرض تسعة أيام وتسامع الناس فأقبلوا لعيادته ولزموا الباب الليل والنهار يبيتون فربما أذن للناس فيدخلون أفواجا يسلّمون عليه فيرد عليهم بيده.

وقال أبو عبد الله: جاءني حاجب لابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك فقلت له: هذا مما أكره وأمير المؤمنين قد أعفاني مما أكره.

ووضّأته فقال: خلل الأصابع، فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس حتى ملأوا السكك والشوارع فلما كان صدر النهار قبض رحمه الله فصاح الناس وعلت الاصوات بالبكاء حتى كأن الدنيا قد ارتجت.

وعن حنبل قال: أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى أبو عبد الله عند موته أن يجعل على كل عينٍ شعرة، وشعرة على لسانه ففعل ذلك به بعد موته.

وعن صالح بن أحمد قال: قال لي أبي: جئني بالكتاب الذي فيه حديث بن إدريس عن ليث عن طاووس أنه كان يكره الأنين فقرأته عليه فلم يئن إلا في الليلة التي مات فيها.

وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يعرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا لا بعد لا بعد، ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبة أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت تعرق حتى نقول قد قضيت ثم تعود فتقول لا بعد لا بعد.

فقال لي: يا بني ما تدري ما قلت؟ قلت: ل،فقال: إبليس لعنه الله قائم حدائي عاض على أنامله يقول لي: يا أحمد فُتَنّي فأقول: لا بعد، لا بعد حتى أموت.

وعن بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر قال: فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألف امرأة.

رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمةً واسعةً وأسكنَه فسيح جناته.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 11:08 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامـــــــــــــــــــام مســــــــــــــــــلم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:

هو الإمام الكبير الحافظ المجوّد الحجّة الصادق، أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ، القشيري النيسابوري. وقُشَير قبيلة من العرب معروفة، ونيسابور مدينة مشهورة بخراسان من أحسن مدنها وأجمعها للعلم والخير.

مَوْلِــــــــــــــــــدُهُ:

سنة 206هـ الموافق 821م.

البَلَد التي وُلِدَ فِيهَا:

نيسابور

الطُفُولةُ والنّشْأَةُ:

نشأ الإمام مسلم في بيت تقوى وصلاح وعلم فقد كان والده حجاج بن مسلم القشيري أحد محبي العلم وأحد من يعشقون حلقات العلماء فتربى الإمام وترعرع في هذا الجوّ الإيماني الرائع وقد بدأ الإمام مسلم - رحمه الله - رحلته في طلب العلم مبكرًا، فلم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره حين بدأ في سماع الحديث، قال الذهبي: وأول سماعه في سنة ثمان عشرة من يحيى بن يحيى التميمي، وحج في سنة عشرين وهو أمرد...

أَهَمُّ مَلَامِح شَخْصِيته:

كثرة علمه وبراعته فيعلم الحديث خاصة:
يُعدّ الإمام مسلم أحد أعلام علم الحديث، فلا يُذكر هذا العلم إلا ويُذكر البخاري ومسلم، فقد بلغ فيه وبه - رحمه الله ورضي الله - الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة وذلك بعد ارتحل كثيرًا وتنقل بين البلاد طالبًا لهذا العلم الجليل السامي القدر العظيم القيمة ألا وهو العلم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونزداد يقينًا بعلم الشيخ ورسوخه في تخصصه - علم الحديث - إذا طالعنا ما ألّفه من كتب وما تركه من رسائل علميةٍ عظيمة القيمة، جمّة الفائدة.

كما يتأكد لنا هذا الأمر إذا عرفنا هذا العدد الهائل من الشيوخ الذين تربى الإمام مسلم - رحمه الله - على أيديهم.

وكان - رحمه الله - يعرف لشيوخه ومعلميه قدرهم ومكانتهم ويتواضع لهم ويثني عليهم خيرًا، قال محمد بن حمدون بن رستم: سمعت مسلم بن الحجاج، وجاء إلى البخاري فقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.

شُيُوخُـــــــــــــــــه:

للإمام مسلم - رحمه الله - شيوخ كثيرون، بلغ عددهم مئتان وعشرون رجلًا، وقد سمع بمكة من عبد الله بن مسلمة القعنبي، فهو أكبر شيخ له، وسمع بالكوفة والعراق والحرمين ومصر...

ومن أبرز هؤلاء الأئمة: يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وسعيد بن منصور، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي كريب محمد بن العلاء، وأبي موسى محمد بن المثنى، وهناد بن السري، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن يحيى الذهلي، والبخاري، وعبد الله الدارمي، وإسحاق الكوسج، وخلق سواهم...

تَلَامِيـــــــــــــــذُهُ:

علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، وهو أكبر منه، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء شيخه، ولكن ما أخرج عنه في " صحيحه "، والحسين ابن محمد القباني، وأبو بكر محمد بن النضر بن سلمة الجارودي، وعلي ابن الحسين بن الجنيد الرازي، وصالح بن محمد جزرة، وأبو عيسى الترمذي في " جامعه "، وأحمد بن المبارك المستملي، وعبد الله بن يحيى السرخسي القاضي ونصر بن أحمد بن نصر الحافظ وغيرهم كثير...

مُؤّلَفَاتُـــــــــــــهُ:

للإمام مسلم - رحمه الله - مؤلفات كثيرة منها ما وُجد ومنها ما فُقد ومن هذه المؤلفات:
- كتابه الصحيح وهو أشهر كتبه
- كتاب التمييز
- كتاب العلل
- كتاب الوحدان
- كتاب الأفراد
- كتاب الأقران
- كتاب سؤالاته أحمد ابن حنبل
- كتاب عمرو بن شعيب
- كتاب الانتفاع بأهب السباع
- كتاب مشايخ مالك
- كتاب مشايخ الثوري
- كتاب مشايخ شعبة
- كتاب من ليس له إلا راوٍ واحد
- كتاب المخضرمين
- كتاب أولاد الصحابة
- كتاب أوهام المحدثين
- كتاب الطبقات
- كتاب أفراد الشاميين....

مَنْهَجُهُ فِي الحَدِيْثِ:

كتب مالك - رحمه الله - كتاب الموطأ أودعه أصول الأحكام من الصحيح المتفق عليه ورتبه على أبواب الفقه ثم عني الحفاظ بمعرفة طرق الأحاديث وأسانيده المختلفة وربما يقع إسناد الحديث من طرق متعددة عن رواة مختلفين وقد يقع الحديث أيضا في أبواب متعددة باختلاف المعاني التي اشتمل عليها

وجاء محمد بن إسماعيل البخاري إمام الحدثين في عصره فخرج أحاديث السنة على أبوابها في مسنده الصحيح بجميع الطرق التي للحجازيين والعراقيين والشاميين واعتمد منها ما أجمعوا عليه دون ما اختلفوا فيه وكرر الأحاديث يسوقها في كل باب بمعنى ذلك الباب الذي تضمنه الحديث فتكررت لذلك أحاديثه حتى يقال انه اشتمل على تسعة آلاف حديث ومائتين منها ثلاثة آلاف متكررة وفرق الطرق والأسانيد عليها مختلفة في كل باب

ثم جاء الإمام مسلم بن الحجاج القشيري - رحمه الله - فألف مسنده الصحيح حذا فيه حذو البخاري في نقل المجمع عليه وحذف المتكرر منها وجمع الطرق والأسانيد وبوبه على أبواب الفقه وتراجمه ومع ذلك فلم يستوعب الصحيح كله وقد استدرك الناس عليهما في ذلك...

وقال الإمام مسلم - رحمه الله - في مقدمة كتابه الصحيح:

ثم إنا إن شاء الله مبتدئون في تخريج ما سألت وتأليفه على شريطة سوف أذكرها لك وهو إنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقسمها على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الناس على غير تكرار إلا أن يأتي موضع لا يستغنى فيه عن ترداد حديث فيه زيادة معنى أو إسناد يقع إلى جنب إسناد لعلة تكون هناك لأن المعنى الزائد في الحديث المحتاج إليه يقوم مقام حديث تام فلا بد من إعادة الحديث الذي فيه ما وصفنا من الزيادة أو أن يفصل ذلك المعنى من جملة الحديث على اختصاره إذا أمكن ولكن تفصيله ربما عسر من جملته فإعادته بهيئته إذا ضاق ذلك أسلم فأما ما وجدنا بدا من إعادته بجملته من غير حاجة منا إليه فلا نتولى فعله إن شاء الله تعالى...

حَوْلَ كِتَابِهِ الصّحِيح:

هو كتاب جامع في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، واقتصر مؤلفه على ما صح، وتجنب الضعيف، ولا يعتني بذكر الموقوفات، والمقطوعات، وأقوال العلماء، وآرائهم الفقهية.. وإن كان بعض ذا قد يأتي بِقِلَةٍ لِعِلَةٍ.

وقد ابتدأ كتابه بمقدمة ذكر فيها سبب تأليفه، وطريقته ..، ثم ذكر مسائل في علوم الحديث، ثم أورد بعد المقدمة كتاب الإيمان ثم الطهارة، فالحيض، فالصلاة، فالمساجد، فصلاة المسافرين، فالجمعة، فالعيدين، فالاستسقاء، فالكسوف، فالجنائز، فالزكاة، فالصيام، فالاعتكاف، فالحج، فالنكاح، فالرضاع، فالطلاق، فاللعان، فالعتق، فالبيوع، فالمساقاة، فالفرائض، فالهبات، فالوصية، فالنذر، فالأيمان، فالقسامة والمحاربين والقصاص والديات، فالحدود، فالأقضية، فاللقطة، فالجهاد والسير، فالإمارة، فالصيد والذبائح، فالأضاحي، فالأشربة، فاللباس والزينة، فالآداب، فالسلام، فالألفاظ من الأدب، فالشعر، فالرؤيا، فالفضائل، ففضائل الصحابة، فالبر والصلة، فالقدر، فالعلم، فالذكر والدعاء، فالتوبة، فصفة المنافقين، فالقيامة، وصفة الجنة والنار، فالفتن وأشراط الساعة، فالزهد والرقائق، فالتفسير.

وهذه أربعة وخمسون كتابا ـ في عدِّ محمد فؤاد عبد الباقي في طبعته، وفي تحفة الأشراف اثنان وأربعون كتابا لدخول بعض الكتب المذكورة هنا في بعض ـ وهذه الكتب كما ترى تغطي معظم أبواب الدين، فقد اشتملت على أمور العبادات، والمعاملات، والأخلاق، والسيرة، والفضائل، والزهد والرقائق، والجنة والنار، والتفسير ..

وكل كتاب منها تحته أحاديث كثيرة، مفصلة على أبواب ـ وإن لم يترجم لها، كما فعل بقية أصحاب الكتب الستة ـ وقد رتبت الأبواب، و الأحاديث ترتيبا دقيقا، وقام بجمع الطرق الكثيرة للحديث في مكان واحد، ويحيل على الألفاظ .

قال الحسين بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلمًا يقول: صنفت هذا -المسند الصحيح - من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث.

وقد استغرقت مدة تأليفه لهذا الكتاب خمسة عشر عامًا، قال أحمد بن سلمة : كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة، وقد ألفه في بلده كما ذكر ابن حجر في مقدمة فتح الباري حيث قال: إن مسلما صنف كتابه في بلده، بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه، فكان يتحرز في الألفاظ، ويتحرى في السياق...

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ:

قال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.

ونقل أبو عبد الله الحاكم أن محمد بن عبد الوهاب الفراء قال: كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس، ومن أوعية العلم.

وقال عنه صاحب أبجد العلوم (صديق بن حسن القنوجي): والإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ وأعلم المحدثين إمام خراسان في الحديث بعد البخاري.

وقال عنه مسلمة بن قاسم: ثقة جليل القدر من الائمة.

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة من الحفاظ له معرفة بالحديث وسُئل عنه أبي فقال صدوق.

وقال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلمًا في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.

مِنْ كَلِمَاتِهِ الخَالِدَة:

- قوله للإمام البخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.

وَفَاتُـــــــــــــهُ:

عاش الإمام مسلم 55 سنة، وتوفي ودفن في مدينة نيسابور سنة 261هـ الموافق 875م، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن المسلمين خير الجزاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة مارس 12, 2010 4:06 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامـــــام ابن كـــثير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

هو أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير عماد الدين القرشي الشافعي. اتفق المؤرخون على أن ابن كثير ولد فى مطلع القرن الثامن الهجري، ولم ينقلوا شيئا عن تحديد اليوم والشهر الذي ولد فيه.

وذهب جمهور المؤرخين إلي أن ولادته كانت سنة 701هـ الموافق 1301م، وقرر بعضهم أن ولادته كانت سنة 700هـ، وتشكك فريق آخر فى السنتين، ولم يجزم فى تحديد سنة ولادته منهم، فابن حجر فى ـ رحمه الله ـ وهو من أقرب الناس لحياة ابن كثير من المؤرخين يقول فى كتابه " إنباه الرواه " إلي أنه ولد سنة سبعمائة، ولكنه عاد وتشكك فى كتابه الآخر " الدرر الكامنة " فقال ولد سنة سبعمائة أو بعدها بيسير ".

وقد سبقه فى هذا التردد مؤرخ الإسلام الذهبي، وهو معاصر لابن كثير، وذكر أنه سمع منه الحديث، ومع ذلك قال فى ولادته " ولد بعد السبع مائة، أو فيها " وقال الذهبي فى كتاب آخر " مولده سنة نيف وسبعمائة ".

والسبب فى هذا الاصطراب عدم وجود سجلات للولادة في هذا العصر، وإن تحديد ولادة العلماء المشهورين يلجأ إليها فيما بعد بالقرائن، وكان الاضطراب فى ولادة ابن كثير مستنبطا من كلامه هو، عندما يقول فى ترجمة أبيه المتوفي سنة 703هـ " وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوه، لا أدركه إلا كالحلم "، وهذا يرجح أن تكون ولادته سنة701هـ، وهو ما عليه أكثر المترجمين الآن.

نشأته وتربيته:
تدل كتب التراجم والتاريخ أن ابن كثير ـ رحمه الله ـ نشأ فى أسرة علمية متدينة، فكان أبوه " عمر بن كثير بن ضوء بن كثير البصروي " فقيه،أديب، شاعر، خطيبا فى القرية، ثم صار خطيبا ـ التي ولد فيها الابن ـ مجيدل، وكان الأب مشهور، ولقبه شهاب الدين، وكنيته أبو حفص.

ويظهر من كتب التراجم أيضا أن والده كان حريصا على تربية أولاده تربية دينية صحيحة، وأن يتوجهوا لدراسة العلوم الشرعية، ولذلك كان الأخ الاكبر لابن كثير، وهو عبد الوهاب فقيه، وتولي رعاية أخيه إسماعيل فرباه بعد وفاة أبيه، وهو ابن ثلاث سنين، ورحل الأخ الكبير عبد الوهاب مع صاحبنا ابن كثير إلي بصري ودمشق، وتفقه ابن كثير على أخيه عبد الوهاب فى مبدأ أمره.

وانصرف ابن كثير ـ رحمه الله ـ وهو فى دمشق إلي طلب العلم، وتحصيل المعارف، والتقي مع علمائها ومشايخه، إلي أن صحب محدث الديار الشامية فى عصره، أبا الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك، المشهور بالمزي، الحافظ للحديث وإمام الحفاظ فلازمه، وأخذ عنه العلم الكثير، ثم تزوج ابنته، وسمع عليه أكثر تصانيفه، وهذا ما صرحت به معظم المصادر.

شيوخـــــــــــــه:

وتفقه بالشيخ برهان الدين إبراهيم بن عبدالرحمن الفزاري الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة 729،هـ وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم، ومن أحمد بن أبي طالب المعمر أكثر من مئة سنة الشهير بابن الشحنة، والحجار المتوفى سنة 730، ومن القاسم ابن عساكر، وابن الشيرازي واسحق ابن الآموي، ومحمد بن زراد، ولازم الشيخ جمال يوسف ابن الزكي المزي صاحب تهذيب الكمال واطراف الكتب الستة، المتوفى سنة 742، وبه انتفع وتخرج، وتزوج بابنته، وقرأ على شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية المتوفى سنة 728 كثيرا، ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد بن قايماز المتوفى سنة 748، وأجاز له بمصر أبو موسى القرافي، والحسيني، وأبو الفتح الدبوس، وعلي ابن عمر الواني، ويوسف الختني، وغير واحد.

تلاميــــــــــــذه:

وتلاميذه كثر: منهم، ابن حجي، وقال فيه: «أحفظ من ادركناه لمتون لأحاديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما اعرف اني اجتمعت به، على كثرة ترددي إليه، إلا واستفدت منه

وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب: الحافظ الكبير عماد الدين، حفظ التنبيه وعمره 18 سنة، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وكان كثير الاستحضار، قليل النسيان، جيد الفهم، يشارك في العربية، وينظم نظما وسطا، قال فيه ابن حبيب: «سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير.

ثناء العلماء عليه:

قال الحافظ شمس الدين الذهبي في المعجم المختص: «الامام المفتى المحدث البارع، فقيه متفنن ومفسر نقال، وله تصانيف مفيدة».

وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: «اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في حياته، وانتفع الناس بها في حياته وبعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل، ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء

وعلق السيوطي على قول ابن حجر فقال: «العمدة في علم الحديث على معرفة صحيح الحديث وسقيمه وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحا وتعديلاً، وأما العالي والنازل ونحو ذلك: فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة

وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغري بردى الحنفي في كتابه المنهل الصاغ والمستوفى بعد الوافي: «الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء.. لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب، وبرع في الفقه والتفسير والحديث، وجمع وصنف، ودرس وحدث وألف.

وقال عنه ابن الوزير في كتابه إيثار الحق علي الخلق " وينبغي ههنا مطالعة كتب قصص الأنبياء ومن أجودها كتاب ابن كثير البداية والنهاية. ويقول كذلك فالزنجاني والذهبي وابن كثير من أئمة الأثر وأئمة الشافعية وأهل السنة.

وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك، وأفتى ودرس إلى ان توفى»!واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير، وهو القائل:
تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق الى الآجال، والعين تنظر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى..... ولا زائل هذا المشيب المكرر

ملامح شخصيته وأخلاقه:

لقد حبا الله عز وجل ابن كثير ـ رحمه الله ـ بكثير من الصفات الحميدة، والشمائل الكريمة، والخلال العذبة، والتي لا يتصف بها إلا العلماء الأخيار الأفذاذ، ومن هذه الصفات:

1- الحفظ: وهب الله عز وجل ابن كثير حافظة قوية، وذاكرة ممتازة، وموهبة متفوقة، فكان قادرا على حفظ العلوم، والمتون، واكتناز المعلومات،وظهر أثر ذلك في مصنفاته.

فقد حفظ ابن كثير القرآن الكريم وهو فى الحادية عشرة من عمره، وصرح بنفسه على ذلك، وحفظ التنبيه فى الفقه الشافعي، وعرضه سنة ثماني عشرة، وحفظ مختصر ابن الحاجب فى أصول الفقه، وحفظ المتون المتنوعة فى العلوم، ولذلك وصفه عدد من العلماء بحفظ المتون، فقال شيخه الذهبي " ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظ ومعرفة "

وقال عنه تلميذه ابن حجي " أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث ورجاله، وأعرفهم بجرحها وصحيحها وسقيمه، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك ".

2- الاستحضار: اقترنت صفة الحفظ عند ابن كثير بصفة أخري وهي صفة الاستحضار، مما يدل علي المنحة الإلهية له بقوة الذاكرة، وقلة النسيان، وهو من أعظم المواهب الإلهية، وأكبر ميزة للعالم والمصنف والفقيه.

لذلك كان ابن كثير يستحضر المتون والكتب والعلوم، حتى لفت نظر المحققين والمحدثين، فهو ينقل من مصادر عدة، ولكنه يضع المعلومات بصيغته وأسلوبه الخاص به، مما يرجح أنه كان يكتب ويصنف من ذاكرته وحافظته،ويتصرف بذلك حسب مقتضي الحال والمقام.

3- الفهم الجيد: هذه الصفة من المنح الإلهية للإنسان، ومن التوفيق الرباني له، وتتأثر بالعوامل المكتسبة عن طريق الإخلاص، والتقصي والدراسة، والاستيعاب، والاجتهاد، وتحري الدقة العلمية، مما تساعد صاحبها ـ مع فضل الله تعالي وتوفيقه ـ إلي الفهم الجيد، والإدراك الصحيح، والاستنتاج المقبول، لذلك يقول عنه تلميذه ابن حجي " وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن ".

4- خفة الروح: وهذه الصفة من الصفات الحسنة للإنسان عامة، ومن عوامل التفوق والنجاح فى التدريس والوعظ خاصة، وتدل على سماحة النفس، والاهتمام بالطلاب، والتخفيف عنهم، والترويح في التدريس.

5- الالتزام بالحديث والسنة: من صفات ابن كثير أنه كان حريصا على التزام السنة، والدعوة إلى اتباع السلف، وهو ما يظهر عند مراجعة مؤلفاته وكتبه، ولا غرابة فى ذلك فهو المحدث الفقيه الحافظ لأحاديث الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وكان ابن كثير رحمه الله يحارب البدع، ويدعو إلى تركه، ويساهم فى إنكاره، ويفرح لإبطاله، ويسجل هذه المشاعر والعواطف والمباديء فى كتبه ومصنفاته، وكان يتتبع البدع ويتألم لوجوده، ويسعي لإبطاله، ويهلل لإلغائه.

6- الخلق والفضيلة والموضوعية: كانت أخلاق ابن كثير رحمه الله حميدة، ويلتزم الفضائل والقيم، وسعة الصدر، والحلم، والصداقة المخلصة، والتقدير لشيوخه، فقد ترجم لعدد كبير منهم فى تاريخه، وأثني عليهم خير، وعدد مناقبهم، وأثبت فضائلهم، واعترف بالأخذ من الأساتذة، وحسن الصحبة للزملاء والمعاصرين.

7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا من المباديء الإسلامية الرشيدة فى الدعوة والنصح والإرشاد، والتكافل والتناصح بين أفراد الأمة والمجتمع، وهو واجب عيني على كل مسلم قادر ومستطيع أن يقوم به لحديث رسول الله " من رأي منكم منكرا فليغيره............." ويتأكد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى الدعاة والعلماء والمصلحين، ثم على الحكام والمحكومين.

وكان ابن كثير يعرف واجبه فى هذا الجانب الخطير، ويؤدي حقه فى مرضاة الله تعالي للحاكم والمحكومين، لا يبتغي بذلك إلا الأجر والثواب، ومرضاة الله تعالي، ولا يخشى فى الله لومة لائم، فيقول الحق، ويقرر الشرع، ويؤدي الأمانة، ويبلغ حكم الله تعالي في كل الأمور والظروف والأحوال، ولو كان الامر يتعلق بشؤون الحكم، والخلاف بين الأمراء الذين يحاولون أن يتحصنوا بفتوي كبار العلماء، ويجعلونها ذريعة لتحقيق مآربهم.

8- إنصاف الخصوم: يقول الله عزوجل " إن الله يأمركم أنة تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " والعدل مطلوب مع الحكام والقضاة ومع كل ذي ولاية وسلطة مهما تنوعت واختلفت وتفاوتت درجاته، وذلك بإنصاف الناس، وحتى الخصوم، وحينئذ يصبح الإنسان من السابقين إلي ظل الله يوم القيامة.

والعدل من الفضائل، وخاصة إذا كان مع الأمر مع الخصم، فهو أعلي درجات العدل بأن ينصف الإنسان خصمه من نفسه، وهذه المرتبة العليا لا يبلغها إلا القلة، وتدل علي أن صاحبها بلغ رتبة عالية من تطبيق أحكام الشرع وآدابه، ومراقبة الله تعالي في ذلك، حتي يجاهد نفسه فيخضعها للحق، ويقف بها عند جادة الصواب، ولا يستسلم لهواه وأهوائه.

وهذا ما حدث مع ابن كثير ـ رحمه الله ـ فى ترجمته لكثير من خصومه فى الرأي والفكر والمواقف، فيصفهم بالحق والعدل، ولا يتجني عليهم، ولا ينقصهم صفة لهم، ومن الشواهد الكثيرة علي ذلك نجد في " البداية والنهاية " أنه كان بين ابن كثير وبين قاضي القضاة تقي الدين السبكي خصومة فكرية...

وتشاء الظروف أن توجه اتهامات إلى قاضي القضاة بالتفريط فى أموال الأيتام، وطلب من المفتين أن يضعوا خطوطهم بتثبيت الدعوي ضده، لتغريمه ومحاكمته، ويصل الأمر إلي صاحبنا العلامة ابن كثير ذي الخلق الكريم، والموقف العادل، فيأبي الكتابة، وينصف قاضي القضاة، ويوقف الافتراء والاتهام إلي أن يتبين الحق، ويسجل ذلك في تاريخه فى أحداث سنة 743هـ.

9- الإصلاح الديني: نزل الإسلام صافيا من السماء، وبلغه رسوله (عليه الصلاة والسلام) حتي لحق بالرفيق الأعلي، وقد ترك أمته علبي المحجة البيضاء، والتزم الصحابة (رضوان اله عليهم) بهذا الطريق القويم، وأدوا الأمانة، ونشروا الإسلام فى الخافقين وسار التابعون، وتابعوا التابعين على نهجهم، فكانوا خير القرون فى تطبيق الإسلام، ونصاعة مبادئه، ثم بدأ يعلق به الغبار مع الأيام، وتضاف إليه بعض الأمور والتي لا تتفق مع جوهر الدين، وتلحق به البدع والخرافات شيئا فشيئ،وقد تستشري فى بعض الأحيان لتشوه صورة الإسلام النقية.

وهنا يأتي دور العلماء والدعاة والمصلحون ينادون بالدعوة إلي تطبيق الإسلام، والعودة إلى مبادئه الصافية، وتطهيره من البدع والخرافات، وقد ظهر فى القرن السابع والثامن الهجريين علماء أفذاذ يمثلون هذا الاتجاه الاصلاحي، وكان الأشهر والأبرز فى هذه المدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية، وقف فى وجه البدع والخرافات الموجودة والمنتشرة في هذا الوقت، ورفع الراية في وجه المبتدعة وغلاة الصوفية.

وكان من نتيجة ذلك أن انقسم العلماء والفقهاء والحكام والناس فى شأن ابن تيمية إلي فريقين، فتحامل عليه علماء الصوفية، وكثير من الفقهاء والقضاة، حتي وشوا به عند الحكام فوقف بعضهم بجانبه والبعض الآخر وقف ضده، وكان من الذين وقفوا مع ابن تيمية وناصروه ابن كثير رحمه الله.

نشاط ابن كثير العلمي:

كان وقت ابن كثير رحمه الله ـ مشغول، وأعماله كثيره، ولكنه كان عازفا عن المناصب الرسمية، أو الاشتغال فى الأعمالالحكومية، ومتفرغا للبحث العلمي، وكان ذلك ديدنه في شبابه ونشأته، وفي مراحل تكوينه، ولما استوي على سوقه، وبلغ من العلم شاوا كبير، وحصل المستوي اللائق فيه، بقي ملازما العلماء، ومستفيدا منهم، كشيخه المزي الذي بقي مصاحبا له ختي وفاته، ومثل شيخه ابن تيمية، والحافظ الذهبي، وابن القيم، وغيرهم، وعكف على العلم والتعلم والتعليم، وحصر نفسه فى المجال العلمي.

لذلك نري ابن كثير يتولي الأعمال التالية:

1- الإقراء: حفظ ابن كثير القرآن الكريم فى صغره، وختمه وهو فى السنة الحادية عشرة من عمره، وأتقن القاءة، وصار من القراء،، ويظهر أثر ذلك علميا فى كتابه "التفسير" وفيما كتبه فى "فضائل القرآن" ولذلك عده الداوودي من القراء، وترجم لخه في طبقاتهم التي ألفه، ولكن ابن الجزري لم يترجم لابن كثير في طبقات القراء، ثم تولي ابن كثير عمليا مشيخة الٌقراء بمدرسة أم الصالح.

2- التحديث: هذا جزء من عمل التدريس، ولكن يختص به بعض العلماء المعروفين بالحفظ والرواية، وممارسة التحديث، ويندر من يقوم بهذا العمل إلا الخواص المتخصصون به.

وكان ابن كثير ـ رحمه الله ـ حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان محدث، لأنه سمع عددا كثيرا من المحدثين وأئمة الحفظ فى عصره فى الشام ومصر، وأخذ الحديث سماعى وإجازة، ثم مارسه، ووصف بانه " الحافظ المحدث ".

3- التدريس: تولي ابن كثير التدريس، وهو العمل الأساسي له الذي أعطاه اهتمامه، واتصل به مع الناس، ونفع الله به التلاميذ والطلاب، وحقق الخير علي يديه.

قال ابن تغري بردي عنه " وجمع وصنف ودرس "، وقد ولي ابن كثير ـ رحمه الله ـ التدريس فى المدرسة النجيبية المخصصة للشافعية بدمشق، وبدأ التدريس يوم الخميس 11 جمادي الاولي سنة 736هـ، والغالب أنه بقي يسكنها ويدرس فيها إلي لآخر عمره، مع أعماله الأخري.

4- الفتوي: وهي الإخبار بالحكم الشرعي، والفتوي أهم واجبات الفقيه، وهي منزلق خطير للخطأ والضلال من جهة ؛ ولذلك ورد فلى الحديث الشريف " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم علي النار " أي أن أكثركم جرأة وتسرعا فى الفتيا فهو الأسرع إلي النار ؛ لأنه لا يقدر عاقبة عدم إصابته للحق، بسرعته وعدم ترويه، أو عندما تكون الفتوي لغير وجه الله تعالي، او لبيان الباطل وتحريف الدين، أو مسايرة الناس والعوام والحكام والرؤساء، او بسبب الجهل بأحكام الدين.

وكان ابن كثير ـ رحمه الله ـ قد حصل الفقه الإسلامي من المذهب الشافعي على شيخه برهان الدين الفزاريوغيره،وأتقن معرفة الأحكام، وصنف فيه، وكان يمارس الفتوي بالحق والعدل، والصدق والأمانة، والإخلاص، حتي تركت فتاويه اصداء كثيرة، وأطلق عليه شيخه الذهبي " الفقيه المفتي "، وقال عنه ابن حبيب " وأطرب الأسماع بالفتوي، وقال الدكترو الندويس " كان ابن كثير من المفتين الكبار فى عصره ".

وهذا يدل على تمكن ابن كثير ـ رحمه الله بالفقه ومعرفة الأحكام الشرعية، وإخلاصه فى علمه وعمله، وثقة الناس به، وأخذ الطلاب عنه الفقه والإذن بالفتوي، وتوجيه القضاة والحكام الفتوي له فى القضايا المهمة والخطيرة.

5- التأليف والتصنيف: يظهر أن ابن كثير ـ رحمه الله ـ لم تشغله الأعمال السابقة عن هوايته الأولي فى التأليف والتصنيف، فكان حريصا على ذلك، ومتفرغا فى معظم الوقت للتصنيف، بعد أن ملك ناصيته، وحصل العلوم المختلفة، وتخصص فى الحديث والتفسير والتاريخ والفقه، وبلغ شأوا كبيرا فى النحو والأدب وعلوم العربية.

وكان ابن كثير رحمه الله قد توفرت فيه مؤهلات التأليف والتصنيف بدرجة عالية، فأنس به، وبذل فيه الجهد الكبير، وأعطاه ثمين الوقت، وأاكب على التدقيق والتمحيص، وقدم للبشرية إنتاجا غزيرا ثر، وكتبا نافعة مفيدة، أصبحت مرجعا لطلاب العلم والمعرفة فى عصره، واستمرت طوال القرون السبعة التي مضت، ولبا تزال المصدر الرئيس فى تخصصاتها إلي اليوم والمستقبل.

قال عنه ابن حجر "وسارت تصانيفه فى البلاد، وانتفع بها الناس بعد وفاته".

وقال الشوكاني "وقد انتفع الناس بمصنفاته، ولا سيما التفسير" وقال الزركلي "تناقل الناس تصانيفه في حياته".

ومما يؤكد ذلك أن كتب ابن كثير قد كارت فى الأقطار الإسلامية ما ذكره ابن كثيرر فى حوادث سنة 763هـ أن شابا أعجميا حضر من بلاد "تبريزوخراسان" ويزعم أنه يحفظ البخاري ومسلما وجامع المسانيد والكشاف للزمخشري، فهذا كتابه جامع المسانيد قد طار إلي أقصي المشرق فى بلاد تبريز وخراسان، وأن الشباب هناك يحفظونه، أو يحفظون شيئا منه.

6- المكانة العلمية والاجتماعية: تبوأ ابن كثير ـ رحمه الله ـ مكان الصدارة اجتماعيا وعلمي، وذلك لعلمه وفضله ومواقفه وآرائه، وعدله واعتداله فى النظر إلى الأمور، والحكم عليه، ولذلك كان يدعي مع علية القوم للأمور الهامة، والقضايا الخطيرة، ليشارك في المشاورة، ويبدي رايه فى الخلافات الجسيمة، كما كان يشارك في امتحان الطلبة فى التخصصات العالية، لما له من مكانة علمية، واحترام شعبي واجتماعي ورسمي.

وكان ابن كثير يحضر مجالس كبار العلماء فى عصره، مما يدل على مكانته العلمية الاجتماعية، فيقول عن حوادث سنة 766هـ ـتحت عنوان "عقد مجلس بسبب قاضي القضاة تاج الدين السبكي": ولما كان يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول عقد مجلس حافل بدار السعادة بسبب من رمي به قاضي القضاة تاج الدين الشافعي ابن قاضي القضاة السبكي، وكنت ممن طلب إليه، فحضرته فيمن حضر.... واستمر النظر فى القضية، واستمر إلي الشهر التالي، وحضره ابن كثير، وفيه تفاصيل انتهت بالصلح.

مؤلفات ابن كثير:

1- تفسير القرآن العظيم
وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية، يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها، ويتكلم على أسانيدها جرحاً وتعديلا، فيبين ما فيها من غرابة أو نكارة أو، شذوذ غالبا، ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين، قال السيوطي فيه: "لم يؤلف على نمطه مثله".

إن علم التفسير هو أحد علوم القرآن الكريم التيتعتبر أهم العلوم الشرعية على الإطلاق، وهي من العلوم الضرورية التي يحتاج إليها اكل مسلم، لأن القرىن الكريم هو الدعامة الأولي للعقيدة الإسلامية، والركيزة المتينة لبناء الإسلام، والمنبع الصفي للأخلاق، والمصدر الرئيس للعبادات والأخلاق.

بدأ ابن كثير اهتمامه بالقرآن الكريم منذ صغره فقد حفظ القرآن الكريم، وكان اهتمامه باللآثار وعلم السلف باعثا على معرفة أقوالهم فى كتاب الله عزوجل، كما كانت دراسته الفقهية المتفتحة مساعدا له علي تحري الأحكام الشرعية من مصدرها الاول "القرآن الكريم" وقام ان كثير بكتابة تفسير للقرآن الكريم هو المسمي "تفسير القرآن العظيم"، وهو من خير التفاسير، وقد احتل مكانة مرموقة فى المكتبة الإسلامية، وشهد له بذلك العلماء، وذاع صيت هذا الكتاب، وتداولته الايدي قديما وحدسيثا على مختلف المستويات العلمية والشعبية والدينية، وهو يقع فى أربع مجلدات كبيرة.

يقول السيوطي " له التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله "، ويقول الاستاذ أحمد محمد شاكر " فإن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأين، وأجودها وأدقه، بعد إمام المفسرين أبي جعفر الطبري "

منهج ابن كثير في تفسيره:

أ- تفسير الآية بعبارة سهلة، وبأسلوب مختصر، يوضح المعني العام للآية الكريمة.

ب- تفسير الآية بآية أخري إن وجدت، حتي يتبين المعني، ويظهر المراد، وقد يذكر ابن كثير عدة آيات فى تفسير الآية الأولي، وكأنه يجمع بين الآيات المتشابهة والمتماثلة في المعني، والمتحدة فى الموضوع، فتأتي الآيات المتناسبة فى مكان واحد.

ج- رواية الأحاديث بأسانيدها غالب، وبغير إسناد أحيانا لإلقاء الضوء النبوي علي معني الآية، لأن وظيفة الرسول (صلي الله عليه وسلم)التبليغ والبيان.

د- تفسير القرآن بأقوال الصحابة، يردف ابن كثير فى تغفسير الآية ما وصله من أقوال الصحابة فى تفسير هذه الآية،حسب المؤهلا ت التي يمتلكونه.

هـ ـ الاستئناس بأقوال التابعين وتابعي التابعين ومن يليهم من علماء السلف، وخاصة أهل القرون الأولي الذين شهد لهم النبي () بالخيرية، وحملوا الدعوة والإسلام.

وـ الإسرائيليات. نتج عن روايات بعض الصحابة وبعض التابعين وجود الاحاديث والروايات المأخوذة من مصادر اهل الكتاب، والتي تسمي الإسرائيليات، ومعظمها غير صحيح وغير معقول، وأكثرها غرائب وطرائف.وقد نتوه ابن كثير علي وجود هذه الإسرائيليات في مقدمة تفسيره، فقال " تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد ".

وكان ابن كثير ينبه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، تارة يذكرها، ويعقب عليها بأنها دخيلة على الرواية الاسلامية، ويبين انها من الاسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارة لا يذكرها بل يشير إليها، ويبين رأيه فيها، وقد تأثر في هذا بشيخه ابن تيمية، وزاد على ما ذكره كثيرا، وكل من جاء بعد ابن كثير من المفسرين ممن تنبه إلى الاسرائيليات والموضوعات، وحذر منها.

ولا عجب في هذا، فهو من مدرسة عرفت بحفظ الحديث، والعلم به رواية ودراية وأصالة النقد، والجمع بين المعقول والمنقول، وهي مدرسة شيخ الاسلام ابن تيميه وتلاميذه: ابن القيم والذهبي وابن كثير وأمثالهم.

زـ الأحكام الفقهية يتعرض ابن كثيرعند تفسيرآيات الأحكام إلي بيان الأحكام الشرعية، ويستطرد في ذكر اقوال العلماء وأدلتهم، ويخوض فى المذاهب ويعرض أدلتهم.

حـ ـ الشواهد اللغوية والشعرية: اعتمد ابن كثير علي الللغة العربية فى فهم كلام الله تعالي، فيجب أن يفسر حسب حسب مقتضي الألفاظ، واساليب اللغة، ودلالات الألفاظ، وشواهد الشعر التي تدل علي المعني وتوضح المراد.

ط ـ الأعلام والرجال: حرص ابن كثير على ذكر الأعلام الذين نقلت عنهم الآراء، ليكون دقيقا في نقله، مع المحافظة على الأمانة العلمية، فجاء تفسيره زاخرا بأسماء العلماء وأعلام الرجال.

ك ــ قوة الشخصية: عرض ابن كثيرلأحاديث متعددة، وروايات كثيرة، وأقوال مختلفة، ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل كانت شخصيته العلمية واضحة وبارزة، وظاهرة، فكان يبين درجة الأحاديث، ويثبت صحة أكثره، ويضعف بعض الروايات، ويعدل بعض الرواة، ويجرح بعضا آخر، وكل ذلك لباعه الطويل فى فنون الحديث وأحوال الرجال، وسار على هذا النهج فى إراد الأحكام الفقهية، وآراء المذاهب فيعمد إلي بيان الراجح منه.

ى ـ الاقتباس: كان ابن كثير رحمه الله يعتمد علي من سبقه من المفسرين، وينقل عنهم، ويصرح بذلك، ومهم إمام المفسرين ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، وأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية.

المآخذ على تفسير ابن كثير:

جاء تفسير ابن كثير ذخيرة علمية، ولكنه لم يخل من بعض المآخذ التي لاحظها العلماء:
1- الإطالة: فقد حرص ابن كثير رحمه الله تعالي علي ذكر الأسانيد كاملة، كما حرص على إيراد الروايات المتكررة فى الموضوع الواحد والاستعانة بالشواهد اللغوية، مما يؤدي إلي الملل، والتعب، والسآمة من الإطالة فى عرض تفصيلات وجوانب متفرعة ودقيقة، لا يستفيد منها غلا فئة معينة من العلماء والباحثين، وهذا ما دعا العلماء في هذا العصر إلى إختصار هذا التفسير.

2- الإسرائيليات: كان ابن كثير رحمه الله متنبها لأمر الإسرائيليات وخطره، وتعرض لها فى مقدمة كتابه، ومع ذلك فقد أوردها فى كتابه للاستئناس بها بحجة " الاستشهاد، لا الاعتضاد " وقد نبه فى معظم الأحيان عليه، ويذكر الرواية، ثم يصرح بأنها إسرائيلية، وقد بين بطلانه،، ولكن القاريء العادي سوف يقرأه، وقد لا يتنبه إلي كونها إسرائيلية، وقد تعلق بذهنه.ولذلك حرص المختصرون علي اختصار هذا التفسير إليإغفالها نهائي، وشطبها كلية.

2ـ اهتمام ابن كثير بالتاريخ. «البداية والنهاية».

يمثل التاريخ أحد مصادر المعرفة الغنسانية التي اهتم بها الناس، فتدارسوه، وألفوا مجالسه، واستمعوا أخباره، وصنفوا فيه، لأنه يرضي غريزة حب الاستطلاع في الأنسان، ويبعث على العبرة والتفكير فى الأحداث، فالعاقل من اتعظ بغيره، والمحنك من من تخطي تجارب غيره، فالتاريخ يعطي القاري والسامع نماذج من السلوك البشري بما فيه من غرائز وعواطف وميول، وسلوك وطموحات، وآمال، وآلام، مع بيان النتائج التي تترتب على كل تصرف.

وجاء القرآن الكريم بذكر ألأخبار الالمم الماضية، وفصص الأنبياء والمرسلين، ولكنه باختصار شديد يركز علي مواطن العبرة والعظة، ومكان الإثارة والاستفادة مع النص القرآني المكرر يقول تعالي " تلك القري نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله الله علي قلوب الكافرين " سورة الأعراف.

ومن هنا اتجه ابن كثير وعلماء المسلمين وأئمتهم إلي جمع الاخبار، ومعرفة الأماكن والأحوال التي أشارت إليها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، واشتاقت نفوسهم إلي التوسع فى فهم القصص المذكورة فى القرآن عامة، وقصص الأنبياء خاصة، وفى ذات الوقت عنوا عناية كبيرة بسيرة الرسول (عليه الصلاة والسلام )، وما يتبعها من المغازي بشكل أخص.وهكذا نري العلاقة الوثيقة بين علم التاريخ، وعلم السيرة، وعلم مصطلح الحديث ورجاله وتراجمه، وكثبرا ما جمع العالم الواحد بين هذه التخصصات الثلاثة.

واهتم ابن كثير بالتاريخ فكتب " البداية والنهاية " حتي بز أقرانه، وتفوق علي سابقيسه ومعاصريه، واشتهر فى كتابه التاريخ كاشتهاره فى التفسير، وأصبح فى عداد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن، بل كان ألمعهم شهرة، وأكثرهم توفيقا وسداد، مخلصا فى عمله، موضوعيا فى بحثه.

مضمون البداية والنهاية:

هو كتاب فى التاريخ عامة، والتاريخ الإسلامي خاصة،فاشتمل علي تاريخ ما قبل الإسلام من بدء الخليقة وهو المقصود بالبداية ثم يذكر قصص الأنبياء، بدأ من قصة آدم عليه السلام، ثم أخبار الأمم السابقة، حتي وصل إلي السيرة النبوية تفصيل، مع التوسع فى سيرة الرسول (عليه الصلاة والسلام) ومعجزاته، وتابع المسيرة مع تاريخ المسلمين فى العهد الراشدي،فالأموي، فالعباسي، وما زامنه من العهد الفاطمي والأيوبي، ثم المملوكي.

ورتب ابن كثير كتابه حسب السنين، فيقول: ثم بدأت سنة كذ، ويذكر الأحداث المهمة فيها بما يتعلق بالدولة والأحداث التاريخية والخارجية، والحروب والأوبئة والمجاعات، ثم يتعرض لوفيات تلك السنة بالإيجاز والاختصار، وترجمة الخلفاء والأمراء والعلماء والأعلام، دون استيعاب، حتي وصل إلي نهاية حوادث سنة 767 هـ، ويأتي بعد ذلك بأخبار نهاية العالم والأمم، وهو المراد بالنهاية، وبذلك يكون المضمون متفقا مع العنوان "البداية والنهاية ".

إن شهرة ابن كثير فى التاريخ لاتقل أهمية عن شهرته فى التفسير،فالكتاب قيم ومفيد، ويأتي فى طليعة كتب التاريخ العام، والتاريخ الإسلامي، وخاصة ان صاحبه مفسر أول، ومحدث ثاني، وخبير بالسيرة النبوية ثالث، ويتمتع بالصفات المؤهلة للتأليف والتصنيف مع الحياد والموضوعية، والاعتماد على القرآن الكريم والسنة، وتحليل الأحداث من منظور إسلامي، مما جعل هذا الكتاب محل الاهتمام والاعتبار فى العالم قديما وحديث، وعكف عليه العلماء والباحثون والدارسون والعلماء، ولذلك قال عنه الشوكاني " وله التاريخ المشهور " مع الأسلوب الواضح، والتوثيق، وحسن الاختيار.

قال عنه ابن تغرى بردى: وهو في غاية الجودة.. وعليه يعول البدر العينى في تاريخه.
المآخذ علي كتاب البداية والنهاية.

وردت بعض المآخذ على كتاب البداية والنهاية منه:

1- عدم التوازن في تقسيم الكتاب، والتوسع فى جانب، والاختصار فى جانب آخر.

2 - عدم شمول الوفيات فيه للعلماء والأعلام الذين ماتوا.

3- إن تقسيم الأحداث حسب السنين، تضطر المطلع إلي بذل مجهود كبير، ليجمع أشتات حادثة معينة وقعة في سنين متفرقة، أو جمع حوادث مصر معين في عدة سنين.

باقي مؤلفات ابن كثير:

3ـ كتاب (التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) جمع فيه كتابي شيخيه المزي والذهبي، وهما (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) و(ميزان الاعتدال في فقد الرجال)، مع زيادات مفيدة في الجرح والتعديل.

4ـ كتاب (الهدى والسنن في أحاديث المسانيد والسنن) وهو المعروف بجامع المسانيد جمع فيه بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة مع الكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة. ورتبه على الأبواب

5ـ (طبقات الشافعية) مجلد وسط، ومعه مناقب الشافعي.

6ـ وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.

7ـ وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية

8 ـ وشرع في شرح البخاري ولم يكمله

9ـ وشرع في كتاب كبير في الأحكام ـ وصل فيه إلى الحج.

10ـ واختصر كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث ـ سماه (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) والذي قال فيه الحافظ ابن حجر: وله فيه فوائد

11ـ ومسند الشيخين ـ يعني أبا بكر وعمر.

12، 13 ـ السيرة النبوية، مطولة ومختصرة، وقد أشار إلى ذلك في تفسيره لسورة الأحزاب عند بيانه لقصة غزوة الأحزاب، اما السيرة الصغيرة فمفقودة وفيما يتعلق بالسيرة الطويلة فانه يبدو وأن المؤلف ادمجها في كتابه «البداية والنهاية» بعد ان كتبها أولا في صورة مستقلة وقد سجل المحققون

ـ ومنهم الدكتور مصطفى عبدالواحد ـ ملاحظات على هذه السيرة منها:
1ـ إنه ـ أي الحافظ ابن كثير ـ لا يبالي برواية كثير من الأخبار الواهية ـ خاصة أخبار الجاهلية وقصص الجان وما إلى ذلك.. وكان يبريء نفسه

أ ـ بذكر السند في كل خبر فيلقي بذلك التبعة على غيره.

ب ـ إنه كان يعلق على الأخبار ـ بحكم أنه حافظ متقن خبير بالأسانيد والرجال، بمثل قوله (غريب جدا) أو (لم يخرجوه) أو (منكر) أو (شديد النكارة) أو (شديد الغرابة) أو (ضعيف) أو (شديد الضعف) أو (تفرد به فلان وهو مجهول).. الخ

وقد ضم الكتاب كذلك، كثيراً من الأشعار التي يغلب عليها الصنعة والتكلف مع كثير من الأخبار الأسطورية التي لا تتناسب مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم، كما كان يكرر أحيانا الخبر الواحد، أو الرواية في أكثر من موضع لتعدد المناسبة أو لتعدد طرقه.!

14ـ رسالة في الجهاد ـ مطبوعة..

15ـ قصص الأنبياء، وهو جانب من جوانب البداية والنهاية، جعل مصدره الأول فيه القرآن، ورفض روايات أهل الكتاب ومخالفاتهم للقرآن واصفا إياها بالكذب والبهتان، ويحقق الأحاديث والسنن المروية في شأن الأنبياء، وهكذا يعتبر كتاب قصص الأنبياء هو أسلم الكتب من حيث صحة المصادر

وفاتـــــــــــــه:

اتفق المؤرخون على أن ابن كثير رحمه الله توفى بدمشق يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة 774 هـ الموافق 1373م عن أربع وسبعين سنة، وكانت جنازته حافلة ومشهودة، ودفن بوصية منه فى تربة شيخ الإسلام ابن تينمية لمحبته له، وتأثره به،، لينعم بجواره حيا وميت.

وقد رثاه أحد طلاب العلم فقال:

لفقدك طلاب العلوم تأسفوا وجادوا بدمع لا يبيد كثير
ولو مزجوا ماء المدامع بالدما لكان قليلا فيك يا ابن كثير
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن الإسلام والقرآن خير الجزاء.

المصدر: موقع قصة الإسلام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة مارس 12, 2010 8:39 am

بسم الله والصلاه والسلام على خير البريه سيدنا محمد عبد الله ورسوله
أخى الكريم
مجهود خرافى فعلا
وشخصيات رائعة ومعلومات قيمة
نتعلم منها الكثير والكثير
أسأل الله أن ينفعنا بما تعلمنا من سيرتهم
والإقتداء بهم
فهذه الشخصيات تمثل صورة وضاءة في تاريخ هذه الأمة
وستبقى سيرتهم شعلة نور مضيئة في حياة
أجيالنا الحاضرة والقادمة حتى تقوم الساعة
أسأل الله أن يجمعنا وإياكم مع هولاء الصالحين الاتقياء الاخيار
وأن يجعلنا مع الابرار وننال
شفاعة المصطفي في يوم لا ظلال

لم يسعنى الحظ فى التواجد معكم من البداية لكى أتابع هذا الموضوع القيم
فلم أقرأ اليوم إلا القليل
فلى عودة لتكلمة هذه الشخصيات الرائعة

لك جزيل الشكر أخى الكريم
وبارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
أسأل الله أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة مارس 12, 2010 12:21 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أختى الكريمة نور الهدى اولا بشكرك على تشريفك لصفحتى المتواضعة
وحضورك الكريم وبشكرك على كلامك الطيب بارك الله فيك
فلك كل الشكر والتقدير والاحترام حفظك الله ونفعك ونفع بك الاسلام والمسلمين
وبحق هى شخصيات رائعة ومعلومات قيمة نتعلم منها الكثير والكثير
أسأل الله أن ينفعنا بعلمهم ونسير على خطاهم ونتعلم من سيرتهم والإقتداء بهم
ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم مع هولاء الصالحين الاتقياء الاخيار
وأن يجعلنا مع الابرار وننال شفاعة المصطفي صلى الله عليه وسلم
ونرفع أكف الضراعة و الدعاء بأن لا نحرم من صحبته يوم القيامة
ونشرب من يديه الطاهرتين شربة لا نظمأ بعدها أبدا
وفى الختام أسأل الله أن ينفع بهذا العمل وأن يرزقنا الأخلاص و القبول
فأنا لم أفعل شيء سوى إخراج الباقة بمظهر جميل
اللهم لا تجعلني من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
مشكور اختنا الكريمة على مرورك وجزاك الله خيرا وأثابك الجنة
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ورزقنا الله واياكم الفردوس الاعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 9:12 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامــــام الترمـــــذى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مولده ونشأته:

محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك وقيل محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن ويقال محمد بن عيسى بن سورة بن شداد بن عيسى السلمي الترمذي الضرير يقال إنه ولد أكمه وهو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه وله المصنفات المشهورة منها الجامع والشمائل وأسماء الصحابة وغير ذلك وكتاب الجامع أحد الكتب الستة التي يرجع إليها العلم.

وقد ولد فى مطلع القرن الثالث الهجري فى ذي الحجة سنة تسع ومائتين من الهجرة فى قرية من قريمدينة ترمذ تسمي بوغ بينها وبين ترمذ ستة فراسخ .

كان جده سورة مروزيا (نسبة إلي مرو) ثم انتقل هذا الجد أيام الليث بن سيار إلي بوغ، أما السلمي نسبة إلي بني سليم قبللة من غيلان .

وقد عاش الترمذي للحديث ورحل اليه حيثما وجد فأخذ العلم وسمع من الخرسانيين والعراقيين والحجازيين، وهو تلميذ إمام الإمام البخاري وخريجه، وتأثر به أشد التأثر. فقه الحديث وناظره وناقشه.

شيوخــــــــــــــه:

عاش أبو عيسي لتحصيل الحديث، وشد الرحال إليه أينما كان، واشترك الترمذي مع أقرانه الخمسة اصحاب الكتب المعتمدة، وهم الإمام البخاري ومسلم وأبو داود، والنسائي، وبن ماجة في تلقي العلم على يد تسعة شيوخ وهم: محمد بن بشار بن بندار، ومحمد بن المثني، وزياد بن يحيي الحساني، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وأبو سعيد الأشح عبد الله بن سعيد الكندي، وعمرو بن على القلانسي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن معمر القيسي، ونصر بن علي الجهضمي .

ومن شيوخه كذلك الذين أخذ عنهم العلم :الهيثم بن كليب الشاشي صاحب المسند ومحمد بن محبوب المحبوبي راوي الجامع عنه ومحمد بن المنذر بن شكر....

ملامح شخصيته وأخلاقه:

1- كان الإمام الترمذي يحب العلم والرتحال إليه ومجالسة العلماء، فجاب البلاد يجلس إلي العلماء، ينهل من علومهم المتنوعة .

2- قوة الحفظ .يقول الترمذي ط كنت فى طريقي إلي مكة، وكنت قد كتبت جزءينمن أحاديث شيخ، فمر بنا ذلك الشيخ فسألته عنه فقالوا فلان، فذهبت إليه، وأنا أظن أن الجزءين معي، وحمات معي فى محملي جزءين كنت أظن أنهما الجزءان الللذان له.

فلما ظفرت به وسألته أجابني إلى ذلك، أخذت الجزءين فإذا هما بياض فتحيرت، فجعل الشيخ يقرأعلي من حفظه ثم ينظر إلي، فرأي البياض في يدي، فقال أما تستحي مني؟! قلت: لا، وقصصت عليه القصة وقلت له: أحفظه كله. فقال: إقرأ، فقرأت جميع ما قرأعلي على الولاء فلم يصدقني، وقال : استظهرت قبل أن أن تجيء فقلت: حدثني بغيره، فقرأعلي اربعين حديثا من غرائب حديثه، ثم قال : هات إقرأ. فقرأت عليه منة أوله إلي لآخره كما قرأفما أخطأت فى حرف، فقال لي، : ما رأيت مثلك.

مؤلفاتـــــــــــه:

1- الجامع للسنن
2- العلل الصغري : وهو من ضمن كتاب الجامع كمدخل له وجزء منه وبيان لمنهجه .

وقد نهل العلماء والفقهاء من جامعه هذا وذاعت شهرته به، وله كتاب آخر هو كتاب الشمائل المحمدية، وهو والجامع الكتابان اللذان أثرا عن الترمذي، فقد فقدت كتبه الأخري ولم تصل إلينا، وإنما ورد ذكرها فى المراجع وهى :
1- كتب الطبقات والتاريخ.
2- كتاب العلل الكبري.
3- كتاب التاريخ.
4- كتاب الأسماء والكني.

تميز جامع الترمذي بأنه وضع فيه مصنفه قواعد التحديث، وكانت على غاية الدقة، وقد جعلها تحت عنوان "كتاب العلل " أو أبواب العللل بحيث أدرجت ضمن أبواب الجامع، وقد ذكر الترمذي فى أول كتاب الجامع أن الذي حمله علي تسطير هذا المنهج فى الجامع من العناية بأقوال الفقهاء وقواعد التحديث وعلله، أنه رأي الحاجة إلى ذلك شديدة، ولأجل هذا الهدف أراد أن يسلك مسلك المتقدمين، وذلك بأن يزيد ما لم يسبقه إليه غيره ابتغاء ثواب الله عزوجل.

ومن مزايا الجامع "سنن الترمذي" فى المنهج الذي سلكه الترمذي فى جامعه خصائص فريدة امتاز بها، وذلك أنه يحكم على درجة الحديث بالصحة والحسن والغرابة والضعف حسب حالة الحديث .

فيقول بعد إيراد: حسن صحيح، أو حسن صحيح غريب، وقديقول: هذا حديث حسن غريب من حديث فلان، وهذا يعني أن الغرابة فى الإسناد وإن كان للحديث روايات أخري ليست غريبة، فإذا لم ترد طرق أخري يقول: غريب لا نعرفه من غير هذا الوجه، وإذا كان فى الحديث علة بينها، فنراه يقول : هذا الحديث مرسل لأن فلانا تابعي فهو لم يرو عن النبي (عليه الصلاة والسلام) أو أن فلانا لم يرو عن فلان حيث لم يثبت له لقيا معه .

كتابه الجامع:

قال الترمذي أنه صنف هذا المسند الصحيح وعرضه على علماء الحجاز فرضوا به وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق وفي رواية يتكلم قالوا وجملة الجامع مائة وإحدى وخمسون كتابا.

آراء العلماء فيه:

قال أبو يعلى الخليل بن عبدالله الخليلي القزويني في كتابه علوم الحديث محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الحافظ متفق عليه له كتاب في السنن وكتاب في الجرح والتعديل روى عنه أبو محبوب والأجلاء وهو مشهور بالإمانة والأمامة والعلم مات بعد الثمانين ومائتين كذا قال في تاريخ وفاته وقد قال الحافظ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار في تاريخ بخارى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي الحافظ دخل بخارى وحدث بها وهو صاحب الجامع والتاريخ توفي بترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة خلت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.

قال ابن الأثير في تاريخه:

"كان الترمذي إماما حافظا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير و هو أحسن الكتب "

قال الإمام الذهبي "الحافظ العالم صاحب الجامع ثقة مجمع عليه و لا التفات إلى قول أبي محمد بن حزم في الفرائض من كتاب، الايصال أنه مجهول فإنه ما عرف ولا درى بوجود الجامع و لا العلل له"

وذكره ابن حبان في الثقات وقال فيه: (وقال ابن الأثير فى الكامل " كان محمد ممن جمع و صنف و حفظ و الإمام الترمذي صاحب لجامع من الأئمة الستة الذين حرسوا سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصبحت كتبهم في عالم السنة هي الأصول المعتمدة في و من الذين نضر الله وجوههم لأنه سمع حديث رسول الله فأداه كما سمعه" " قال ابن الأثير في تاريخه

وقال عنه ابن العماد الحنبلي " كان مبرزا على الأقران آية في الحفظ و الإتقان"

قال عنه الإمام السمعاني "إمام عصره بلا مدافعة"

وفاتـــــــــــــه:

توفي الإمام الترمذي رحمه الله في بلدته بوغ في رجب سنة 279هـ، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل، وقد أصبح الترمذي ضريرا في آخر عمره، بعد أن رحل وسمع وكتب وذاكر وناظر. رحم الله الإمام الترمذي


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 9:59 am

رائع جدا
معلومات قيمة
رحمه الله تعالى الإمام الترمذى.. فقد أورث عملاُ جليلاً
بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله كل خير
جعله الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 1:18 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بارك الله فيك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب

جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات

زادكم الله من فضله ووفقكم لما يحبه ويرضاه

وجمعنا الله واياكم فى الفردوس الاعلى

دمت بحفظ الله ورعايتة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أبريل 24, 2010 4:54 pm




الإمــــام أبو داود

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نسبه وموطنه:

هو الإمام الثبت، أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، صاحب السنن.

والسجستاني: بكسر السين المهملة والجيم وسكون السين الثانية وفتح التاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى سجستان، الإقليم المشهور إلى جنوبي خراسان، والمزاحم للهند.

وفي ذلك الإقليم وفي سنة اثنتين ومائتين من الهجرة كانت ولادة أبي داود، وهو والد أبي بكر عبد الله بن أبي داود، من أكابر الحفاظ ببغداد، وكان عالماً متفقاً عليه، إمام ابن إمام، وله كتاب "المصابيح".

تربيته وأخلاقه:

نشأ أبو داود رحمه الله محبا للعلم شغوفا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد بدت عليه أمارات النجابة منذ صباه، حتى إنه وهو في أيام حداثته وطلب الحديث جلس في مجلس بعض الرواة يكتب، فدنا رجل إلى محبرته وقال له: أستمد من هذه المحبرة، فالتفت إليه وقال: أما علمت أن من شرع في مال أخيه بالاستئذان فقد استوجب بالحشمة الحرمان، فسمي ذلك اليوم حكيماً.

ولشغفه الكبير بالعلم وحبه له فقد كان له كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا؟! فقال: الواسع للكتب والآخر لا نحتاج إليه.

ولكونه من من تلامذة الإمام البخاري فقد كان له تأثير خاص فيه؛ إذ أنه أفاد منه أيما إفادة، وقد سلك في العلم سبيله، وفوق ذلك فكان يشبه الإمام أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، حتى قال بعض الأئمة: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان احمد يشبه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وآله في هديه ودله.

وقد قال عنه ابن خلكان: كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح.

شيوخــــــــــــــــــه:

كغيره من علماء عصره وكسنة متبعة وبالأخص بين علماء الحديث، فقد طوف أبو داود البلاد، وارتحل إلى أمصار الحضارة الإسلامية في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، فكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين، وسمع أبا عمر الضرير، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلمة القعنبى، وعبد الله بن رجاء، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس، وأبا جعفر النفيلى، وأبا توبة الحلبي، وسليمان بن حرب، وخلقا كثيرا بالحجاز والشام ومصر والعراق والجزيرة والثغر وخراسان.

تلاميــــــــــــــــــــذه:

حين وهب أبو داود حياته لعلم الحديث كان له تلاميذ كثيرون، يتعلمون منه ويروون عنه، وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده الإمام الترمذي، والإمام النسائي، وابنه الإمام أبي بكر بن أبى داود، وأبو عوانة، وأبو بشر الدولابى، وعلى بن الحسن بن العبد، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو علي اللؤلؤي، وأبو بكر بن داسه، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلودى، وأبو عمرو أحمد بن على، وغيرهم.

وقد كتب عنه شيخه الإمام أحمد بن حنبل حديث العتيرة، وهو الحديث الذي رواه عن عن أبي العشر الدارمي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة فحسنها.

قال بن أبي داود قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: هذا حديث غريب وقال لي: اقعد فدخل فأخرج محبرة وقلماً وورقة وقال: أمله علي فكتبه عني، قال: ثم شهدته يوماً آخر وجاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر، عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه، فسألني فأمليته عليه.

وفي أمر العتيرة فقد قال أَبو عبيد: العَتِيرة هي الرَّجَبِيَّة، وهي ذبيحة كانت تُذْبَح في رجب يتَقَرَّب بها أَهلُ الجاهلية ثم جاء الإِسلام فكان على ذلك حتى نُسخَ بعد، قال: والدليل على ذلك حديث مخنف بن سُلَيم قال: سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنّ على كل مسلم في كل عام أَضْحاةً وعَتِيرَةً، قال أَبو عبيد: الحديث الأَول أَصح، قال الخطابي: العَتيرةُ في الحديث شاة تُذْبَح في رجب، وهذا هو الذي يُشْبِه معنى الحديث ويَلِيق بحكم الدِّين، وأَما العَتِيرة التي كانت تَعْتِرُها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تُذْبَح للأَصنام ويُصَبُّ دَمُها على رأْسها.

مؤلفاتـــــــــــه:

كان أبو داود رحمه الله من المكثرين في التأليف وبالذات في فنون علم الحديث رواية ودراية، فمن مؤلفاته: دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وله أيضا ناسخ القرآن ومنسوخه، وذكر الزركلي في الأعلام أن له كتاب الزهد، وقد رمز له بحرف (خ) دليل على أنه مخطوط، وذكر أنه في خزانة القرويين برقم (80 / 133) وبخط أندلسي، وذكر أيضا أن له البعث، وقال أنه رسالة، ورمز له كذلك بما يشير أنه مخطوط، وأيضا تسمية الأخوة، وقال إنها رسالة، ورمز لها كذلك بما يشير أنها مخطوط.

سنن أبي داود.. مكانته ومنهجه فيه:

بالإضافة إلى التواليف السابقة فإن الذي طير اسم أبي داود وزاده شهرة هو كتابه العظيم المعروف بسنن أبي داود، وهو كتاب يأتي في المرتبة بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم في الشهرة والمكانة، وقد عُدّ أول كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وقد بلغت أحاديث هذا الكتاب ثمانمائة وأربعة آلاف حديث، صنفه وانتقاه من أصل خمسمائة ألف (500,000) حديث؛ ولذا فيُعد الكتاب من مظان الحديث الحسن.

وقد رتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل خمسة وثلاثين كتابًا، وواحدا وسبعين وثمانمائة وألف (1871) باب.

وفي "السنن" لم يقتصر أبو داود على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح، والحسن، والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، قال: وما كان فيه وهن شديد بيّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.

وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: "وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح" هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟ وقد اختار ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن.

وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة، فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة أيضًا لكنها صالحة للاعتبار ليست شديدة الضعف، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله "صالح" المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.

وإذا نظرنا في كتابه وجدناه يعقب على بعض الأحاديث ويبين حالها، وكلامه هذا يعتبر النواة الصالحة التي تفرع عنها علم الجرح والتعديل فيما بعد، وأصبح بابا واسعا في أبواب مصطلح الحديث.

وقد جمع أبو داود كتابه هذا قديماً، وحين فرغ منه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل، رضي الله عنه فاستجاده واستحسنه، والفقهاء لا يتحاشون من إطلاق لفظ (الصحاح) عليها وعلى (سنن الترمذي)، لا سيما (سنن أبي داود).

وفي مكانة هذا الكتاب فقد أبلغ زكريا الساجي حين قال: "كتاب الله أصل الإسلام، وسنن أبى داود عهد الإسلام".

وقد أقبل العلماء على كتاب سنن أبي داود بالشرح والتعليق والدراسة، فمن هذه الشروح ما يلي:

- "معالم السنن": لأبي سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة من الهجرة، أوله: (الحمد لله الذي هدانا لدينه وأكرمنا بسنة نبيه... الخ)، وقد لخصه الحافظ شهاب الدين أبو محمود، أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي، المتوفى سنة خمس وستين وسبعمائة، وسماه: (عجالة العالم من كتاب المعالم).

- "مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود": للحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة إحدى عشر وتسعمائة من الهجرة.

- "فتح الودود على سنن أبي داود": لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندى، المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.

- "إنحاء السنن واقتفاء السنن في شرح سنن أبي داود": لأحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي الخواص، المتوفي سنة خمس وستين وسبعمائة من الهجرة.

- "عون المعبود في شرح سنن أبي داود": لمحمد شمس الحق عظيم آبادى.

وقد اختصرها زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ المنذري، المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة، وسماه: (المجتبى)، وألف السيوطي عليه كتابا سماه: (زهر الربى على المجتبى)، وله عليها حاشية أيضا.

وهذبه أيضا محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي، المتوفى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

ثناء العلماء عليه:

حاز أبو داود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقد عدّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب "السنن": "أُلِين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد"، وكذلك قال محمد بن إسحاق الصاغانى.

وقريب من ذلك أيضا عبر الحافظ موسى بن هارون فقال: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه".

وأبلغ منه ما ذكره الحاكم أبو عبد الله يوم أن قال: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".

وجمع فأوعى أبو بكر الخلال حين قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدم.. وكان إبراهيم الأصبهاني وأبوه بكر صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحداً في زمانه مثله".

وليس أدل على ذلك كله من صنيع سهل بن عبد الله التستري حين جاءه فقيل له: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله قد جاءك زائراً، قال: فرحب به وأجلسه، فقال سهل: يا أبا داود، لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: حتى تقول قضيتها مع الإمكان، قال: قد قضيتها مع الإمكان، قال: أخرج لي لسانك الذي حدثت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبله، قال: فأخرج له لسانه فقبله.

وحقا قالوا وصدقوا، فقد أخبر عنه أحمد بن محمد بن ياسين الهروي فقال: سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، من فرسان الحديث.

بعض أقواله:

كان لمعايشة أبي داود لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما تضمنته من أقوال وأفعال بالغ الأثر في تكوين شخصيته الحكيمة رحمه الله، وكان من أبرز ما عبر عن ذلك قوله: "كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني "السنن" - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث.

ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، والثاني: قوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، والثالث: قوله: "لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه"، والرابع: قوله: "الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات" الحديث بكماله".

وقد روى عنه ابنه ابن أبى داود فقال: سمعت أبى يقول: "خير الكلام مادخل الأذن بغير إذن".

ورحمه الله يوم أن تسربل بسربال الحكماء فقال: "الشهوة الخفية حب الرياسة".

وفاة أبي داود:

بعد فتنة الزنج في البصرة التمس منه أخو الخليفة أن يقيم بها لتعمر من العلم بسببه، وقد أجاب طلبه وظل بها حتى وافته المنية، ورحل عن دار الدنيا يوم الجمعة، سادس عشر من شوال، سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي، رحمه الله تعالى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أبريل 25, 2010 6:28 am

أخى الكريم
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
أشكرك أخى الكريم على مجهوداتك الطيبة
وأسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتك

أسال الله العلى العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
إنه ولى ذلك والقادر عليه
وأن يجمعنا وإياكم مع هؤلاء الصالحين الاتقياء الاخيار
وأن يجعلنا مع الابرار وننال
شفاعة المصطفي في يوم لا ظلال
أعانك الله أخى الكريم على نشر الخير داااائما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أبريل 25, 2010 11:27 am




بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
وبشكرك على دعائك الجميل بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه وجمعنا الله واياكم مع هذه الصحبة الاخيار
وجعلنا واياكم من الابرار وننال شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم
دمتى بحفظ الله ورعايتة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء مايو 04, 2010 2:10 pm




الامــــام بــن مـــاجـــة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نسبه وموطنه:

هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني. قال ابن خلكان: "ماجه": بفتح الميم والجيم وبينهما ألف وفي الآخر هاء ساكنة، "والقزويني": بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى قزوين، وهي من أشهرمدن عراق العجم. ا.هـ.

"وقزوين هذه كانت قد فتحت في خلافة عثمان بن عفان، وكان الصحابي الجليل البراء بن عازب أول والٍ عليها، وذلك سنة أربع وعشرين من الهجرة، ومنذ ذلك الحين دخلها الإسلام واستوطنها الفاتحون العرب، وتسرب إليها اللسان العربي، وما كاد يطل القرن الثالث الهجري حتى اكتسبت قزوين شهرة كبيرة في علم الحديث، وبرز فيه عدد كبير من المحدثين.

مثل: الحافظ علي بن محمد أبي الحسن الطنافسي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين من الهجرة، والحافظ عمرو بن رافع البجلي المتوفى سنة سبع وثلاثين ومائتين من الهجرة، وإسماعيل بن توبة المتوفى سنة سبع وأربعين ومائتين من الهجرة، ثم كان أشهرهم ابن ماجه صاحب السنن وشخصية هذا البحث.

وقد بلغ من مكانة قزوين واتساع الحركة العلمية فيها أن خصها بعض أبنائها بالتأريخ لها وترجمة أعيانها وعلمائها، ومن أشهر هذه الكتب: التدوين في أخبار قزوين للحافظ الرافعي المتوفى سنة اثنتين وعشرين وستمائة من الهجرة". (بتصرف من موقع إسلام أون لاين).

وفي سنة تسع ومائتين من الهجرة، الموافق أربع وعشرين وثمانمائة من الميلاد استقبلت قزوين مولد أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي، (المعروف بابن ماجه) ليخلد لها ذكرا بين بقية أمصار العلم والحضارة الإسلامية الأخرى.

تربيته وحياته:

وعن حياته الأولى فقد نشأ ابن ماجه في جو علمي، وشب محبا للعلم الشرعي بصفة عامة وعلم الحديث بصفة خاصة؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التي امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصّل قدرًا كبيرًا من الحديث.

ولأنه ما ازداد امرؤ علما إلا ازداد علما بجهله فإن ابن ماجه لم يكتف بما حصله في بلده، وإنما تطلع إلى رحلة فسيحة في الآفاق في طلب الحديث النبوي الشريف، "وكانت هذه العادة من تقاليد العصر التي التزمها كبار المحدثين لملاقاة الشيوخ، استنادًا إلى نصوص الحديث التي تحث على طلب العلم، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة"، وقد صدّر الإمام البخاري كتاب العلم في صحيحه بباب الخروج في طلب العلم، وجاء في مقدمة الباب: "ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد".

وبلغ من أهمية الرحلة في طلب الحديث أن وضع فيها مؤلفات تضم الأصول والإرشادات التي على طالب العلم المرتحل أن يتتبعها ويلتزم بها".

وبهذا التقليد العلمي لكثير من أئمة الحديث في ذلك العصر هاجر ابن ماجه سنة ثلاثين ومائتين من الهجرة، وكان آنذاك في الثانية والعشرين من عمره - هاجر في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر، وغيرها من الأمصار، متعرفا ومتطلعا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف، حيث أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر وفي كل بلد ارتحل إليها.

شيوخــــــــــــــه:

نظرا لكثرة أسفاره ورحلاته فكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه، فكان من شيوخه علي بن محمد الطنافسي الحافظ، وقد أكثر عنه، وإبراهيم بن المنذر الحزامى المتوفى سنة ست وثلاثين ومائتين من الهجرة، وهو تلميذ البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس، وهو من قدماء شيوخه، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وداود ابن رشيد، وخلق كثير مذكورين في سننه وتآليفه.

ثم بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان.

تلاميـــــــــــــذه:

لم يكن ليقتصر النشاط العلمي لابن ماجة على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده علي بن سعيد بن عبدالله الغداني، وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني، وأحمد بن إبراهيم القزويني جد الحافظ أبي يعلى الخليلي، وأبو الطيب أحمد بن روح المشعراني، وإسحاق بن محمد القزويني، وجعفر بن إدريس، والحسين بن علي بن برانياد، وسليمان بن يزيد القزويني، ومحمد بن عيسى الصفار، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني الحافظ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدني الأصبهاني، وغيرهم من مشاهير الرواة.

مؤلفاتــــــــــــه:

لم تكن شهرة ابن ماجه رحمه الله بسبب دروسه ومحاضراته فقط، وإنما كان ذلك أيضا - وهو الأهم - بسبب مؤلفاته ومصنفاته التي طارت شهرتها في الآفاق، غير أن من المؤسف أن يكون معظمها قد ضاع مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" بأنه "تفسير حافل"، وأشار إليه السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن".

وله أيضًا كتاب في التاريخ أرخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وظل موجودًا بعد وفاته مدة طويلة؛ إذ شاهده الحافظ ابن طاهر المقدسي المتوفى سنة سبع وخمسمائة من الهجرة، وكان قد رأى عليه تعليقًا بخط جعفر بن إدريس تلميذ ابن ماجه، وقال عنه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل"، ووصفه ابن خلكان بأنه "تاريخ مليح"، ونأسف ثانية أن نعلم أنه لم يبق من هذه الآثار القيمة إلا كتابه "سنن ابن ماجة" في الحديث، وهو أحد الصحاح الستة.

سنن ابن ماجه.. مكانته ومنهجه فيه:

طبقت شهرة كتاب "سنن ابن ماجه" الآفاق، وبه عرف ابن ماجه واشتهر، واحتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين، وهو من أَجَلِّ كتبه وأعظمها وأبقاها على الزمان، وقد عد الكتاب رابع كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ومتمم للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخاري ومسلم، وهي المراجع الأصول للسنة النبوية الشريفة وينابيعها.

"والمتقدمون من العلماء كانوا يعدون هذه الكتب الأصول خمسة ليس من بينها سنن ابن ماجه، غير أن المتأخرين أدخلوها ضمن الكتب الستة المعتمدة، وأول من جعلها كذلك هو الإمام الحافظ ابن طاهر المقدسي، الذي وضع كتابًا في شروط الأئمة الستة، وآخر في أطراف الكتب الستة، أي في جميع الأحاديث التي تشتمل عليها، وبعد ذلك اتفق معه في الرأي جميع الأئمة.

وكان العلماء قد بحثوا أي المصنفين يكون السادس بين كتب الصحاح: موطأ الإمام مالك أم سنن ابن ماجه، ويجيب على هذا العلامة المحدث عبد الغني النابلسي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف من الهجرة فيقول في مقدمة كتابه "ذخائر المواريث في الدلالة على موضع الحديث": "وقد اختُلف في السادس، فعند المشارقة هو كتاب السنن لأبي عبد الله محمد بن ماجه القزويني، وعند المغاربة الموطأ للإمام مالك بن أنس، ولكن عامة المتأخرين اتفقوا على أن سنن ابن ماجه هو أولى من الموطأ، وهو السادس في الصحاح".

وقال السخاوي: "وقدموه على الموطأ لكثرة زوائده على الخمسة بخلاف الموطأ".

وكان منهج ابن ماجه في كتابه هذا هو أنه رتبه على كتب وأبواب، حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا، وخمسمائة وألف باب، تضم أربعة آلاف وثلاثمائة وواحدا وأربعين حديثًا، ومن هذه الأحاديث اثنان وثلاثة آلاف حديث اشترك معه في تخريجها أصحاب الكتب الخمسة، وانفرد هو بتخريج تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف حديثًا، وهي الزوائد على ما جاء في الكتب الخمسة، من بينها ثمان وعشرين وأربعمائة حديثًا صحيح الإسناد وتسعة عشر ومائة حديثًا حسن الإسناد، وهذا ما أشار إليه ابن حجر بقوله: "إنه انفرد بأحاديث كثيرة صحيحة".

وقد أحسن ابن ماجه وأجاد حينما بدأه بباب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها.

السنن في ميزان النقد:

كغيره من كل الكتب لاقى "سنن ابن ماجه" جملة من التعليقات، أحيانا بالرضا والقبول وأحيانا أخرى بالنقد والتجريح، وهو ليس مصونا عن الخطأ فلم يولد بعد من يؤلف كتابا لا ينتقده هو نفسه ولو بعد حين من الدهر، فكان في "سنن ابن ماجه" الصحيح، والحسن، والضعيف، بل والمنكر والموضوع ولكن على قلة، ومهما يكن من شيء فالأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلى جملة أحاديث الكتاب، التي تزيد عن أربعة آلاف حديث، فهي لم تَغُضَّ من قيمة الكتاب.

وقد قال الذهبي: "سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة".

وقال أيضا: "فعن ابن ماجه قال: عرضت هذه السنن على أبى زرعة فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدى الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف".

وقال (الذهبي) معلقا: "وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير، وقليل من الموضوعات، وقول أبي زرعة - إن صح - فإنما عنى بثلاثين حديثا، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الاحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة، لعلها نحو الألف.

ولا يفوتنا هنا أن نورد تعليق الحافظ ابن حجر حين يقول: "كتابه في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب، وفيه أحاديث ضعيفة جدا حتى بلغني أن السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبا، وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان".

هذا ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، وكان من ذلك:

- "شرح سنن ابن ماجه": للحافظ علاء الدين مغلطاي، المتوفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة من الهجرة.

- "ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجه": لسراج الدين عمر بن علي بن الملقن، المتوفى سنة أربع وثمانمائة من الهجرة، واقتصر فيه على شرح الأحاديث التي انفرد بروايتها ابن ماجه، ولم تدرج في كتب الصحاح الخمسة.

- "الديباجة في شرح سنن ابن ماجه": للشيخ كمال الدين محمد بن مرسي الدبيري، المتوفى سنة ثمان وثمانمائة من الهجرة.

- "مصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه": للجلال الدين السيوطي، المتوفى سنة إحدى عشر وتسعمائة من الهجرة.

- "شرح سنن ابن ماجه": للمحدث محمد بن عبد الهادي السندي، المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.

وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتاب وخرجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.

آراء العلماء فيه:

نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودا في كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خلكان: "كان إماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به"، كما وصفه الخليلي بأنه "ثقة كبير متفق عليه محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ"، ثم هو الذهبي يقول عنه "كان ابن ماجة حافظا ناقدا صادقا، واسع العلم".

وقد رثاه محمد بن الأسود القزويني بأبيات أولها:

لقد أوهى دعائم عرش علم ... وضعضع ركنه فقد ابن ماجه.

كما رثاه يحيى بن زكرياء الطرائفي بقوله:

أيا قبر ابن ماجة غثت قطرا ... مساء بالغداة والعشي

وفاتـــــــــــه:

بعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف دراية ورواية، دارسا ومدرسا ومؤلفا، رحل ابن ماجه رحمه الله عن دنيا الناس، وذلك يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين من الهجرة؛ وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه أخواه أبو بكر وعبد الله وابنه عبد الله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 5:52 am

بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
لك جزيل الشكر أخى الكريم على مجهوداتك الطيبة
جعلها الله فى ميزان حسناتك

أسال الله أن يجمعنا وإياكم مع هؤلاء الصالحين الاتقياء الاخيار
وأن يجعلنا مع الابرار وأن ننال شفاعة المصطفي صلى الله عليه وسلم في يوم لا ظلال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 10:07 am




آمين يارب العالمين
وبشكرك أختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
بارك الله فيك وحفظك وزادك من فضله وأثابك الجنة
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وجمعنا الله واياكم مع هؤلاء الصحبة الاخيار فى الفردوس الاعلى
دمتى بحفظ الله ورعايتة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين يونيو 14, 2010 9:12 pm



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الامـــــام البخــــــــارى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نسبه ونشأته:

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بزدزبه الجعفي مولاهم أبو عبدالله البخاري الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه والمقتدى به في أوانه والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.

ولد البخاري رحمه الله في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه فألهمه الله حفظ الحديث وهو في المكتب وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سردا ، وقد كان أصيب بصره وهو صغير فرأت أمه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فقال يا هذه قد رد الله على ولدك بصرة بكثرة دعائك أو قال بكائك فأصبح وهو بصير.

شيوخه وتلاميذه:

روى عنه خلائق وأمم وقد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال سمع الصحيح من البخاري معي نحو من سبعين ألفا لم يبق منهم أحد غيري وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم من طريقه وحماد بن شاكر وإبراهيم بن معقل وطاهر بن مخلد وآخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردى النسفي وقد توفي النسفي هذا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ووثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا وممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح وكان مسلم يتلمذ له ويعظمه وروى عنه الترمذي في جامعه والنسائي في سننه في قول بعضهم وقد دخل بغداد ثمان مرات وفي كل منها يجتمع بالإمام أحمد فيحثه أحمد على المقام ببغداد ويلومه على الإقامة بخراسان.

ملامح شخصيته:

تمتع الإمام البخاري بصفات عذبة وشمائل كريمة، لا تتوافر إلا فى العلماء المخلصين ، وهذه الصفات هي التي صنعت الإمام البخاري .

1- الإقبال على العلم . قام البخاري بأداء فريضة الحج وعمره ثماني عشرة سنة فأقام بمكة يطلب بها الحديث ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها وكتب عن أكثر من ألف شيخ.

2- الجد فى تحصيل العلم. وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطرة ثم يطفىء سراجه ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة .

3- قوة الحفظ .قال البخاري فكرت البارحة فإذا أنا قد كتبت لي مصنفات نحوا من مائتي ألف حديث مسندة وكان يحفظها كلها ، وقد ذكروا أنه كان ينظر في الكتاب مرة واحدة فيحفظه من نظرة واحدة والأخبار عنه في ذلك كثيرة .

4- أمير المؤمنين فى الحديث . دخل مرة إلى سمرقند فاجتمع بأربعمائة من علماء الحديث بها فركبوا أسانيد وأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وخلطوا الرجال في الأسانيد وجعلوا متون الأحاديث على غير أسانيدها ثم قرؤوها على البخاري فرد كل حديث إلى إسناده وقوم تلك الأحاديث والأسانيد كلها وما تعنتوا عليه فيها ولم يقدروا أن يعلفوا عليه سقطة في إسناد ولا متن وكذلك صنع في بغداد .

من كرم البخاري وسماحته:

قال محمد بن أبي حاتم كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج وكان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا.

قال وسمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله .: ما عند الله خير وأبقى

وكان يتصدق بالكثير يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين وأقل وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد وكان لا يفارقه كيسه.

ورعــــــــــــــــــه:

قال محمد بن إسماعيل البخاري ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

قال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي ، فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله البخاري وتد القنطرة الذي على نهر ورادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا ورجعنا معه إلى المنزل فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة مهمة قالها وهو يتنفس الصعداء.

وقال لمن معنا اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أية حاجة هي قال لي : تضمن قضاءها؟ قلت نعم على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حل مما كان منا وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري.

فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك وجميع ملكي لك الفداء وإن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد أو في ملكي فأبلغته رسالته فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورا وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمسمائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم.

وقال ابن أبي حاتم ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إني أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العد فأحببت أن استريح ؛ فإن فاجئنا العدو كان بنا حراك.

وضيفه بعض أصحابه في بستان له وضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا.

وكان الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام وكان لا يطمع فيما عند الناس وكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.

قوة حفظه وذاكرته:

وهب الله الإمام البخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.

يقول البخاري ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب وكان سنه عشر سنين.

ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك.

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح

قال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.

طلبه للحديث:

كان الإمام البخاري يقول قبل موته : كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

ونعود إلى البخاري في رحلته في طلب العلم ونبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.

ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي

وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس.

وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.

تفوقه على أقرانه في الحديث:

ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان

فقد روي أن أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابا لم يخرج وجهه.

وروي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغد اجتمع قريب من كذا كذ ألف فجلس للإملاء وقال يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.

وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد هذا وإسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم

ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح.

وروي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.

وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له[موقع الوسطية] : يا أبا عبد الله بكماله قال: فسكت

من كلمات البخاري:

"لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة"

"ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"

"ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه"

مؤلفاتــــــــــه:

تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، وذاكرة قوية، وصبرًا على العلم ومثابرة في تحصيله، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من عدل وتجريح، وخبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها وفاسدها. أضف إلى ذلك أنه بدأ التأليف مبكرًا؛ فيذكر البخاري أنه بدأ التأليف وهو لا يزال يافع السن في الثامنة عشرة من عمره، وقد صنَّف البخاري ما يزيد عن عشرين مصنفًا، منها:

الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح:
الأدب المفرد: وطُبع في الهند والأستانة والقاهرة طبعات متعددة.

التاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع في الهند سنة (1362هـ الموافق 1943م).

التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ الموافق 870م)، وطبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ الموافق 1907م)

خلق أفعال العباد: وطبع بالهند سنة 1306هـ الموافق 1888م

رفع اليدين في الصلاة: وطبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ الموافق 1840م) مع ترجمة له بالأوردية

الكُنى: وطبع بالهند سنة (1360هـ الموافق 1941م).

وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، والتفسير الكبير صحيح البخاري:

هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة. بذل فيه صاحبه جهدًا خارقًا، وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا، هي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث.

ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح"

وعدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، وهي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع.

وكان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.

وقد استحسن شيوخ البخاري وأقرانه من المحدِّثين كتابه، بعد أن عرضه عليهم، وكان منهم جهابذة الحديث، مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين؛ فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.

وقد أقبل العلماء على كتاب الجامع الصحيح بالشرح والتعليق والدراسة، بل امتدت العناية به إلى العلماء من غير المسلمين؛ حيث دُرس وتُرجم، وكُتبت حوله عشرات الكتب.

محنة الإمام البخاري:

كان البخاري رحمه الله شريف النفس فقد بعث إليه بعض السلاطين ليأتيه حتى يسمع أولاده عليه فأرسل إليه في بيته العلم والحلم يؤتى يعني إن كنتم تريدون ذلك فهلموا إلي وأبى أن يذهب إليهم والسلطان خالد بن أحمد الذهلي نائب الظاهرية ببخارى فبقى في نفس الأمير من ذلك فاتفق أن جاء كتاب من محمد بن يحيى الذهلي بأن البخاري يقول لفظه بالقرآن مخلوق وكان وقد وقع بين محمد بن يحيى الذهلي وبين البخاري في ذلك كلام .

وصنف البخاري في ذلك كتاب أفعال العباد فأراد أن يصرف الناس عن السماع من البخاري وقد كان الناس يعظمونه جدا وحين رجع إليهم نثروا على رأسه الذهب والفضة يوم دخل بخارى عائدا إلى أهله وكان له مجلس يجلس فيه للإملاء بجامعها فلم يقبلوا من الأمير فأمر عند ذلك بنفيه من تلك البلاد فخرج منها ودعا على خالد بن أحمد فلم يمض شهر حتى أمر ابن الظاهر بأن ينادى على خالد بن أحمد على أتان وزال ملكه وسجن في بغداد حتى مات ولم يبق أحد يساعده على ذلك إلا ابتلي ببلاء شديد فنزح البخاري من بلده إلى بلدة يقال لها خرتنك على فرسخين من سمرقند فنزل عند أقارب له بها وجعل يدعو الله أن يقبضه إليه حين رأى الفتن في الدين ولما جاء في الحديث (وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين)، ولقي الإمام ربه بعد هذه المحنة.

ثناء العلماء عليه:

وقال أبو العباس الدعولي كتب أهل بغداد إلى البخاري ... المسلمون بخير ما حييت لهم ... وليس بعدك خير حين تفتقد ... وقال الفلاس كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث .

وقال أبو نعيم أحمد بن حماد هو فقيه هذه الأمة وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وقال قتيبة بن سعيد رحل إلي من شرق الأرض وغربها خلق فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري .

وقال مرجى بن رجاء فضل البخاري على العلماء كفضل الرجال على النساء يعني في زمانه وأما قبل زمانه مثل قرب الصحابة والتابعين فلا وقال هو آية من آيات الله تمشي على الأرض وقال أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدرامي محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبنا وقال إسحاق بن راهويه هو أبصر مني .

وقال أبو حاتم الرازي محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق وقال عبداله العجلي رأيت أبا حاتم وأبا زرعة يجلسان إليه يسمعان ما يقول ولم يكن مسلم يبلغه وكان أعلم من محمد بن يحيى الذهلي بكذا وكذا وكان حييا فاضلا يحسن كل شيء وقال غيره رأيت محمد بن يحيى الذهلي يسأل البخاري عن الأسامي والكنى والعلل وهو يمر فيه كالسهم كأنه يقرأ قل هو الله أحد وقال أحمد بن حمدون انتصار رأيت مسلم بن الحجاج جاء إلى البخاري فقبل بن عينيه وقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله ثم سأله عن حديث كفارة المجلس فذكر له علته فلما فرغ قال مسلم لا يبغضك إلا حاسد وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك .

وقال الترمذي لم أر بالعراق ولا في خراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من البخاري وكنا يوما عند عبدالله بن منير فقال للبخاري جعلك الله زين هذه الأمة قال الترمذي فاستجيب له فيه وقال ابن خزيمة ما رأيت تحت أجيم السماء أعلم بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري ولو استقصينا ثناء العلماء عليه في حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وعبادته لطال علينا ونحن على عجل من أجل الحوادث والله سبحانه المستعان.

وقد كان البخاري رحمه الله في غاية الحياء والشجاعة والسخاء والورع والزهد في الدنيا دار الفناء والرغبة في الآخرة دار البقاء وقال البخاري إني لأرجو أن ألقى الله ليس أحد يطالبني أني اغتبته فذكر له التاريخ وما ذكر فيه من الجرح والتعديل وغير ذلك فقال ليس هذا من هذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (إيذنوا له فلبئس أخو العشيرة) ونحن إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا وقد كان رحمه الله يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة وكان يختم القرآن في كل ليلة رمضان ختمة وكانت له جدة ومال جيد ينفق منه سرا وجهرا وكان يكثر الصدقة بالليل والنهار وكان مستجاب الدعوة مسدد.

وقد أثنى عليه علماء زمانه من شيوخه وأقرانه فقال الإمام أحمد ما أخرجت خراسان مثله وقال علي بن المديني لم ير البخاري مثل نفسه وقال إسحاق بن راهويه لو كان في زمن الحسن لاحتاج الناس إليه في الحديث ومعرفته وفقهه وقال أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير ما رأينا مثله وقال علي بن حجر لا أعلم مثله وقال محمود بن النظر بن سهل الشافعي دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها .

وفاتـــــــــــــه:

فكانت وفاته ليلة عيد الفطر وكان ليلة السبت عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر من هذه السنة أعنى سنة ست وخمسين ومائتين وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة وفق ما أوصى به وحين ما دفن فاحت من قبره رائحة غالية أطيب من ريح المسك ثم دام ذلك أياما ثم جعلت ترى سواري بيض بحذاء قبره.

وكان عمره يوم مات ثنتين وستين سنة وقد ترك رحمه الله بعده علما نافعا لجميع المسلمين فعلمه لم ينقطع بل هو موصول بما أسداه من الصالحات في الحياة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به) الحديث رواه مسلم وشرطه في صحيحه هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في الصحيح لا يوازيه فيه غيره لا صحيح مسلم ولا غيره.

وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء ...

صحيح البخاري لو أنصفوه ... لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى ... هو السد بين الفتى والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء ... أمام متون لها كالشهب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 11:29 pm



الســــــلام عليكــــــم ورحمـــة الله وبركـــاتة

الإمـــام النســــائي


هو الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب السنن ولد بنسا سنة مائتين وخمس عشرة.وذكر صاحب شذرات الذهب أنه توفي في ثالث عشر صفر وله ثمان وثمانون سنة في ترجمة له في وفيات سنة 303هـ، فيكون مولده فى سنة 215هـ، وجعل الذهبي تاريخ مولده سنة 225هـ.، ولكن الأصح أنه ولد سنة خمس عشرة ومائة كما ذكر ابن كثير وابن العماد الحنبلي.

شيوخــــــــــه:

من شيوخه إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار، وسمع من قتيبة البغلاني المحدث.

ملامح شخصيته وأخلاقه:

1- كان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله، فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرملة فى فلسطين.
2- كان يجتهد فى العبادة قال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وقال غيره كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان له أربع زوجات وسريتان وكان كثير الجماع حسن الوجه مشرق اللون قالوا وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر.
وكان في غاية الورع والتقى، وكان يواظب على أفضل الصيام (صيام داود) فكان يصوم يوماً ويفطر يوما.
3- وكان غاية الحسن وجهه كأنه قنديل، وكان يأكل في كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع الزبيب الحلال.
4- وقد قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع قالوا ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية فقال أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروي له فضائل فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد الجامع فسار من عندهم إلى مكة فمات بها.

مكانته العلمية:

كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن
حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وغيرهم كثير.

قال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي فقال يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم قلت صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.

قال الحاكم كلام النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه، وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعا متحريا قيل إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال حدثنا الحارث وإنما يقول قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.

قال مأمون المصري المحدث خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.

وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال فما حدث بها.

مؤلفاتـــــــــــــــــه:

ترك النسائي مجموعة من الكتب أهمها:

1 - كتاب السنن الكبرى في الحديث وهو الذي عرف به وجاء في سير أعلام النبلاء.
2 - كتاب المجتبي وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة في الحديث.
3 - مسند علي.
4 - وكتابا حافلا في الكنى الكبير.
5 - كذلك كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ.
6 - وله كتاب التفسير في مجلد.
7 - الضعفاء والمتروكون في رجال الحديث.

درجة أحاديثه:

يقول السيوطي في مقدمة شرحه لكتاب السنن للنسائي: كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثـًا ضعيفـًا، ورجلاً مجروحـًا.
وقد وضع النسائي كتابًا كبيرًا جدًا حافلاً عرف بالسنن الكبرى، وهذا الكتاب (المجتبى) المشهور بسنن النسائي منتخب منه، وقد قيل إن اسمه (المجتنى) بالنون.وكتاب (المجتبى) هذا يسير على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتب الأحاديث على الأبواب،
ووضع لها عناوين تبلغ أحيانًا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد.

وقد جمع النسائي في كتابه أحاديث الأحكام، وقسمه إلى كتب، وعدد كتبه 58 كتابـًا، وقسم كل كتاب إلى أبواب، ولم يفعل فعل أبي داود والترمذي في الكلام على بعض الأحاديث بالتضعيف، كما لم يتكلم على شيء من رجال الحديث بالجرح والتعديل، ولم ينقل شيئـًا من مذاهب فقهاء الأمصار.

والسبب الذي دعا أبا داود والترمذي والنسائي إلى أن يذكروا في كتبهم أحاديث معللة هو احتجاج بعض أهل العلم والفقه بها، فيوردونها ويبينون سقمها لتزول الشبهة.وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد.

من شروح سنن النسائي:

زهر الربى على المجتبى لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة (911هـ)، وهو بمثابة تعليق لطيف حل فيه بعض ألفاظه
ولم يتعرض بشيء للأسانيد.

حاشية لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندي المتوفى سنة 1136هـ.

ومن الشروح الحديثة: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة وهو شرح مبسوط، بذل فيه المؤلف جهداً مشكوراً في نقل الأقوال وجمعها وترتيبها وترجيح ما ترجح لديه منها، ويظهر فيه الاهتمام بتراجم الرجال، والعناية بالمسائل اللغوية والنحوية التي تفيد في فهم الحديث، وقد طبع الكتاب مؤخراً في ثمانية وعشرين جزءاً.

ثناء العلماء عليه:

قال ابن كثير فى البداية والنهاية "أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبدالرحمن النسائي صاحب السنن الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره رحل إلى الآفاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة قد ذكرناهم في كتابنا التكميل وترجمناه أيضا هنالك وروى عنه خلق كثير وقد جمع السنن الكبير وانتخب منه ما هو أقل حجما منه بمرات وقد وقع لي سماعهما وقد أبان في تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان".

وقال الإمام الذهبي "هو أحفظ من مسلم".
وقال ابن عدي سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان أبو عبدالرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
وقال الحافظ أبو عبد الرحمن النيسابوري:أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.
وقال أبو الحسن الدار قطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره
وقال الدار قطني كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى.
وقال أبو عبد الله بن منده الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم
وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.

وفاتـــــــــــه:

اختلف في مكان وزمان وفاته فقال ابن خلكان وابن كثير: توفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة
في آخر عمره سنة ثلاث وثلاثمائة.

وهناك من قال توفى بفلسطين في صفر سنة ثنين وثلاثمائة مثل ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي، وهناك من قال توفى بفلسطين سنة ثلاث وثلاثمائة مثل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغنى بن نقطة في تقييده ومن خطه نقلت ومن خط أبي عامر محمد بن سعدون العبدري الحافظ مات أبو عبد الرحمن النسائي بالرملة مدينة فلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة ودفن ببيت المقدس وحكى ابن خلكان أنه توفي في شعبان من سنة أربع عشرة ومائتين تقريبا عن قوله فكان عمره ثمانيا وثمانين سنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 20, 2010 7:07 am

بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
وفقك الله وزادك من فضله
شخصيات قيمة
أسأل الله أن ينفعنا بعلمهم ونسير على خطاهم ونتعلم من سيرتهم ونقتدى بهم
أسأل الله أن يجمعنا بهولاء الصالحين الاتقياء الاخيار
وأن يجعلنا مع الابرار وننال شفاعة المصطفي صلى الله عليه وسلم
ونرفع أكف الدعاء بأن لا ننحرم من صحبته يوم القيامة
ونشرب من يديه الطاهرتين شربة لا نظمأ بعدها أبدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 20, 2010 6:49 pm



آمـــــين يارب العالمـــــين
اللهم صلى وسلم وبارك عليك ياسيدى يارسول الله صلوات ربى وسلامه عليك
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
وبشكرك على دعائك الطيب وأسال الله ان يجمعنا واياكم بهذه الصحبه العطره
ويجمعنا بهم مع امام الدعاه وسيد المرسلين فى جنته ودار كرامته انه ولى ذلك والقادر عليه
بارك الله فيك اختنا الكريمة وجزاك ربى خير الجزاء
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
دمت بحفظ الله ورعايتة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة   شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:53 pm



الســــلام عليكـــــم ورحمة الله وبركــــاتة

الامـــــــام القــــرطبى

هو أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصارى الخزرجى الأندلسى القرطبى المفسِّر ولد أوائل القرن السابع الهجري بقرطبة، ونسب إليه، بل أصبح أشهر علم من أعلامه، فعندما يذكر القرطبي بإطلاق، فلا تنصرف الأذهان إلا إليه، نشأ فيه وكانت حياته متواضعة، إذ كان من أسرة متوسطة، أو خاملة، مع علو حسبه ونسبه، إلا أنه أنبه شأن أسرته بما قدم من آثار ومؤلفات.

وفي قرطبة تعلم العربية والشعر إلى جانب تعلمه القرآن الكريم، وتلقى بها ثقافته الواسعة في الفقه والنحو والقراءات كما درس البلاغة وعلوم القرآن وغيره، وكان إلى جانب تلقيه العلم ينقل الآجر لصنع الخزف في فترة شبابه، وقد كانت صناعة الخزف ولافخار من الصناعات التقليدية التي انتشرت في قرطبة آنذاك...

إقامته فى مصر.

بقي الإمام القرطبي بقرطبة حتى سقوطه، وخرج منها نحو عام 633 هـ، فرحل إلى المشرق طلباً للعلم من مصادره فانتقل إلى مصر، والتي كانت محطًا لكثير من علماء المسلمين على اختلاف أقطارهم، فدرس على أيدي علمائها وسمع وكتب، وكان يقظاً حسن الحفظ مليح النظم، حسن المذاكرة ثقة حافظاً.

وأخيراً استقرّ به المقام بمنية ابن خصيب في شمالي أسيوط بمصر، فاتخذها داراً له ومقاماً ومركزاً للتدريس والتأليف، ولم يتغيَّر شيء من نمط حياته السابقة، فقد بقي على زهده في الدنيا واشتغاله بالآخرة، يملأ وقته بالعبادة والدراسة، ويكفيه الثوب الواحد أهم ملامح الشخصية:

زهده وورعه:

كان رحمه الله من عباد الصالحين والعلماء العارفين، عاش حياة عبادة وصلاح وزهد، وأتقن علوم العربية والعلوم الإسلامية جميعها، وسمع الحديث عن عدد من الحفّاظ الثقات. زاهد في الدنيا مشغولاً بما يعنيه من امور الآخرة وقد قضى عمره مشغولاً بين العباده والتأليف.

قال عنه ابن فرحون: (كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين، الزاهدين في الدنيا المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة).

ونرى في مطالعتنا لكتب القرطبي نفس العالم الصالح الورع الزاهد في كل صفحة من صفحاته، فهو يشكو دائمًا من كثرة الفساد، وانتشار الحرام، والابتعاد عن الواجبات، والوقوع في المحرمات.

ومن مظاهر ورعه وزهده: تصنيفه كتابي (قمع الحرص بالزهد والقناعة) و(التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة)، ومن مظاهره أيضًا ذمه الغنى الذي يجعل صاحبه مزهوًا به، بعيدًا عن تعهد الفقراء، ضعيفًا في التوسل إلى رب الأرض والسماء.

شجاعته وجرأته في الحق:

لا غرابة في أن يكون القرطبي شجاع القلب، جريئًا في إعلان ما يراه حقً، أنه قد اكتسب تلك الأسباب التي تسلحه بهذه الجرأة من علم واسع، وورع مشهود، واستهانة بالدنيا ومظاهره، لهذا كان ـ رحمه الله ـ ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، ويتمثل هذا في إيمائه في أكثر من موضع في تفسيره إلى أن الحكام في عصره حادوا عن سواء السبيل، فهم يظلمون ويرتشون، وتسود عندهم أهل الكتاب، ومن ثم فهم ليسوا أهلاً للطاعة، ولا للتقدير.

نذكر من ذلك ما يكتبه في (التذكرة) إذ يقول:
هذا هو الزمان الذي استولى فيه الباطل على الحق، وتغلب فيه العبيد على الأحرار من الخلق فباعوا الأحكام،ورضي بذلك منهم الحكام، فصار الحكم مكسً، والحق عكسً، لا يوصل إليه، ولا يقدر عليه، بدلوا دين الله، وغيروا حكم الله، سماعون للكذب أكالون للسحت (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون....)

بساطته وتواضعه:

كان رحمه الله ـ فيما عرف عنه ـ يعنى بمظهره، بدون تكلف و بذخ، كان يمشي بثوب واحد مما يدل على رقة حاله، وأنه لم يصب من الغنى ما يجعله يعيش حياة مترفة.

الجدية ومضاء العزيمة:

إن الدارس لحياة القرطبي ليعجب كل العجب من حياة الجد والصرامة التي أخذ نفسه بها حتى ألفه، فهو رحمه الله قد كرس حياته للعلم والمطالعة والتأليف، دون أن يؤثر عنه ملل أو سأم، أو يعرف عنه أنه كان يتوقف لراحة أو استجمام، ولذا وصفه مترجموه بقولهم (أوقاته معمورة ما بين توجه وعبادة، وتصنيف).

ولا شك أن جدية إمامنا القرطبي كانت بسبب استشعار قيمة وعظمة ما يدرس ويصنف، فهنوعلى صلة دائمة مع النصوص الشرعية التي تحث على الصدق في القول والعمل، ومخاطبة الناس بالطيب من القول، وتنهى عن السفه وبذاءة اللسان، وتنفر من الكبر والرياء والنفاق، وتحذر من الافتتان بمباهجالحياة والانسياق وراء مغرياته.

ولا نستعغرب ولا تنتابنا الدهشة من هذا الخلق إذا فهمنا البواعث النفسية التي كانت تسيطر على صاحبن، فهو كثير الهم على مسلمي عصره، شديد التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متأثر بما حل ببلاده، حريص على العلم الشرعي، فضلاً عن تأثره بخلق كثير من مشايخه لا سيما المحدثين منهم، الذين كانوا يتصدرون لتدريس الحديث وروايته، وإذا ما عرفنا الآداب العامة التي كانوا يحرصون على التقيد به، ويتشددون في التزامها والتحلي به، كي يكون لهم المهابة والوقار في نفوس مستمعيهم وطلابهم، فهم حريصون كل الحرص على أن يكونوا منسجمين تماما مع العلم الذي يدرسونه، كي لا يكون هناك تناقض بين سلوكهم وأقوالهم، بل هم يشددون على أنفسهم كي يكونوا قدوة حسنة لتلاميذهم..

أمــانته:


كان القرطبي ـ رحمه الله، يلتزم الأصول العلمية، ويتبع أساليب العلماء الفضلاء الذين لا يعنيهم إلا أن يثبتوا الفضل لأهله، ويتورعوا عن أن ينسبوا لأنفسهم ما ليس لهم، وهذه هي الأمانة العلمية التي يعمل علماء العالم الآن على تأصيله، وتثبيت قيمه، واتخاذ أساليب لتنفيذه، ولا يتصور أنها تخرج عما ارتضاه الإمام القرطبي لنفسه حين كتب " تفسيره" قال:

(وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائليه، والأحاديث إلى مصنفيه، فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف إلى قائله).

اجتهاده وكثرة مطالعته:

ذكر غير واحد من مؤرخي حياة إمامنا القرطبي أن أوقاته كانت معمورة بين توجه للعبادة أو التصنيف، وهذا شأن العلماء، وسمة العارفين الفضلاء، ومنشأ هذه الميزة في شخصيته العلمية هي جديته فيالحياة، ومضاء عزيمته ـ كما ذكرنا ـ

كان رحمه الله كثير المطالعة، مجد في التحصيل، كثير الحديث عما يشكل، وكان يحب الكتب حبًا جمًا ويحرص على جمعه، واقتنائها، حتى لقد تجمع لديه منها مجموعات كثيرة، ومنوعة، ولو أن باحثًا قام بجمع موارده في تفسيره" فقط، لتجمع لديه الشيء الكثير، والعجب العجاب، من آثار المشرقيين والمغربيين معً، وإليك مثال من حبه للكتب وشغفه بالمطالعة، من كتابه (التذكرة) فقط، قال رحمه الله:

(وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقرئ الفاضل أبي عمرو عثمان بن سعيد المتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة)

فهذا النص يدلنا على ولعه بالقراءة والكتب منذ نعومة أظفاره، إذ صرح بأنه قرأ أكثر كتب ذلك العالم وهو في الأندلس بعد.. كما كان ولوعًا بكتب حافظ المغرب (ابن عبد البر)، والفقيه العلامة المالكي (ابن العربي)، فأكثر النقل من كتبهم، ولا سيما "التمهيد" للأول، و" أحكام القرآن" للثاني، وهذا يدلنا على مدى تأثره بهم، إذ اجتمع معهما في صفات علمية كثيرة....

الحركة العلمية في عصر القرطبى:

نشطت الحياة العلمية بالمغرب والأندلس في عصر الموحدين (514 الموافق 668 هـ) وهو العصر الذى عاش فيه القرطبى فترة من حياته أيام إن كان بالأندلس وقبل أن ينتقل إلى مصر ومما زاد الحركة العلمية ازدهاراً في هذا العصر: أن محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية كان من أقطاب علماء عصره وقد أفسح في دعوته للعلم وحض على تحصيله.

كثرة الكتب والمؤلفات التي كانت بالأندلس:

وكانت قرطبة أكثر بلاد الأندلس كتباً، وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب، وهذه النزعات العلمية التي اتسم بها خلفاء الموحدين وتلك المؤلفات التي غمرت بلاد الأندلس وشجعت العلماء وروجت سوق العلم فتعددت الهيئات العلمية في ربوع الأندلس وبين جوانبها ونهضت العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير والقراءات وكذلك علوم اللغة والتاريخ والأدب والشعر، وكان لهذا كله أثر كبير في التكوين العلمى للإمام القرطبى - رحمه الله -

شيــوخــه:

من شيوخ القرطبى:

1ـ ابن رواج وهو الإمام المحدث أبو محمد عبد الوهاب بن رواج واسمه ظافر بن على بن فتوح الأزدى الإسكندرانى المالكى المتوفى سنة 648هـ.
2ـ ابن الجميزى: وهو العلامة بهاء الدين أبو الحسن على بن هبة الله بن سلامة المصرى الشافعى المتوفى سنة 649 هـ وكان من أعلام الحديث والفقه والقراءات.
3ـ أبو عباس احمد بن عمر بن إبراهيم المالكى القرطبى المتوفى سنة 656هـ (صاحب المفهم في شرح صحيح مسلم)
4ـ الحسن البكرى:هو الحسن بن محمد بن عمرو التيمى النيسابورى ثم الدمشقى ابو على صدر الدين البكرى المتوفى سنة 656 هـ

مــؤلفـــاته:

ذكر المؤرخون للقرطبى رحمه الله عدة مؤلفات غير كتاب "الجامع لأحكام القرآن" وهو ذلكم التفسير العظيم الذى لا يستغنى عنه طالب علم. ومـن هـذه المـؤلفـات:
- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (وهو مطبوع متداول).
- التذكار في أفضل الأذكار (وهو أيضاً مطبوع متداول).
- الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
- الإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام وإجتهار محاسن دين الإسلام.
- قمع الحرض بالزهد والقناعة.
وقـد أشـار القـرطبـى في تفسيـره إلى مـؤلفـات له منهـا:
- المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
- اللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية.

تأثر القرطبى - رحمه الله - بمن قبله وتأثيره فيمن بعده.

أولاً: تأثـره بمـن قبلـه:

الذى يطالع تفسير الإمام القرطبى يجده قد تأثر كثيراً بمن سبقوه من العلماء ومنهم:
الطبرى: وهو أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى صاحب "جامع البيان في تفسير القرآن" والمتوفى سنة 310هـ أفاد منه القرطبي
وتأثر به خاصة في التفسير بالمأثور.
الماوردى: وهو أبو الحسن على بن محمد المارودى النتوفى سنة 450هـ وقد نقل عنه القرطبى وتأثر به.
أبو جعفر النحاس: صاحب كتابي:" إعراب القرآن، ومعانى القرآن" توفى سنة 338هـ وقد نقل عنه القرطبى كثيراً.
ابن عطية: وهو القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية صاحب "المحرر الوجيز في التفسير"، وقد أفاد القرطبى منه كثيراً في التفسير بالمأثور وفي القراءات واللغة والنحو والبلاغة والفقه والأحكام توفي ابن عطية رحمة الله سنة 541هـ.
أبو بكر العربي صاحب كتاب "أحكام القرآن" والمتوفى سنة 543هـ، أفاد منه القرطبى وناقشة ورد هجومه على الفقهاء والعلماء.

ثانيـاً: تأثيـره فيمــن بعــده:

تأثر كثير من المفسرين الذين جاءوا بعد القرطبى وإنتفعوا بتفسيره وأفادوا منه كثيرأ ومن هؤلاء:
الحافظ ابن كثير:عماد الدين إسماعيل بن عمروبن كثير المتوفى سنة 774هـ.
أبو حيان الأندلسى الغرناطى المتوفى سنة 754هـ وذلك في تفسيره البحر المحيط.
الشوكانى: القاضى العلامة محمد بن على الشوكاني المتوفى سنة 1255هـ، وقد أفاد من القرطبى كثيراً في تفسيره (فتح القدير )

مـزايـا تفسيره:

يعتبر تفسير القرطبى موسوعة عظيمة حوت كثيراً من العلوم فهو من أجلّ التفاسير وأنفعها، أسقط منه القرطبي القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ، وعني بذكر أسباب النزول، والردّ على أهل الانحرافات، مع اهتمام خاص بإيراد المناسب من الأحاديث.
كتابه "الجامع لأحكام القرآن" من أوائل الكتب التي نهجت هذا النهج في استخراج الأحكام من كتاب الله، يستعينون بها على حل مشكلاتهم ويقيسون عليها ما جدَّ من مصالحهم.
ولعلَّ خير دليل لنا على أسلوب هذا التفسير العظيم مقدمته التي وصفها المؤلف.. قال القرطبي:
"فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقلّ بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمري وأستفرغ فيه قوتي، بأن أكتب فيه تعليقاً وجيزاً يتضمَّن نكتاً من التفسير واللغات والإعراب والقراءات والردّ على أهل الزيغ والضلالات.

وأحاديثنا كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيناً ما أشكل منهما، بأقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف، وعملته تذكرة لنفسي، وذخيرة ليوم رمسي، وعملاً صالحاً بعد موتي.

قال الله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}. وقال تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"..

وبذلك يكون أهم ما يميز الجامع لأحكام القرآن:

1ـ تضمنه لأحكام القرآن بتوسع.
2ـ تخريجه الأحاديث وعزوها إلى من رووها غالباً.
3ـ صان القرطبى كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة إلا من بعض مواطن كان يمر عليها دون تعقيب.
4ـ كما أنه كان إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات التي تخل بعصمة الملائكة والأنبياء أو يخل بالاعتقاد فإنه يكر عليها بالإبطال أو يبين أنها ضعيفة كما فعل في قصة هاروت وماروت، وقصة داود وسليمان وقصة الغرانيق وكذلك ينبه أيضاً على بعض الموضوعات في أسباب النزول.

منهج القرطبي:

حدد القرطبي منهجه بأن يبين أسباب النزول، ويذكر القراءات، واللغات ووجوه الإعراب، وتخريج الأحاديث، وبيان غريب الألفاظ، وتحديد أقوال الفقهاء، وجمع أقاويل السلف، ومن تبعهم من الخلف، ثم أكثر من الإستشهاد بأشعار العرب، ونقل عمن سبقه في التفسير، مع تعقيبه على ما ينقل عنه، مثل ابن جرير، وابن عطية، وابن العربي، وإلكياالهراسي، وأبي بكر الجصاص.

وأضرب القرطبي عن كثير من قصص المفسرين، وأخبار المؤرخين، والإسرئيليات، وذكر جانبا منها أحيان، كما رد على الفلاسفة والمعتزلة وغلاة المتصوفة وبقية الفرق، ويذكر مذاهب الأئمة ويناقشه، ويمشي مع الدليل، ولا يتعصب إلى مذهبه (المالكي)، وقد دفعه الإنصاف إلى الدفاع عن المذاهب والأقوال التي نال منها ابن العربي المالكي في تفسيره، فكان القرطبي حرا في بحثه، نزيها في نقده، عفيفا في مناقشة خصومه، وفي جدله، مع إلمامه الكافي بالتفسير من جميع نواحيه، وعلوم الشريعة.

وكان أبو عبدالله حريصاً إذا استفاد من قول أن يضيفه إلى قائله، وإذا أورد حديثاً أن يذكر رواته، وكان يكرر دائماً: "إنَّ من بركة العلم أن يُضاف القول إلى قائله".

المآخذ على تفسير القرطبي:

ما يؤخذ على كتابه في التفسير(الجامع لأحكام القرآن) نقول: مع أن تفسير القرطبى رحمه الله من أعظم التفاسير نفعاً إلا أنه لم يخل من بعض هَيْنَات - والكمال لله وحده - كان يمر عليها من دون تعليق أو تعقيب.

ومـن أمثلـة ذلك:
ماذكره من الإسرائيليات عند تفسيره لبعض الآيات ومنها ماذكره عند تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر:7].

فقد ذكر أن حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش إلى غير ذلك من الأخبار الخرافية.
كما لم يخل كتابه من الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة التي تحتاج إلى إنتباه أثناء مطالعة الكتاب.
وهكذا عاش أبو عبد الله القرطبي حياته، من مأساة الأندلس، التي تركها في ريعان شبابه، إلى سفره مصر، واستقراره بالصعيد، طلب العلم على علماء عصره، وكبار المحدثين، وكان من عباد الله الصالحين، أشغل عمره بالتفسير، فأخرج للناس درة التفاسير، وأصبح كتابه مرجعًا للكثيرين ممن جاء بعده، عمر وقته بالعلم والدعوة والعبادة حتى أتاه اليقين.

آراء العلماء فيه:

ذكره ابن شاكر الكتبي، فقال: " كان شيخًا فاضل، وله تصانيف مفيدة، تدل على كثرة إطلاعه،و وفور علمه "قال الذهبي: (رحل وكتب وسمع، وكان يقظًا فاهمًا حسن الحفظ، مليح النظم، حسن المذاكرة، ثقة، حافظًا)،وقال عنه في تاريخ الإسلام: إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة، تدل على كثرة إطلاعه ووفور عقله وفضله... سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، وله العديد من المؤلفات التي تدل على إمامته وذكائه، وكثرة اطلاعه.
وذكر ابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب عن القرطبي: "كان إمامًا علمًا من الغواصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد النقل "

وفاتـــــــــــه:

وفي " منية الخصيب" بصعيد مصر، كانت وفاة عالمنا الجليل ليلة الاثنين التاسع من شهر شوال سنة 671 هـ وقبره بالمنيا بشرق النيل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
 
شخصيات اسلاميه نتعلم منهم القيم والاخلاق الكريمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» تخلق بصفاتهم تكن منهم
» الثمرات العظيمة تنادي قاطفيها وأهلها فهل أنت منهم ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القيصرية :: اسلاميات :: مســــــابقــــات وموضوعــــــــات-
انتقل الى: