| سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس أبريل 29, 2010 6:49 am | |
| جدد حياتك (1): هيا بنا نبدأ اخوانى واخواتى هيا بنا نبدأ. هيا بنا ننطلق معا في رحلة الهداية. هيا بنا نعايش منهج النبوة. هيا بنا نسعى إلى الله على بصيرة. انطلاقا من هذا العدد، سوف نبدأ معا -إن شاء الله تعالى- صفحةً جديدة. صفحة، ننطلق فيها معا، لنقترب خطوة، من الهَدْي النبوي المحمدي الشريف. سوف أنطلق بكم في جولة راقية، نرى فيها منهج النبوة في بناء الإنسان وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بصناعة الإنسان وبناء الرجولة، وتحقيق الهداية، وتقريب معاني الربانية. سوف نرى منهج النبوة في بناء الإنسان من جوانبه الخمسة: 1- جانب العقل: حيث علم صلى الله عليه وسلم الإنسان كيف يفكر، وكيف ينظر إلى الكون وإلى الحياة، وكيف يحقق منهج الله في الفهم والتحليل، وكيف يبني تصورا صحيحا عن كل شيء، وكيف يرى كلَّ شيءٍ على حقيقته، وفي حجمه الصحيح، ليتعامل مع كل شيء على نحوٍ صحيح. 2- وجانب النفس: حيث علم صلى الله عليه وسلم الإنسان كيف يزكي نفسه، وكيف يزيل منها كل الشوائب، وكيف ينقيها من الغل، والحقد، والكبر، والأنانية، حتى تشرق النفس بمعاني الهداية، وحتى تكون صافية من كل هذا الضباب النفسي، الذي ينشأ من الأخلاق المذكورة منذ قليل، فتجعله بعيدا عن القرآن، وعن فهم معالم الشريعة.
3- وجانب الروح: حيث علم النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان كيف يحرر روحه من قيودها، حتى يكون الإنسان نشيط الروح، حر الضمير، ينطلق ليحقق النجاح، من غير تكاسل ولا إحباط، بل يمتليء صدره معرفة بالله، وتعظيما له، ومحبة لأنبيائه ورسله، وتعلقا بالأخلاق المحمدية العظيمة. 4- وجانب القلب: حيث علم النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان أن القلب هو موضع نظر الله تعالى من الإنسان، وهو مصدر النوايا الصادقة، ومنبع الاستقامة، وهو الذي إذا استقام وامتلأ بالنور استقامت الحياة كلها. 5- وجانب الجسد: حيث علم النبي صلى الله عليه وسلم كيف يبني هذا الجسد، وكيف يوجه طاقته وسعيه إلى الهدف الصحيح. وهذه الجوانب الخمسة، هي مكونات الإنسان، فلن أكون إنسانا، حتى أتعلم كيف أبني العقل والنفس والقلب والروح والجسد، وإذا أهملت واحدا منها يكون الإنسان تائها، مشوها، حائرا، لا يعرف الطريق، ولا يحقق النجاح. سوف نبدأ معا صفحة جديدة، نرى فيها منهج النبوة في بناء الإنسان بطريقة توصله إلى التوازن النفسي، والاستقرار الوجداني، والتفاعل الاجتماعي الناجح، والفهم الصحيح عن الله، حتى يتوصل الإنسان إلى فهم المقاصد التي أراد منه الشرع الشريف أن يحققها، مثل: عبادة الله تزكية النفس عمارة الأرض وراثة النبيين صناعة الإنسان هداية الأمم الإنابة إلى الدار الآخرة تحصيل مكارم الأخلاق وغيرها من مقاصد الشريعة ولنا مع كل واحد من هذه المقاصد وقفات، نشرح فيها تفاصيلها، ونحاول معا أن نتعلم كيف نحققها في أنفسنا وفي مجتمعنا، وفي الإنسانية كلها. سوف نبدأ معا صفحة جديدة، نرى كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وكيف أننا جميعا أمته فلابد من أن نكون جميعا رحمة للعالمين كذلك. فسوف نتكلم كلاما طويلا، نرى من خلاله كيف أكون أنا وأنت وهو وهي: رحمة للعالمين. سوف نبدأ معا صفحة جديدة نتابع فيها تاريخ الأمة المحمدية، وكيف أنها قامت بفهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وقامت بتحويل القرآن والحديث إلى برامج عمل، ومناهج تطبيق فنشأت في تاريخ الأمة العلوم، والمعارف، والآداب، والفنون، والحرف، والمهن، والصناعات، وتحققت الحضارة. سوف نبدأ معا صفحة جديدة، نرى فيها كيف تتعارف الحضارات، وكيف تلتقي، وكيف نستوعب نحن الدنيا كلها، بكل ما فيها حضارات وثقافات، وكيف نحمل هذا النور لنقربه إلى الناس جميعا، وكيف نصل إلى المشاركة في صناعة ثقافة العالم، وآدابه، وفنونه. سوف نبدأ معا صفحة جديدة نرى فيها كيف نصنع لأمتنا مكانا بين الأمم، وكيف نوجد النهضة وكيف نصنع الحضارة وكيف نفهم القرآن، وكيف نحب النبي صلى الله عليه وسلم ونتبعه ونقتدي به في تحقيق ذلك كله. وباختصار. سوف نتعلم كيف نجدد حياتنا. وكيف نخرج إلى آفاق واسعة من فهم هذا الدين. وكيف نرى المناطق المجهولة من ديننا، والتي لم نعد نتكلم عنها، ولا نبحث في كيفية تحقيقها.وباختصار أيضا. سوف أصحبك معي في هذه الرحلة. لنقترب خطوة. ونسعى إلى الله على بصيرة. سوف نقف أمام كل كلمة ذكرتها هنا، بالشرح والتحليل والنقاش، حتى نتعلم كيف نفهمها ونحققها ونعيشها، ثم نشرحها للناس. وأخيرا فقد انطلقت من هذا العدد حملة: (جدد حياتك) متواصلون معكم ونكمل لكم سلسلة جدد حياتك للشيخ اسامة الازهرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس أبريل 29, 2010 6:57 am | |
|
جدد حياتك (2): لمحة من الجلال
مرحبا بكم.
لقد اخترتم أن نبدأ، وأن نسير سويا على الدرب.
وأن تجمعنا الصداقة، حتى ننطلق لنجدد حياتنا.
ونتعرف سويا على منهج النبوة في بناء الإنسان.
وفي فهم مراد الله، وفي القيام بحق العبودية.
وفي السعي في الأرض بالعمران.
وفي استيعاب الأحداث من حولنا مع حضور الربانية والبصيرة.
إذن فلنبدأ.
ولننطلق.
حتى نمضي في رحلتنا.
وقد اخترت أن أصحبكم في هذه الرحلة إلى مقصودٍ عجيب.
فالزموا مقاعدكم.
واربطوا أحزمتكم.
واحبسوا أنفاسكم، فإننا سوف نقلع الآن.
وسوف ننطلق.
لقد تركنا وراءنا الهواتف، والمواعيد.
وتركنا الأعمال والارتباطات.
وتركنا الأشغال، والأشخاص، والأشياء، والذكريات.
وتحررنا من وساوس النفوس.
ومن أمراض القلوب.
ومن الأهواء والأغراض والأطماع.
وما زلنا نسمو، حتى تركنا وراءنا السيارات، والناس، والضجيج.
وما زلنا نرقى حتى تركنا الأحداث، والشوارع، والعواصم، والدول، والقارات.
بل تركنا الكرة الأرضية بكل ما فيها وما عليها.
وصرنا الآن في صَمْتٍ مَهِيب.
وسكونٍ جليل.
ثم ارتقينا حتى تجاوزنا الشموس، والنجوم.
والأقمار، والأفلاك.
والمدارات، والمجرات.
ثم ارتقينا حتى تجاوزنا عالم الملائكة، وعوالم الملكوت، والملأ الأعلى.
وتجاوزنا الزمان كله.
فالزموا الأدب كل الأدب.
والزموا الخضوع والهيبة.
فلقد صرنا في حضرة الربوبية.
هل سمعتم عن العظمة والكبرياء والجلال.
عن سمعتم عن الرحمة واللطف، والفضل والجود والجمال.
عن سمعتم عن الهيبة والتقديس والكمال.
هل سمعتم عن البقاء الأبدي السرمدي.
هل سمعتم عن الجلال المطلق.
والكمال المحقق.
هل سمعتم عن الواحد الفرد الصمد، الموصوف بكل ذلك.
عن سمعتم عن الجبار الذي خضعت لعظمته الرقاب.
وكادت السموات تنشق من هيبته.
وكادت الجبال تنهدّ من عظمته.
وقد سبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته.
مقادير العباد بيده، يقلب الأمور كيف يشاء.
لا رادّ لحكمه، ولا مبدل لقضائه ومشيئته.
هل سمعتم عن مقامٍ لا ينبغي التسبيح إلا له؛ لأنه هو المعروف بالتنزيه والتقديس، لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء وقد وسع سمعه الأصوات، ووسع علمه الكائنات، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
هل سمعتم عن الجود الذي لا ساحل له.
هل سمعتم عن العطاء الإلهي الذي لا ينقطع.
وعن الرحمة التي وسعت كل شيء.
وعن الخلق، والإيجاد، والإمداد، والإسعاد، والحكمة، والتقدير.
هل سمعتم عن اللطف والعطاء والعناية والرعاية.
يتبـــــع
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس أبريل 29, 2010 7:08 am | |
| هل سمعتم عن العلم الإلهي الشامل الواسع المحيط.
الذي لا تخفى عليه خافية.
ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
فهو سبحانه يعلم ما نخفي وما نعلن.
ويدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار.
هل علمتم أنه سبحانه عنده مقاليد الخلق، وأن نواصيهم بيده.
وأنه عنده أم الكتاب.
وعنده علم الساعة.
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو).
(ويعلم ما في البر والبحر).
(وما تسقط من ورقة إلا يعلمها).
(ولا حبة في ظلمات الأرض).
(ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)
هل علمتم حقا أنه أوجدكم لحكمة، وخلقكم لغاية، ونصب لكم الموازين، وجعل لكم جنة ونارا.
هل علمتم أنه أوحى إليكم بمنهج وشرع، وعلّمكم مراده منكم.
هل علمتم حقا أنه عليم بكم، مطلع عليكم، يسمعكم ويراكم، ويحصي عليكم أعمالكم.
هل خضعتم بين يديه، وقمتم بواجب الأدب معه، وعرفتم مقدار عظمته، واستحييتم منه، وتعلقتم به ورجعتم إليه بالدعاء والضراعة، والاعتصام والاستكانة، وأقبلتم عليه بالخشية، وقمتم بين يديه بالانكسار لعزته والافتقار لعظمته، والاستمداد منه، والرجوع إليه، والاحتماء به.أصدقائي.
لقد حاولتُ أن أكشف لكم لمحة خاطفة من جلال مقام الربوبية، وعظمة معنى الألوهية.
وأريد الآن أن أسألكم سؤالا.
وأرجوكم
تذكروا سؤالي هذا
تذكروه في مواقفكم، وفي قراراتكم، وتصرفاتكم، وتعاملاتكم، وكافة شئونكم.
وسؤالي هو:
(ما لكم لا ترجون لله وقارا، وقد خلقكم أطوارا).
فلماذا لا تعرفونه سبحانه؟ لماذا لا تحبونه؟ لماذا لا تناجونه؟ لماذا تغفلون عنه؟ لماذا تشغلكم عنه الحياة بأحداثها وضجيجها؟ لماذا تتحول معرفتكم به إلى كلام نظري؟ لا عمق له، لا يبني شخصية، ولا يمنع من معصية، ولا يزيد في بصيرة.
(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد).
وهو والله أرحم بكم، يدعوكم إلى مغفرته، ويفتح لكم أبواب قربه، وخزائنُ السموات والأرض بيده وقلوب العباد طوع أمره، يقلبها كيف يشاء.وقد قال الشاعر قديما:اجعـل بربـكَ كــلَّ عزك يســتقرُّ ويَثْبُـتُ .... فإذا اعتـززت بمن يموتُ فإنَّ عزك ميِّتُ وبهذا يا أصدقائي نكون قد شرحنا الخطوة الأولى من المنهج النبوي الشريف في بناء الإنسان.
وهي معرفة الله جل شأنه.
ومحبته، وتوقيره، وتعظيمه.
بل هي أول خطوة في مناهج أنبياء الله أجمعين، وهم يصنعون الإنسان، ويخاطبون أممهم وأقوامهم.
وهي أول كلمة ينطق بها النبيون وهم يقفون في موقف البلاغ عن الله. وهي أول مبدأ صنعوا به أممهم، وعلموه للناس.فأول خطوة هي أن يعرف الإنسان ربه، معرفة حقيقية، تملأ قلبه هيبة ومحبة وتعلقا ورجاء فتنشأ علاقة وقرب ومعرفة، وتزدهر في القلوب أنوار معرفة الحق، فتستنير العقول، وتتفتح البصائر ويهتدي العقل، وتتزكى النفس، ويستقيم السلوك، ويتضح الهدف.
وبهذا نكون قد وضعنا الأساس الأول في بناء الإنسان، بحيث يعرف الإنسان ما يريد، ويعرف لماذا خُلق ويعرف ما هو المقصود في الحقيقة من كل شئون المعيشة، من دراسة، وصداقة، وعمل، وارتباطات وشركات، وأموال، وأحداث، ومواقف، وغير ذلك. وعندما يعرف الإنسان ربه بهذه الصورة الحية الحاضرة الفعالة، فإنه يترقى في معارج الهداية ويخرج من ضيق الخلق إلى سعة الحق، فتسكن نفسه، ويهدأ خاطره، وتزول عن العقول وعن النفوس كل مظاهر الضجيج النفسي، والصخب الوجداني، والازدحام العقلي، والتشويش الداخلي المتعمق الآن في النفوس والعقول، ويجد الإنسان في باطنه وضوحا، وأُنْسا بالله تعالى، وركونا إليه، فيزول القلق والاضطراب، وتنزل الطمأنينة والسكينة، ويقرأ القرآن فيجد له أثرا، فيتخذ قراره في كل شيء على بصيرة، فيبني أمة، ويصنع حضارة.أ صدقائي.
لقد انطلقتُ بكم إلى أعظم المطالب.
وأشرف المقاصد.
ووقفتُ معكم لحظةً في مقام التقديس والعبودية.
ووقفنا معا لحظة في مقام الهيبة والجلال.
والآن، أعيدكم سالمين.
ولكن الفارق كبير بين حالنا قبل الذهاب، وبين حالنا بعد الرجوع.
لقد سرى إلى القلب شعاع من الهيبة من الحق سبحانه ومن محبته ومن التعلق به ومن تعظيم شعائره ومن رجاء رحمته وتوفيقه.
وقد أنار القبس، وأشرقت القلوب.فأترككم على هذا الحال الشريف المنير.
إلى أن نلتقي لنكمل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة أبريل 30, 2010 8:03 am | |
| بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء موضوع أكثر من رائع رحلة مميزة جدا والإفادة منها شاملة أسال الله أن يرزقنا إتباع خطى نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم احنا فعلا بحاجة لتجديد حياتنا وتغيير إسلوبنا فى الحياة وما أحسنه تغيير فعلا إذا كان فى تعاليم ديننا الإسلامى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سلسلة مفيدة ونافعة جدا جزا الله عنا شيخنا أسامة الأزهرى خير الجزاء أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون الى القول فيتبعون أحسنه لك جزيل الشكر أخى الكريم على هذا الموضوع القيم وفى إنتظار البقية | |
|
| |
mr hide مجموعة الادارة
العمر : 36 الموقع : ارض الله الواسعه العمل/الترفيه : مهندس برمجيات المزاج : مخنوق تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة أبريل 30, 2010 5:26 pm | |
| الله عليك يا احمد
استمر يا باشا
واحنا معاك | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة أبريل 30, 2010 9:32 pm | |
| - نور الهدى كتب:
- بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء موضوع أكثر من رائع رحلة مميزة جدا والإفادة منها شاملة أسال الله أن يرزقنا إتباع خطى نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم احنا فعلا بحاجة لتجديد حياتنا وتغيير إسلوبنا فى الحياة وما أحسنه تغيير فعلا إذا كان فى تعاليم ديننا الإسلامى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سلسلة مفيدة ونافعة جدا جزا الله عنا شيخنا أسامة الأزهرى خير الجزاء أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون الى القول فيتبعون أحسنه لك جزيل الشكر أخى الكريم على هذا الموضوع القيم وفى إنتظار البقية بشكرك أختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام ووفقكم لما يحبه ويرضاه جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات وان شاء الله متواصلون معكم ونكمل باقى الرحلة الايمانية دمت بحفظ الله ورعايتة | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة أبريل 30, 2010 9:35 pm | |
| - mr hide كتب:
- الله عليك يا احمد
استمر يا باشا
واحنا معاك بشكرك يامان على حضورك وتشجيعك وردك الطيب بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأثابك الجنة تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات لك منى أجمل تحية ... دمت بحفظ الله ورعايتة | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى السبت مايو 01, 2010 10:24 am | |
|
جدد حياتك (3): أنت عند الله غال
يبدو أننا لن نهدأ ولن نستقر. ولن نضع رحالنا، ولن نستريح. فقد نويت أن أصحبكم فورا إلى رحلة أخرى. لكنها هذه المرة: رحلة إلى الأعماق فسوف ننزل سريعا من آفاق شهود حضرة الربوبية. حتى نغوص معا في أعماق غامضة. فمن الآفاق إلى الأعماق. وهيا بنا نمضي. من أنت؟؟!! وماذا تريد؟؟ ولماذا أنت هنا؟؟ ومن أين أتيت وإلى أين تمضي؟؟ وما قيمتك في هذا الوجود؟؟ أعماقٌ من وراء أعماق. وأمواجٌ متلاطمة من الأسئلة. ومحاولاتٌ عبر التاريخ لتقديم أجوبة. حتى توصل الإنسان في فترةٍ من تاريخه إلى تصور عجيب. أتدري ما هو؟؟ تعال معي لنغوص إلى أعماق أبعد. ولنرى. لقد تصور الإنسان أنه السيد المطلق. وأنه مركز الكون. وأن الشمس والقمر والنجوم تدور حوله. وأنه فوق المساءلة. وغرق في تصورات غريبة بعيدة عن العلم، وعن العبودية والربانية والهداية. وغاب عن فهم نفسه، ومعرفة حقيقته. وامتلأ بالغرور والغطرسة. وتاه في أعماق نفسه وهو يظن أنه يدري. حتى تعرض لثلاثةٍ من الزلازل العنيفة. هدمت معرفته بنفسه. وتركته في حيرة شديدة. جاء كوبر نيكوس بنظرية علمية صحيحة ناصعة. وأثبت أن الأرض تدور حول الشمس. وأن الأرض واحدة من توابعها. وثارت العواصف، واحتدم الجدل، وحوكم كوبر نيكس. ولكن العلم جرى في مجراه. وبعد عقود وسنوات خضع الإنسان لسلطان العلم. وعرف أن النظرية صحيحة. ولكن انهدم في المقابل جزءٌ من الغرور الإنساني. وتصاغر الإنسان أمام نفسه. ورجع الإنسان بالتدريج إلى اقتناعه بحجمه الجديد الصغير. فرضي بأن يكون سيدا للأرض فقط. واقتنع بأنه أرقى كائناتها. وبدأ يستعيد ثقته بنفسه. فجاء تشارلز دارون بنظريته ليخبره بأنه ليس سيدا لكوكب الأرض. بل إن بحثه الطويل في التاريخ الطبيعي أوصله إلى أن أصله قرد. فهو ليس سيدا للكون، وليس سيدا لكوكب الأرض أيضا. فثارت العواصف من جديد. وعاش الإنسان عقودا أخرى وسنوات أخرى من الجدل. وبدأ العقل الإنساني هناك يقتنع بحجمه الجديد الأصغر. ويكتفي بأن يكون واحدا من السلالات المعتادة المألوفة. ولكن يكفيه أن يطمئن في المقابل إلى أنه أرقى أجناس الأرض في شعوره، وإحساسه، وعواطفه. وبدأ الإنسان يقتنع بهذا الحجم، ويستعيد ثقته بنفسه بالتدريج. فجاء الزلزال الثالث. لقد ذهب فرويد إلى أن هذا الإنسان ليس أرقى الأجناس شعورا ولا إحساسا. وأن مشاعره وأحاسيسه هي خيال مريض، ممتليء بالعقد النفسية الكامنة في اللاوعي، وهي بقايا خيال جنسي مكبوت. فتصاغر الإنسان أمام نفسه درجة أخرى. وبعد أن كان يرى نفسه السيد المطلق لهذا الكون، صار يتصاغر أمام نفسه، وكل هذا في سياق تاريخي متشابك بدأت تتعالى فيه فلسفات الموت: (موت الإله، موت المؤلف، ....الخ) حتى برزت فلسفة موت الإنسان وتكلم فيها فلاسفة كبار مثل هيدجر، وميشيل فوكو وغيرهما. وتحول الإنسان من إنسان إلى شيء. وتحول إلى كائن استهلاكي. فاندفع من طرف إلى طرف. ومن سيد مطلق إلى شيء. ومن حياة إلى موت.
يتبــــــع
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى السبت مايو 01, 2010 10:36 am | |
| والآن تعالوا يا أصدقائي لنرجع إلى العلو والسمو مرة أخرى. وتعالوا لنرجع من الأعماق إلى الآفاق. ونعالوا لنرتفع إلى آفاق الربانية مرة أخرى. وتعال معي أيها الإنسان لتعرف من أنت على الحقيقة؟أنت الذي خلقك الله في أحسن تقويم. وأسجد لك الملائكة. وشرفك بالعلم (وعلم آدم الأسماء كلها). وجعلك خليفة في الأرض. وجعلك سبحانه موضع خطابه، والمقصود بوحيه. وأرسل لأجلك الأنبياء والرسل. وأنزل لأجلك الكتب. ونصب لك الموازين. وجعل لأجلك جنة ونارا. وصراطا وبعثا وحشرا وميزانا. وزكى نفسك بمعرفته. وأنار عقلك بهدايته. وأحاطك بعنايته. وأقامك في مقام العبودية له. وأخذ عليك المواثيق بطاعته. وكرَّمك وشرفك. وحملك في البر والبحر. وفضلك على كثيرٍ من خلقه. وحفظك ورعاك وأحاطك بملائكته. وأعلمك بأنك عبده. خلقك بجوده وكرمه، وأسبغ عليك من رزقه وعطائه. وأعلمك بأنه رقيب عليك. مطلع على خفايا نفسك. يحصي عليك أعمالك. وبأنه أوجدك لحكمة. وخلقك لغاية. وكلفك بعبادته وذكره وشكره. وأمرك بالسعي إليه، والتقرب لحضرته، والإهتداء بمعرفته. وأخرجك من الظلمات إلى النور. وسخر لك الأسباب والثروات والكنوز، وفتح لك آفاق العلم والمعرفة، وعلمك مناهج الفكر والتدبر والتأمل، حتى تعمر الأرض، وتصنع الحضارة، وتبني النهضة. وأعلمك بأنك راجع إليه، وواقف بين يديه. وأنك ستبعث بعد الموت للجزاء والحساب. وأنه سيحاسبك على عملك كله. وأنه رحيم بك، مقبل عليك، يلحظك بعين عنايته، وأنك غال عنده، محبوب لديه.وإليك هذا الموقف النبوي الكريم، وهذه الكلمة المحمدية العجيبة، التي تساعدك على معرفة نفسك وحجمك وقيمتك ودورك: جاء رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حِرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، فداعبه النبي صلى الله عليه وسلم مرة بأن أمسكه وقال للناس: (من يشتري مني هذا العبد؟؟)، فقال الرجل: يا رسول الله!! إذن والله تجدني كاسدا، فانظروا كيف كان الجواب النبوي الذي يشرح للإنسان حقيقته، ويبين له دوره في الحياة، قال صلى الله عليه وسلم: (أنت عند الله غال)!. نعم، ما أعجبها من كلمة محمدية هادية، تصنع الإنسان على بصيرة، وتعرفه بقدره، وتغرس في نفسه الثقة واليقين، وتنزع من نفسه الكبر والجبروت، وتدفعه إلى الله.(أنت عند الله غالٍ)، فانطلق يا صديقي في الحياة، وأنت موصول بربك، وقد عرفت قدرك عنده، وعرفت مقدار نعمته عليك. (أنت عند الله غالٍ)، فتحرك وأنت تَسْبَحُ في آفاق شكره وذكره، وتعتز به، وتسعى إليه، حتى تمشي على الأرض وقد تزكت نفسك، وانفتحت آفاق عقلك، وتحررت من الضيق والقهر، ومن ظلمات الطبع والأكوان، فاستنارت روحك، واستوعَبْتَ الدنيا كلها فهما وبصيرة، ورحمة وهداية. (أنت عند الله غالٍ)، فانطلق، وقد عرفت من أنت، ولماذا أنت هنا، وما الذي تصنعه في هذه الحياة، وقد سرت إلى نفسك الطمأنينة، وامتلأ جنانك بالثقة، وعرفت أنك عبدٌ لرب حكيم، يرعاك، ويتولاك، ويتولى هداك. (أنت عند الله غالٍ)، فاخرج من ضيق نفسك إلى سعة ربك، حتى يزدهر بك العمران، وتتحقق بك قضية العبودية، وتتزكى نفسك، وقد أفلح من تزكى. (أنت عند الله غالٍ)، وَحْي شريف، ونور منزل من الله، وبلاغ نبوي معصوم، يحقق إحياء الإنسان، ويصنعه من جديد، ويبصره بمراده، ويلخص له قضية الخلق والوجود. (أنت عند الله غالٍ) فلا تتوقف عند لحظات ضيق أو قبض تعتريك، ولا تتوقف عند أحداث مؤسفة تمر عليك، واعلم أن من ورائك ربا قديرا، فثق به، واعتمد عليه، واستعن به، وافهم مراده، واقرأ كتابه، وعظم شعائره، واعتصم به، وأقبل عليه، وكن معه، واصدق في محبته فإنه يحبك. (أنت عند الله غالٍ) شعار جليل، نجدد به حياتنا، ونملأ به فراغ نفوسنا، ونعرف به دورنا ومقصودنا، وتنطلق به ألسنتنا بين أصدقائنا، وننشره في الدنيا كلها، ونشرح به للإنسانية كلها قيمة الإنسان عندنا. (أنت عند الله غالٍ) بيان محمدي شريف، يضع بين يديك مفاتيح الفهم والبصيرة. وأترككم مع جلال الكلمة وآفاقها الرحبة الواسعة. وألقاكم في رحلة أخرى قريبة. يتبـــــــع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد مايو 02, 2010 7:38 am | |
| أخى الكريم بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء موضوع ومقال أكثر من رائع فمن منا لم يأتى عليه لحظات ويشعر بأنه تائه فى الدنيا دون مرسى اسئله دون جواب خوف وعدم طمأنينه ورجوع وذهاب تتلاطم بنا المواقف التى تضعف همة الإنسان ولكن بين كل هذا يأتى بصيص من النور وتتذكر بأن الله يحبك و أنك عند الله غال فدعوة لنا جميعا لنفرّ إلي الله وليس منه فالدنيا دار فرار وليست دار قرار ولا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه سبحانه أسأل الله أن يهدينى وإياكم وأن ييسر أمورنا لما فيه رضاه | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد مايو 02, 2010 9:02 am | |
|
يشكرك أختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وحفظك ونور قلبك بنور الايمان وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه ورزقنا الاخلاص فى القول والعمل جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء مايو 04, 2010 1:17 pm | |
| جدد حياتك (4): عِشْق قلبي لست أدري اليوم كيف أكتب. ولا كيف أعبّر. وقد تحركت أشواقي إليه. والله لقد اشتقت إليه، وتمنيت تقبيل يديه. فإني أريد أن أتحدث عنه. وهو عشق قلبي. وصفاء روحي. ونور بصري وبصيرتي. وهو عين الرحمة. وسر الاصطفاء. ومحبوب الحق جل شأنه. وهو الذي انطوى الفؤاد على محبته، والتعلق به، وتوقيره، وموالاته، ونصرته. فتعالوا معي إلى الرحلة الثالثة. إلى خلاصة أسرار الاصطفاء. حيث نرى السر الواصل، بين آفاق الربوبية، وأعماق العبودية. سوف أخترق بكم حاجز الزمن مرة أخرى. فتتوارى خلفنا النجوم والشموس. وتنطوي السنوات والقرون. قبل خلق السموات والأرض. حتى نحط رحالنا في فجر الزمان. وفي ساحة الحضرة الإلهية حتى نطل معا على مشهد مهيب عجيب. فإنها لحظة مقدسة، من أقدس لحظات الزمان. لقد جمع الله تعالى أرواح الأنبياء والمرسلين. وتجلى الله تعالى عليهم. وشرفهم بخطابه. وأخذ عليهم الميثاق. ولقد كان (عِشْقُ قلبي) هو المقصود من هذا المجمع. حيث أخذ الله مواثيق النبيين. لتؤمنن به ولتنصرنه.وأظنكم عرفتم من يكون؟؟؟!!!!!!! إنه: (سيدنا محمد) صلى الله عليه وسلم. فهو نبي الأنبياء. وسيد الأصفياء. وصفوة الأتقياء. وخلاصة الاصطفاء. ومظهر الاجتباء. وعين النقاء. ومعدن الجود والعطاء. صلى الله عليه وسلم. وتعالوا لنقفز عبر الزمان. حتى نطل على خليل الرحمن إبراهيم. وقد رفع القواعد من البيت. ثم وقف يدعو الله تعالى في هذه اللحظة الطاهرة.{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}.ومن العجيب أن الخليل عليه السلام قد أرسى في ذلك اليوم ركنين عظيمين لهداية الناس أجمعين: فرفع القواعد من البيت. ودعا الله تعالى ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أما البيت فقد الله فيه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}. وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. فالبيت هدى للعالمين، والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. فكان الخليل إبراهيم جامعا لأسباب هداية العالمين، فصار أبا للأنبياء. ثم لا أدري هل أقفز بكم عبر الزمان إلى بشارة عيسى، أو إشارة موسى، أو رؤيا آمنة، أو بشارات الكتب السماوية، أو دعوة إبراهيم، أو سر التخصيص والاصطفاء الإلهي القديم، أو مظهر العناية الربانية بذلك النبي الكريم. إنه عِشْقُ قلبي. صلى الله عليه وسلم. أم أختار لكم، أن أقفز بكم، عبر الزمان، إلى زمانه الشريف. حيث تشرفت به مكة المكرمة، وسعدت ببعثته الأكوان، واستقبلته المدينة المنورة.فتلقى القرآن. وبنى الإنسان. وغرس الإيمان. ونشر المعارف الإلهية. والعلوم الربانية. عرَّف الخلق ببارئهم سبحانه. وأنذر بالوحي. وعلَّم وهذَّب وربَّى. وخطب ووعظ وأفتى. وقضى بين الناس. وكاتَبَ الملوك. وقاد الجيوش. واستقبل الوفود. وصنع الأمة. وصاغ الرجولة. ونشر الهدى والرحمة. وهو الذي أسَّس الحضارة. ونشر العمران. وعلَّمنا الخُلُق العظيم. وبلَّغنا مراد الله منا. وشرح لنا مناهج التفكير المستنير. وعلَّمنا أن نقوم بهداية الأمم. وبالإحسان إلى الخلق. وبالإنابة إلى الدار الآخرة. وربطنا بربنا سبحانه، في كل أنفاسنا، وأحوالنا، وشئوننا. صلى الله عليه وسلم. فهو ذاتٌ مطهرة. واصطفاءٌ إلهي. ورسالةٌ خاتمة. وهدايةٌ عامة. وشريعةٌ سمحة. وأمةٌ هادية. وكتابٌ معجز.فهو رسولٌ ورسالة، وأمةٌ ومنهج، وكتابٌ وتشريع. وهو كلمةُ الله الأخيرة، التي ألقاها سبحانه إلى خلقه، لهدايتهم إليه. وهو عشق قلبي. صلى الله عليه وسلم. يا رب. أسألك كمال التعلق بحضرته. كمال التشوق لرؤيته. وكمال العمل بسنته. وكمال الخدمة لأمته. فإنك يا رب شهيد وعليم. بما ملأ هذا القلب من دلائل محبته وتصديقه. وهو أحب إليّ من والدي وولدي والناس أجمعين. ومن نفسي التي بين جنبيّ. فلا تفرق يا رب بيني وبينه. وألحقني به على الإيمان الكامل، والمحبة الكاملة. وأحيني على متابعته ومحبته، واحشرني يوم القيامة في زمرته. واجعلني تحت لوائه. يدي بيده. وأسألك يا رب مثل ذلك لمن يقرأ هذه السطور. أو يسمع هذا الكلام. فأنت بنا عليم، وبضعفنا رحيم. أما أنت يا عشق قلبي. فعليك صلوات الله وتسليماته. ورحمته وبركاته. وجزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته، ورسولا عن قومه. ونُشهد رب العالمين. ونُشهدك. ونُشهد الملائكة وحملة العرش. ونُشهد الناس أجمعين. أننا نحبك. ونؤمن بك. ونتابعك. ونهتدي بهديك. ونرفع لواء دينك. ونعلِّم الناس شريعتك. ونتخلَّق بأخلاقك.إلى أن نلقى الله ونحن على ذلك. صلى الله عليك وسلم. يا عشق قلبي.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء مايو 04, 2010 1:59 pm | |
| صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه ، وبارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علَّمَ الأمة الصدق وكانت في صحراء الكذب هائمة ، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .
وشبَّ طفل الهدى المحبوب متشحاً ... بالخير متزراً بالنور والنار في كفه شعلة تهدي وفي دمـــه ... عقيدة تتحـــدى كل جبارِ
إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ ... نظر الإله لــها فبدّل حالها بل كرَّم الإنسان حين اختار من ... خير البريــة نجمها وهلالها لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ ... جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها لما رآها الله تمشي نـــحوه ... لا تبتـغي إلا رضاه سعى لها
بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء رحلة اليوم رائعة للغاية اللهم اجمعنا جميعا على حوض النبى واسقينا من يده الشريفة شربه لا نظمأ بعدها ابدا اللهم صلى و سلم وزد و بارك على سيد الخلق المصطفى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء مايو 04, 2010 2:28 pm | |
|
أختى الكريمة نور الهدى أولابشكرك على حضورك وكلامك الطيب وبشكرك على اضافتك الكريمة والابيات الرائعة بارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك يوم القيامة حفظك الله وثبتك دائما على الايمان والتقوى انه ولى ذلك والقادر عليه جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات ونسأل الله العظيم أن يجمعنا واياكم على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا وأن يجمعنا به فى الفردوس الاعلى آمين يارب العالمين دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء مايو 05, 2010 8:26 pm | |
|
جدد حياتك (5): وانطلقت القافلة
الجوُّ مشرقٌ، فيه بهجةٌ وجمال. والشمس ساطعةٌ، تتوسط السماء. وصفحةُ الماء رائقة. والبحرُ يمتد أمامنا في سكينة. والمركب الذي نحن فيه، قد بسط شراعه. وحدد وجهته بكل دقة. وهو على تمام الاستعداد للانطلاق. والمسافرون جميعا مترقبون ومتأهبون. متى تبدأ الرحلة؟؟؟ ومتى تنطلق القافلة؟؟؟؟ ورغم ذلك. فإن المركب لم يتحرك ولو خطوة. وظل ساكنا راكدا. واقفا في مرساه. ورغم أننا أعددنا كل شيء. فقد تأخر الانطلاق. وصار الناس يتساءلون عن سبب التوقف. ولكن مهلا..... فقد عرفتُ السبب. وهو أن الريح ساكنة تماما. وليس في الجو أدنى نسمة أو ريح تحرك المركب. وتدفعه إلى مقصوده. فكيف تبدأ المسيرة. والطاقة المحركة التي يدور بها كل ذلك ساكنة؟ وتعالوا لأشرح لكم تلك الرموز. لقد وقفنا لحظة أمام جلال الربوبية. واستحضرنا مشاهد خاطفة، من مقامات الهيبة والتعظيم للحق جل شأنه. ثم نزلنا سريعا إلى أعماق الإنسان، وعرفنا أنه عبدٌ مكرم، له غايةٌ ومقصد، وأنه عند الله غالٍ. ثم توجهنا بكل مشاعرنا ومعارفنا وطاقاتنا إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فإنه قائد المسيرة، والداعي إلى الله على بصيرة. وبهذا تكاملت عناصر بناء الإنسان. ورغم أننا عرفنا الهدف، وحددنا الوجهة، وأدركنا قدراتنا الذاتية، وحددنا المنهج، وعرفنا القائد والدليل. فإننا لم نتحرك بعد!!!! ولم تنطلق حركة صناعة الإنسان وتكوينه. وما زلنا نقف في أماكننا. أتدرون لماذا؟ لأنه قد بقي عنصر آخر. غائب، ومفقود. وهو: تحرك الهمة. وانبعاث الإرادة. واتخاذ القرار بالانطلاق. والتحرك بالفعل إلى المقصود، بعد إتمام عناصر المعرفة، وتحديد الهدف من الرحلة. وهو أيضا: تحريك الرياح الساكنة، التي بها ينطلق المركب. على صفحة البحر الممتدة. تحت الشمس المشرقة. الجسم الساكن. مستقرٌ في الفراغ. ويمكن أن يبقى كذلك. وهو لا يتحول إلى حالة الحركة إلا إذا اكتسب دَفْعة. تنقله من السكون إلى الحركة. والنفس البشرية كذلك. عرفت الله تعالى، ولم تتحرك إليه. وعرفت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تنطلق معه. وعرف الإنسان ذاته، ولم يتحرك في تحقيق مقاصده. لغياب ذلك السر اللطيف. واللمسة الأخيرة. التي تحقق له الانطلاق.
يتبــــع
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء مايو 05, 2010 8:44 pm | |
| { وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران:133]. { سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد:21]. { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } (15) { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } ( المؤمنون ) { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) } (الأنبياء ). (وسارعوا)، (سابقوا)، (فامشوا في مناكبها) (يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) (يسارعون في الخيرات ويدعوننا).يسارعون. يسارعون. يسارعون.
لقد هبت رياحهم. وتحركت هممهم. واتخذوا قرارهم. وتحركت مراكبهم. وانطلقت قوافلهم. وانبعثت فيهم الإرادة. وتحركت عندهم العزيمة. ومضوا في طريق الله. وسارعوا إلى الله، وسابقوا إليه، ومشوا في أرضه. وهبوا من رقادهم. وتحركوا من سكونهم. واستيقظوا من نومهم. ونفضوا عنهم الغفلة. وصنعوا الحضارة والعمران والمجد. وتعلقوا بالمولى، وسعوا إليه، وأحبوه، واتبعوا أنبيائه ورسله. الذين سابقوا، وتحركوا، وسارعوا. إلى الله.فإلى متى تبقى هذه القلوب ساكنة؟! وإلى متى تبقى هذه الخواطر راكدة؟!تعرف ولا تسعى، وتفهم ولا تتحرك. ومتى تتحرك العقول؟! وتنطلق. وتبدع. وتفكر. ومتى تتحرك الهمم إلى الله؟فتنفض عنها الغفلة، والمعصية، والوهن، والتراخي، والكسل. ومتى نخرج من ضيق النفس والناس، إلى سعة الحق سبحانه؟! حتى تتحرر النفوس من القيود، وتنشط في تحقيق المقصود. ومتى ينجلي ذلك الليل الطويل. وتشرق شموس الهمم على المسلم. فيفهم عن الله مراده، ويدرك وظيفته في الكون، ويقوم بواجب العمران. وتحدث للنفوس دفعة وحركة، فتهب رياح الإيمان، وتتحرك نسمات العزم. حتى تنطلق القافلة. ومتى تتسع الآفاق فلا تظل أسيرا لأحداث يومك، فتتسرب منك الحياة يوما من وراء يوم، وأنت لا تشعر. ويمضي بك العمر. وأنت واقف مكانك. لم تصنع تقدما. ولا حققت نهضة ولا سعيت إلى الله. ولا تعلقت بالنبيين والمرسلين. ولا رفعك إيمانك إلى السماء. ولا تجاوز بك ضجيج الحياة. ولا دفعك إلى الآخرة.وأخيرا..فقد تحركت رياح الهمم.... فزال قلق المسافرين في طريق الحق.. وتحركت بنا المركب بعد طول سكون... فوق بحر الحياة الذي يمتد أمامنا في سكينة. وتحت شمس الحقيقة التي تتوسط سماء المعرفة. وفي جو الإيمان المشرق. الذي يمتلئ بالبهجة والجمال. والى أن نلتقى فى رحلة جديدة أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس مايو 06, 2010 6:26 am | |
| نعم أخى الكريم فنحن ينقصنا الهمة والعزيمة فتأخذنا أحداث الحياة فنكون فى غفلة وتقصير ولكن فى هذه الرحلة وبحق أمتلا القلب بالإيمان وتأججت فيه الهمة وقويت فيه العزيمة وسيشرح في السير إلى الله
اللهم إنا نسألك إيمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و عزيمة لا تفتر و قرة عين لا تنقطع أبدا يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا من المسارعين فى الخيرات
بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خيرا وجزا الشيخ أسامة عنا خير الجزاء وفى انتظار الرحلة القادمة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس مايو 06, 2010 8:47 am | |
|
بشكرك أختى الكريمة على حضورك الدائم وعلى ردك الطيب وكلامك الكريم بارك الله فيك وحفظك وزادك من فضله وثبتك دائما على طاعته وحسن عبادتة انه ولى ذلك والقادر عليه جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات وجمعنا الله واياكم وجميع المسلمين والمسلمات فى الفردوس الاعلى دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الإثنين مايو 10, 2010 6:39 pm | |
| جدد حياتك (6): هيا بنا نسرق لقد بدأت الرحلة. وانطلقت القافلة. ونهض البناء على قدم وساق. واتضحت لنا المعالم. وشرعنا في السير إلى الله. فعرفنا مقصودنا، وحددنا وجهتنا، واتبعنا إمامنا، وأدركنا قدراتنا وهبت رياح الهمم وشرعت المركب في المسير. لكن بقي أمر أخير. فتعالوا لنكمل. هل يرتفع الطائر بلا جناح؟!! هل تبصر بلا عين؟!! هل تسير بلا قدم؟!! هل تعيش بلا روح؟!! هل ترحل بلا رفيق؟!!!الرفيق....الذي إذا نسيت الله ذكّرك. وإذا ذكَرته أعانك. وإذا توجهت إلى الله دَفَعك. الرفيق..الذي سطعت مكارمه. وظهرت شمائله. وزاد بالله تعلقه. ورأيت في صفحته النقية همم الأكابر. وأخلاق الصالحين.الرفيق..الذي اتضحت عنده الوجهة. وامتلأ بالعزيمة والذكاء والفكر الحر.. والعقل المبدع.. وفهم سر الحياة.. وعرف مراد الحق سبحانه.. وآثر الله على ما سواه. وتعلق بالملأ الأعلى..الرفيق..الذي صار عبدا ربانيا.. يقوم بواجب وقته.. ويسعى بين الناس بالهداية.. ويتشرف بوراثة النبيين.. ويتحرك في الأرض بالعمران، مع الإنابة إلى الدار الآخرة.مِنْ كل صــافي الروح يوشـــــك أن يطير بلا جناح ممـــن يَخِـــــفُّ إلى صــــلاة الليل باديَ الارتياح ممـن يَعَفُّ عن الحـرام, وليس يسرف في المباح ممـــن زكــــا بالصالحــات, وذكــره كالمسـك فاح مَنْ هَمُّــــه نُصْحُ العبـــادِ وليس يأبى الانتصاح يرجـــــو رضــــا مولاه, لم يعبأ بمن عنه أشاح إن ضـاقت الدنيا به وســــعته (سورة الانشراح) {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة:127]. { وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ﴿٣٥﴾ } [طه:29-35]. {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]. ومن وراء هذا سر لطيف.. وهو أن طبع الإنسان شديد الحساسية والتأثر.. يلتقط بسرعة... وعلى نحو شديد الخفاء... وتنطبع فيه المعاني الدائرة في طباع الآخرين.. فإذا خالط الإنسان رفاقه تلاقحت عقولهم.. وتبادلوا المعارف والخبرات... والطبع من وراء ذلك يختلس من طباعهم.. وتسري إليه -على نحو خفي- سجاياهم وعاداتهم... فإن كانوا أهل رفعة ونور وبصيرة وجد الإنسان في اجتماعه بهم انشراحا. وإقبالا على الله. وزيادة في همته.. وأيقظوا أشرف ما في النفس من شمائل. وإن كانوا غير ذلك فإن الطبع ينتكس بمخالطتهم.. ويجد الإنسان في نفسه فجأة أخلاقا غريبة حادة، لا يعرف من أين أتته. ويوقظون أدنى ما في النفس من طمع وحرص ودنيوية، وبعد عن الله، وانقطاع عن الملأ الأعلى..حتى عبر ابن الجوزي -رحمه الله- عن هذا المعنى تعبيرا لطيفا جدا، لا يمكنك أن تنساه، قال: "وينبغي أن يُعْلَمَ أن الطبعَ لِصٌّ، فإذا ترك مع أهل هذا الزمان سرق من طبائعهم، فصار مثلهم وإذا نظر في سير القدماء زاحمهم، وتأدب بأخلاقهم". نعم، الطبع لص، يسرق بلطف. ونحن نريد أن نتيح له السرقة من شمائل الصالحين، وأخلاق المتقين. فإنها أشرف سرقة عرفها الإنسان في تاريخه. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]. أي خالِطوهم... وعايِشوهم.. وزاحِموهم... وأتيحوا لطباعكم أن تسرق من طباعهم.. فإنهم ورثة النبيين... وقد امتلأوا بالأنوار... وسطعت بواطنهم بمعرفة الحق.. وامتلأت قلوبهم بإجلاله وتوقيره ومحبته.. وتعظيم شعائره.. والإنابة إليه.. فمن خالطهم استنار باطنه بقربهم.. وذكّرته بالله رؤيتهم.. وزاد في علمه منطقهم.. ورغّبه في الآخرة عملهم... ودفعته إلى الصالحات أحوالهم.. {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}..فلا شيء يعينك على التقوى إلا أن تكون معهم. ولكن.......... أين أجدهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكيف أتوصل إليهم؟؟؟؟ وهل لمثل هؤلاء وجود؟؟؟ هناك أحد احتمالين:أن يوفقك الله إلى صديق من هذه الفئة بدون تعب.. أو أن تتعب في البحث فلا تجد..وحينئذ......... إليك الحل....هم يملأون الدنيا من حولك.. ولكنك تعزل نفسك عنهم.. خذ كتابا من الكتب التي شرحت أحوال الأكابر من هذه الأمة.. واستخرج لنفسك منه رفيقا.. وشيخا.. تعيش معه.. وتنقب عن تفاصيل حياته.. وترى أحواله الشريفة الزاكية.. وتخالط أنفاسه.. وتدعو له.. وتكون معه.. فقد فنيت أجسادهم.. وبقيت شمائلهم وأحوالهم.. وهم أحياء عند ربهم يرزقون.. فإذا اشتد تعلقك بهم كنت معهم.. ولا يضرك حينئذ بعد الزمان ولا المكان.. فقد قال لك الله كن معهم فكنت معهم... ولهذا السر امتلأ القرآن بسير الأنبياء والمرسلين والصالحين.{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف:111]. فكن يا صديقي من أولي الألباب، ينفتح لك الباب. ولأجل هذا السر علَّمنا الله في افتتاح القرآن أن نقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] فما علمك أن تقول: إياك أعبد..حتى تسير إلى الله في صحبة أوليائه وأهل محبته ومعرفته.. وتكون معهم... وتسرق طباعنا من طباعهم. فهيا بنا نجدد حياتنا برفاق الخير والهدى.. الذين يدلون على الله بحالهم وبمقالهم.. وإذا فترت العزيمة وتذكرناهم، انبعث الطبع حيا نقيا تقيا.. ومضى إلى الله على بصيرة..فهيا بنا نسرق.. والى ان نلتقى فى الرحلة القادمة لكم منى أجمل تحية وسلام أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء مايو 11, 2010 7:38 am | |
| الله سرقة عظيمة جدا مقال مميز وكلماته فوق الوصف فيه دعوة لنا جميعا لنسرق الأخلاق والصفات الحميدة لنتحلى بها ودعوة لنسرق سلوك وطباع الأتقياء اللهم إنّا نسألك التقى والنقى والعفاف والغِنى. ونسألك أن تجعلنا من عبادك المتخلقين بأخلاق نبيك المصطفى وشمائله العظيمة. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ونسألك أن تحسن ختامنا وأن تجعلنا من أهل الجنة والنعيم. اللهم خلقنا بأخلاق الحبيب المصطفى واجعلنا من أتباعه الصالحين الصادقين العاملين على خطاه اللهم آمـــــــــين
بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء أسأل الله العلى العظيم أن يجعل هذا العمل القيم فى ميزان حسناتك ويثابك أعالى الجنان | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء مايو 11, 2010 8:47 am | |
|
آمـــين يارب العالمين
بشكرك أختى الكريمة على حضورك وردك الكريم وبشكرك على دعائك الطيب فلك كل الشكر والتقدير والاحترام بارك الله فيك وحفظك ورعاك وثبتك على طاعته وحسن عبادته جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات ورزقنـــا اللــه وايــاكــــم وجميع المسلمين الفردوس الاعلى دمتى بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة مايو 14, 2010 12:23 pm | |
|
جدد حياتك (7): صائد اللؤلؤ (1)
هيا بنا لنبدأ البناء. بناء الإنسان. فلقد وضعنا الأسس. ورفعنا القواعد من البيت. فعرفنا لمحة من جلال المولى، وعرفنا الإنسان، وأنه عند الله غالٍ، وعرفنا إمامنا وقائدنا وعشق قلوبنا، صلى الله عليه وسلم وهبت رياح الهمم، فامتلأ الشراع، وشرعت سفينة البناء في المسير، وصحبنا الصادقين فكانوا خير رفيق. وكل ذلك حتى نبني الإنسان في عقله، وقلبه، وروحه، ونفسه، وجسده، وكافة مستوياته ومكوناته. وقد تمت عندنا الأدوات. وتكاملت المطالب. فبدأ البناء. العقول ثلاثة: عقل سطحي، وعقل عميق، وعقل مستنير. أما العقل السطحي فهو الذي تعوّد أن يقف عند ظواهر الأمور. ويكتفي بإدراكها والعبور عليها. دون غوص ولا فكر ولا تحليل. فهو مشغول دائما بالأحداث والأشخاص. يلهث وراء مجريات الحياة التي لا تنتهي. ويغرق في ضجيج الحياة، وأحوال الأشخاص، وشئون معيشتهم. وهو شغوف بمعرفة من باع ومن اشترى، ومن خاصم ومن صالح، ومن تزوّج ومن طلّق. ومعرفة الأسواق، والأسعار، والأقارب، وما جرى بينهم، ومن مرض منهم، ثم كيف شفي، ولماذا. ومعرفة ما يقع يوميا من الأولاد وزملائهم، والجيران وجيرانهم، ورفاق العمل ومشكلاتهم. وكثيرا ما يقع لهؤلاء جميعا إشكالات ووقائع، وقضايا، فيغرق ذلك العقل فيها، وفي تطوراتها، وفي تداعياتها. ويظل طوال العمر وهو يغوص في تلك الرمال المتحركة. حتى يتحول ذلك العقل بالتدريج إلى مستوى شديد التفاهة. لا يعرف من الأمور إلا ضجيجها وتسارعها وتقاطعها. فلا ينتج فكرا. ولا يصنع عمرانا. ولا يزداد إيمانا. ولا يبدع حضارة. بل يذهب منه العمر هباء. العقل الثاني: عقل عميق. ينظر إلى الأحداث والأشخاص والأحوال والوقائع. فيعرفها ويدركها. لكنه لا ينشغل بها. ولا يتوقف عندها، ولا يكتفي بسردها والحديث عنها. بل يرتقي إلى تأمل ما ورائها من قضايا. وما يتسبب فيها من أفكار. وكلما طرأت عليه أحداث الحياة بضجيجها وصخبها وزحامها، انصرف عن ذلك كله إلى ما يحرك كل ذلك من عوامل. فتتجرد في نظره كل الأحداث من أثوابها وزخارفها، حتى يرى بوضوح من أين تبدأ وتنشأ، وإلى أين تمضي وتؤول. فهو يرى كل أحداث الحياة من منصة عالية، تسمو فوق أحداثها الصاخبة المتلاحقة اللاهثة. فلا ينجرف في جزئياتها، ولا تغمره بأمواجها. بل يراها من أعلى. من منظور (عين الطائر) كما يسميه هواة التصوير. فكأنه طائرٌ حرٌّ، محلقٌ فوق كل الأحداث، يراها من أعلى، فإذا هي أمامه واضحة، من بدايتها إلى نهايتها. يعرف منشأها ومآلها. فيحكم على كل حدث وعلى كل شيء حكما سديدا، مستوعبا. فهذا العقل العميق هو الذي يصلح للقيادة. وهو الذي يعرف كيف يفكّر. وهو الذي ينشأ على يده البحث العلمي المنهجي. وهو الذي ينتج الاكتشافات والاختراعات. وهو الذي يعرف الناسُ منه الحكمة. وهو الذي يصنع العمران.
العقل الثالث: عقل مستنير. يعرف الأحداث والأشخاص، ويرصد كل ذلك، ويلم بمجريات الحياة كالعقل الأول. ثم يغوص إلى أعماقها، ويرى ما ورائها كالعقل الثاني. ثم يربط كل ذلك بالله. فإذا به عقل أنارت أمامه الكائنات والحادثات والوقائع، وزادته ربطا بالمولى سبحانه. وهو عقل يتأمل، ويحلل، ويفكّر، فيرى الله تعالى في كل شيء. فإذا كل واقعة، وكل شخص، وكل حدث، وكل أمر، وكل قضية، تسمو به وترتقي، فتذكّره بالله. وهو يغوص في أحداث الحياة، فلا يكون حظه فقط أن يصل إلى الأعماق. بل هو يصطاد اللؤلؤ. ويلتقط جواهر المعرفة. ويخرج من كل حدث بزيادة في إيمانه، وارتقاء في سعة معرفته بربه. وهو يرى الحكمة الإلهية في كل واقعة. وتبصر عينه مشاهد الجلال والصنع الإلهي في كل حدث.
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:190] فالسموات، والأرض، واختلاف الليل والنهار، وما يستكن فيهما من أحداث الخلائق، وشئون البشر وأمور المعيشة، وتعاملات الناس، كل ذلك آيات لأصحاب العقول. فتعالوا لنرى مسلك أصحاب تلك العقول في التفكير: أولا: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران:191]، فذكرُ الله تعالى حاضرٌ على ألسنتهم وفي وجدانهم، في كل وقت، وعلى كل حال. وجلال الربوبية حيٌّ نابضٌ حاضرٌ في أفئدتهم. يتداعى سريعا إلى أذهانهم كلما أرادت الفكر. فلا ينشغلون بأحداث الحياة، وزحامها، وتدافع البشر فيها، رغم معرفتهم بكل ذلك. بل تنصرف عقولهم إلى ما وراء ذلك من الحِكَمِ والدوافع. فينطلق العقل حرا من الأثقال والأغلال. مصحوبا بأنوار ذكر الله تعالى. يستنير بها، ويهتدي بأنوارها. فانظر ماذا كانت النتيجة بعد ذلك. لقد انطلق العقل ليفكر. ذاكرا. حرا. مستنيرا. محلقا. فكانت النتيجة: {وَيَتَفَكَّرُونَ}. وهو المبدأ الثاني بعد الذكر. نعم. {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران:191]، فأمعنت عقولهم في البحث العلمي التجريبي المتعلق بعلوم الأرض والفضاء، وأمعنوا النظر والتأمل والتدبر والبحث والتفتيش في شئون السموات والأرض. فارتبط كل ذلك عندهم بالمولى سبحانه. ورأوا فيه مشهد الجلال الرباني. وشهدوا فيه الحكمة والتدبير والتقدير: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191]. فتأمل الآية جيدا. تجد أن العقل المستنير مكون من أمرين اثنين، لا ثالث لهما: 1- {يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}. 2- {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}. يذكرون، ويتفكرون. ذكرٌ، وفكر. ذكرٌ ينير الطريق، ويوصل إلى الله. وفكرٌ يبدع ويتألق. ويحللُ فيهتدي. ويعرف فَـيَـتَّقِي. ويخترع فيرتقي. ويكتشف فينتقي. فهذا العقل المستنير المتألق. هو الذي ينطلق، ويفكر، ويبدع. ويذكر الله كثيرا، وعلى كل حال. ويفهم مراد الله منه. ويعظم شعائره. ويحب أوليائه. ويكون مع الصادقين. ويؤثر الآخرة. ويتعلق بالكمالات النفسية والأخلاقية. ويغوص على أسرار الموجودات. ويستلهم قوانين الأكون. فتنشأ الحضارة. وتفيض العلوم، والفنون، والآداب. وتهتدي الخلائق.
فهذا هو المسلم، الذي جاء الشرع لبنائه وتكوينه. وهذا هو المسلم الذي يكون رحمة للعالمين. وهذا هو المسلم الذي يعبّر بحق عن هذا الدين. وهذا هو الإنسان الذي أراده الله. وأنزل لأجله الكتب. وبعث لأجله الرسل
فالعقل المستنير تكون أحداث الحياة بالنسبة له كالأمواج، التي ترفعه إلى أعلى، وهو يسبح بينها بأمان. والعقل العميق يحسن السباحة بينها فقط. والعقل السطحي يغرق فيها. أما العقل المستنير فإنه ينتج الإيمان والعمران. وأما العقل العميق فإنه يصنع العمران فقط. وأما العقل السطحي، فإنه لا يصنع عمرانا، ولا يزداد إيمانا. فاذكروا الله تعالى ذكرا كثيرا. وتحرروا من أغلال الأحداث الحياتية اليومية. ودعوا هذا العقل ليستنير ويبدع ويهتدي. وانطلقوا لتحقيق مراد الله فيكم ومنكم. وللحديث من وراء ذلك بقية،،،
| |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد مايو 16, 2010 2:12 am | |
| مقال اليوم رائع جدا جدا بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء وجزا الشيخ أسامة عنا خير الجزاء وأطال الله فى عمره وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أصحاب العقول المستنيرة اللهم أصلح أحوالنا اللهم أصلح ولاة أمورنا ورعيتنا يارب العالمين اللهم ردنا إليك ردا جميلا اللهم ردنا إلى تطبيق دينك وإلتزام أوامرك يــــارب العالمــــين | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد مايو 16, 2010 10:56 am | |
|
آمـــين يارب العالمـــين
بشكرك أختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وحفظك ورعاك ونور قلبك بنور الايمان جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات وجمعنا الله واياكم فى الفردوس الاعلى بصحبة حبيبنا ومعلمنا وقدوتنا وقائدنا سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء مايو 19, 2010 9:59 am | |
| جدد حياتك (8): صائد اللؤلؤ (2) العقل المستنير. ذلك الغواص الماهر. طويل النَفَس. واسع الأفق. نافذ البصيرة. ذلك الغواص الذي يسبح فيتجاوز سطح الأحداث والمواقف والأشخاص. وينصرف عن المظاهر والشكليات. ولا يهدر العمر في الوقوف عند تصرفات البشر، وضجيج حياتهم، ومجريات أحداثهم. بل يغوص إلى ما يكمن وراء ذلك من أفكارٍ تحرك. أو بواعث تدفع. أو مناهج تتدافع.ثم لا يزال يغوص إلى الأعماق البعيدة. حتى يصطاد اللؤلؤ. ويلتقط جواهر المعرفة. ويمعن في الذكر والفكر. فيصنع الحكمة. ويعالج الأزمات عن بصيرة. ويدرك كيف يصنع الإنسان. وكيف ينتج العلوم والفنون والآداب والمعارف. وكيف يبني الحضارة. ثم هو يرتقي إلى شهود حكمة المولى. فيفهم عن الله. ويدرك مراده. ويستلهم شرعه. ويدرك سننه وقوانينه. فيزداد توقيرا للحق سبحانه، وتعظيما له، وشهودا لعظمته، وانقيادا لأمره. ويزداد بصيرة وحكمة في التعامل مع الخلق.هذا العقل له مرحلتان. يتدرب من خلالهما على الإبحار والسباحة والغوص. ويتعلم كيف يصل إلى الأعماق البعيدة الغامضة. ويتعلم كيف يظفر بالأصداف. ويستخرج ما فيها من اللؤلؤ. والمرحلتان هما: مرحلة التكوين. ومرحلة العمل. مرحلة التكوين التي تتم فيها مكوناته. ومرحلة العمل التي تظهر فيها ثمراته.أما مرحلة التكوين فإنها مرحلةٌ يقوى فيها يقينه. وتخالط بشاشةُ الإيمانِ قلبه. وتزكو فيها معرفته بربه. ويمتلئ جنانه توقيرا وتعظيما للحق جل شأنه. وينطلق لسانه بذكر الله تعالى، وكثرة تسبيحه وتمجيده. وينكشف عنه غطاء الغفلة، فيشهد آلاء الله تعالى، وصنوف إنعامه. ويشهد مظاهر الحكمة في فعله سبحانه وصنعه وتقديره. ويترقى في أطوار إجلال الحق. ويغوص وراء جلائل الحكم الربانية، والسنن الإلهية. فلا تقف معرفته بربه عند مستوى إدراك العوام.بل تتحول معرفته بالباري سبحانه إلى يقينٍ، وشهودٍ، ومحبةٍ، وتعلقٍ، وفهمٍ، وإيمانٍ، وذكر. كل ذلك مع قراءة واسعة. وثقافة رفيعة. وعملٍ ذهني منظم. يتعلم فيه العقل كيف يرتب الأمور المعلومة. ليتوصل منها إلى الأمور المجهولة. ويتعلم الذهن من خلاله كيفية الربط. والمقارنة. والتحليل. والاستنتاج.ويتعود الذهن طرق التفكير المنضبط المستقيم. ويعرف كيف يلحق الفروع بالأصول. وكيف يرتب المعلومات والمعطيات والمقدمات. وكيف يستخلص النتائج. فتنمو قدراته الذهنية. ويصفو فكره. ويزداد عقله تألقا، واقتدارا على الفهم. وتصقل عنده أدوات التفكير. وتتفجر مواهبه. ويتحرك عقله بعد طول جمود وكمون. حتى تتحول كل الأحداث والأخبار والمواقف إلى وقودٍ لذلك العقل المتوقد المتأجج المنطلق. بحيث يتم اعتصار الأحداث والأخبار حتى تتقاطر منها عصارة الحكمة. فتتضح الأسباب والبواعث. فيبني قراراته في كل شيء على بصيرة ومعرفة. ولا يعامل الخلق بالمظاهر والعوارض. فيأنس الناس منه الحكمة والاتزان. وعمق النظرة. وسداد الرأي.وهو عقل يصبر على التعلم. ويتعود تماما أن يكف عن التعجل. وأن يبتعد عن التسرع. وأن يتحلى بالصبر على التفكر.وألا تستخفه تدافعات الأحداث والمواقف. ولا ضجيج البشر وتعجلهم. فلا ينخدع بسرعة الأمور الحياتية، فينزلق في القرارات الهوجاء، والتصرفات العمياء. ولا يصدر رأيه عن أول بديهة تخطر له. ولا يفقد في الأزمات وقاره، وسكينته. بل ينظر في كل أمر بأناة وتمهل. ويرى كل شيء برويّة وتأمل. حتى يرى مداخله ومخارجه.وحتى يجول قلبه وفكره في كل احتمالات ذلك الأمر. وفي كيفية التعامل معها. وينظر في كل ذلك مرارا وتكرارا. ثم يقرن كل ذلك بقوة معرفته بالله تعالى. وقوة يقينه في توفيقه سبحانه ومعونته وفتحه ونوره وإمداده. مع ضراعة قلب. واستكانة جنان. وحضور فؤاد. ويقين راسخ في لطف الله وعونه.ومع التعود والاستمرار والمداومة على هذا النمط يقل الوقت اللازم. ويزداد الإنسان مقدرة على القيام بكل ذلك في وقت قياسي. حتى تصير كل تلك الآداب النفسية والذهنية سريعة العمل. شديدة الحضور. سهلة التداعي. فيتحول العقل إلى عقل حكيم. معجون بالبصيرة. يسبق الناس كلهم إلى رؤية مداخل الأمور ومخارجها. والتبصر باحتمالاتها ومآلاتها. مع الربانية والسمو.بل يرى حينئذ في كل أمر زوايا وجوانب لا يستطيع الناس رؤيتها. وتلوح له احتمالات لا يتوصل الناس إليها. ويقتدر على تحليلها وتفكيك مشكلاتها. ويستطيع أن يدرك أسبابها. فإذا بالرؤية أمامه أوضح. وإذا برؤيته للأمور أشمل. وإذا بأفقه أرحب وأوسع. وإذا به قادر على الغوص إلى الأعماق البعيدة ليصطاد اللؤلؤوإذا امتزجت كل هذه المكونات. وتداخلت. وتفاعلت. أثمرت إنسانا أخلاقيا راقيا. مستنير العقل. صافي السريرة. نافذ البصيرة. رحيما بالخلق.مرتبطا بالحق. يسع الناس أجمعين. ويصبر على جهل الجاهل، وحمق الأحمق. ويبصر الناس ويعلمهم برفق. فيقترب بالتدريج من النموذج المحمدي الجليل. صلى الله عليه وسلم ويعرف أن كمال الخلق ناشئ في الحقيقة من اتساع دائرة المعرفة. مع الربانية. وتلوح له بذلك لمحة من أسرار قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. ويعرف كيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بتوفيق ربه سبحانه أن يبني أمة في مدة سنوات. وأن يصنع حضارة. وأن يبني عقولا عبقرية مستنيرة. وللحديث بقية،،،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء مايو 19, 2010 10:36 am | |
| بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء رفع الله قدرك وزدادك من فضله أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما وعملا اللهم زدنا ايمانا وعلما وحسن أخلاقنا اللهم زدنا ايمانا ويقينا وفقها فى دينك يارب العالمين
فى انتظار البقية أخى الكريم | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء مايو 19, 2010 11:43 am | |
|
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأثابك الجنة وفقك الله لما يحبه ويرضاه من القول والعمل وزادك من فضله ونعمه ظاهرة وباطنة تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات دمتى بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس مايو 27, 2010 8:43 pm | |
| جدد حياتك (9): صائد اللؤلؤ (3) هل أحدثكم عن الغواص الماهر؟الذي تمّ تدريبه. واكتمل تأهيله. ومارس الغوص، واعتاده. حتى صار متمكنًا من النفاذ إلى الأعماق بيسر وسهولة. هل أخبركم عن الثمرات والنتائج المترتبة على ذلك؟ سيتعود الصبر والتأني. وينصرف عن الظواهر والمظاهر إلى الأعماق. ويعرف مكامن اللؤلؤ. ومواضع الجواهر. ويعرف كيف يتوصل إليها، ويظفر بها.وسيتسع صبره من طول مصاحبته للبحر. ويتعلم كيف يكون عميقًا كالبحر. واسعًا مثله. يمتلئ باطنه وجوفه بالأسرار التي لا يوحي بها ظاهره الهادئ المستكين. ولا يبوح بكنوزه إلا لمن تعلم كيف يتغلغل إلى الأعماق.وكذلك العقل المستنير. الذي تدرّج في مسالك التأمل. وتعلم كيف يغوص وراء المعاني. حتى صار متمكنًا من النفاذ إلى الأعماق بيسر وسهولة. وعرف كيف يتجاوز المظاهر. ويظفر بالجواهر. وعرف كيف يرى ما وراء كل كلمة أو شخص أو حدث أو موقف من المعاني والأفكار. وصار يرى بحور الأفكار. كيف تمتزج وتشتبك. وكيف تلتقي وتفترق. وكيف تتقارب وتتباعد.فهل أخبركم عن الثمرات والنتائج المترتبة على نشاط ذلك العقل المستنير؟انتبهوا إذن معي. سيدرك مقاصد الخلق. ويفهم سر الحياة. ويدرك مراد الله منه. ويعظم شعائر الله. وسوف تتضح في ذهنه مكوّنات هذا الدين. ويعرف كيف يقوم بالعبادات على وجهها. وكيف يغوص إلى مقاصدها التربوية الأخلاقية. وكيف يتغلغل إلى أسرارها الكامنة فيها. التي تسري إلى السلوك فيستقيم. وإلى الفكر فينضبط.وسوف يتسع مشهده ليرى ما في هذا الدين من عقائد، وأخلاق. وقيم ونظم. وعلوم ومعارف. وسوف يُدرك ما في هذا الدين من مسالك بناء النفس البشرية وتزكيتها. ويستوعب قضية عمارة الأرض بأبعادها وزواياها ومناهجها. ويلتفت إلى قضية حقوق الأكوان. وينتبه قضية علاقات الأمم.وسيزداد هذا العقل تألقًا. واتساعًا واستيعابًا. ونورانية وبصيرة. وفهما عن الله. فيعرف كيف يفهم ويستوعب قضية الإلوهية، وكيفية قيام العبد بمستويات التلقي والتفهم لجلالها. وسوف يتفهم قضية النبوة وآثارها، وما كمن فيها من اصطفاء إلهي. وسيفهم قضية الوحي، وكيف في علاقتنا وصلنا بها مراد الله تعالى منا. وسيفهم قضية الإعجاز وأنها شاهد صادق على ربانية هذا الدين. وسيفهم قضية الهداية، وأنها المعيار والأصل بالأمم والحضارات والشعوب من حولنا.وسوف يأخذ العقل المستنير كل ذلك بقوة ويقين. ومحبة وتعلق. حتى يرى كيف تفيض من هذا الدين أنماط الحياة المستقرة. وكيف تتولد منه الفنون والآداب. وكيف تتأسس به الأحوال الاجتماعية المستقرة. وكيف يتحرر به الإنسان من أسر العادة والإلف، حتى يرى على الدوام مناهل الإبداع والترقي.ثم إن كل ما سبق كان في الحقيقة مقدمات ومدارج. وأدوات وآلات. يستعين بها العقل المستنير في طريقه إلى الثمرة الكبرى.
أتدرون ما هي؟؟!!تعالوا لنرى. سيقرأ القرآن الكريم. مستحضرًا كل ما سبق. مستكثرًا من الذكر والفكر. وقد تعلَّم الغوص. وعرف الأعماق. فتنفتح له أبواب القرآن على مصراعيها. ولا يتوقف نظره في القرآن عند صفحاته، وحروفه، وكلماته، وآياته المشرفة. بل سيتسع مشهده. فيرى بحورًا من النور تتلاطم. وغيثًا من العلوم والتجليات الإلهية ينهمر. وفيضا من الهداية يتدفق. ويرى المناهج الإلهية في البناء والهداية وهي تعمل. ويرى سنن الله تعالى وهي تمضي. ويرى كنوزًا من الجواهر واللآلئ المودعة في أعماقه الكامنة في جوفه، المخبأة في حروفه وآياته كلماته. ويرى كيف يسلك القرآن في بناء الإنسان. وفي التعريف بالملأ الأعلى. وفي التبصير بالعواقب والمآلات. وفي كشف الغطاء عن البصيرة حتى ترى ما وراء هذه الدار. من بعث وحشر ونشر. وحساب وجنة ونار. ويرى ما وراء هذا الكون من غيوب. ومن ملائكة. ويرى أنبياء الله تعالى كيف ساروا بالهداية. وكيف ناقشوا المناهج الفكرية المنحرفة المتكررة عبر التاريخ البشري الممتد.وسوف يستطيع ذلك العقل المستنير أن يظفر أيضا بثمرة أخرى عجيبة. لأنه سيقتدر حينئذ على تحويل آيات القرآن ومبادئه إلى: برامج عمل. ومناهج تطبيق. وسوف يتداعى عنده الفكر حتى يظفر باللآلئ. فيرى عيانا كيف أرشده القرآن بلطف إلى السعي في الأرض بالعمران. وكيف أشار القرآن إلى تنشيط الحِرَف. وإحكام المِهَن. وإتقان الصنائع. وتوليد الفنون والمعارف. ويرى كيف حرك القرآن في النفس البواعث الشريفة لتحقيق مقاصده. التي لا تتحقق إلا بمجتمعاتٍ قائمة. وصنائع ناهضة. وأنشطة رائجة. وحرف ومهن فاعلة مثمرة. مع الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس. وفنون التجارة العابرة للقارات. التي تقتضي تصنيعًا وتعدينًا. وإنتاجًا للسلع. وإعانة بقوة. فتنشأ المؤسسات.ويقوم المجتمع بوجوه النشاط المهني والعلمي والثقافي وغير ذلك. فتنشأ الحضارة. المرتبطة بالآخرة. والمفعمة بروح عبادة الله وتزكية النفس. فيتحرر الإنسان من رق الحاجة والافتقار. وتتوفر له احتياجاته الضرورية. فتستطيع نفسه التفرغ للكمالات النفسية والعلمية والعقلية والخلقية. فيبدع في صنع الفكر والثقافة. النابعة من القرآن. والمحققة لمقاصد الشرع الشريف. والمشبعة بمعاني الربانية، وقيم النبوة، وابتغاء الدار الآخرة. فيشارك المسلم في صناعة ثقافة العالم بصورة مؤثرة وحاضرة وفاعلة. فينشأ تعارف حقيقي بين الحضارات. وتسري قيم القرآن من خلالنا إلى أمم الأرض أجمعين. وتتحول الأمة المحمدية إلى رحمة للعالمين.فالعقل المستنير. غواص ماهر. وصائد للؤلؤ. مستوعب لزمانه. مقبل على ربه. مدرك لما يموج حوله من مناهج وثقافات. شديد الاعتصام والارتباط والتعلق بالقرآن الكريم. يتدبره. ويتفكر فيه. ويلتفت إلى إشاراته. ويعرف دروبه ومسالكه في الهداية. ويمدد منه الجدوال والأنهار والأفكار والأطروحات والمناهج والبرامج التي تسعف كل فرد في ذا المجتمع مهما كانت مهنته، أو حرفته، أو اختصاصه. ويستخرج من القرآن لكل واحد من هؤلاء هداية تخصه وتنير طريقه، بعد أن تستوعب مشكلاته وأزماته.وللحديث بقية،،،،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس مايو 27, 2010 10:31 pm | |
| مقال قيم وشيق جدا بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أصحاب العقول المستنيرة وأن ينور بصيرتنا اللهم نور عقولنا، وعلمنا مرادك من كتابك، وافتح لنا فتوح العارفين بك اللهم آمـــــين جزا الشيخ أسامة عنا خير الجزاء وأطال الله فى عمره نور الله دربك أخى الكريم ورفع قدرك وزادك من فضله تقبل مرورى وفى انتظار البقية | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس مايو 27, 2010 10:55 pm | |
|
بشكرك يا نور على حضورك وردك الطيب وبشكرك على دعائك الجميل بارك الله فيك جفظك الله وزادك من فضله ونور قلبك بالعلم والدين وشرح الله صدرك بالهدى واليقين ويسر أمرك ورفع مقامك فى عليين وحشرك بجوار النبى الامين صلى الله عليه وسلم تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء يونيو 09, 2010 2:55 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (10): صدمة المعرفة أرأيتم لو أن أحدا من الناس اعتزل. وانغلق على نفسه. وكف عن متابعة أحوال الزمان. وأخبار البشر. وانطوى على أموره المعيشية اليومية الخاصة. كل ذلك والدنيا من حوله تدور. والأحداث تتجدد. وحركة الحياة تمضي. وطبيعة الثقافة وأنماط المعيشة في مجتمعه تتغير وتتحول. فسوف يفاجأ بعد ذلك بأنه عاجز عن الفهم. غير قادر على استيعاب الأحداث من حوله. وسوف يشعر بأنه تائه. مذهول. مشتت الفكر والوجدان. ثم تقع الأحداث المتجددة، والمبنية على التراكمات التي غاب هو عنها. فتقع له صدمة المعرفة. ويجد أنه لا يفهم سياق تلك الأحداث. ولا يعرف لماذا وقعت. وكل هذه التداعيات توصله إلى نتيجة خطيرة جدا. ألا وهي عجزه عن إصدار تجاوب مناسب، وتفاعل سليم، مع الأحداث من حوله. لأنه لا يستوعبها، ولا يفهم سياقها، ولا يتابع تاريخها وتطورها وتراكماتها.فغياب الإنسان عن المتابعة والرصد لأحوال زمانه يبعده عن المعرفة. ويدخله في كهف. فإن اضطر بعدها للتعامل. اصطدم بمعرفة أمور يعجز عقله عن استيعابها. فيضطرب في تعامله معها. وتكون ردود أفعاله انفعالية، وقتية، حادة، متشنجة. غير مستوعبة ولا محيطة. فيتخبط.أما إذا ما اتسع عقله للمعرفة. واطلع على أحوال الزمان. ورصد ما يدور في وقته ومجتمعه والعالم من حوله. مع معرفة بالجذور والخلفيات. وتواريخ الأمور. وكيفية تطوراتها وتصاعدها. فإنه يتمتع بالاستيعاب، والإحاطة. ويهضم عقله الأحداث بيسر. ويتأملها بسكينة. وينظر إليها من خارج. فيستطيع عقله أن يراها بوضوح. وأن يتجاوب معها على بصيرة. وأن يكون تفاعله معها، وردود أفعاله عليها منضبطة، متراكمة. بحيث يقوم ببناء مواقفه بصورة منتظمة. غير مشوشة، ولا متناقضة، ولا قاصرة، ولا جزئية.ثم هو يضيف إليها تحليله المنهجي. وتفسيره العميق المستنير للأحداث والمواقف. ثم يخلص منها إلى معرفة ما وراءها من مبادئ وأفكار. ثم يترقى منها إلى أصولها العليا، التي تفضي به إلى مزيد من معرفة الحق سبحانه. وشهود حكمته. فيصنع بذلك الأحداث كما يريد. ويبنيها كما يشاء ولا يبقى طوال عمره مرهونا بأفعال الآخرين. دائرا في فلك الأمم من حوله. مقتصرا على رد فعل لما يقومون هم به عن معرفة وإدراك، يحقق مقصودهم، ولا يحقق مقصودنا. أما العقل الأول. الواقع في صدمة المعرفة. العاجز عن الاستيعاب. المتخبط في بناء المواقف وردود الأفعال. فإنه يذكرني بأهل الكهف، الذين قص الله تعالى علينا شأنهم في القرآن الكريم. وما أدراك ما أهل الكهف؟؟!!!!!لقد دخلوا الكهف فرارا بدينهم. فضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عددا. ثلاثمائة سنة وأكثر. وهم في غفوتهم ونومهم. والدنيا من حولهم تدور. وأحوال الأمم والشعوب تتبدل. على مدى ثلاثة قرون. فتزول دول وتنشأ دول. وتموت أجيال وتولد أجيال. وتتغير أنماط المعيشة. وهيئات الملابس. وأشكال النقود. وتتحول ثقافات الناس ومناهج تفكيرهم. وطرق تعاملهم. وتتراكم أحداث التاريخ، ومعارف البشر في كافة شئونهم. ثم يبعثهم الله تعالى لحكمة. ويطلع الله تعالى الناس على قصتهم العجيبة، وخبرهم الغريب. حتى يتحقق الناس من قضية البعث. ويشاهدوا نموذجا عمليا له. ثم يلطف الله تعالى بأهل الكهف. فيقبضهم بعدها مباشرة، بعد أن تحقق المراد الإلهي من بعثهم. فما لبثوا بعد بعثهم في الحياة إلا يسيرا. وكان هذا من لطف الله بهم. فلو أنهم خرجوا إلى مخالطة المجتمع بعد ثلاثة قرون من التغيير والتداعي في حياة البشر. لأصيبوا بصدمة معرفية. ولتعذر عليهم التعامل. وقد تغير وجه الأرض كلها من حولهم. ولاحتاجوا إلى سنوات يستوعبون فيها أحداث التاريخ التي وقعت على مدى ثلاثة قرون كاملة. حتى يستطيعوا استئناف المعيشة، والتفاعل مع أحداث زمانهم الجديد.وقد يقع نظير ذلك بصورة مصغرة للأفراد أو الأمم. التي تنكفئ على نفسها. وتنشغل بالأمور اليومية الحياتية البحتة. فيغيب الناس عن الوعي بالتدريج. ويدخلون في كهف من العزلة والتجنب للمعرفة. فيتعاملون مع واقع لا يستوعبونه.ولعلك تستحضر هنا صورة شخص وقعت له مفاجأة. لم تكن في حسبانه قط. ولم تخطر له يوما على بال. ثم فوجئ بها. فكيف يكون رد فعله بعد ذلك؟؟ سيكون مصدوما. مبهوتا. مشتت الفكر. عاجزا عن الاستيعاب والتصور. فينشأ من عجزه عن الاستيعاب أن تصدر عنه ردود أفعال مضحكة. فيبكي، ويفرح، وينفعل، ويضحك، ويتشاجر، في وقت واحد. ولربما أغمي عليه. وهكذا أبدا. كلما ضاق التصور، وعجز العقل عن الاستيعاب، صدرت في المقابل أفعال غير محسوبة.ولا منضبطة. وازداد الإنسان غوصا في جهله. فيخرج بالتدريج إلى هامش الحياة. لا يبلغ دين الله. ولا يقوم بمراده. ولا يشارك في صنع ثقافة العالم من حوله بصورة فاعلة ومؤثرة. وكل ما سبق يفضي بالإنسان إلى ميزان دقيق. بحيث لا ينشغل بتفاصيل الأحداث والأشخاص لذاتها. حتى يغرق فيها. فيتحول إل السطحية. وهو في المقابل لا يهملها، ويتجاهلها. حتى يصطدم بعد ذلك بتراكماتها، وتأثيراتها على حياته العامة والخاصة. وكل ذلك من شأنه أن يصنع الإنسان المؤمن الرباني. العارف بزمانه. المقبل على شأنه. المستوعب لأحوال عصره. القائم بواجب وقته. المتحمل لدين الله تعالى عن بصيرة. المعبر عن قيم هذا الدين واتساعه. الذي يرى الناسُ من خلاله جلالَ هذا الدين في تكوين الإنسان الواسع. الرحيم. الذي يتحرك بالهداية. ويعلم الجاهل برفق.وكل ذلك من شأنه أيضا أن يبني في الإنسان عقلا مستنيرا. يتحلى بسمات وصفات عريقة، جليلة. منها عمقه. ومنهجيته. وربانيته. وتحليله. واستيعابه. وإحاطته. وغوصه على اللآلئ. ونفاذ بصيرته إلى الماورائيات. واتزان شئوون الدنيا والآخرة عنده. وشدة شهوده لعظمة المولى سبحانه في تدبير أمور خليقته. وفي تسبيب الأسباب لتحقيق مراده. فيترقى إلى كثرة ذكره سبحانه وشكره. فيزداد نورا وحكمة ومعرفة. ويتألق عقله ويبدع. ويسعى في الأرض بالعمران. مع ابتغاء الدار الآخرة.وللحديث بقية.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى السبت يونيو 12, 2010 1:37 pm | |
| مقال رائع وقيم ومفيد جدا وكم كنت أحتاجه الآن بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء أشكرك أخى الكريم على هذا الموضوع القيم جعله الله فى ميزان حسناتك ووفقك الله وزادك من فضله وجزا الشيخ أسامه عنا خير الجزاء وأطال الله لنا فى عمره
وأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص له والاتّباع لرسوله وأن يجعلنا هداة مهتدين ودعاة مُصلحين وأسأله تعالى أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتّباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ونسأله تعالى أن يجعلنا مِمَّن يقدمون قول الله وقول رسوله على قول كل أحد وأسأله تعالى أن يجعلنا مِمَّن يحكمون الله ورسوله حتى على أنفسهم وأسأله أن يوفّق المسلمين جميعًا لِمَا فيه الخير والصلاح إنه جواد كريم . | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الإثنين يونيو 14, 2010 6:59 am | |
|
آمـــــين يارب العالمين
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب رفع الله قدرك وزادك من فضله وأسعدك فى الدارين بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات دمت بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الإثنين يونيو 14, 2010 7:27 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (11): خذ الكتاب بقوة أصدقائي. لقد قطعنا شوطا لا بأس به. وارتفعت الأركان. ونهض البناء. وبدأت معالم شخصية الإنسان المسلم الرباني تتبلور. وتنضج. وتظهر آفاقها وأبعادها. ذلك الإنسان الحر. النبيل. الواسع. العميق. المستوعب. الذي عرف الله تعالى فآمن به، ووقّره، وعظّمه. وعظّم شعائره. واعتصم بحبله. وفهم مراده. امتزج بمعنى الوفاء والمحبة والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم. وأفعمت نفسه بالهمة. وتحركت بالهداية.ذلك الإنسان العاشق للعمران. الصانع للحضارة. الرفيع الثقافة. الزكي الأخلاق. مع نفس قد تزكت، وتطهرت، وتسامت. واستلهمت منهج النبيين والصديقين في صدق الوجهة إلى الله. وفي القيام بواجب زمانهم. وفي فهم النفوس فهما عميقا. وفي البصر النافذ المتغلغل إلى أعماق المنهج الإلهي في التربية. والأخذ بيد الخلق إلى الخالق. مع اتساع الصدر حتى يسع الخلق أجمعين بالهداية. وحتى يستخرج لكل أمة وثقافة وحضارة قبسا من الرحمة والعطاء.أصدقائي. لقد أردت أن أقف معكم اليوم وقفة. نلتقط فيها أنفاسنا. وأعيد فيها تذكيركم بمنطلقنا ومنتهانا. حتى نرى المراحل التي قطعناها. والمراحل التي بقيت. وحتى نستحضر سويا تلك الخريطة الكبرى. التي نريد بناء الإنسان على ضوئها. والتي تحركنا سويا لتنفيذها.فنحن نريد بناء الإنسان في كافة مستوياته وأبعاده. حتى تمتد يد التهذيب والتزكية إلى كل جانب من جوانبه. وحتى لا تبقى في النفس زوايا مظلمة. تنوء بالمعاني الباطنية المعوجة. والتصورات المنقوصة المشوهة. وطرائق التفكير السطحية. التي تشوش فهمه ورؤيته للكون والحياة. فلا ندع بإذن الله تعالى جانبا ولا ملكة من ملكات الإنسان إلا وقد قمنا بتنظيفها. وإزالة ما تشوه منها. وفتح الأبواب والنوافذ حتى تتسرب إليها شعاعات الشمس. وتغمرها الأضواء. حتى تنضبط قوى الإنسان وملكاته بأكملها على المراد الإلهي الجليل. الذي لأجله وجد الإنسان.أردت أن أقف معكم وقفة. نستريح فيها معا. ونتولى إلى الظل. ونجدد النشاط للسير. حتى نكمل الطريق وقد تجددت القوى. وشحذت العزيمة. وذهبت عنا صعوبات السفر. واستيقظت الهمة فتية، ناهضة. لإكمال الطريق.لقد بدأنا ببناء العقل. الذي استنار بالمعرفة. تقوى بالذكر والفكر. حتى يكاد زيته يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور. فاتسعت آفاق ذلك العقل. وتعوّد الغوص. ورأى كل شيء من حوله على حقيقته. وعرف حجم كل شيء. فانضبط تعامله مع كل شيء. فلا يستعظم تافها. ولا يحقر عظيما. ولا يتعلق بأهواء. ولا يتقاصر عن مجد.وسوف ينعطف بنا الطريق ابتداء من المقال القادم. فنمضي في بناء الإنسان. ونتناول جانبا جديدا من جوانبه بالبناء، والرصف، والمعمار. ونغرس فيه بذورا أخرى جديدة. تترعرع على يد ورثة النبيين. أهل البصيرة والصدق والمعرفة. فسوف نقبل سويا على النفس حتى تتزكى. وعلى القلب حتى يطمئن. وعلى الروح حتى تشتاق إلى الملأ الأعلى، وتتعلق به. وسوف نقبل إن شاء الله على الإنسان بالبناء في جانبه الاجتماعي. فلا ينطوي، ولا ينغلق، ولا يعتدي، ولا يتطاول. ولا نزال ننقّب سويا بإذن الله في خفايا الإنسان ومجاهله وأعماقه. حتى لا ندع فيه زاوية إلا وقد بنيت على أساس. وتنزهت عن الجهالة. وسقيت بالمعرفة. وسطعت عليها شمس اليقظة. وامتلأت بالعزيمة.أصدقائي. لقد ترافقنا طوال المقالات الماضية. ورحلنا معا. وسرنا سويا في طريق الله. وتجاذبنا أطراف الحديث. وفتحنا صفحات مجهولة من دين الله تعالى. حتى تكشفت لنا بفضل الله تعالى الحقائق. واتضحت المعالم. ولكن الطريق لا يزال أمامنا طويلا. فجدّد العزم. ودعْ عنك الوهن. وخذ الكتاب بقوة. إن ميراث النبوة شريف. لا ينبغي إلا لمن أحبه. وتعلق به. وتعب فيه. وعرف له قدره. ورحل في سبيله. ثم عاشه وامتزج به. ومن عرف شرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل.فسوف نلتقي إن شاء الله تعالى في المقال القادم مع جانب جديد من جوانب الإنسان. لنستكشف أبعاده. ونرى منهج النبوة في بنائه وتكوينه. ونُحْكِم صناعته. ونغوص إلى أعماقه البعيدة. بالتهذيب، والصقل، والتطهير، والتأسيس. ولفت النظر إلى المقاصد. وغرس أصول الأخلاق والشمائل. وتنقيته من الأهواء العاصفة. والأغراض المذمومة. والعلل المهلكة. ثم نقوم تزيينه وتجميله بالشيم الزكية. والمقاصد الربانية. ونقوم فتح آفاقه لتتسع. فترى الدنيا والآخرة. وتغوص في القرآن بطمأنينة.فما رأيكم؟؟؟؟؟ هل نكمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة يونيو 18, 2010 12:50 pm | |
| طبعا نكمل فيالها من رحلة إيمانية رائعة ونحن فعلا بحاجة لتجديد حياتنا وتغيير إسلوبنا فى الحياة وما أحسنه تغيير فعلا إذا كان فى طريق تعاليم ديننا الإسلامى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء أسأل الله أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك وأن يثابك عليه أعالى الجنان أسأل الله العلى العظيم أن يجمعنا واياكم على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا وأن يجمعنا به فى الفردوس الاعلى آمــــــــــين يارب العالمين | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الجمعة يونيو 18, 2010 1:16 pm | |
|
آمـــين يــارب العالمـــــين
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأثابك اعلى الجنان حفظك الله وزادك من فضله ونفعك ونفع بك وجعلك زخرا للاسلام والمسلمين تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات دمتى بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الإثنين يونيو 21, 2010 10:16 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (12): المفتاح ما زال بناء الإنسان يتكامل. وما زالت الأركان تشيد. وما زلنا نرفع القواعد من البيت. وما زال الصرح يعلو. حتى يبلغ بإذن الله عنان السماء. وما زال الإنسان يتكون. لبنة من وراء لبنة. حتى أتينا اليوم إلى أعظم مكوناته. وسره الخالص. ومفتاح شخصيته.أتدرون ما هو؟؟؟إنه ذلك الملك المتوّج. ومركز القيادة الإنسانية. الذي تنعقد فيه الآمال. وتتشكل فيه النوايا. تتبلور فيه المقاصد. وتصدر منه الأوامر. وتصب فيه سيول المعارف والعلوم والمعطيات. وتنقاد له الجوراح وأدوات الحس. وتتوقد فيه البصيرة. وتشرق فيه شموس الحقيقة. وهو الذي تدبر ضده المكائد. وتحاك المؤامرات. وتهاجمه جيوش الأهواء والمطامع. وتؤيده جنود الرحمن. وهو ميدان المعركة. ومفتاح بناء الإنسان في الحقيقة.إنه القلب.إنه مصنع الإيمان. ومحل التعقل. وموضع نظر الله تعالى من العبد. وهو الموضع الذي تنبت فيه معرفة الله تعالى على الحقيقة. وهو روضة الإجلال والخشية. وساحة المحبة والتعلق. وهو الذي يتجلى الله تعالى عليه، وينظر إليه. ويعامل الإنسان بما انعقد فيه. وهو المضغة. التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.{إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ﴿الأنفال: ٧٠﴾ {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } ﴿الفتح: ١٨﴾ وهو معيار المعرفة. ومنزل السكينة. ومنبع الفهم. وهو الذي تنعكس أحواله على العقل والروح والنفس. وهو الذي تنضح معانيه على سائر قوى الإنسان وملكاته. فيه تنعقد النوايا. وتتشكل أصول الأخلاق. ويرجع إليه الاكتساب. وتنسب إليه الأعمال على الحقيقة دون الجوراح.{لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ﴿البقرة: ٢٢٥﴾ وهو الذي تتضح له الحقائق. تلوح أمامه الأمارات والدلائل. ويستلهم مراد الله تعالى. فإما أن تتوقد فيه البصيرة. فيكون ناصعا، مزهرا، يبصر ويرى. وإما أن تطرأ عليه الشهوات والأهواء، والشكوك والشبهات. فتنطمس معارفه. وتعمى بصيرته{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } ﴿الحج: ٤٦﴾ وهو الذي تنهض فيه بواعث الإقرار للحق جل شأنه. وتنبعث فيه الهمم. وينعقد فيه التصديق. ويمتلئ باليقين. ويترعرع فيه الإيمان. وتزدهر فيه الشمائل. وهو الذي تعمر به بواطن العباد. فتصلح بذلك ظواهرهم. حتى إذا ما امتلأ بالخشية. وفاض بالمحبة. وتعلق بالملأ الأعلى. وتواردت عليه جنود الرحمن فاشتد يقينه. صار صاحب أنس بالله. إذا ذكر الله تعالى حصلت له السكينة. وأفعم بالطمأنينة.{ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ﴿الرعد: ٢٨﴾ وهو حينئذ موضع الاعتبار. ومعقل التدبر. وهو الذي تتوارد إليه حصيلة تأملات العقل. وثمرة قوانينه وأحكامه. وخلاصة حركته في الفكر. ثم تسعفه تزكية النفس. ثم يتقوى بقوة الروح. ثم يدخل بكل ذلك إلى القرآن الكريم. فيرى أنوار الله تعالى تتنزل. وتنفتح له أبواب القرآن على مصراعيها. ويفهم عن الله مراده من كتابه.{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } ﴿ق: ٣٧﴾ { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } ﴿العنكبوت: ٤٣﴾ { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ﴿محمد: ٢٤﴾ ولا تزال تلك المعاني تتفاعل في القلب. حتى يصل إلى خصلة من أعظم خصال المؤمنين. وأبرز صفات المتقين. وأجل خصائص الصادقين. وهي تعظيم شعائر الله تعالى. لما وقر في القلب من تعظيم الله وإجلاله. ومحبته وتوقيره. وشدة اليقين فيه.{ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } ﴿الحجرات: ٣﴾ {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } ﴿الحج: ٣٢﴾ ثم إن القلب ينقسم إلى ثلاثة أقسام.فهو إما قلب سليم. وإما قلب مريض. وإما قلب ميت. ولكل واحد منها خصال وخصائص. وصفات وسِمات.فإن استطاع الإنسان أن يتحصل على القلب السليم. مع العقل المستنير. فقد جُمع له الشمس والقمر. واجتمعت له الجواهر والدرر. ولنا إلى أقسام القلوب عودة.وللحديث بقية،،،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الثلاثاء يونيو 22, 2010 12:19 pm | |
| مقال مميز جدا وله فوائد عدة أخى الكريم بارك الله فيك ولك ونفع بك المسلمين وجزاك الله خير الجزاء جعله الله فى ميزان حسناتك وأثابك عليه أعالى الجنان وجزا الشيخ أسامه عنا خير الجزاء اللهم ارزقنا قلوبا ترى وتسمع وتعى وتعقل وتفهم وتعبد اللهم طهر قلوبنا ونقى قلوبنا من كل شر وسوء اللهم ارزقنا قلوبا عامرة بذكرك اللهم ارزقنا قلوبا توابة أوابة منيبة ذليلة اليك تخافك وترجوك وتحبك اللهم ارزقنا قلوبا بيضاء مثل الصفا لا تضرها فتنة ما دامت السماوات والأرض اللهم ارزقنا قلوبا تعرف المعروف وتحبه وتنكر المنكر وتكرهه اللهم ارزقنا قلوبا سليمة تنفعنا يوم نلقاك يا رب العالمين اللهم آمين آمين آمين | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء يونيو 23, 2010 9:25 pm | |
|
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وجزاك الله خيرا واسعدك فى الدارين رفع الله قدرك ونفعك ونفع بك وزادك من فضله وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وجمعنا واياكم فى الفردوس الاعلى دمت بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس يونيو 24, 2010 11:07 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (13): متى تصفو المِرْآة؟!! القلب.. موطن النوايا. وبيت المقاصد. ودفة التوجيه. ومفتاح تحديد الهوية. فيه تنبت البذور الأولى للأخلاق. وفيه تتشكل القيم. ولا تزال تنهمر عليه التعلقات والأهواء الصارفة. وتراوده المطامع. وتميل به الشهوات. وفي المقابل لا تزال تقوى فيه المقاصد الصالحة. التي يسير بها إلى الله تعالى. وتتوقد فيه الهمم. وتخالطه بشاشة الإيمان. ويمتلئ باليقين. فتفيض منه منظومة الأخلاق الراقية. والقيم النبيلة. التي يدرك بها مراد الله منه. ويسعى في الأرض بالعمران ولهذا القلب أحوال صحة واعتدال. وأحوال مرض واعتلال. وأحوال موت واضمحلال.والأحوال التي يمرض فيها القلب يضعف فيها يقينه. وتذبل فيه المقاصد الحسنة. وتضمر عنده القيم. ويتواري بالتدريج وهج الإيمان. وتتمدد فيه الأهواء والأطماع. فتنشأ الأخلاق الباطنية الرديئة. من الكبر، والحقد، والحسد، والعجب، والمكر، والغل. فتظهر منه السلوكيات المنحرفة. التي تؤدي إلى اضطراب في علاقته الاجتماعية بالناس من حوله. وربما انتشرت هذه المعاني حتى تصير سمة عامة للمجتمع. فيتحول كله إلى كيان عدواني متسلط. وهكذا تمضي منظومة البعد عن الله تعالى.وإذا ضعف اليقين، ووهن العزم، وخلا القلب من معاني الارتباط الصادق بالمولى سبحانه. تراجعت منظومة القيم. وضعفت مناعة القلب. فيمتلئ ذلك الفراغ بسيل منهمر من طوفان العلاقات والارتباطات والمصالح والمكاسب المطامع. ومن التطلعات التي تفوق القدرات، ومن الشهوات الباطنية. التي تحاول إشباع الأطماع المادية من نحو المأكل والمشرب، والملابس الفخمة، والمراكب الفارهة. أو الأطماع الخيالية المعنوية من نحو الوجاهة، والشهرة، والتعالي. أو التحيرات التي تطرأ على القلب من المفاهيم المادية الصرفة. أو القيم الدنيوية البحتة. المغرقة في التنافس والتكالب على الدنيا. والمشبعة بمعاني النسبية المطلقة. مما تغيب معه الآخرة. ويهتز معه اليقين. وتبذر بذور الشك والتحير.فانحصرت العلل والأمراض التي تطرأ على القلب في أمرين: شهوات. وشبهات.أما الشهوات فأنواع وصور لا تنتهي، من المغريات التي تحرك في الإنسان أقصى معاني الحيوانية والاستهلاكية وتصرفه عن الجد، والإيمان، والإنتاج، وبناء الأمة. وأما الشبهات فأنواع وصور لا تنتهي من المفاهيم، والأقوال، والآراء، والفلسفات، التي تزلزل اليقين.
وإذا وردت هذه الواردات الجارفة على القلب. مع بعده عن توهج الإيمان. وتوقد المعرفة الخالصة بالله. والتعلق القلبي التام بأصول اليقين. والتحقق من قضية الآخرة. فإنها تسبب للقلب أمراضا وعللا. تطمس بصيرته. وتضعف يقينه. وتشوه مفاهيمه. وتنحرف بها مقاصده ونواياه. فلا يبني وطنا. ولا يصنع حضارة. ولا يسير إلى الله. ولا ينشر الهداية. بل يغرق في الحركة اليومية للأحداث والأخبار والوقائع. مع أحلام وأوهام تعصف به، وتتقاذفه. فلا تصفو مرآته. ولا يجد للعبادة لذة. ولا يرى في القرآن عمقا ونورا وهداية. قال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } ﴿الحديد: ١٦﴾ قال سبحانه: {لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ﴿الحج: ٥٣﴾ وقال جل شأنه: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ } ﴿محمد: ٢٩﴾ فهذه إشارات إلى قلوب مرضت بالشبهات، واهتز فيها اليقين، وتأثرت بمفاهيم مغلوطة. ثم قال سبحانه: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } ﴿الأحزاب: ٣٢﴾ وهذه إشارة إلى قلوب مرضت بالشهوات.فهذا القلب العجيب. تجري داخله صراعات ومعارك محتدمة. وحروب شعواء. وتتصارع فيه المقاصد الصاعدة إلى الله. والتي ترقى بالقلب إلى معارج الفهم عن الله. والاعتصام بالقرآن. مع الأهواء النازلة. التي يخبو معها نور القلب. وتخيم عليه الظلمات. ويدخل في حال الجفاء للإيمان. والبعد عن الله. والتجافي عن الآخرة. حروب تتصارع فيها شعاعات اليقين، مع ظلمات النفس والأهواء والرغبات. وتشتبك فيها النوايا بالميول. والموفق من وفقه الله.ولا تكاد الشهوات تنحسر عن النفس إلا بالصبر. ولا تكاد الشبهات تذهب وتتفكك إلا باليقين. وللصبر إجراءات وخطوات ومدارج. ولليقين إجراءات كذلك. ولأهل الله مناهج في تنقية القلب من كل ذلك. {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ﴿يونس: ٢٥﴾ أما الصبر فهو ثبات نفسي، ورسوخ، واسترواح باطني إلى الفضيلة، وتمسك بها، وعشق لها. وانفتاح على سير الأئمة والأكابر الذين فاضت قلوبهم بالنور واليقين. والصبر أيضا معنى من التعالي على الأهواء والشهوات، مع استصغار لها، واحتقار لشأنها. والصبر رؤية واضحة ومرآة صافية. يرى فيها العبد الطهر طهرا. والنبل نبلا. والنجاسات والأقذار المعنوية كذلك. حتى إذا ما انهمرت واردات الأهواء تحطمت على هذا الثبات. وأما اليقين فهو ثبات ذهني، ورسوخ عقلي، واسترواح فكري إلى الحق، وتمسك به، ويقين فيه. ونظر منهجي مطول في الأدلة والبراهين. ومناهج الفكر. واليقين أيضا رؤية واضحة. يرى العبد بها الحق حقا. والباطل باطلا. ويتعالى على التشكيك والاهتزاز والتزلزل والوهن. حتى إذا ما طرأت المفاهيم، وتعالت المادية بزخرفها استوعبها واحتواها، ورأى ما قبلها وما بعدها. وعرف منشأها ومآلها. وسلط عليها من أنوار يقينه، وبشاشة إيمانه، ما تذوب به وتنمحي.فتلخصت علل القلب في الشبهات والشهوات. وتلخصت مسالك سلامته في الصبر واليقين. قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } ﴿السجدة: ٢٤﴾
فبالصبر تجاوزوا الشهوات. وباليقين تجاوزا الشبهات. فسلم القلب من العلل. فصنع حضارة مبنية على إيمان وقيم ورؤية واضحة. واستيعاب لفلسفات الدنيا من حولنا مع ثبات. فتحققت لهم الإمامة.وأرى مجال القول يتسع. وأرى المسالك تتشعب بنا. ولنا إلى هذا المعنى عودة ثم عودة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى السبت يونيو 26, 2010 2:07 pm | |
| بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء أكرمك الله وزادك من فضله وأعانك الله على نشر الخير دائما وجزا الشيخ أسامه عنا خير الجزاء وزاده الله من علمه وأسأل الله العلي القدير أن يحينا وإياكم الحياة الطيبة حياة السعداء وان يرزقنا الصبر واليقين حتى نقضي هذه الحياة الدنيا والله راض عنا اللهم اجعلنا من التائبين العابدين الراكعين الساجدين المسبحين الشاكرين اللهم اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا وعافنا واعف عنا يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس يوليو 01, 2010 6:39 pm | |
|
صلى الله وسلم عليك يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله
بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب بارك الله فيك وحفظك وزادك من فضله واسعدك فى الدارين جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات وجمعنا الله واياكم فى الفردوس الاعلى دمتى بطاعة ورضا من الرحمن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الخميس يوليو 01, 2010 7:33 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (14): ومتى يَتَّسِعُ الأُفُق؟! لا يخفى عليك الفارق ما بين إنسان منشرح الصدر. رحيب الأفق. يمتلئ فؤاده بالثبات الباطني. والعمق الداخلي. مع اتصال بالملأ الأعلى. واعتصام بالمولى. وشهود للأحداث والأحوال من منصة عالية. فيرقب كل ما يشتبك ويتداخل حوله. دون أن يستخفه من ذلك شيء. فيزداد قلبه ترقيا وقوة وعنفوانا. وتزداد مقاصده رسوخا. ويجد من الأنس بالله. الركون إليه. ما يزداد به إقبالا عليه. فيصير باطنه روضة منيرة. يستوعب كل ما يطرأ عليه من أحداث الحياة وصخبها. فلا يشتت له ذلك عزما. ولا يوهن له قلبا. ولا يفقده رسوخه. لِمَا تمكن في القلب من النوايا والمقاصد والجليلة.. وما بين إنسان آخر. أطبقت عليه الآفاق. وضاقت، واستحكمت. وامتلأ صدره حرجا وضيقا. وقل صبره. وضاقت عليه الأرض بما رحبت. فأظلم فكره. واستغلق أفقه. وبين هذين النوعين أصناف من البشر لا تنحصر. تتراوح ما بين هذا وذاك.. والأصل في كل ذلك أن القلب يصاب بعلل وأمراض. إذ تتحول معرفته بالله تعالى من حضور وشهود، ورسوخ ويقين، وثبات وتعلق. إلى خلفية باهتة. مشوشة. بعيدة عن بؤرة اهتمامه. ولا تزال معرفة الحق سبحانه تنزاح بالتدريج عن جوهر فكره ومقاصده. حتى تتضاءل. وتبقى هناك على ضفاف فؤاده. وعلى هامش وجدانه. حتى تصير كلمة مجردة. يقتنع بها عقله. ولكن لا يفيض بها قلبه. ولا يمتلئ بها جنانه. يستحضرها في بعض المواقف ككلمة تجري على طرف اللسان. وتبقى مصانع القرار في أعماقه تقوم وتعمل وفق أسس دنيوية. وتحكمها مرجحات أخرى. منغمسة في الهوى. فإذا بمعرفته بالله تعالى حاضرة. ولكنها مقيدة. تحيط بها الأغلال المحكمة. فلا تحرر عزيمة. ولا تحرك فكرا. ولا تصحح اختيارا. ولا توسع أفقا. وتتحرك مقاصد الإنسان ونواياه وحركة حياته بمعزل عن الله..فإذا وصل الإنسان إلى ذلك الحال. وتناهت معرفته بالله تعالى إلى ذلك الحد من الضمور. فقد وقع في الداء الأكبر. إذ انهارت سدوده. وتحطمت حصونه. ودمرت متاريسه. التي كانت تحفظه من الأهواء. والعلل.. والأمراض الباطنية.. والقيم الدنيوية..وتهب عليه عواصف الأهواء. وتتلاطم به أمواج المطامع. وتثور في وجهه رياح عاتية، من زخرف الحياة الدنيا. ويندفع في منافسة الناس فيما يتكالبون عليه. ويتأثر باطنه بالقيم التي تحكم هذه الصراعات. من الانتهازية، والاستغلال، والتحايل، والمكر. والقلب في كل ذلك تنهمر عليه الظلمات. ويترامى إليه غبار كثيف من الميول. ويخبو نور معرفته بالتدريج. ويبتعد دون أن يشعر عن سمت النبيين. ونهج المرسلين. وقيم الصادقين. وتتوارى قضية الآخرة والحساب. وتتحول معرفته بالله تعالى إلى كلمة خاوية. لا جذور لها ولا أثر..{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } ﴿الحديد: ١٦﴾ ويتحول الإنسان بذلك إلى ظاهرة عجيبة. محيرة. فبينما هو مؤمن. محب لله ورسوله. قائم بفرائض الله تعالى. ينطق بكل ذلك ويتحمس له. إذا هو في نفس الوقت جامد الفؤاد. يخرج من صلاته إلى حركة الحياة فتحركه قيم السوق. وتتصرف في فؤاده وقراراته تلك العادات التي تراكمت في القلب عبر زمن طويل. ويشعر بأن فؤاده واهن. وأن إيمانه هش. فتلوح له تلك المفارقة الباطنية. ويلحظ من نفسه ذلك التخالف، بين قيم يؤمن بها. وبين قوانين وإجراءات وأخلاق، وقيم تحكم حركة حياته في الحقيقة. فتصاب همته بعجز. ويصاب قلبه بفتور ووهن. ويشعر في قرارة نفسه بأنه لا يحب الله على الحقيقة. وأنه يخدع نفسه. وتغيب بذلك المقاصد العليا من الخلق. ويتوانى عن ذكر الله وشكره ومحبته وتوقيره. ولا يستحضر الآخرة في حركة حياته. ولا ينهض إلى تحصيل مكارم الأخلاق. ولا يصنع حضارة. ولا يحقق عمرانا. ويمضي إيمانه في مسار. وتمضي حركة حياته في مسار آخر. محكوم بقيم أخرى.فرفقا أيها الإنسان بنفسك. فقد أتعبت نفسك يا مسكين. فتوقف قليلا حتى تعيد البناء. وتقهر ذلك التيار الجارف الذي استولى على حياتك. وجعلك تقف في باطنك على أرض زلقة. تهتز فيها القيم. وتتداخل فيها الرؤى والمفاهيم. وتفقد فيها الحقائق سطوعها ونورها وأثرها. وينعزل فيها القلب عن التوجيه. وتستولي فيها على الباطن قيم دنيوية بحتة. ويثور بسببها أدنى ما في النفس من أثرة وطمع وتعالٍ وعدوان وميل. ويضيق فيها الأفق. وتنقطع بها صلتك بالملأ الأعلى.وانتبه أيها الإنسان إلى أن مركز القيادة والتوجيه عندك محتلٌّ من قبل عدو لك. يوجه ذاتك إلى تحقيق مطامعه وتدمير مقاصدك. وأنه قلبك مستباح من قِبَل الأهواء والشهوات والمطامع. وأن جنود الحق بداخلك واقعة في الأسر. مقيدة بالأغلال. عاجزة عن توجيه ذاتك إلى مسار الله تعالى. فاجمع همتك. واعقد عزيمتك. على تحرير قلبك. وإحكام حصونه.ولعلك أن تكون قد رأيت بهذا كيف تتسرب الأهواء إلى القلب بالتدريج. فتتلبد سماؤه بالغيوم. وتتسلل إليه الظلمات بالتدريج. فتخرج بهذا من النور إلى الظلمات. وتبتعد شيئا فشيئا عن النموذج الرباني في بناء الإنسان. ذلك الإنسان المنشرح الصدر. الرحيب الأفق. الذي يمتلئ فؤاده بالثبات الباطني. والعمق الداخلي. وارجع من هنا إلى قراءة المقال من أوله..وللحديث بقية..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى السبت يوليو 03, 2010 6:39 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (15): حتى لا ينطفئ المصباح أرأيتم لو أننا أتينا بمصباح منير. شديد السطوع. يلقي بضوئه ونوره على كل ما حوله. فيسترشد به الإنسان في رؤية كل شيء. حتى يحسن التعامل مع كل شيء. عن معرفة وبصيرة. وحتى يتجنب التخبط والاصطدام بما حوله. ثم أهملنا في إمداد ذلك المصباح بالطاقة. وألقيناه في جانب مهمل. بحيث ينهمر عليه الغبار. وتلقى عليه المهملات، والمخلفات، والأتربة. فإنه يتوارى بالتدريج. وترتفع حوله الموانع التي تحجب ضوءه. ويغيب نوره عن أركان المكان. فيخيم عليه الظلام. فيصير مأوى ومرتعا للهوام واللصوص. كذلك القلوب. حينما تثور عليها عواصف الهوى. وتهب عليها الرياح العاتية. المحملة بالغبار الكثيف. من الأهواء، والشهوات، والشبهات، والأطماع. وشدة تسارع المغريات، والمُلهيات. والانهماك في الأحداث الحياتية البحتة. والإغراق في حركة الحياة الصاخبة. وأمواجها المتلاطمة. مع قلة التذكير بالله تعالى. وخفوت ملامح الجلال والعظمة. والبعد عن الصادقين الذين يذكرون بالله. فيطول الأمد. فتقسو القلوب. وتنشأ الموانع. التي تحجب القلب عن الانتفاع والاستمداد والاستجابة لداعي الله.ويصير القلب مرتعا للأخلاق الباطنية الخفية. التي يعسر رصدها والانتباه إليها. والتي تشيع في النفس كالضباب الخفيف. الذي يشوش الرؤية. مع دوام هبوب عواصف الأطماع، والتعلقات، والأهواء. وانبعاث ما في النفس من نزوات. وانحراف العقل إلى الأفكار الملتوية. وانعقاد الشكوك والأوهام في آفاقه. فتنشأ في القلب أخلاق باطنية شديدة الخفاء. من مثل الكبر، والحقد، ووالتحايل، والتحامل، والاستهتار. فتستحكم بذلك الموانع. وما أدراك ما الموانع؟؟!!!!!!!سيقرأ القرآن فلا يتأثر. ولا يجد أدنى انفعال ولا استجابة لدواعيه. ويسمع التذكير بالله فلا ينفعل. بل تصير كل شعائر الدين عنده كلمات مجردة. يحفظها عقله، ويرددها لسانه. لكنها مقطوعة تماما عن التنزل على قلبه بالسكينة والحضور. لشدة الموانع والحجب المخيمة على القلب. قال الله تعالى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } ﴿الأعراف: ١٤٦﴾ فكان التكبر مانعا. يحول بينه وبين الآيات. وإن وقع ذلك فقد انقطعت صلة الإنسان بمنهج الله أصلا. فلا يستلهم نوره. ولا يفهم مراد الله منه. ولا يستحضر قيمه في صناعة علومه. وفي بناء حضارته.أرأيتم خطورة كل ذلك؟!! أرأيتم كيف تموت القلوب بالتدريج؟!! أرأيتم كيف تسقط الحصون؟؟ وتحتلها الأهواء تعالوا إذن لنرى كيف نحطم الموانع. وكيف نزيل الحجب والأستار. وكيف ننفض الغبارلا بد من قرار. وإرادة. ورغبة صادقة. عميقة. حارة. متوهجة. في السير إلى الله. وفي اجتياز العوائق. وفي تحطيم القيود. فإن اشتعلت الهمة. وامتلأ القلب فجأة بحرارة المحبة والتعلق. وتوهجت فيه أسرار الإنابة. وهبت عليه الرياح الطيبة. المشبعة باليقين. وبزغت فيه فجأة قوة خارقة، من الاستمساك بالعروة الوثقى. لا انفصام لها. وقويت فيه معاني إيثار الله تعالى على ما سواه. وسالت عينه بدموع حارقة من الندم. تغسل الباطن. وتذيب ذلك الجليد. وتصهر ذلك الجمود والجفاء. وسطعت فيه الأحوال الشريفة الزكية. التي طالما تمناها العبد. من الانعتاق من أغلال الوهن والتراخي. وتدفقت شلالات العزيمة الصادقة. فقد انهمر بذلك الطوفان النقي الزكي. وهطل الغيث الطهور. المنزل من السماء على القلب. والذي يجرف القيود والأغلال. ويغسل الباطن من الغبار. ورجع الزيت المبارك ليتدفق إلى المصباح. فسطعت جذوته بعد أن كادت تخبو. ورجعت أنواره لتبدد الظلمات.{ اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ﴿البقرة: ٢٥٧﴾ ثم لا بد بعد كل ذلك من التأكد والتثبت. من إزالة البقايا الخفية. التي ربما بقيت في زوايا القلب، هنا أو هناك. ولا بد من حرث. وتنقية. وتهوية لذلك القلب. ولا بد من استئصالٍ لتلك التشوهات. وانتزاعٍ لتلك الأخلاق والمعاني الباطنية الرديئة. ولا بد من إعادة تنظيف الجدران مما علق بها من أوساخ. ولا بد من إجراءات عملية لرفع تلك الأنقاض. وإزالة ذلك الركام. ولا بد من اقتلاع تلك الجذور. وتنقية القلب من بذور تلك الحشائش الضارة المتطفلة. حتى نطمئن تماما إلى إزالة ما ظهر وما خفي من العلل. وحينئذ يشفى المريض. ولا ينطفيء المصباح.فلا بد من:1- حضورٍ دائمٍ ومستمرٍ وحيّ لجنود الحق. حتى تُقَوّي القلب. وتديم تذكيره بالمولى. 2- ولا بد من تهيئة وإعداد وتنقية للقلب الذي هو محل التأثر. 3- ولا بد من توفر شروط المحبة والتعلق. 4- ولا بد من إزالة موانع الأهواء. وتبديد ضباب الشكوك والأوهام. وبهذا تتم الخطوات الأربع. التي لا بد منها. حتى تزول عن القلب علله. ويرجع إلى قيادة العبد. في سيره إلى الله.وإذا ما تم كل ذلك بتوفيق الله ولطفه ومعونته. فقد سلم القلب من العلل. وصدق في إقباله على المولى. وخالطته بشاشة الإيمان. وأشرق على العقل والنفس والجوارح. بأنوار المعرفة العميقة بالله. واهتدى به الإنسان في فكره ومسيرته. وفهم مراد الله منه. وتحققت له البشارة { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾ } ﴿ الشعراء ﴾ولنا مع القلب السليم وقفات.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد يوليو 04, 2010 6:48 am | |
| بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء مقال أكثر من رائع أسأل الله أن يفيدنا وينفعنا جميعا به وفقك الله وأكرمك وزادك من فضله وجعلك زخرا للإسلام والمسلمين وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد يوليو 04, 2010 7:07 pm | |
|
وبارك فيك اختى الكريمة بشكرك على حضورك وردك الطيب جزاك الله خيرا وأثابك اعلى الجنان تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات دمت بحفظ الله ورعايتة
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد يوليو 11, 2010 5:51 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (16): حتى يسعفك الدليل أرأيت لو أنك على سفر. وأن سفرك هذا بعيد. وطريقك فيه صعب. يمتلئ بالصحارى، والجبال، والوديان، والبحار، والصخور، والعثرات. ومفارق الطرق. التي تشتبه، وتتداخل. وكل طريق منها يفضي إلى غاية مختلفة. فإن سلامتك وأمانك. ووصولك إلى مقصودك. يعتمد على وجود الدليل. الماهر المحنك. الخبير بالطرق. الواسع الحيلة. العميق العلم. البصير بمقصدك ومرادك. الذي يسلك بك مسالك السلامة. وينجو بك من التخبط في الصحاري الموحشة، والطرق المهلكة. ويوصلك إلى مقصودك من أقرب طريق.والدليل الذي ينزل منك هذه المنزلة. ويقوم معك بهذه المهمة. في سيرك إلى الله تعالى. ويخوض بك الطرق الوعرة المشتبهة. ويبصّرك بالمزالق. ويجلب لك في سفرك أطيب الزاد. ويربطك بأشرف المطالب. مع كمال الحرص والشفقة عليك. وتمام النصح لك. هو القلب. القلب السليم.وإنما يكون القلب كذلك. إذا أُغلقت أمامه منافذ السوء. وحُفظ من موارد الشهوات والشبهات. وتحولت عنه تلك السيول المنهمرة من المادية البحتة. فسلم مما يضعفه، ويجلب له العلل. ثم تحلى بالشفافية والرقي. وعرج في معارج القدس. وتشرف بأن تتصل أسبابه بالحق سبحانه. فاستنار بذلك طريقه. وأُوقِدَ بذلك سراجُه. وتحلى بالعلم والمعرفة. وعرف مقاصده التي لأجلها خُلِق. فساق العبد إليها من أقرب طريق. واتقى به المزالق، والمسالك المهلكة. وتضلع من المعارف الإلهية. التي تملؤه باليقين. والتعلق بالملأ الأعلى. والإنابة إلى الدار الآخرة. وإيثار الدار الباقية على الدار الفانية. وقام في هذه الدار بالعمران. ودبّر لها علومها وأسبابها. وصنع فيها حضارة ونهضة. وبنى أمة. ووصل كل ذلك بالله تعالى. بمثل هذه الأمور يسير القلب في مسالك السلامة. ويرحل إلى الله على درب النبيين والصديقين.ثم ألا أزيدك إيضاحا لأشرف أسباب سلامة القلب واستقامته. معرفة الله تعالى. حتى يمتلئ القلب بمحبته سبحانه وخشيته. وتوقيره. وتعظيم شعائره. وشهود عظمته وجلاله. مع دوام إطعام القلب بموارد اليقين. وتذكيره بشرف معرفة المولى سبحانه. وإمداده بكثرة الذكر والشكر والفكر. حتى يذوق القلب شيئا من حلاوة المناجاة. ويسبح في آفاق الصديقية. ويمتلئ باليقين. فينشرح بذلك الصدر. ويتألق الفكر. ويستنير الباطن. وتنبعث منه الأخلاق الزكية. وتسري من ذلك القلب المنير شعاعات من النور. تمسّ العقل. فيستنير إذا تفكر. وتشمل النفس. فتتزكى وتتطهر.ومن نتائج ذلك أن يتحقق العبد بالفلاح في الدنيا والآخرة. قال خليل الرحمن عليه صلوات الله تعالى وتسليماته: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾ } ﴿الشعراء﴾ وقد صدق الخليل في ذلك، ونصح للخلق من بعده. وكان في كل ذلك متكلما عن معرفة. يصف حالا عاشه وذاقه، وتحقق به. ورأى ثمرته.فقد قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿٨٣﴾ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٤﴾ } ﴿الصافات ﴾ ومن ثمرة سلامة القلب على النحو المذكور.. أن يقوم القلب بواجب التعقل، قال الله تعالى: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } ﴿الحج: ٤٦﴾ ومن ثمرة تعقّله أن يفهم عن الله تعالى. وأن تنجلي له أمثال الله وآياته. وأن يدرك مراد الله تعالى من كتابه.{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } ﴿العنكبوت: ٤٣﴾ ومن ثمرة كل ما سبق أن يتحول الفرد إلى مجمع للكمالات. ويصير منطبقا على أحوال أهل المعرفة بالله. ويقوم في مقام الهداية للخلق. لما استحكم له من سلامة القلب، واستنارة العقل، واطمئنان النفس. ويصدر عنه الفكر الحكيم المنير. فيبدع، ويخترع، ويؤمن، ويهدي. بحيث تحتشد له الفضائل والشمائل. التي لا توجد إلا منثورة ومتفرقة في أمة كاملة. فيتحول الفرد إلى أمة{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ﴿النحل: ١٢٠﴾ والفرد الأمة هو الذي يحقق مقاصد النبيين. ويستلهم القرآن الكريم في كل شئونه. حتى يصير خلقه القرآن. ويتبحر في الأخذ بعزائم الأمور. اتباعا وتسننا وتخلقا واهتداء. وينعكس منه ذلك على من حوله. وتسري منه تلك المعارف إلى الناس. ويصبر على تعليم الناس وتبصيرهم. وينشر بينهم البصيرة والتخلق والربانية. فيصنع بذلك الأمة الفرد. التي تكون على قلب رجل واحد. تسعى بين الأمم بالهداية. وتشارك في صناعة ثقافة العالم مشاركة قوية فاعلة. مستلهمة لمنهج الله في الفكر والإبداع. وتقرب الخلق من الله. وتكون مظهرا وناقلا للأخلاق المحمدية الشريفة المعظمة. وتكون رحمة للعالمين. فتتحقق خيريتها. وتظهر بركتها{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ﴿آل عمران: ١١٠﴾ وحدث ما شئت عن القلب السليم. وآثاره وكيفية صناعته. ووجوه نفعه. فإنه بحر لا ساحل له. وفي قاعه من الجواهر والدرر ما لا يتصوره عقل. وإلى لقاء اخر،،،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
نور الهدى مشرف قسم الاسلاميات
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد يوليو 11, 2010 6:11 am | |
| ما أجمل هذه المقالات أخى الكريم سلسلة رائعة فعلا وقيمة وهادفة ولها العديد من الفوائد بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء اسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناتك وأسأل الله أن يثاب شيخنا أسامه عن هذه السلسلة الفردوس الأعلى أعانه الله دائما لما فيه صلاح فى الدنيا والآخرة للأمة جميعا جعلنا الله وإياكم من أصحاب القلوب السليمة المستنيرة بالإيمان والتقرب إلى الله آمـــــــــــين يارب العالمين أعانك الله على نشر الخير دااااااااائما أخى الكريم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات | |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأحد يوليو 11, 2010 8:42 am | |
|
آمــــين يارب العالمـــــين
بشكرك اختى الكريمة على حضورك الدائم وردودك الطيبة بارك الله فيك وانار قلبك بنور العلم والدين وشرح صدرك بالهدى واليقين ويســـر أمــرك ورفع مقامك فى عليين واسعدك فى الدارين وحشرنا واياكم بجوار النبى الامين صلوات ربى وسلامه عليه جزاك الله خيرا اختى الكريمة وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال دمت بطـــاعة ورضــا من الرحمـــــن
| |
|
| |
ahmed nasef مجموعة الإدارة
الموقع : تحت قدم أمـــى العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| موضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى الأربعاء يوليو 14, 2010 7:55 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جدد حياتك (17): هكذا وإلا فلا قد انقشع الضباب. وانجلى الغبار. وفُتحت النوافذ. فدخل الهواء النقي. فتغير الجو الفاسد الممتلئ بالأمراض. وتم إجراء جراحات دقيقة لاستئصال الأخلاق والعادات الباطنية الرديئة. وتم تكسير كل التشوهات التي تجمدت من قبل. وتم جمع الحطام والركام الناتج من أعمال الصيانة السابقة، وتم التخلص منه. ثم شرعنا في إعادة التكوين والبناء على أرض طاهرة قابلة. وعلى يد خبير بصير بالبناء. فارتفع بناء القلب شامخا. على نحو مهيب. مع أناقة وجمال في معماره. وذوق رفيع في اختيار أثاثه. ورقيّ في تجميله. مع خطة منهجية متقنة في قيامه بعمله. وتنفيذه لمهامه. مع شهادة الخبراء العالميين له بالجودة الإدارية التنفيذية. والخبراء العالميون هنا هم الأنبياء والمرسلون. وورثتهم من أهل الصدق والمعرفة والبصيرة. فبهذا وبهذا فقط يمكن للقلب أن يوجه الإنسان بكل قدراته وقواه إلى الرشد. ويسلك به مسلك التوفيق "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي القلب" وسوف ينتج من كل ذلك أثر عجيب. ألا وهو أن كل شيء في المملكة الإنسانية سيكون قد وضع في موضعه. مع وضوح خريطة عمله. وآداب حركته. والمحاذير التي يتحفظ منها بكل قوة. فيقوم بمهمته. ويؤدي دوره كاملا. دون اضطراب أو خلل أو تخبط أو طغيان. فيستنير العقل في التفكير. وينتج فكرا وإبداعا واختراعا وإنجازات مرتبطة توصل كلها إلى الله جل شأنه. وتنتج النفس حرصا على مقومات حياة الإنسان دون تمرد أو شره أو طمع. وتنتج الروح نزوعا وتعلقا بالملأ الأعلى. فتنشأ بذلك دوائر من الأثر والبناء والتراكم حول ذلك الإنسان. ويحقق في محيطه الخاص. وفي دائرة معارفه الضيقة. بصيرة وحكمة. ويلهم الناس من حوله الاستقامة. ويكون مصدر استنارة وفهم. ويكون عينا يرى الناس بها الحقائق. فيتحول محيط معارفه الخاص إلى دائرة لها أثر في المحيط العام. وتلتقي وتتشابك تلك الدوائر القائمة حول كل شخص بني بهذه الطريقة. فتتكاثر بذلك العيون التي يرى بها المجتمع. وتتضح رؤية المجتمع بالتدريج لكل الأحداث والأشخاص والأفكار. فيعرف المجتمع ما يقبله وما يرده عن بصيرة، { إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ } ﴿العصر﴾ رأيــت بقفــرة نبــعا ثــــــــريـا .... يشـق الصخـر في قمم الجبال وقامـــت حولـه دوح عـــــظام .... تجير مـن الهجيرة كــل صـال تمر به القـوافل وهـي عطشى .... فتحـيـا بالميــاه وبالظـــــــلال وتطــهر للصــلاة بـه وتمضـــي .... وقــد نشـطــت به بعــد الكلال وتهفـــو الطــــير ظـــامئة إليــه .... فيطـفئ نـارَهــا صـفـوُ الزلال وقـــام لــديــه بســـتـان نضــــير .... مــن الأزهـار والثمرات حال كذلكمـــا الشعوب بهــــا عــيون .... تفيض الخـير في جدب الفعال كذاكــم في قفــار النـاس تجــري .... حياة المصلحـين مـن الرجال وهناك أثر أعجب من كل ذلك. ألا وهو معرفة الله تعالى عن يقين وتحقيق. وامتلاء القلب بعد كل تلك المراحل من التصفية والإعداد بشهود جلال الحق. وكيف أن الأكوان كلها تدور في محيط قدرته. وفي فلك حكمته وتدبيره. وتخضع لسلطانه وقهره. وتسبح بحمده. وترجو رحمته وتخشى عذابه. نعم.. يشهد القلب ذلك. فيصلح بذلك لأن يكون محلا وموضعا للواردات الربانية الشريفة. وللتجليات الإلهية المعظمة. التي تزيد ذلك القلب معرفة بمبلغ جلال المولى. وشهودا لكمالاته. فتنقدح في الباطن أنوار الفهم والمعرفة. ويجري اللسان بالثناء والتمجيد والتقديس والتعظيم لرب العالمين. وتقنع النفس بالسير إلى الله عن محبة وإيثار لرضوانه. وعن تعفف عن التعلق بالفانيات والمحقرات من أعراض الدنيا. ويقنع العقل بانطلاق التفكير إلى أقصى مدى، مع انتباه إلى السنن الإلهية، والحكم الربانية الكامنة وراء كل شيء. وتتقد في الروح معاني المحبة والشوق والتبجيل والتعظيم. ولا يزال القلب يرقي في تلك المراقي حتى تتسع دائرة الشهود لعظمة الحق سبحانه. وتنهمر عليه المعاني الربانية الشريفة. حتى تلوح في أعماقه حقائق العرفان. كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، رواه ابن حبان في صحيحه. ولا يفتح الله تعالى أبواب الفهم عنه. ولا تلوح حقائق العرفان بكمالات الحق سبحانه. ولا يعلم الله أحدا من خلقه مزيدا من معاني جلاله. إلا إذا كان له قلب تحقق بالأوصاف السابقة. بحيث يرى الغيب من ستر رقيق. وحينئذ يزداد يقين القلوب وتصديقها. وترى الأشياء على حقائقها. فتدرك القلوب أن المحدود محدود. وأن الفاني فانٍ. وأن الباقي باقٍ. وأن الرسل حق. وأن البعث بعد الموت حق. وأن وعد الله حق. فتزداد القلوب رجاء وتعلقا بالمولى جل شأنه، وضراعة إليه.عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال:"اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض. ولك الحمد، أنت الحق.ووعدك الحق. ولقاؤك حق.وقولك حق.والجنة حق. والنار حق.والنبيون حق. ومحمد صلى الله عليه وسلم حق.والساعة حق.اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت". رواه البخاري. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
| سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى | |
|