القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتــــــــــــــــدى قمــــــــــــــــــــة الاحتـــــــــــــــــــــرام


 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» صفحة القارىء الشيخ محمد حامد السلكاوى
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2015 10:00 am من طرف samh

» Driver Magician 3.27 عملاق جلب التعريفات
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 6:37 am من طرف بدر دغلس

» حصريا:درس عمل لمعة متحركة بالنص
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 23, 2013 4:42 am من طرف العبدلله

» من خطب فضيلة الشيخ/المحبة فى الله
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 2:13 pm من طرف sayed

» ويتجدد اللقاء مع فضيلة الشيخ نشات كامل
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 7:11 am من طرف sayed

» الصفحه الرسميه للشيخ محمد حامد السلكاوى إنضموا إلينا وشاركونا لتسعدوا بكل ما هو جديد وحصرى أولا بأول على الفيسبوك
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2012 12:49 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» الروم للشيخ السلكاوى
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 2:28 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» أحب فى الله كل من يحب الشيخ محمد السلكاوى وأرجو الله أن يحشرنى وإياه وإياكم مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اميييييييين أخوكم. عمادالدين سليمان صلاح .سامول المخله الكبرى الغربيه.
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 16, 2011 1:52 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» قناة القيصريةالس
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس ديسمبر 15, 2011 2:23 am من طرف mr hide

» ممكن يكون موضوع غير مهم بس ممكن ينفع
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 05, 2011 11:02 am من طرف mr hide

» بعض المواقع لتركيب الصور على خلفيات
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد ديسمبر 04, 2011 6:09 am من طرف sayed

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم بمناسبة العام الهجرى الجديد
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس ديسمبر 01, 2011 7:49 pm من طرف mr hide

» سجل دخولك بدعوه
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2011 1:47 pm من طرف حياة الروح

» معا نختم القرآن الكريم
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 25, 2011 11:41 pm من طرف ahmed nasef

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم واخواتكم بعيد الاضحى المبارك
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 3:57 am من طرف MR HIMA 2011

» ماهو الذي لا يعلمه الله
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 5:08 pm من طرف sayed

» نشيد رائع عن الحج
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 28, 2011 7:18 pm من طرف ahmed nasef

» أشرق الحق بالهدى واطمئن حفلة بجودة عالية للشيخ نصر الدين طوبار
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 27, 2011 10:36 pm من طرف ahmed nasef

» قصيدة " ســلوا قــلبى " كاملة
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 11:03 pm من طرف ahmed nasef

» أقبلوا بقلوب طائعة وتهيؤا واستعدوا لأحب الايام الى الله
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 10:13 pm من طرف ahmed nasef


 

 سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 10:38 am

اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت،
فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت


بارك الله فيك أخى الكريم وجزاك الله خير الجزاء
مقال قيم وهادف مثله كباقى المقالات المميزة التى سبقه
والتى لها العديد من الفوائد ونستثمر منها الكثير من القيم
أسأل الله أن يعلمنا داااائما ما ينفعنا
وأن يعيننا وإياكم على طاعته وشكره وحسن عبادته
وفقك الله وزادك من فضله
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2010 6:37 am




بشكرك على حضورك وردك الطيب
رفع الله قدرك ويسر امرك واسعدك فى الدارين
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا واثابك اعلى الجنان
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
دمت بحفظ الله ورعايتة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 03, 2010 7:55 pm



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جدد حياتك (18): الأعجوبة


المملكة الإنسانية
أعجب الممالك على الإطلاق..
حيث يتربع على قمتها ملك متوج وهو القلب.
ولهذا الملك جنود وأعوان.
ووزراء ومستشارون.
وحوله جيوش وأسلحة وعتاد.
وله خطط وطموحات وآمال ومقاصد.
ويحيط به أعداء ومهاجمون.
وتدور في تلك المملكة حروب وصراعات عنيفة.
وتأتي إليها الوفود.
وينزل بساحتها السفراء
.



مملكة يرعاها الله تعالى.
ولأجلها أرسل الرسل.
وبعث الأنبياء.
وأنزل الكتب.
ونصب الموازين.
وجعل جنة ونارا.
وبعثا وحشرا ونشرا وحسابا.



وتجري في هذه المملكة خطط طموحة للبناء.
والتبصير بالمقاصد.
وربطها بالمولى جل شأنه.
والتفريق بين أنواع وفئات، من قادتها وجنودها وجيوشها.
فمنها مملكة يقودها قلب سليم.
متضلع من المعارف الإلهية.
ممتلئ باليقين.
ويعينه وزير أمين.
هو العقل المستنير.
ويسعى بين يديه الجندي المخلص.
والذي هو النفس المطمئنة.
وعنده السفير الرباني.
والذي هو الروح الشريفة المنزلة من حضرة الحق سبحانه.
المتشوقة إلى لقاء الله.
مع سعي في الهداية، وربط الخلق بربهم سبحانه.
فهذه المملكة هي الأنبياء والمرسلون.



ومنها مملكة يقودها القلب المريض.
الممتلئ بالعلل والأهواء والأطماع.
والانصراف عن الله تعالى.
وبجواره وزير لا يسعفه ولا ينهض به.
وهو العقل العميق.
الذي لم يرتبط بالله تعالى.
ويسعى بين يديه جندي متخبط.
وهو النفس اللوامة.
ويظل الوافد الرباني –والذي هو الروح- مقيدا.
عاجزا.
فهذه المملكة هي عامة الناس.
ممن لهم رجاء في الله تعالى.
ولكن ربما غلبتهم نفوسهم.
وضعفت هممهم.
وتقاصروا عن النهوض على نهج الأكابر.



ومنها مملكة على رأسها قلب ميت.
ومعه وزير ليس بأمين.
وهو العقل السطحي.
وجندي غير مؤتمن.
وهو النفس الأمارة بالسوء.
وهذه المملكة هي قوم عاد وثمود.
وقارون وفرعون.
وهامان.
وسائر من يلتحق بهم من عوام البشر.
من أهل البعد عن الله تعالى
.


وهناك مملكة يقودها قلب سليم.
ولكن النفوس فيها مريضة، أمارة بالسوء.
وهناك مملكة فيها وزير أمين وهو العقل المستنير.
لكنه يجهد بالقلب المريض أن يهتدي ويخشع.
وهناك مملكة فيها جنود أمناء.
من النفوس الشريفة المتعففة.
لكن الوزير -الذي هو العقل- سطحي ساذج.
وهناك مملكة فيها قلب خاشع.
وعقل مستنير.
لكن النفس ممتلئة بالشهوات والأهواء والضعف.
وهناك، وهناك، وهناك، وهناك.
فتنشأ من ذلك أنواع البشر.
وأصنافهم.
وفئاتهم.
من قوم عاد وثمود، إلى المهاجرين والأنصار.
ومن الجبابرة إلى العباقرة.
ومن المهتدين إلى المعتدين.
ومن المفكرين إلى الغافلين.
إلى آخر أحوال البشر.
من سائر الحضارات والأمم والثقافات.
من الهنود، إلى الفرس.
إلى قدماء المصريين.
إلى الصينيين، والفينيقيين، والآشوريين، والمايا.
وغيرهم كثير، مما لا يعلمه إلا الله.
عبر تاريخ البشر الطويل.
والله تعالى عليم بكل هذه الأمم.
يحصي سبحانه أعمارهم وآمالهم وآلامهم.
ويعلم سرائر نفوسهم.
ويسع علمه خطرات قلوبهم.
ويتغمدهم بالأنبياء والمرسلين.
وينزل إليهم الكتب المقدسة الهادية.
ويجمعهم ليوم لا ريب فيه.



فما أعجب هذه المملكة الإنسانية الحافلة.
وجلّ جلال الله.
الذي دبر هذا المخلوق العجيب.



وقد سبق منا كلام عن بناء هذا الإنسان.
وكيف رفع الأنبياء قواعده.
وشيدوا بنيانه.
وكيف ساروا به إلى الله تعالى.
وكيف قاموا منه مقام الأبوة.
من حيث النصح والتبصير.
وتكلمنا عن كيفية تركيب هذا الإنسان من العقل والقلب والنفس والروح.
وتكلمنا عن العقل، وأنه ثلاثة أنواع:
سطحي، وعميق، ومستنير.
يوصل إلى الله.
وتكلمنا عن القلب، وأنه ثلاثة أنواع:
ميت، ومريض، وسليم.
يوصل إلى الله.
وبقي الكلام عن النفس، وأنها ثلاثة أنواع:
أمارة بالسوء، ولوّامة، ومطمئنة.
توصل إلى الله.
وإذا اجتمع العقل المستنير، مع القلب السليم، مع النفس المطمئنة فقد عَمُرَ الكون.
وتحقق مراد الله تعالى.
وقرَّت أعين رسل الله تعالى وأنبيائه.
فتعالوا بنا لنكمل المسيرة مع النفس وأنواعها.



أما النفس.
فما أدراك فما النفس.
وهي الجانب القلق من الإنسان.
الذي يهوي من السماء إلى الأرض.
بخلاف الروح.
التي تنزع من الأرض إلى السماء.
وكم تعرض القرآن الكريم لتهذيب النفس.
والتبصير بعللها.
وأمراضها.
وعيوبها.
وأسرارها.
وأسباب ضعفها وقوتها.
وكيفية تصحيح مسارها.
والخطورة الشديدة في انحرافها.
وكم جاء القرآن بأنواع المخاطبات الإلهية اللطيفة في إنهاضها.
والترفق بها.
والسير بها إلى باب الله تعالى.
وكم امتلأ القرآن بالبصائر والمعاني.
التي تنتشلها من أوحالها.
وتنقذها من الأهواء.
فتعالوا لنكمل مسيرة بناء الإنسان.
وتجديد الحياة.
فتابعوا معنا المسيرة
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أغسطس 05, 2010 6:58 am

ياله من تشبيه
فما أعجب هذه المملكة حقا
لعلنا نعى انها مملكة عظيمة والعمل فيها سامى
أسأل الله تعالى الهدى والتوفيق لأن نؤدى ماعلينا من رسالة كلفنا الله تعالى بها كما يحب ويرضى
وأسأل الله أن يجعل عقولنا مستنيرة وقلوبنا سليمة ونفوسنا مطمئنة لا تأمر إلا بالخير دااااائما
مقال رائع ومميز جدا كالعاده
جزى الشيخ أسامه عنا خير الجزاء
أخى الكريم بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
على ما تنشره لنا من خير
وفقك الله وأكرمك وزادك من فضله
جعله الله فى ميزان حسناتك وأثابك عليه أعالى الجنان
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه عنا إنه ولى ذلك والقادر عليه




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 06, 2010 4:40 pm



بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأثابك اعلى الجنان
نور الله قلبك بالعلم والدين وشرح صدرك بالهدى واليقين
ويسر امرك ورفع مقامك فى عليين وحشرك بجوار النبى الامين
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
دمت بحفظ الله ورعايتة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أغسطس 15, 2010 9:43 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جدد حياتك (19): المـأسـاة


النفس..
قوة من القوى، التي تركبت مع القلب والعقل والروح والجسد.
ومن مجموع ذلك كله يتكون الإنسان.
وللنفس وظيفة واختصاص.
كما أن للقلب وظيفة، وللعقل وظيفة، وللروح وظيفة.
ومن مجموع تلك الوظائف يتحقق دور الإنسان في الوجود.



وقد ركب الله تعالى النفس في الإنسان لتقوم بوظيفة مهمة جدا.
وهي أن تذكر الإنسان وتدفعه إلى جمع ما تتحقق به الحياة.
من المأكل والمشرب والملبس والمركب وغير ذلك.
فهي دائما أبدا ما تقوم بتذكير الإنسان باحتياجاته.
فتدفعه إلى الحرص على تحصيل الطعام حتى يدفع الجوع.
وتدفعه إلى تحصيل الملبس الحسن حتى لا يتعرى.
وتدفعه إلى تحصيل المال اللازم لشراء متطلباته.
ولا تزال أبدا مسلطة على الإنسان.
بغرض تنبيهه إلى السعي في جمع تلك الأمور.
وتحقيق الوجود وحفظ الجسد.



ولولاها لوقع خلل كبير.
ولأخلّ الإنسان بجمع الاحتياجات الضرورية لقوام الجسد.
الذي هو الوعاء الحافظ لكل قوى الإنسان.
فكانت وظيفة النفس في الحقيقة هي أن تقوم بدور الخادم.
الذي يسعى ويجتهد في تأمين حياة الجسد.
ودفعه وتذكيره بمتطلبات بقائه.
حتى إذا ما تم ذلك تفرغت بقية القوى من العقل والروح والقلب للقيام بوظائفها.
فالنفس ركبت في الإنسان أصلا لتقوم بوظيفة الحرص على جمع أسباب الحياة.
ومتطلبات البقاء.



وبالتدريج.
يقع الخلل.
فتنتقل النفس من التذكير بالقدر الضروري الذي تتحقق به الحياة
ثم تفسح المجال لبقية القوى لتدفع الإنسان إلى الرشد والكمالات.
فتنتقل من ذلك إلى التأنق في الانتقاء.
والمبالغة في الجمع.
والتعمق في الحرص.
فيتحول الأمر من سد الجوع إلى الشبع الزائد.
ومن الملبس الجيد إلى السرف في جمع الملابس.
ومن هنا تبدأ المأساة.



فإن الإنسان إما أن يتربى على القيام بدورٍ من الرقابة الصارمة على النفس.
ومقاومة انبعاثها وتعديها.
حتى تبقى في مكانها.
وتقوم بدورها المحدد.
ولا تتجاوز مهامها ووظائفها التي هي خدمة الجسد.
وإما أن لا ينبهه أحد إلى ذلك.
ولا يتربى أصلا على مراقبة النفس وتهذيبها.
فتخرج بالتدريج عن حد الاعتدال.
ولا تقتصر على القيام بوظيفتها المحددة.
بل يحصل تحول خطير.
وانقلاب مروع.



فتتحول من الحرص على تحصيل متطلبات الحياة.
إلى الشره.
والتهالك.
والاندفاع.
والإسراف الشديد.
والولع بأغراضها وأطماعها.
ويتحول الأمر من حرص على طعام يسد الجوع.
من أجل أن يتفرغ العقل للفكر.
والقلب لمعرفة المولى سبحانه.
إلى شره ونهم شديد بالطعام.
وتفنن في أنواعه وأصنافه.
وانتقاء أجود أنواعه وأغلاها.
ويتحول الأمر كذلك من حرص على الملبس الجيد الراقي.
الذي يحفظ كرامة الإنسان.
إلى شره شديد في انتقاء الملابس.
وملاحظة شديدة لأمر الملبس.
تطغى على اهتمامات الإنسان.
وتستحوذ على تفكيره.
فتنحصر مقاصد الإنسان في الملبس.
ويتحول الأمر كذلك من حرص على جمع المال الذي يحقق حياة كريمة راقية.
ليصير جمع المال هدفا وحيدا يملك على الإنسان حياته.
ويرتكب من أجله فنون الحيل.
والاختلاس.
والمقامرات
والنهب.



وبالتدريج
فإنها تأخذ بزمام قيادة الإنسان.
وتنقلب على القادة والمفكرين (القلب والعقل)
لتصير هي القائد الذي يسخِّر كل قوى الإنسان لتحقيق أغراضه.
وبالتدريج تضمر بقية القوى الإنسانية الشريفة.
ويمر الإنسان بحالة من الصراع الداخلي.
ما بين قلب يحاول أن يحافظ على توجه الإنسان إلى الله.
وعقل يحاول أن يبقى مستنيرا.
يقود الفكر إلى الله.
وما بين تلك النفس التي امتلأت بالطمع والشره والفساد.
وقد تطاولت وتمددت.
وقامت بانقلاب.
استولت فيه على مراكز القيادة.
وبدلا من أن تقوم بدور الخادم للعقل والقلب والروح فإنها تستعمرهم.
وتحولهم إلى خدمة أغراضها.
والتخطيط لتحقيق طموحاتها وأطماعها.
التي لا تنتهي.



وربما نجحت النفس في ذلك.
وقامت بتقييد العقل والقلب والروح بالأغلال والقيود.
وألقتهما في سجن ضيق.
وفي جانب مهمل.
وتفرغت هي لقيادة الإنسان.
لكن يبقى هناك احتمال لتحرر القلب والعقل والروح من الأسر.
ورد النفس إلى صوابها.
وربما حصل ما هو أشد في المأسوية
حيث تكون النفس أقوى.
وتكون ضراوتها أشد.
فتعكس عمل العقل والقلب.
وتحولهما إلى التخطيط والتفكير في كيفية بلوغ مآربها.
فيندفع الإنسان بكل قواه وملكاته إلى الفساد.
والشره في الطعام.
والسرف الشديد في أغلى الملابس وأفخمها.
والسعي بكل الوسائل والسبل المتاحة وغير المتاحة إلى جمع المال.
حتى يتحول المال إلى هدف في ذاته.
وحينئذ.
ينشأ أثر آخر في غاية الخطورة.



ألا وهو انحراف المزاج.
والتقلبات الحادة في المشاعر والانفعالات.
والطغيان والتسلط على الآخرين.
وانفتاح شراهة النفس وأطماعها من غير حدود.
وانطماس بصيرة الإنسان.
حتى يتحول إلى كائن متسلط.
في غاية من الطيش والبطش.
وتمتلئ النفس بعدها بالعلل الخيالية.
من نحو التعالى.
والغرور.
وعبادة الذات.
والجبروت
.


وفي كل هذا السياق المرير
الناشئ من عدم تهذيب النفس وقمعها وردها إلى حجمها.
تغيب المقاصد الربانية
التي خلق الإنسان من أجلها.
وينفصل الإنسان عن هدي الأنبياء والمرسلين.
ولا يحقق مفهوم العبودية للمولى جل شأنه.
ويحجب عن القرآن..
وعن هداية الخلق..
وعن وراثة النبيين..
وينسى الدار الآخرة تماما.



وإذا سار الإنسان في هذا السياق.
وانتهى به الأمر إلى ذلك الحد.
من التقلبات الحادة في المشاعر والانفعالات.
والتسلط على الآخرين على نحو مأسوي.
فقد نشأ عندنا نموذج الملك هنري الثامن.
هل تعرفونه.
سأحدثكم عنه في لقائنا المقبل بإذن الله.

فإلى لقاء أخر،،، نستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 2:14 pm

مقال قيم جدا
بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
وفقك الله وأكرمك
وأنعم عليك من نعمه وزادك من فضله
اللهم ارزقنا نفوسا آمنة مطمئنة
اللهم أصلح نفوسنا وقلوبنا وتقبل أعمالنا
تقبل مرورى أخى الكريم
وفى انتظار المقال القادم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 10:45 pm




بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأثابك أعلى الجنان
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
ورزقنا الله واياكم الفردوس الاعلى
دمت بحفظ الله ورعايتة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أغسطس 29, 2010 6:58 pm



الســــــــلام عليكــــــم ورحمـــة الله وبركاتة


جدد حياتك (20): ومَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ؟


لكل قوة من قوى الإنسان مطلب تطلبه.
ومقصد تتعلق به.
وتسعى إليه.
وتحيا من أجله.
فللعقل مقصد يسعى إليه.
وللروح مقصد.
وللنفس مقصد كذلك.
وللقلب معيار في تمييز المقاصد، واختيار أشرفها وأعلاها.



ثم إن تلك المقاصد إما أن تتفق.
فيكون مقصد الروح هو بعينه مقصد العقل والنفس.
فينشأ الاتزان والاستقرار.
ويعرف الإنسان ما يريد
بوضوح وجلاء وقوة.
فيمضي إلى مراده على صراط مستقيم.
وإما أن تختلف عليه تلك المقاصد.
فيكون مقصد الروح في اتجاه.
ويكون مقصد العقل في اتجاه.
ويكون مقصد النفس في اتجاه آخر.
فيتشتت الإنسان.
ويقع في متاهة وحيرة عظيمة.
ويمتلئ باطنه بصراع ونزاع بين تلك القوى.
حيث تجره كل قوة منها إلى اتجاهها ومقصودها.
بكل ما تملك.


وللنفس تعلُّق باللذات.
وانهماك فيها.
وتهالك على تحصيلها وجمعها.
وأُنْسٌ بالسعي في أسبابها وإجراءاتها.
وهي في تعلقها باللذات على أحوال.
فإما تكون على حد الاعتدال.
وإما أن تكون شديدة التعلق مع الطمع والشره.
وإما أن تكون في حال ضمور وتقلل وزهادة.
واللذات ثلاثة أنواع:
حسية، ووهمية، وعقلية.
فاللذة الحسية مثل المأكل والمشرب والمركب.
واللذة الوهمية الخيالية مثل الوجاهة والاستعلاء والشهرة.
واللذات العقلية مثل العلوم والمعارف.



وهناك نوع من النفوس ينصرف إلى اللذات الحسية.
باعتدال أو بطمع أو بتقلل.
وهناك نوع ينصرف إلى اللذات الخيالية مع الاحتمالات الثلاثة السابقة.
وهناك نوع يعرف شرف العلوم والمعارف، فيقبل عليها.
مع الأحوال الثلاثة السابقة: الاعتدال أو الطمع أو التقلل.

وقد يضعف القلب.
ويظلم العقل.
وتضمر الروح.
مع استقواء النفس
وشدة تعلقها باللذات الحسية بقوة وشره وطمع.
فتوجد بذلك النفس الأمارة بالسوء.
وقد يقوى القلب، وتقوى الروح، وتقوى النفس.
ولكن تختلف المقاصد.
فيتعلق القلب بالحق جل شأنه.
بنفس قوة تعلق النفس بالأهواء والأطماع واللذات.
والوجاهة والشهرة والسيطرة.
مع قوة تعلق العقل بالتدابير والإجراءات والحسابات والمآلات والعواقب.
فتوجد بذلك حالة أخرى تسمى بالنفس اللوامة.
وقد يقوى العقل والقلب والروح.
مع اتفاق مقاصدها جميعا.
ومع طواعية النفس وانسجامها وإقبالها على تلك المقاصد.
مع رشحات من التوفيق والنورانية.
والسعي إلى الله تعالى.
فتوجد بذلك حالة فريدة راقية.
تسمى بالنفس المطمئنة.
وبهذا تنشأ الأنواع الثلاثة للنفس.


وأشرف أحوال الإنسان أن يمر بأطوار من التربية والتهذيب.
على يد شخص خبير بالنفوس وكيفية بنائها.
صاحب نور وبصيرة.
فيصوغ العقل المستنير.
ويمد القلب بأسباب السلامة من العلل والأهواء.
ويقوي الروح في تعلُّقها بالملأ الأعلى.
ثم يقبل على النفس بمنهج تربوي حكيم.
شديد اليقظة والترقب.
ينكب على تنزيه النفس وتطهيرها من أوحال الأهواء والأطماع.
ويردها إلى القناعة في شئون المطعم والمشرب وغيرهما.
ويقاوم انزلاق النفوس إلى الخسة والوضاعة.
ويصبر على ذلك كله.
حتى تستقيم النفس.
وتترفع عن الدناءة والاحتيال والعدوان والتحامل.
ثم يرجع ذلك المربي الحكيم إلى جمع قوى الإنسان على مقصد واحد.
يلتقي عنده القلب والعقل والروح والنفس.
فإذا اكتسبت مكونات الإنسان القوة والشموخ والصلابة.
وسلمت من الوهن والرخاوة.
وإذا تبصرت بالمقاصد والتقت كلها على واحد منها.
وإذا تربت على السلامة من عيوب النفوس، وأمراض القلوب، ومزالق العقول.
فقد نشأ عندنا الإنسان الكامل.
والنموذج الرباني الفاضل.
الذي صنعه النبيون والمرسلون.
وتعب في تشييده الصادقون.


والنفس في كل ذلك مكون شديد الخطر.
سريع التفلت.
شديد الأنس بالمحسوسات.
دائم الانصراف إلى اللذات الحسية الحاضرة.
يتمرد على القيود والآداب.
لا سيما الآداب الباطنية التي تصنع جذور الأخلاق.
وتلك النفس أيضا واهنة وعاجزة أمام المعاني العالية.
وإذا سيقت وأكرهت على التعلق بالآخرة والفضيلة والحق والعدل فإنها تتعلق تعلقا واهنا.
ضعيفا.مهزوزا.
ويساعدها على ذلك شدة الحضور والإحاطة للأمور الحسية.
من الناس والأسواق والمبيعات، والمآكل والمشارب.
والزحام والمؤامرات.
والسيارات، والضجيج.
والإعلانات، والفضائيات، والهواتف.
وسيل الأخبار والأحداث المتلاحقة.


ولا يأخذ من كل معطيات الحضارة إلا جانبها السلبي.
فإذا بالنفس غارقة في محيط هائل من الأمور الحسية السريعة المتلاحقة
المتشابكة المتداخلة.
وإذا به يلهث وراء استيعاب كل ذلك ومحاولة هضمه وفهمه.
مع ضعف ارتباطه بالله تعالى.
وقلة تذكيره بالآخرة.
وعدم شعوره بحضور الملائكة الكرام.
وتقاصر النفس عن الاعتصام بتلك الحقائق.
والتي تبدو بجوار ذلك الطوفان الحسي باهتة، بعيدة، خفية.
وتبتعد النفس عن عالم السكينة والهدوء الباطني الداخلي.
الذي يبدأ منه الانطلاق إلى عالم الفكر والفهم والمعرفة والابتكار.
فإذا بالنفس تشتعل بسبب ذلك كله ضراوة وشراسة وتفلتا وتحايلا.
وتغلب القلب على صفائه.
وتغلب العقل على فكره، واستنارته، وتَبَصُّره بالعواقب والمآلات.
وتغلب الروح على نزوعها وتعلقها بالملأ الأعلى.
وتنعكس تلك الآثار على العقل والقلب.
فتلتبس المفاهيم.
وتتشوه الحقائق.
ويظلم الأفق.
ويقع الإنسان في الحيرة
.

فيا أيها الإنسان!!!!
أناشدك بالله.
أن تقف وقفة.
لتعيد بناء الذات.
حتى تتوازن فيك القوى.
وحتى تكون قويا شامخا.
تهضم كل تلك الأحداث والعلل.
وتخرج منها على ثبات وبصيرة.
ومعرفة قوية بالله.
وها هي يدي مبسوطة إليك.
حتى نسير خطوة خطوة.
مع الميزان الرباني الحكيم.
ومع هدي النبي المصطفى الكريم.
صلى الله عليه وسلم.

وإلى لقاء اخر
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد سبتمبر 12, 2010 10:57 am



الســــــــلام عليكــــــم ورحمـــة الله وبركاتة

جدد حياتك (21): السر العجيب!!!


سوف أطلعك اليوم على سر عجيب.
من أدق أسرار التركيب الإنساني الدقيق المتشابك.
سِرٌّ ترى به الأمور في أحجامها الطبيعية.
وفي مواضعها الحقيقية.
وتعرف به ذاتك بوضوح.
وتفرق به بين من يعاديك ومن يواليك.
من القوى الكامنة بداخلك.
وترى به كيف تتفاعل تلك القوى وتتداخل.
وكيف تتشابك تأثيراتها.
وكيف تتداخل وتتقاطع مناطق نفوذها.
وتتمكن -بعد معرفته- من السموّ والتحليق في آفاق المعاني الشريفة.
التي تلحق بها بركب الصادقين.
أتدري ما هو ذلك السر؟؟
هو أنك أنت -للأسف الشديد- لست أنت!!
فهل تصدق؟؟!!



نعم.
أنت لست نفسك.
رغم أنك ظللت طوال الفترة الماضية من عمرك وأنت تظن أنك أنت.
ولكن الحقيقة هي أنك أنت لست أنت، وأنت لا تدري.
وإليك البيان:



أنت تظن أن نفسك هي أنت.
وأنها هي حقيقة ذاتك.
وأنها هي عين جوهرك وذاتيتك.
وأنها لشدة حضورها بداخلك -دون القلب والروح- تمثل حقيقتك الخالصة.
لأنها هي التي تحدثها، وتسمع لها، كلما أغمضت عينيك.
أو خلوت عن الناس وجلست وحدك.
ولأنها هي القوة القريبة الحاضرة.
التي تباشر التدبير، والنظر في الأسباب، وتحصيل المطالب الحياتية القريبة.
فقد صارت لهذا السبب مألوفة عندك جداً.
حتى صرت تتوهم أنها هي فقط حقيقة باطنك.
وأن باطنك لا يحتوي إلا على تلك القوة.
فنشأ عندك وهْمُ اتحاد ذاتك بها.
فترتب على ذلك أثر شديد الخطورة.
ألا وهو أنك تتحمل أمام نفسك مسئولية كل نزواتها وأطماعها وشرهها وحرصها.
وتتحمل تبعة كل تعلقها بالأعراض والأغراض والأهواء.
وكلما هبت عليها رياح الإثم والتدني والوسوسة امتلأ خاطرك أنت بأنك شديد السوء.
وبأنك غارق في مستنقع من الإثم والشعور بالذنب.
وربما تحوّل ذلك إلى قناعة راسخة عندك.
حتى تيأس من نفسك.
وتعتقد بأنك في الحقيقة كائن متسلط.
بعيد عن الطهر والنقاء.
وأنه لا أمل لك في أن تكون في يوم من الأيام كما كان الأكابر من الأتقياء.
وإنما نشأ كل ذلك بسبب ذلك الوهم الشديد المحيط الآسر.
الذي انغمست فيه، ولم تتأمل حقيقته.
حيث تخيلت أن نفسك هي أنت.
بل إنها هي فقط حقيقتك المريرة.
التي لا أمل لك في الخروج منها.
فكلما امْتَلَأَتْ هي بالعناد، أو بالكبر، أو الشحناء أو الطمع الشديد في المعاصي
والمخالفات، أو الانزلاق الجارف إلى البطالة والتراخي والوهن
أو التقاصر عن همم الصالحين، وعزائم الأكابر، ومقاصد الشرع الشريف
ومسالك بناء النهضة وصناعة الحضارة، والسير إلى الله.
توهمت أنك كذلك على الحقيقة.
وأن هذه هي حقيقتك.
فيضعف عزمك.
وتكون أقرب للتصديق بأنك كذلك في الحقيقة.
وتفقد بالتدريج الرغبة في المقاومة والتغيير.
وتستسلم لها.
للأسف.



وتعال الآن إلى الحقيقة.
نفسك ليست هي أنت.
بل هي شيء وأنت شيء آخر تماماً.
بل ما هي في الحقيقة إلا واحدة من رعاياك.
وفرد من أفراد مكوناتك.
لكنها تحاول أن تتسلط عليك.
وأن تستأثر بك.
وأن تستولي عليك.
وأن تسخر كل القوى الأخرى المكوّنة لك في أطماعها.
وأن توهمك بأنها فقط حقيقتك وذاتك.
حتى تتلبس أنت بأطماعها.
وتتقمص دورها.
وتسعى في مطالبها على أنها هي مقاصدك أنت.
وهي في كل ذلك ليست أنت.
بل هي أقلّ مكوناتك شأناً.
بل هي خادم لبقية المكونات التي تصنع حقيقتك.
فأين أنت من الروح؟!.
في علويّتها وسموّها.
ونزوعها إلى الملأ الأعلى.
لا سيما وهي النفخة الإلهية الخالصة
لقوله تعالى عن آدم: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29]
أي من تلك الروح التي خلقها الله وأبدعها
وأين أنت من القلب الحي المشرق؟!
المعمور بالمقاصد الحسنة الخالصة.
القائم بتعظيم جلال الله وتوقيره ومحبته وإجلاله.
فالنفس أمام تلك القوى العظيمة خادم متلاعب.
يسعى إلى السيطرة والانفراد بك.



فانتبه.
وارجع بتلك النفس إلى حجمها الحقيقي.
وانظر إليها على أنها واحد من أولادك ورعاياك الذين تقوم على تربيتهم وتهذيبهم.
ومقاومة سوء أدبهم وأخلاقهم.
والاجتهاد الشديد في إنقاذهم من غفلتهم وتماديهم وتسلطهم على إخوانهم.
وأنت في كل ذلك لا تتحمل أمام نفسك بسوء تصرفهم.
ولا يخطر لك أبداً أن كل إثم أو زلل صدر منهم هو حقيقة تكوينك أنت.
بل إنك تربّي وتهذّب وتتعب في ذلك؛ بينما قلبك أنت
المطمئن بالإيمان، يسير في طريقه آمناً مستنيراً.
فبذلك لا يتشوش خاطرك بمعصية ذلك الفرد.
ولو أنك تعلق بك ذلك الطفل وأنت تصلي مثلاً
يريد أن يصرفك عن الصلاة؛ فإنك تزيحه برفق، وتمضي في صلاتك
ثم تعلّمه برفق شرف الصلاة وقدسيتها.
ولا يخطر لك أبداً أنه ما دام هو آثم وممتلئ بالذنوب
فقد صرت أنت الملطخ بالإثم، الممتلئ بعقدة الذنب.
والسبب في ذلك كله هو يقينك التام في انفصاله عنك.
وفي أنه شيء وأنك شيء آخر.
فتستطيع أن تراقبه وتقوّمه وأنت في سكينة وهدوء.


كذلك نفسك التي بين جنبيك.
لا تزال هي في نزوعها ونزولها وانجرافها
في خواطر الإثم والانحراف والتدني والوسوسة.
وأنت ترقب ذلك منها.
دون أن تتلبس به.
بل تراه من الخارج.
وتتأمله بهدوء.
وتقاومه، وتراقبه، وتتدخل في تعديله وتصويبه.
دون أن يمس انصرافك إلى الله تعالى، وتعلقك به، وسيرك إليه، وإيثارك لمرضاته.



ولقد فتشت عن هذا المعنى الجليل الدقيق في كلام الصالحين.
الذين عاملوا النفس البشرية بنور الوحي.
وقلّبوا تلك النفس على كل وجوهها.
حتى عرفوا عنها وعن آثارها كل شيء.
وظللت فترة وأنا أبحث عن ذلك المعنى في كلامهم.
حتى ظفرت بعبارة عجيبة جداً لواحد من الصالحين.
فلما قرأتها تأثرت بها.
حتى أبكاني معناها.
لجلاله
وعمق تأثيره.
ولشدة وضوح القضية التي نتكلم عنها في تلك العبارة.
أتدرون ماذا قال؟



لقد قال:
(دعوت نفسي إلى الله تعالى ثلاثين سنة..وهي تأبى عليّ).
ثلاثون سنة ونفسه تتأبى، وتمتنع، وتتلاعب.
وهو يدعوها في كل ذلك إلى الله.
فانتبه كيف تصرف وماذا فعل ذلك العبد الصالح.
تخيلوا ماذا فعل؟؟!!
ما أطاعها.
ولا انجرف معها.



بل قال:
(فتركتها!! ومضيت إلى الله).
وأترككم مع هذه الكلمة الذهبية النفيسة.
ومع جلالها، وما تمتلئ به من نورانية.

وإلى اللقاء فى رحله اخرى
لكـــــم تحيـــاتى....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 10:55 am



الســــــــلام عليكــــــم ورحمـــة الله وبركاتة

جدد حياتك (22): أَنْتَ في يَدٍ أَمِينَة.. حوار علمي هادئ مع قارئ


بلغني أن واحداً من القراء الكرام، اسمه أحمد، ترك تعليقاً على المقال الماضي: (السر العجيب)،
وهذا نص تعليقه:(كلام جميل... متعمق في الفلسفة، لكن فيه لغط في المفهوم.. بين الروح والنفس، ذكر الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه
"مجموعة رسائل الإمام الغزالي" الاستدلال على النفس بقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} وأنت تستدل على الروح بنفس الآية!فهل النفس التي تقصدها غير النفس التي يقصدها الإمام الغزالي؟ هل تقصد أصلاً نوعاً من الإدراك مغايراً للنفس؟).

فشكراً للقارئ الكريم أنه قرأ.
وأنه رجع إلى كلام الإمام الغزالي.
وأنه فكر وسأل.
وله مني على كل خطوة شكر عميق.
ورأيت -إكراماً له- أن أفسح لسؤاله مجالاً.
وأن أترك له تعليقات على سؤاله الكريم.
بحيث يكون مقالنا هذا الأسبوع وقفة علمية رصينة.
نرجع بعدها في مقال الأسبوع المقبل -إن شاء الله تعالى- إلى إكمال المسيرة.
مسيرة بناء الإنسان.
فتعالوا معي إلى جولة علمية قصيرة.
واسمعوا بإمعان


1- هذه سلسلة من المقالات التربوية المبسطة، التي تهدف إلى بناء الإنسان، ولفت نظره إلى كيفية التعامل مع القوى
التي يتكون منها؛ بحيث تصنع منه نموذجاً ربانياً راقياً.فلست في مقام التحرير والشرح العلمي الدقيق للألفاظ والمفاهيم والمصطلحات
ولا أنا في مقام الفصل العلمي الدقيق، في ماهية النفس وحقيقتها، وفي ماهية الروح وحقيقتها، ولو كان هذا هو مقصودي لاختلفت لغة الكتابة تماماً؛ بحيث يصير المقال حافلاً بأسماء المراجع العلمية الموثقة، وبالتدقيق في نقل مذاهب العلماء في كل قضية، واستدلال كل واحد منهم، مع مناقشة وتعليل وترجيح، واستدعاء لأدوات علمية دقيقة.ولا يكون المقال حينئذ مناسباً بالمرة لقراء الموقع؛ بل ينشر في مجلات علمية أكاديمية متخصصة.ولأجل كل هذه الخلفيات؛ فإنني أطوي عن القراء كل التفاصيل العلمية الدقيقة، وأقفز بهم مباشرة إلى نتيجة بحث طويل، وقراءة متأنية، قمت بها على مدى سنوات، حتى أسفرت عندي عن نتائج محررة، مع تركيز على الأبعاد النفسية التربوية، وحرص على تقريب القراء من المنهج النبوي الجليل في التربية، وفي صناعة الإنسان؛ فتأتي المقالات على الصورة التي ترونها.


2- كلام العلماء من القدامى والمعاصرين في مفهوم الروح والنفس كلام في غاية الاتساع، ومذاهبهم في هذه المسألة في غاية الانتشاروخذ عندك مثالاً من تراثنا العلمي العريق قول الإمام المازري: الكلام في الروح والنفس مما يغمض ويدق، ومع هذا فأكثَرَ الناس فيه الكلام، وألفوا فيه التآليف.فاعلم يا أحمد أنه قد أُلّفت مؤلفات مستقلة في الفارق ما بين الروح والنفس فمن ألف فيها من الأقدمين: الحافظ أبو عبد الله بن منده، له كتاب كبير في الروح والنفس، وذكر فيه من الأحاديث والآثار شيئاً كثيراً، وقبله الإمام محمد بن نصر المروزي، والشيخ أبو يعقوب الخراز، وأبو يعقوب النهرجوري، والقاضي أبو يعلى، ثم ابن القيم في كتاب "الروح"، ثم العلامة الكبير عبد الهادي نجا الأبياري في كتاب "باب الفتوح، في شرح أحوال الروح"، طبع سنة 1886م، ثم العلامة الكبير محمد حسنين مخلوف في كتاب "المطالب القدسية، في الروح وآثارها الكونية"، فضلاً عن موسوعة كبيرة اسمها "علم النفس في التراث الإسلامي" صدرت عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي.وكل هؤلاء يناقشون مفهوم النفس والروح على ضوء مصادرنا المعرفية، ومناهجنا البحثية، وفي مقابلهم طبعاً مدرسة أخرى في دراسة النفس البشرية، عند فرويد، وأدلر، وبافلوف، وغيرهم، وكتاباتهم مشهورة وهي في غاية الكثرة.
كل هذا مع سيل هائل من الكتابات القديمة والحديثة، العربية والمترجمة، حول النفس وطبيعتها؛ فلا بد من قراءة واسعة متأنية
والعلم يحتاج إلى صبر.


3- مراجعة موقف الإمام الغزالي يا أحمد لا يكون من خلال موضع واحد من كلامه، تعرض فيه للمسألة؛ بل لا بد من التوسع والنظر في مجموع كلامه؛ بحيث تصبر على جمع كل المواضع التي تكلم فيها في المسألة في مؤلفاته الكثيرة؛ حتى تتضح لك نظريته كاملة، وهذه أول خطوة في البحث العلمي المنهجي؛ فلا بد لك من مراجعة كلامه حول الروح والنفس في "إحياء علوم الدين"، وفي كتابه "معارج القدس، في مدارج معرفة النفس"، وغير ذلك من تراثه الواسع؛ لا سيما وللإمام الغزالي بحوث عميقة جداً في دراسة النفس البشرية؛ حتى إنه ليتكلم في كتاب "تهافت الفلاسفة" عن مفهوم سماه (سبق الوهم إلى العكس)، وهو بعينه مفهوم (رد الفعل الشرطي المنعكس) الذي تكلم عنه بعد ذلك بقرون الروسي بافلوف. وللدكتور عبد الكريم العثمان كتاب عنوانه "الدراسات النفسية عند الإمام الغزالي"، وقد رأيت عدداً كبيراً من المؤلفات في دراسة نظرية الغزالي حول النفس البشرية.
فلا تقتصر يا أحمد على النظر في موضع واحد، من كتاب واحد للغزالي، طبع ضمن مجموع رسائل الغزالي رحمه الله.


4- ثم بعد جمعك لكلام الغزالي في صعيد واحد لا بد لك من خلفيات علمية مهمة، قبل أن تدرس ذلك المجموع من كلام الغزالي فلا بد لك مثلاً من معرفة أن الغزالي خصوصاً يرى أن النفس والعقل والروح والقلب شيء واحد؛ لكنه متعدد الاعتبارات، له وظائف؛ فهو يسمى بأسماء مختلفة، كل اسم منها باعتبار وظيفة من وظائفه؛ فله وظيفة معينه يسمى من جهتها نفساً، ووظيفة أخرى يسمى من جهتها روحاً، ووظيفة ثالثة يسمى من جهتها عقلاً؛ وهكذا.. والجميع شيء واحد؛ فمن الطبيعي حينئذ أن يحتج الغزالي على النفس بقوله سبحانه {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29]؛ لأن الجميع عنده شيء واحد، ويذهب عدد من الأئمة إلى أنها أشياء مختلفة؛ فهناك شيء يسمى الروح، وشيء يسمى العقل، وهكذا.
والذي اخترته وتبنيته لكم يا معشر القراء هو عدم الدخول بكم في تلك المتاهة، مع ملاحظة أن الجميع متفقون؛ على أن هناك وظيفة تسمى النفس، ووظيفة تسمى الروح، ووظيفة تسمى العقل؛ بغض النظر عن التدقيق في جوهرها وماهيتها؛ فانطلقت معكم لأحدثكم عن تهذيب الوحي الشريف لوظيفة الروح، وتهذيبه ومناهجه النورانية لوظيفة النفس وهكذا.
وكثير من العلماء على تغاير الروح والنفس، وأن الروح علوية منزّلة من حضرة الحق سبحانه على النحو الذي استخدمته في الاستدلال من الآية الكريمة.واسمع مثلاً قول الإمام بدر الدين العيني في كتاب "عمدة القاري"، في شرح صحيح البخاري: واختلفوا أيضاً في الروح والنفس؛ فقال أهل الأثر: الروح غير النفس، وقوام النفس بالروح، والنفس تريد الدنيا، والروح تدعو إلى الآخرة، وتؤثرها، وقد جعل الهوى تبعاً للنفس، والشيطان مع النفس والهوى، والملك مع العقل والروح"، ونحو هذا المعنى في كلام الإمام الرازي، والحافظ ابن حجر، وعشرات من الأئمة.فهذا بعينه هو المفهوم الذي أشرحه لكم، والذي أستوحيه لكم من الآية الكريمة المذكورة.
ثم أين أنت يا أحمد من عشرين مقالاً مضت، بالغتُ فيها في لفت النظر إلى المعنى الذي أقصده من كلمة النفس، ومن كلمة الروح، ومن كلمة العقل، وقد فعلت ذلك حتى لا تلتبس الأمور على القارئ بعد ذلك، وحتى أستطيع البناء والتأسيس على معان واضحة.


5- هناك مسألة لغوية طريفة جداً، لها تعلق جوهريّ بجولتنا العلمية هذه، وتلك المسألة اللغوية هي أن هناك عدداً من الألفاظ:
(إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت).
فما معنى هذا الكلام؟؟؟
معناها أن هناك مجموعة من الألفاظ، متقاربة المعاني، متشابكة الدلالات؛ فلها قانون يعين على الفهم الدقيق لمواضع استعمالها
وهو أنها إذا ذكرت معاً في سياق واحد، ضاقت الدلالة؛ بحيث يستقل كل لفظ بمعناه الخاص، وإذا ذكر كل واحد منها في سياق
وموضع، اتسع مدلوله ليشمل معاني بقية تلك الألفاظ.
مثالها الفقير والمسكين؛ فإذا استعمل القرآن أيّ واحدة من الكلمتين على حدة اتسع معناها ليشمل مدلول الكلمتين
أما إذا ما جمعهما القرآن معاً في موضع واحد، كمثل قول الله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة:60]
صار لكل لفظ دلالته المحددة، ومن وراء ذلك تفصيل طويل، لغوي وفقهي، لا يتسع له المجال.
ومثال ذلك أيضاً كلمة الإسلام والإيمان.
ومثال ذلك أيضاً كلمة الروح والنفس.
فقوله سبحانه {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} [الإسراء:33] اتسعت فيه دلالة كلمة النفس، لتشمل كل قوى الإنسان
من الروح، والعقل، والقلب، والنفس الخاصة التي هي أمّارة أو لوّامة أو مطمئنة.
وكذلك قوله سبحانه {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت:57]؛ فالنفس هنا الإنسان، بكل ملكاته وقواه
وليس النفس التي هي مَلَكَةٌ خاصة قائمة بوظيفة محددة في تسيير الكيان الإنساني.
أما الآية الكريمة في سورة يوسف {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف:53]؛ فالنفس هنا يراد بها المعنى الخاص
الذي تنقسم فيه إلى أمّارة ولوّامة ومطمئنة، وهي بأقسامها في مقابل الروح، والعقل، وهكذا.
فتبين أن تلك الألفاظ إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت، مع إضافة ضابط علمي آخر هو دلالة السياق، وهي دلالة معتبرة
لها أثر في الفهم؛ بحيث يمكن أن تفترق تلك الألفاظ، مع سياق كاشف عن معناها المراد عموماً وخصوصاً.
وقد نبه الإمام السهيلي على التوسع في النفس، حتى تطلق على الجسد والروح، وحاصل ما ذكره يرجع إلى أن الروح لا يقال
هي النفس مطلقاً؛ بل يفصل، وكلام السهيلي هذا دقيق، يحتاج إلى تفصيل وشرح.


6- لا حول ولا قوة إلا بالله، وكم أنا في حرج من القراء؛ لأني دخلت بهم في هذه التفاصيل، وأرهقت أذهانهم بشيء من التدقيق؛ فسامحك الله يا أحمد؛ لكن أرجو أن تعتبروا مقال هذا الأسبوع نزهة علمية، ننشط فيها الأذهان، ونسترجع فيها شيئاً من المعلومات، ورُبَّ إِثارة، وَلَّدتْ إنارة، كما يقول العلماء.

7- اطمئن يا أحمد؛ فأنت في يد أمينة، واعلم أن الأزهر الشريف ما خرجنا إلا بعد أن زودنا بالعلوم والمناهج البحثية المتقنة؛ فجزى الله عني وعنكم الأزهر الشريف كل خير، ولا تقلق يا أحمد؛ فليس هناك لغط؛ بل هناك كل عناية وتدقيق مني فيما أكتبه إليكم، وهناك خيوط دقيقة جداً داخل النفس، أجتهد في التقاطها، وفي إبرازها، وفي تسليط الأضواء عليها، وفي تقديم مناهج النبوة في صناعتها وبنائها، وأسأل الله التوفيق على كل حال.

8- نرجع من المقال القادم إن شاء الله تعالى، إلى استكمال مسيرة بناء الإنسان، ونكمل إن شاء الله تعالى من حيث وقفنا؛ علماً بأنني أنتظر إشارة القراء الكرام... هل نكمل؟؟

ولا أنسى أن أجدد الشكر العميق للسيد أحمد، الذي سأل، وفكر، وقرأ، وراجع؛ فلك يا أحمد خالص مودتي ودعائي وشكري.
وإلى ان نلتقى فى لقاء اخر لكم تحياتى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 12:30 pm

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
مقالات قيمة وهادفة تحمل العديد من الفوائد ونستثمر منها الكثير من القيم
أسأل الله أن يعلمنا داااائما ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما
وأن يعيننا وإياكم على طاعته وشكره وحسن عبادته
وفقك الله وأكرمك وزادك من فضله
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات
وفى انتظار البقية أخى الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 2:57 pm



بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
جزاك الله خيرا وبارك فيك وأسعدك فى الدارين
نفـّع الله به وأثابك وجعلك من أهل العزيمة والرشد
حفظك الله ورعاك وسدد على الخير خطـــاكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
دمتى بحفظ الله ورعايتة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 01, 2010 4:07 pm


بســـــم الله الرحمـــن الرحيــــــــم
الســـلام عليكــم ورحمة الله وبركــاتة

جدد حياتك (23): ونهى النفس عن الهوى



للقرآن الكريم حديث طويل عن النفس.
وعن عيوبها.
وعن أسباب انحرافها.
وعن الآثار الخطيرة الناتجة من تسلطها على بقية القوى المكونة للإنسان.
وعن صور تفاعل النفس مع العواصف الصاخبة التي تهب عليها.
من نحو: الأهواء، والميول، والتعلقات، والأعراض، والأغراض.
وطوفان الأمور الحسية التي تغرقها في المادية.
حتى تصير أخطر المنافذ التي تتسرب منها العلل إلى المملكة الإنسانية.
وعن اختلاف صور تفاعل النفوس مع تلك العواصف.
حتى برزت أنواع النفوس المختلفة.
من النفس الأمارة بالسوء، إلى النفس اللوامة، إلى النفس المطمئنة
بدرجاتها المتنوعة.



وللقرآن الكريم أيضا حديث طويل في المقابل.
عن مسالك علاج النفس.
وعن كيفية تهذيبها، وتطهيرها.
وعن مقاومة ميولها وأهوائها.
وعن كيفية حملها على مسالك الرشد.
وعن السادة الأكابر
الذين تنورت بواطنهم بمعرفة الحق.
وأقبلوا على النفس بأنوار الوحي.
حتى انصهرت عيوبها.
وتعودت السير في دروب المعرفة والطهر والقناعة والسكينة.
وعرفت شرف التعلق بالملأ الأعلى.
إلى أن برز ذلك المفهوم القرآني الشريف.
الذي جعله الله شعاراً نورانياً.
ومنهجا علوياً ربانياً.
للتعامل مع النفس.
والذي هو: التزكية


{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:7-10]
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:14-15].


فالتزكية مفهوم قرآني جليل.
يشرح كيفية إقبال القرآن الكريم على النفوس بالهداية.
ويبين كيفية احتشاد الآيات على صناعة تلك النفس.
حتى إن صاحب البصيرة يرى وراء كل كلمة في القرآن
مقصودا تربويا يوجه النفس إلى مراد الله منها.
وقد فصل القرآن بعض إجراءات التزكية.
وبعض خطواتها العملية.
فجعل سبحانه مدار التزكية على أمرين:

أولهما: معرفة قوية عميقة بالمولى جل شأنه.
وذلك حين تمتلئ النفوس باليقين.
والارتقاء في شهود عظمة الحق سبحانه.
مما تنكشف به للنفوس من آيات جلال المولى سبحانه.
ما تهون به الدنيا والأهواء والمطامع.
وتقع به للنفوس رهبة وخشية.
تعرف بها عظمة مقام الربوبية.
وقد عبر القرآن عن كل ذلك بقوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}.
ثانيهما: إغلاق منافذ الهوى.
وصيانة النفس من التعرض لتلك العواصف.
التي تشعل فيها نيران الشره والطمع والتنافس.
وكف النفس، ومنعها، ونهيها، وصرفها عن تلك المسالك.
وقد عبر القرآن عن ذلك بقوله: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى}.
فكانت النتيجة: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النَّازعات:40-41].


وكلا هذين الأمرين يحتاج إلى تدريب للنفوس.
وترويض لها.
وتمرين عملي مستمر على كيفية ردها عن الأهواء والمطامع.
وصرفها عن صخب الحياة وضجيجها.
الذي يملأها بالتشوش.
ويغرس فيها التهالك على حطام الدنيا.
وتفقد به النفس الصفاء.
الذي تستعين به على التعلق بالغيب.
والقيام بواجب إجلال الله وتوقيره.
إلى أن تتعود النفس السير في تلك المسالك.


ولا تصل النفس إلى ذلك أبدا بمجرد سماع المواعظ.
وكثرة الدروس والخطب.
وكثرة الكلام عن عيوب النفوس، وعن شرف التزكية.
فإن كثيراً من الناس يحسنون الكلام في ذلك.
ويحفظون فيه القصص والأخبار والآيات.
ويعرفون تلك المعاني.

ولكنهم رغم معرفتهم بذلك لم يعبروا على منهج تربوي عملي، طويل وشاق.
1- يمارسون فيه بالفعل صور تخلية النفس من التعلق بالأهواء.
2- ويستأصلون به من النفوس بالفعل تلك الشظايا المتناثرة من الولوع بالمطامع.
3- ويقهرون به النفس بالفعل على التخلى عن عاداتها الباطنية القبيحة.
4- ويواظبون فيه على مراقبة الأهواء التي تتلاعب بالنفوس.
فتملأها حقداً وحسداً.
وتنافساً في الدنيا.
وإساءةً إلى الخلق.
واعتداءً وتطاولاً عليهم.
5- ويشغلون فيه النفس بالفعل بكثرة ذكر الله تعالى ومناجاته.
وشدة استحضار عظمته.
مما تذوب به أهواء النفوس بالتدريج.
6- ويلزمون فيه شيخاً مربياً بصيراً.
خبيراً بالنفوس، ودهاليزها، وخفاياها.
مشبعاً بمنهج النبوة في بناء النفوس وتزكيتها.
طويل الممارسة لتربية الخلق على تلك المعاني الشريفة.
صبوراً على تقلبات النفوس ووهنها وتراخيها.
مستحضراً لمسالك القرآن في صناعة النفس وتهذيبها.



وكل هذا يلفت أنظارنا إلى مقصد جليل.
ألا وهو أن التزكية مسلك قرآني مكون من ثلاثة مستويات:
أولها: صناعة النفس وتربيتها وإنشاؤها على مقاصد القرآن وأهدافه.
حتى تتم صياغة النفوس من بدايتها على مراد الله منها.
وحتى تعجن النفوس من أول أمرها باليقين، والتعلق بالغيب.
وتعظيم شعائر الله.
وإيثار مرضاته سبحانه على كل شيء.
وحتى تنشأ تلك النفوس على كثرة ذكر الله تعالى وشكره وتمجيده وتسبيحه.
وحتى تستحضر تماماً أمر الدار الآخرة.
فتنطبع النفس بذلك على المراد الإلهي.
ولا تقع منها بعد ذلك منازعة ولا مراوغة إذا خوطبت بمراد الله منها.

ثانيها: الحفظ والصيانة والرعاية لتلك النفس بعد بنائها من أي شيء يصيبها بالأمراض والعلل.
فبعد ارتفاع بنائها على النحو السابق لا بد من الانتباه والمحافظة.
ودوام المراجعة والمراقبة.
حتى لا يتسلل إلى ذلك البناء المنيع المحكم شيء
مما يحيط بها من شدة إغراق الخلق وتنافسهم في شئون المعيشة.
وحتى تتمالك النفس أمرها.
وتقوى مناعتها.
فتقدر على محاصرة كل ما هو دخيل وطارئ.
من الخطرات ووساوس النفوس.
والظلمات والأكدار الناشئة من مخالطة كثير من الناس من أهل الانحراف والاعوجاج.
وأنت تعرف أن أي بناء مهما بالغ صاحبه في تشييده
فإنه يحتاج إلى متابعته، وإصلاح كل ما يختل منه.

ثالثها: التدخل بالمعالجة إن وقع أي خلل.
أو إن أصيبت النفس بالفعل بعد كل ذلك بشيء من الأهواء.
وحينئذ يكون العلاج سهلا.
ويكون رجوعها قريبا.
لا يحتاج إلى مجهود وتعب.
لأن البناء النفسي محكم الأساس.
فيسهل تجديد تلك المواضع اليسيرة التي ربما أصابها الداء.

والذي يحدث للناس اليوم أنهم يهملون تماما مرحلة البناء ومرحلة الحفظ.
ولا يتعاملون مع الأجيال الناشئة بذلك.
ولا يصنعون الإنسان من بدايته بهذه الطريقة.
ثم يظلون بعد ذلك يعاملونه بالعلاج فقط.
كلما رأوا منه انحرافاً.
فيعانون فيه معاناة شديدة.
لأنه يكون حينئذ عسيراً جداً.
إذ يقوم المربي بالتكسير والتحطيم لأمور قد تكونت وتجمدت داخل النفس.
من العادات، والأهواء، والتعلقات، والمطامع.
مع شدة اعتياد النفس ذلك.
وكل ذلك حتى يتمكن من إعادة البناء من جديد.


فتغيب بذلك عن الناس معالم منهج النبوة في إنشاء الإنسان.
وصناعته من أول أمره.
وللحديث بقية،،،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 02, 2010 3:48 pm

الله
مقال قيم وهادف جدا
بارك الله فيك أخى الكريم
جعله الله فى ميزان حسناتك
وأثابك عليه أعالى الجنان
وجزى الشيخ أسامة عنا خير الجزاء
اللهم زكي نفوسنا وارحمنا،، واجعل قلوبنا عامرة بمحبتك الصادقة .. اللهم أثلج صدورنا .
اللهم اجعلنا لك خالصين ، لوجهك قاصدين ، معك متعاملين ، عندك محتسبين .
جزاك الله خير الجزاء أخى الكريم
أكرمك الله ووفقك وأعانك على نشر الخير داائما
أسأل الله تعالى أن ينير دربك بنور القرآن
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعاتِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 03, 2010 9:27 pm



اللهـــــــم آمــــــــين
بشكــرك أختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
وبشكرك على دعائك الكـــريم وأسأل الله ان يكون لك مثله
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه وسدد على الخير خطـــاكم
حفظك الله ورعاك وزادك من فضله ونور قلبك بنور الايمان
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
دمتى بطــاعــــة ورضــــا من الرحمــــــن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 8:35 am



بســــــــــم الله الرحمــــــن الرحـيـــــــــم
الســـلام عليكـــــم ورحمة الله وبركــــاتة

جدد حياتك (24): الشعار المحمدي


خليل الرحمن إبراهيم.
في مشهد من مشاهد الجلال.
وموقف يمثل نقطة فارقة في تاريخ البشر.
وقد رفع قواعد بيت الله الحرام.
ثم توجه هو وإسماعيل -عليهما السلام- إلى الله تعالى بدعوات.
لخصت منهج النبوة في هداية البشر.
وتركت لكل الأمم والحضارات والثقافات ميثاقا يحدد معالم المنهج الإلهي.
فكان من تلك المعالم:
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ
وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}

[البقرة:129]
فلخص الخليل عليه السلام مقاصد الرسالة المحمدية
كلها في الأمور الثلاثة المذكورة.
وجعل التزكية آخرها.


وقد تكلم الله تعالى على المقاصد الثلاثة المذكورة في ثلاثة
مواضع أخرى من القرآن فقدم الله تعالى التزكية.
وأخر سبحانه تعليم الكتاب والحكمة.
فقال سبحانه: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}
[البقرة:151]
وقال سبحانه: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}
[آل عمران:164]
وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}
[الجمعة:2]
فأقر الله تعالى تلخيص مقاصد الرسالة المحمدية في الأمور المذكورة.
إلا أنه سبحانه قدم تزكية.
فجعلها متوسطة.
بين تلاوة الآيات، وبين تعليم الكتاب والحكمة.
وكأنها نتيجة للأول، ومقدمة وتمهيد للثاني.
فكانت التزكية مرادا ربانيا.
ودعوة إبراهيمية.
ومقصدا محمديا.
في غاية الأهمية.


والتزكية عمل تربوي جليل.
ومسلك نبوي شريف.
ووظيفة عظيمة، من وظائف الصادقين، الناصحين للخلق.
ومنهج طويل الأمد.
من التطهير والتنقية والتحلية والتخلية.
والبناء والرصف والصناعة والصياغة.
ثم الحفظ والصيانة.
ثم المعالجة الجزئية إن طرأ خلل.
بحيث يبدأ كل ذلك بالنفس خصوصاً.
ليتصاعد وينعكس منها على الذوات الإنسانية كلها، بكل مكوناتها عموما.
فإذا بالإنسان قد زكى نفسه.
فتزكت بذلك ذاته كلها.
قلباً وروحاً وعقلاً وجسداً.
فما أعجب هذا المفتاح.
وما أعجب هذا المسلك.


والتزكية منهج مركب.
من عشرات الإجراءات والخطوات.
والحلول العاجلة.
وخطط الإنقاذ السريع.
والتدخل الجراحي الدقيق.
في أعماق النفس.
إلى تلك المواطن التي تتكون فيها الأخلاق والميول والتعلقات.
فيجري استئصال لبعض الأمور.
وتغيير مسار بعض الأمور.
بحيث ينصبُّ كل ذلك على النفس البشرية.
تقويماً وتعديلاً وبناء ومعالجة.
مع شدة التذكير بالله تعالى في كل خطوة.
حتى تخرج النفس من كل ذلك وقد استنارت، وتخلت، وتطهرت وتزكت.
فلا تصدر إلى بقية ملكات الإنسان إلا تعلقا وانجذابا وانجرافا إلى الكمالات.
والشئون العلوية الإلهية الشريفة.
فتتكون بذلك النفس المطمئنة.


فكانت تزكية النفس شعاراً للملة المحمدية المعظمة.
تُبنى به النفوس.
على التطهر من الأهواء.
والتعالى والتسامي على حظوظ النفوس وأهوائها.
والترفع على التكبر والأحقاد والشحناء والظلم والطغيان والجشع
والشره والخيانة والتحامل والمكر وغيرها من علل النفوس.
والحرص على تطهير النفس من تلك النجاسات والأوحال الباطنية.
والغوص إلى أعمق أعماق النفس.
عند المصانع الغامضة الكامنة في القاع.
والتي تصنع فيها التعلقات وبذور الأخلاق.
بحيث تتكون النفوس على التزكي والطهر.
فلا تنتج إلا الأخلاق الشريفة الراقية.
فيتحقق بذلك شعار الرسالة المحمدية.
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]
"إنما بعثت متمِّماً لمكارم الأخلاق".
كل ذلك مع استحضار أحوال السادة الأكابر.
أصحاب النفوس الكاملة الزاكية.
والبواطن الطاهرة المنيرة.
التي تطهرت من العلل والأهواء.
حتى غدت رياضا للتنزيه والأنس والتقديس.
وساحات رحبة للهدى والعلم والحكمة.
والمعاني القدسية.
والمعارف الإلهية.
والامتزاج بأنوار الوحي الشريف.
وشهود تنزل أنوار المولى سبحانه.
حتى تمتلئ تلك النفوس من تلك المعاني.
وتفيض عفافاً وطهراً.
وتمتلئ سعة ورحمة.
وتفقه مراد الله منها.

وترى كل شيء من أمور الأموال والأهواء والمطامع في حجمه الحقيقي.
وترى العواقب المريرة التي تنتهي إليها أحوال أصحاب الأهواء، المسرفين على أنفسهم.
الغارقين في اللذات العاجلة.
الغافلين عن شرف الدار الباقية.
المعرضين عن الله جل جلاله، وتعالت عظمته.
وحتى ترقى تلك النفوس في مراقي القرآن.
وتحبه..وتمتلئ توقيرا وتعظيما لكلام الله الجليل
وتفهم سر قوله تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى
بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
[الأعلى:14-17]
حيث جعل الله تعالى التزكية منهجا لبناء النفس.
يضاف إليه ذكر الله تعالى.
فيؤدي إلى استقامة، من أجلِّ معالمها الصلاة.
ومن أعظم ثمراتها إيثار الآخرة والتعلق بها.
ومن أسوأ مظاهر الحرمان من ذلك أن تنجرف النفوس إلى التهالك
على الحياة الدنيا، وإيثار مظاهرها، وشئونها، وإجراءاتها.


فهذه البواطن الراقية.
وهذه النفوس الزاكية.
هي التي تحرر العقول من الظلمات.
وتحرر الهمم من الوهن والعجز.
وتدفع إلى عمارة الأرض.
وهداية الخلق.
ويرى الناس فيها ميراث النبوة موصولا وباقيا.
ويرون فيها الشعار المحمدي الجليل:
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
وللحديث بقية،،،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 16, 2010 12:30 pm



الســــلام عليكــــــم ورحمة الله وبركـــــاتة

جدد حياتك (25): المَنْجَــــــم


أرأيتم إلى الأبنية الفخمة الشاهقة.
ماذا كانت؟؟
لقد كانت فكرة هندسية معمارية.
ثم كانت قواعد تمَّ رفعها.
ثم كانت جدراناً تم تشييدها.
حتى استوت في آخر الأمر بناءً رفيعاً.


أرأيتم إلى البحار المتلاطمة.
ماذا كانت؟؟
كانت جداول صغيرة.
وأنهاراً منسابة.
ثم التقت وامتزجت فصارت بحوراً واسعةً.


أرأيتم إلى البدر المنير.
ماذا كان؟؟
كان هلالاً صغيراً.
ثم لم يزل ينمو ويكتمل.
حتى سطع في صفحة السماء.

وهكذا مضت سنة الله تعالى في خلقه.
أن يبدأ كل شيء صغيراً مفككاً.
ثم ينمو ويكتمل.
وقد قال الشاعر في ذلك:
فالبحر ماذا كان؟؟ كان جداولاً
والبدر ماذا كان؟؟ كان هلالا


وكذلك هذا الإنسان.
أرأيتم إليه كيف كان؟؟
لم يكن شيئاً مذكوراً.
ثم أقبل الله عليه بالإنعام.
وأمر سبحانه أنبياءه ورسله بتشييده.
فأقبلوا على صناعته وفق خطة ربانية.
شديدة الإتقان والإحكام في هندستها ومعمارها.
حتى برز ذلك الإنسان بناءً عريقاً سوياً.
امتزجت فيه بحور الهداية.
والتقت فيه الأرض بالسماء.
وامتد وجوده من عالم البرزخ، إلى الحياة الدنيا، إلى حياة أخرى.
يبعث لها بعد الموت.


وأقرب ما يشبه به الإنسان في نظري هو المَنْجَم.
الذي يكون في ظاهره أحجاراً وصخوراً.
ولكنه يمتلئ باطنه بالكنوز والجواهر.
والمعادن النفيسة.
التي لا يُستفاد منها إذا بقيت على حالها.
بل لا بد من حفر وتنقيب.
واستخراج لتلك المعادن.
ثم لا بد من تعب شديد في صناعتها وتعدينها.
بل لا بد لها من أن تصهر بالنيران حتى تخرج منها الشوائب.
ثم يتم تصنيعها وتشكيلها.
فتعبر على مراحل كثيرة من الحفر، والتنقيب، والاستخراج، والصهر، والتصنيع.
حتى تكون نافعة.


وكذلك الإنسان.
حيث يقف أنبياء الله على تلك المناجم.
وهم خبراء التنقيب.
فيحفرون، وينقِّبون.
حتى يستخرجوا أَنْفَس ما في تلك المناجم الإنسانية.
ثم يقومون -عليهم صلوات الله- بالصهر والتنقية.
وإزالة الخَبَثِ والشوائب.
ثم يقومون بالطرق والسحب والتصنيع.
ثم يقومون بتشكيل تلك المعادن.
حتى تخرج في أبهى صورها.
وأجمل أشكالها وحُللها.
إنساناً سوياً زاكياً.
قد عرف ماذا يكون.
ووعى مراد الله منه.
فقام بأمره ونهيه.
وسعى في الأرض بالعمران.
وأناب إلى الدار الآخرة.


نعم
هكذا صنعوا -صلوات الله عليهم- في النفوس.
وقد صبروا على إزالة الأحجار والركام والصخور.
وصبروا على الحفر والتنقيب.
وما زالوا يرقبون طبائع البشر.
ويزيلون الشوائب.
ويصبرون على متاعب التربية والصياغة والصناعة لذلك الإنسان.
حتى برز الإنسان في أبهى صوره.
حيث تخرَّج على أيديهم الأولياء والشهداء والصديقون والصالحون.


قال خير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم:
"الناس معادن كمعادن الذهب الفضة وخيارهم في الجاهلية
خيارهم في الإسلام اذا فقهوا".

ولا يبرز بهاء شيء من المعادن النفيسة إلا إذا صهر.
حتى تزول منه الشوائب.
وكذلك النفوس.
لا يبرز نقاؤها وصفاؤها إلا إذا صهرت.
فكيف تصهر النفوس؟؟
لقد جعل الله تعالى لكل شيء في الكون منهجاً لإصلاحه.
فالمعادن تُصْهَر..
والعسل يُصَفّى..
والنفوس تزكى..
فجعل الله تعالى منهج إصلاح النفوس يسمى بالتزكية.
وهو نظير الصهر للمعادن، والتصفية للعسل.

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:7-9]
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:14]

فإذا بهذا الإنسان قد بدأ غافلاً.
مظلماً..
جاهلاً..
مليئاً بالعلل والأهواء..
ثم لطف الله به..
وألحقه بالصالحين من عباده.
ورزقه صحبتهم والانتفاع بهم.
حتى تعرض للنور بالتدريج.
فتزكَّى.
فصار بدراً منيراً.


{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:6-7]
والبدر ماذا كان؟؟ كان هلالاً.

فيا أيها الإنسان!!!
لا تيأس..
وسلم نفسك التي بين جنبيك لأيدي أنبياء الله..
فقد تعبوا في التنقيب عنك..
وأخلصوا النصح لك..
وتركوا لك منهج البناء على أيدي ورثتهم..
المؤتمنين على منهجهم..
واعلم أنك مهما كنت مظلماً غارقاً في الأهواء والعلل.
فسوف تكون غداً أو بعد غد بدراً منيراً.
فقط إذا صهرت نفسك.
بالتزكية.


ويا أيها الإنسان!!!
اجعل التزكية شعارك..
وأصلح بها نفسك..
وأكثر من ترديدها بلسانك..
واشغل بها تفكيرك..
وابحث عن خطواتها وإجراءاتها..
واسلك سبلها..
وأكثر من الضراعة إلى رب العزة جل شأنه
أن يفيض عليك من أنوار معرفته..
ما تتزكى به نفسك.
ولا تمل ولا تيأس من صعوباتها ومشاقها..
فالتزكية صهرٌ
تذوب فيه النفوس في نيران التهذيب.
وما هي إلا أيام من التعب
ثم تنجلي المحاسن
وتظهر لك العواقب الحسنة
والله حفيظ عليك..
وهو سبحانه الولي الحميد.


والى ان نلتقى فى لقاء اخر
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعــــة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 2:52 pm



الســـــلام عليكــــــم ورحمة الله وبركـــــاتة

جدد حياتك (26): ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً


إذا أزحتَ عن نفسك الصخور.
ورفعْتَ عنها الأنقاض والركام.
وكسَّرْتَ تلك الحجب التي تراكمت عليها مع مرور الوقت، وطول الزمان.
من الغفلة والهوى والكبر والأحقاد والوهن والتراخي والفتور.
وإذا صبَرْت على تفلّتها ومراوغتها.
إلى أن تنقاد لك.
وإذا ابتعدت بها عن الأسباب التي تزيد
من ظلمتها وضبابها وتشبثها بالمحسوسات.
وشدة استغراقها في تتبع أحوال الخلق.
مع تعلقها بالميل والظلم والتحامل.
وإذا أقبلتَ عليها بالتزكية والتنقية.
وأخذْتَها بشيء من الشدة والحزم والتربية.
وحملْتَها على الصعود في طريق الانضباط الباطني.
وإذا تشبثت بأهل الصلاح والنورانية والبصيرة.
والفهم عن الله.
فرَوَيْت نفسك الظامئة بشمائلهم وصبرهم.
وإيثارهم لمرضاة الله تعالى على كل شيء.
واجتهادهم في بناء النفوس وتزكيتها.
إذا فعلت ذلك كله.
وصبرت عليه.
فقد أحييت نفسك.


إذا خصصت جزءاً من أوقاتك لبناء نفسك.
وإعادة تأهيلها وصياغتها.
وإذا مَنَحْتَ نفسك شيئاً من اهتمامك.
وتعودت أن تخلو إليها.
فتراقبها.
وتحصي عيوبها.
وتتأمل ردود أفعالها في المواقف المختلفة.
وكيفية تفاعلها مع الناس في الرضا والغضب، والضيق والسعة.
وتعرض أحوالها على أحوال الأكابر من أهل المعرفة بالله تعالى.
فترى مقدار انحرافها عنهم.
ثم ذهبت بتلك العيوب والانحرافات إلى أطباء النفوس.
وأهل البصر بكيفية التعامل مع عيوبها وعللها.
والتزمت ببرنامج العلاج والتزكية الذي يصفونه لك.
إذا فعلت ذلك كله.
وصبرت عليه.
فقد أحييت نفسك.


إذا أشفقت على نفسك من الهلاك.
ولم تستسلم لتلك الحالة التي تعيش هي فيها.
من الرخاوة، والسكون، والكسل، والرضا عن النفس.
بحيث لا تتصور أن هناك أزمة أصلاً تحتاج إلى علاج.
وإذا وفقت في أن تراقب أداء نفسك من الخارج لا من الداخل.
وإذا تخلّيت عن تلك القناعة الغريبة التي تملأ باطنك من أنك على ما يرام.
وإذا رغبت في أن تسمو بنفسك إلى أحوال الأكابر.
الذين هم في ارتقاء دائم.
وإقبال مستمر على الله.
وتزكية دائمة لنفوسهم.
بحيث إن بواطنهم في سير دائم إلى الله.
وفي صعود دائم في مدارج معرفته وتوقيره.
إذا فعلتَ ذلك كله.
وصبرت عليه.
فقد أحييت نفسك.


إذا تذكرتَ، واستحضرتَ، وتيقنتَ، وفهمتَ،
ووعيتَ تماماً أن الأمر جد لا هزل فيه.
وأنه أكبر من دائرة تصوّراتك الضيقة المحدودة.
وأنه أكبر من هذه الحياة بكل دوائرها ومستوياتها.
وأنه يتجاوز الدنيا بأسرها حتى يمتد إلى الآخرة.
وأن هناك بعثاً ونشراً وحشراً.
ووقوفا بين يدي الله.
وأن هناك حساباً.
وجنة وناراً.
إذا تذكرت ذلك كله.
فأشفقت على نفسك من الهلاك.
ورغبت في تخليصها من أثقالها، وظلماتها،
ومظالمها، وتحاملها، وتعدّيها على الناس.
وإذا فهمت أن الفرصة ما زالت متاحة
وقائمة لإجراء التغيير المطلوب.والآن فوراً.
من أجل أن تتقي شر ذلك اليوم.
وأن يُلَقّيكَ الله فيه نضرة وسروراً.
فإذا وعيت ذلك كله.
وأردت أن تغيّر ما بنفسك.
وصبرت على ذلك كله.
فقد أحييت نفسك.


إذا ما صَفَتْ منك البصيرة.
واستنارت منك السريرة.
ورأيت كيف أن الأخلاق الباطنية الرديئة.
من الكبر والحقد والمكر وغيرها.
تشبه القاذورات والنجاسات التي تلطّخ وجدانك.
وتشوّه باطنك.
وتجعله مغلقاً، خانقاً، مظلماً، رطباً، كئيباً.
وتمنع أنوار القرآن الطاهرة الزاكية من أن تسكن باطنك وهو على هذا الحال.
وتصد الواردات الإلهية، والنفحات الرحمانية، من الأنس بالله، والإنابة إليه.
عن أن تنزل في جوفك، وتنير صدرك.
فإذا فهمت ذلك وأردت أن تنظّف الفؤاد.
وتطهره تطهيراً.
وتجلو جدرانه من كل ذلك.
وتزينه بالسمو والرقي والصدق.
حتى يجتذب تلك المعاني الشريفة.
إذا فعلت ذلك كله.
وصبرت عليه.
فقد أحييت نفسك.

إذا اتسعت دائرة رؤيتك.
ولم تعد تنظر فقط إلى ما تحت قدميك.
وخرجت من ضيق نفسك.
التي حصرَتْ اهتمامك في ملاحقة الخلق.
وتدبير المكايد والانتقامات.
والتدسس في شئون الأصحاب والجيران والمعارف.
والولع بتتبع أخبار فلان وفلانة.
والانهماك في حسدهم، أو الحقد عليهم، أو كراهيتهم.
حتى بدأت تغوص بالتدريج في هذا المستنقع.
فأظلَمَ أُفُقك.
وانحصرت اهتماماتك في هذا الهَرَج.
فإذا كسرت هذه الدائرة الجهنمية.
واتسعت دائرة رؤيتك.
وعلمت أنك مطالب بصناعة حضارة.
وبناء جيل.
ووراثة النبوة.
ومخاطبة الحضارات والثقافات والأمم كلها.
بما بين أيدينا من أنوار الوحي.
إذا فهمت ذلك
فبدأت نفسك بالتدريج تصل إلى الرشد.
وتكفّ عن التوافه.
وتنضبط على المراد الإلهي.
فإذا وُفّقت لذلك كله.
وصبرتَ عليه.
فقد أحييتَ نفسك.


إذا أحببتَ نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فزكّيتَ نفسك قياماً بواجب محبته واتباعه.
فقد أحييتَ نفسك.


إذا كنتَ صاحب غيرة على نفسك من أن يسبقك غيرك إلى الله.
وأن تأتي أنتَ يوم القيامة في ذيل القائمة.
وقد كنت تملك أن تكون من السابقين.
فإذا ما أخَذَتك الغيرة.
فاقْتَحَمَتْ بك تلك الحواجز كلها.
حتى أوقَفَتْك بين يدي مولاك بين السابقين والصادقين.
فقد أحييتَ نفسك.


إذا صدقتَ في محبة مولاك جل جلاله.
وكنت حراً نبيلاً ربانياً.
تأنف من أن تساق إلى ربك بالسلاسل.
وتأبى إلا أن تأتي إليه طوعاً ومحبة.
فتزكت بذلك نفسك.
وتَرَفَّعَتْ عن أحوال أهل الظلمة والمعصية والوهن.
فكان صدقك في محبتك، قائداً لك إلى ربانيتك.
فقد أحييتَ نفسك.


صديقي!!!
هل عرفت الطريق؟؟!!
فلماذا تقف؟؟؟!!
تحرّك هداك الله فقد عرفْتَ طريقك.
وأتركك في أمان الله.
والله حفيظ عليك.
والى اللقاء مع رحله اخرى .
لكـــم تحياتى .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
نور الهدى

مشرف قسم الاسلاميات


مشرف قسم الاسلاميات
نور الهدى


تاريخ التسجيل : 15/02/2010

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 4:14 pm

بجد مقال مميز جدا
وتعبيراته رائعه
بارك الله فيك أخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
أتمنى من الله أن نكون جميعا على طريق الرشاد
وأسأله تعالى أن يجعلنا دائما فى معيه الصالحين
وأن يعينناعلى أن نسلك الطريق الصحيح إليه
أكرمك ربى أخى فى الله
وأعانك على نشر الخير دااائما
جملك المولى بنور القرآن
ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه عناإنه ولى ذلك والقادر عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 8:18 pm



بشكرك اختى الكريمة على حضورك وردك الطيب
وبشكرك على دعائك الكريم بارك الله فيك واسعدك فى الدارين
حفظك الله وزادك من فضله ونفعك ونفع بك الاسلام والمسلمين
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات
بشكرك اختى الكريمة على تواجدك المستمر وردودك الطيبة
فلك كل الشكر والتقدير والاحترام
دمت بطـــاعة ورضا من الرحمن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى   سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 10:36 am


الســــــلام عليكــــــم ورحمة الله وبركـــاتة

جدد حياتك (27): هيا بنا نرسم الخريطة

أصدقائي!!
لقد بدأنا البناء منذ فترة.
بناء الإنسان.
وصناعته وتشييده وعمارته.
حتى يتكون بصورة سوية.
وحتى تتكامل عناصره.
وحتى يتم تركيب قواه بصورة صحيحة منتجة.
وبدون تشوهات نفسية ولا فكرية ولا اجتماعية.


وقد طال بنا الطريق.
وتشعبت بنا المسالك.
فخشيت أن تتبعثر منا الخيوط.
وأن تتداخل عناصر البناء.
فهيا بنا نقف وقفة.
نتذكر فيها خطة البناء.
ونعيد رسم الخريطة.
ونستحضر الصورة الكلية التي نريد تكوينها.


نعم.
فقلد أردنا أن نسير على منهج النبوة في بناء الإنسان.
وفي توازن ملكاته ومواهبه.
فتكلمنا عن العقل.
وأنه ثلاثة أنواع:
العقل السطحي، والعقل العميق، والعقل المستنير.
والنوع الأخير هو الذي يكون عميق الفكر.
دقيق النظر.
صاحب قدرة على التحليل.
ثم إنه يربط كل ذلك بالله تعالى.
وتكلمنا عن القلب.
وأنه ثلاثة أنواع:
قلب ميت، وقلب مريض، وقلب سليم.
والنوع الأخير هو الذي تركبت آلاته على صناعة المقاصد الحسنة.
وعلى كيفية الفهم عن الله.
ثم تكلمنا عن النفس.
وأنها ثلاثة أنواع:
نفس أمارة، ونفس لوامة، ونفس مطمئنة.
ولعل الحديث عن النفس قد طال.
لأنها أخطر المكونات، وأشدها مراوغة وتحايلا.
وأسرعها تأثرا بأحوال الخلق.
وأشدها قابلية للانجراف في مسالك الحياة، وشئون المعيشة.
وهي أيضا ميالة للمحسوسات.
تنقبض عن الغيب.
وتتهالك على المألوف.
وتتقاصر عن الكمال.


ولا تزال رحلة البناء ممتدة.
فإن من وراء المكونات التي ذكرناها مكونات أخرى.
فهناك الروح.
وهي الجناح المحلق في آفاق الربوبية.
لأنها لطيفة ربانية منزلة من حضرة القدس.
وهي التي تهم بالإنسان أن يطير.
وتدفعه إلى الملأ الأعلى.
وتستجيب لداعي الله.
ولنا عنها حديث مفصل إن شاء الله.
وهناك الجسد.
وهو الوعاء الحافظ لكل المكونات السابقة.
وقد جاء الشرع الشريف بمنهج لتنشيطه.
وإكسابه المهارات والخبرات التي تجعله أكثر قابلية للحياة.
ووضع الشرع مسالك شريفة لبنائه وحفظه وحسن استعماله.


ثم إن خطط البناء عندنا لا تزال ممتدة.
فبعد بناء كل إنسان بصورة فردية.
تتبقى عندنا عشرات الخبرات والمهارات.
التي يتمكن بها الإنسان من التواصل مع الوحدات الإنسانية المجاورة.
فينشأ عندنا منهجٌ للبناء الاجتماعي، بعد إتقان الأسس في البناء الفردي.
حتى يوظف الإنسان كل المهارات السابقة في تفاعله وتواصله مع المجتمع من حوله.
وذلك أن الإنسان لا يتحرك في فراغ.
بل هو كائن متحرك في شبكةٍ من العلاقات.
وفي شجرةٍ من التفاعلات الاجتماعية.
التي تنشأ منها سلاسل القرابة.
وشبكة الصداقات والمعارف.
وشبكة مؤسسات المجتمع في كافة أنشطته.
ثم هناك شبكة علاقات ذلك المجتمع بغيره من الحضارات، والثقافات، والأمم، والشعوب.
ففي منهج النبوة خطوات متعاقبة.
لبناء الإنسان في كل تلك المستويات.
الاجتماعية والفردية.
وهذه الشبكة من علاقات الإنسان شبكةٌ طوليةٌ أفقية.
تتقاطع معها شبكة أخرى رأسية.
من تعامله مع عالم الملائكة.
وعالم المفاهيم.
وعالم النبيين والمرسلين.
وعالم الغيب والشهادة.
وعالم الملك والملكوت.
وسلسلة الأوامر والنواهي الصادرة من الحق جل شأنه.
وسلسلة الآداب، والقيم، والنظم.
ومعارج المعارف الإلهية، والمراقي الربانية.
التي تجعله عبدا ربانيا.
ينظر بنور الله.
ويدير كل ذلك بما يزيده قربا من مولاه.
حتى لا ينغمس في ذلك، فينجرف في الحجب والظلمات والأكدار.
وحتى لا تطمسه التحركات الهائلة السريعة المتشابكة المتقاطعة.
لعالم الأشخاص، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار.
فتكون حجاباً يفصله عن المولى جل شأنه.


وعندما تتقاطع مسارات المعارف والتكاليف والحقائق والمفاهيم.
مع مسارات البشر، وفصائل المجتمع، ومؤسساته، وأطيافه، وتوجهاته.
تنشأ التيارات، والمناهج، والفلسفات، والاتجاهات.
مع العلاقات البينية التي تربط بين كل تلك العوالم المتداخلة.
فيقع الإنسان في متاهة أخرى.
تحتاج إلى بصيرة.
وتحليل.
واستعانة بخبرات الثقات من أهل العلم والمعرفة والربانية.
والمؤتمنين على عقول الخلق وقلوبهم.
وتزداد حاجة الإنسان إلى أوقات سكينة وفكر وتأمل.
وإعادة بناء وترميم وصيانة
لكل جزئية قلقة من هذه المملكة الإنسانية العريقة.


{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ
إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }
﴿سبإ: ٤٦﴾

ومن تَشَبَّعَ بمنهج النبوة.
وامتلأ من ينابيعه الصافية.
وفهم أبعاد المنهج الإلهي.
استطاع أن يأخذ بزمام كل شيء.
وأن يهضم كل ذلك ويستوعبه.
ويؤثر فيه.
ويوجه مساراته.
واستطاع بفضل الله أن يحكم قبضته على كل شيء.
فلا يتفلت منه شيء.
بل يكون حكيما.
مُنَوَّرَ البصيرة.
فتنتظم أموره.
وترتفع قواعد بنائه.
على تقوى من الله ورضوان.
وتتصاغر أمامه الهموم الحياتية التافهة.
التي تضيع فيها أعمار الناس من حوله.


وعون الله تعالى هو الدليل في كل ذلك.
وصدق الاستمداد من الله هو المفتاح في الحقيقة.


إذا كـان عـونُ الله للعبد واصــلا .... أصابت مساعيه، وشاع وِدادُهُ
وحالفه التوفيق في كُلِّ مَطْلَبٍ .... ودَانَتْ له الــدنيا، وقَــــرَّ فُؤَادُهُ
وكانَتْ له الأكوانُ عَوْنًا وساعَدَتْ .... وكــان حـــكيمًا فِكْرُهُ واقْتِيَادُهُ
وعــاد إلى المــولى نَجِيًّا مُنَـوَّرًا .... وكان على لُطْفِ الإله اعْتِمَادُهُ


فيا صديقي الكريم.
هذه هي الخريطة الكاملة.
لبناء الإنسان.
ولصناعة النموذج الرباني.
الذي يرث النبيين.
ويفتح أبواب الأمم والحضارات من حولنا.
إلى رؤية مقاصد هذا الدين.
وقد تجسدت إنسانا سويا.
يصنع الحضارة.
ويبني الوطن.
ويكون رحمة للعالمين.


وقد انتهت بنا المسيرة فيما سبق إلى ذكر لمحات من أحوال النفس.
وتبقى لنا لمحة أخيرة.
ننتقل بعدها إلى بناء الروح.
إلى أن يتم الله تعالى لبنات هذا البناء العريق.
والغواص الماهر.
الذي يغوص إلى جواهر المعرفة.
وإن كانت الأعماق بعيدة


والى ان نلتقى فى رحلة اخرى لكم تحياتى
دمتم بحفظ الله ورعايتة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
 
سلسلة "جدد حياتك " للشيخ اسـامة الأزهرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» معنى " لا اله الا الله "...
» من جوامع الكلم النبوي ...."حديث جبريل الطويل"
» جدد حياتك .. السر العجيب
» ٠•● ۩۞۩ (سلسـ *أحداث العالم*ـلة )۩۞۩ ●•٠· الحلقـ الاولي ـة
» ادعية للشيخ الشعراوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القيصرية :: اسلاميات :: 

منوعات اسلامية

-
انتقل الى: