القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
انت لم تقم بسجيل الدخول اذا كنت عضو عليك بالدخول
اذا كنت غير مسجل عليك بالتسجيل
وشكرا
القيصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتــــــــــــــــدى قمــــــــــــــــــــة الاحتـــــــــــــــــــــرام


 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» صفحة القارىء الشيخ محمد حامد السلكاوى
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2015 10:00 am من طرف samh

» Driver Magician 3.27 عملاق جلب التعريفات
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 6:37 am من طرف بدر دغلس

» حصريا:درس عمل لمعة متحركة بالنص
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالسبت نوفمبر 23, 2013 4:42 am من طرف العبدلله

» من خطب فضيلة الشيخ/المحبة فى الله
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 2:13 pm من طرف sayed

» ويتجدد اللقاء مع فضيلة الشيخ نشات كامل
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالخميس يونيو 06, 2013 7:11 am من طرف sayed

» الصفحه الرسميه للشيخ محمد حامد السلكاوى إنضموا إلينا وشاركونا لتسعدوا بكل ما هو جديد وحصرى أولا بأول على الفيسبوك
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2012 12:49 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» الروم للشيخ السلكاوى
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 2:28 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» أحب فى الله كل من يحب الشيخ محمد السلكاوى وأرجو الله أن يحشرنى وإياه وإياكم مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اميييييييين أخوكم. عمادالدين سليمان صلاح .سامول المخله الكبرى الغربيه.
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 16, 2011 1:52 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح

» قناة القيصريةالس
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالخميس ديسمبر 15, 2011 2:23 am من طرف mr hide

» ممكن يكون موضوع غير مهم بس ممكن ينفع
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 05, 2011 11:02 am من طرف mr hide

» بعض المواقع لتركيب الصور على خلفيات
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد ديسمبر 04, 2011 6:09 am من طرف sayed

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم بمناسبة العام الهجرى الجديد
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالخميس ديسمبر 01, 2011 7:49 pm من طرف mr hide

» سجل دخولك بدعوه
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2011 1:47 pm من طرف حياة الروح

» معا نختم القرآن الكريم
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 25, 2011 11:41 pm من طرف ahmed nasef

» تفضلوا لتهنئة اخوانكم واخواتكم بعيد الاضحى المبارك
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 3:57 am من طرف MR HIMA 2011

» ماهو الذي لا يعلمه الله
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 5:08 pm من طرف sayed

» نشيد رائع عن الحج
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 28, 2011 7:18 pm من طرف ahmed nasef

» أشرق الحق بالهدى واطمئن حفلة بجودة عالية للشيخ نصر الدين طوبار
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالخميس أكتوبر 27, 2011 10:36 pm من طرف ahmed nasef

» قصيدة " ســلوا قــلبى " كاملة
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 11:03 pm من طرف ahmed nasef

» أقبلوا بقلوب طائعة وتهيؤا واستعدوا لأحب الايام الى الله
من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 24, 2011 10:13 pm من طرف ahmed nasef


 

 من ثمرات اليقين باليوم الآخر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

من ثمرات اليقين باليوم الآخر Empty

مُساهمةموضوع: من ثمرات اليقين باليوم الآخر   من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد فبراير 28, 2010 3:55 pm


بســـــــــــــــــم اللـــه الرحمـــــــن الرحيـــــــــــــــــــــم

الســــــلام عليكــــــــــــــم ورحمــــة اللـــه وبركــــاتة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام عـلـى نـبـيـنــا وقدوتنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد..

الآثار المرجوة لليقين باليوم الآخر:

إن في اليقين باليوم الآخر وأنبائه العظيمة لآثاراً واضحة وثماراً طيبة، لابد أن تظهر في قلب العبد وعلى لسانه وجوارحه، وفي حياته كلها، ولكن هذا اليقين وحده لا يكفي حتى ينضم إليه الصبر ومجاهدة الشهوات والعوائق، لأن الواحد منا ـ مع يقينه باليوم الآخر وأهواله ـ يرى في حياته أن ثمرات هذا اليقين ضعيفة، فلابد إذن من سبب لهذا الأمر، ويجلي هذه المسألة الإمام ابن القيم (رحمه الله تعالى) فيقول: (فإن قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟ وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبـة، أو يكرمـه أتم كرامة، ويبيت ساهياً غافلاً! ولا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له، ولا يأخذ له أهبته؟!.

قيل: هذا (لعمر الله) سؤال صحيح وارد على أكثر الخلق؛ فاجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:

أحدهما: ضعف العلم ونقصان اليقين، ومن ظن أن العلم لا يتفاوت، فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها.

وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه إحياء الموتى عياناً بعد علمه بقدرة الرب على ذلك، ليزداد طمأنينة، ويصير المعلوم غيباً شهادة.

وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس الخبر كالمعاينة)

فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده، وانضم إلى ذلك تغاضي الطبع، وغلبات الهوى، واستيلاء الشهوة، وتسويل النفس، وغرور الشيطان، واستبطاء الوعـد، وطول الأمـل، ورقدة الغفلة، وحب العاجلة، ورخص التأويل، وإلف العوائد، فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرة في القلب.

وجماع هذه الأسباب يرجع إلى ضعف البصيرة والصبر، ولهذا مدح الله (سبحانه) أهل الصبر واليقين، وجعلهم أئمة الدين، فقال (تعالى): ((وَجَعَلْنَـا مِنْهُمْ أَئِمَّـةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُـونَ)) [السجدة: 24])

ذكر الثمرات المرجوة:

وبعد هذه المقدمة التي لا بد منها حول ثمرات اليقين بالنبأ العظيم نذكر ما تيسر من هذه الثمرات، والله ولي التوفيق:

1- الإخلاص لله (عز وجل) والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم :

إن الموقن بلقاء الله (عز وجل) يوم الفزع الأكبر، لا تلقاه إلا حريصاً على أعماله، خائفاً من كل ما يحبطها من أنواع الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، حيث إن الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، فتصير هباءً منثوراً، والشرك الأصغر يحبط العمل الذي حصل فيه هذا النوع من الشرك كيسير الرياء، والعجب، والمن، وطلب الجاه والشرف في الدنيا، فكلما كان العبد موقناً بلقاء ربه كان منه الحرص الشديد على ألا تضيع منه أعماله الصالحة في موقف القيامة، يوم أن يكون في أشد الأوقات حاجة إليها؛ ولذلك فهو يجاهد نفسه بحماية أعماله في الدنيا بالإخلاص فيها لله (تعالى) لعل الله (عز وجل) أن ينفعه بها، كما أن اليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل) يجعل العبد في أعماله كلها متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم غير مبتدع ولامبدل؛ لأن الله (عز وجل) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً، قال (تعالى):- ((قُلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أَنَّمَا إلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110].

2- الحذر من الدنيا والزهد فيها والصبر على شدائدها وطمأنينة القلب وسلامته:

إذا أكثر العبد ذكر الآخرة، وكانت منه دائماً على بال، فإن الزهد في الدنيا والحذر منها ومن فتنتها سيحلان في القلب، وحينئذ لا يكترث بزهرتها، ولا يحزن على فواتها، ولا يمدن عينيه إلى ما متع الله به بعض عباده من نعم ليفتنهم فيها، وهذه الثمرة يتولد عنها بدورها ثمار أخرى مباركة طيبة منها: القناعة، وسلامة القلب من الحرص والحسد والغل والشحناء؛ لأن الذي يعيش بتفكيره في الآخرة وأنبائها العظيمة لا تهمه الدنيا الضيقة المحدودة، مع ملاحظة أن إيمان المسلم باليوم الآخر وزهده في الدنيا لا يعني انقطاعه عنها وعدم ابتغاء الرزق في أكنافها؛ يقول (تعالى):- ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ)) [القصص: 77].

كما يتولد أيضا من هذا الشعور، الراحة النفسية والسعادة القلبية وقوة الاحتمال والصبر على الشدائد والابتلاءات، ذلك للرجاء فيما عند الله (عز وجل) من الأجر والثواب، وأنه مهما جاء من شدائد الدنيا فهي منقطعة ولها أجل، فهو ينتظر الفرج ويرجو الثواب الذي لا ينقطع يوم الرجوع إلى الله (عز وجل)، قال (تعالى): ((إن تَكُونُوا تَاًلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَاًلَمُونَ كََمَا تَاًلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)) [النساء: 104] وما إن يفقد القلب هذه المعاني حتى يخيم عليه الهم والتعاسة، ومن هنا ينشأ القلق والانزعاج والضيق والحزن، أما ذاك الذي عرف الدنيا على حقيقتها، وامتلأ قلبه بهمّ الآخرة وأنبائها، فإن نفسه لا تذهب على الدنيا حسرات، ولا تنقطع نفسه لهثاً في طلبها، ولا يأكل قلبه الغل والحسد والتنافس فيها، ولا يقل صبره ولا يجزع قلبه عند المحن والشدائد، ومهما حرم في هذه الدنيا الفانية فهو يعلم أن لله (عز وجل) في ذلك الحكمة البالغة، وهو يرجو الأجر يوم القيامة، قال (تعالى): ((وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَـا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُـرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفـا وَإن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتـاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِـرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)) [الزخرف: 33- 35].

3- التزود بالأعمال الصالحة وأنواع القربات واجتناب المعاصي والمبادرة بالتوبة والاستغفار:

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ومما ينبغي أن من رجا شيئاً استلزم رجاؤه ثلاثة أمور:

أحدهما: محبة ما يرجوه.

الثاني: خوفه من فواته.

الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان.

وأما رجاءٌ لا يقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأمــاني، والـرجــاء شـيء والأماني شيء آخر، فكل راجٍ خائف، والسائرعلى الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات.

وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلـعـة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) وهو (سبحانه) كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الـصــالـحة، فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء والخوف النافع ما اقـتـرن به العمل، قال (تعالى): ((إنَّ الَذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّــهِــــمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّــهِـــمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) [المؤمنون: 57- 61].

وقد روى الترمـذي في جامعه عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية، فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ قال: (لا، يا ابـنـــة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافـون أن لايتقبل منهـم، أولئـك يسارعون فـي الخيرات) وقد روي من حديث أبي هريرة أيضاً.

والله (سبحانه) وصف أهل السـعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقيـاء بالإسـاءة مع الأمن)

وقــال (تعـالـى): ((إنَّ الَذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) [البقرة: 218].

يقــول ابن القيم (رحمه اللـه تعالى): (فتأمل كيف جعـل رجاءهم إتيانهم بهـذه الطاعات؟ وقـــال المغرورون: إن المفرطين المضيعين لحقـوق اللـه المعطلـين لأوامـره الباغـين المتجرئين على محارمـه، أولئك يرجون رحمة الله)



4- الدعوة إلى الله (عز وجل ) والجهاد في سبيله:

وهذا يدخل في الثمرة السابقة، حيث إنه من أفضل القربات والأعمال الصالـحـــــة، وقد أفردته هنا باعتباره ثمرة مستقلة من ثمار اليقين باليوم الآخر، وذلك لما يلي:

(1) فـضـــل الـجـهــــاد والدعوة إلى الله (سبحانه) وأثرهما في إنقاذ الناس بإذن ربهم من الظلمات إلى النور، ولذلك كان من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل)، قال (تعالى): ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَـى اللَّهِ وَعـَـمِــــلَ صَالِحاً وَقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ)) [ فصلت: 33]

(ب) وصف الرسول للجهاد بأنه ذروة سنام الإسلام.

في الجهاد أيضاً: حقيقة الزهد في الحياة الدنيا، وفيه أيضاً: حقيقة الإخلاص؛ فإن الكلام فيمن جاهد في سبيل الله، لا في سبيل الرياسة، ولا في سبيل المال، ولا في سبيل الحمية.. وهذا لا يكون إلا لمن قاتل ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وأعظم مراتب الإخلاص: تسليم النفس والمال للمـعـبـود، كما قال (تعالى): ((إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُـمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُـونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ)) [التوبة: 111].

(ج) في الحديث عن الجهاد في سـبيل الله (عز وجل) ومحاربة الفساد وتعبيد الناس لرب العالمين أكبر رد على الذين يرون أن الـتـعـلــــق باليوم الآخر والاستعداد له يعني اعتزال الناس، وترك الدنيا لأهلها، والاشتغال بالنفس وعيوبها، وترك الحياة يأسن فيها أهلها.

نعم هذا ما يراه بعض المتصوفة وأصحاب الفهم المنحرف لحقيقة الدنيا والآخرة.. ([لقد كان ] الناس في فترات من الزمان يعيشون سلبيين، ويَدَعون الفساد والشر والظلم والتخلف والجهالة تغمر حياتهم الدنيا مع ادعائهم الإسلام هم يصنعون ذلك كله أو بعضه لأن تصورهم للإسلام قد فسد وانحرف؛ ولأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع وضعف! لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين... فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة؛ وهو يعي حقيقة هذا الدين، ثم يعيش في هذه الحيـاة سلبيّاً أو متخلفاً أو راضياً بالشر والفساد. إنما يزاول المسلم هذه الحياة الدنيا وهو يشعر أنه أكبر منها وأعلى، ويستمتع بطيباتها أو يزهد فيها وهو يعلم أنها حلال في الدنيا خالصة له يوم القيامة...، ويكافح الشر والفساد والظلم محتملاً الأذى والتضحية حتى الشهادة، وهو إنما يقدم لنفسه في الآخرة... إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا، وأن الدنيا صغيرة زهيدة، ولكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى)

5- اجتناب الظلم بشتى صوره:

نظراً لكثرة الظلم والشحناء بين المسلمين في عصرنا الحاضر، وأنه لا شيء يمنع النفس من ظلم غيرها في نفس أو مال أو عرض: كاليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل)، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف المظلوم ممن ظلمه، فإذا تذكر العبد هذا الموقف العصيب الرهيب، وأنه لا يضيع عند الله شيء، كما قال (تعالى): ((وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) [الأنبياء: 47] وقوله (تعالى) ((وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)) [طه: 111]، إذا تذكر هذه المواقف واتعظ بهذه الآيات، وأيقن بتحققها فلا شك أن ذلك سيمنعه من التهاون في حقوق الخلق، والحذر من ظلمهم في دم أو مال أو عرض، خاصة وأن حقوق العباد مبنية على المشاحة والحرص على استيفاء الحق من الخصم، وبالذات في يوم الهول الأعظم الذي يتمنى العبد فيه أن يكون له مظلمة عند أمه وأبيه وصاحبته وبنيه، فضلاً عن غيرهم من الأباعد، ومعلوم أن التقاضي هنالك ليس بالدينار والدرهم ولكن بالحسنات والسيئات.

فياليتنا نتذكر دائماً يوم الفصل العظيم، يوم يفصل الحكم العدل بين الناس، ويقضي بين الخصماء بحكمه وهو أحكم الحاكمين، ليتنا لا نغفل عن هذا المشهد العظيم، حتى لا يجور بعضنا على بعض، ولا يأكل بعضنا لحوم بعض، ولا نتكلم إلا بعلم وعدل، إنه لا شيء يمنع من ذلك كله إلا الخوف من الله (عز وجل) وخوف الوقوف بين يديـه، واليقـين الحـق بأن ذلك كـائن في يـوم لا ريب فـيه؛ قال (تعالى): ((إنَّكَ مَيِّتٌ وَإنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)) [الزمر: 30، 31].

6- حصول الأمن والاستقرار والألفة بين الناس بالحكم بشريعة الله:

إن مجتمعاً يسود بين أهله الإيمان بالله (عز وجل) واليقين بالآخرة والجزاء والحساب، لا شك أنه مجتمع تسوده المحبة ويعمه السلام؛ لأن تعظيم الله (سبحانه) سيجعل هذه النفوس لا ترضى بغير شرع الله (عز وجل) بديلاً، ولا تقبل الاستسلام إلا لحكمه، وهذا بدوره سيضفي الأمن والأمان على مثل هذه المجتمعات، لأن أهلها يخافون الله ويخافون يوم الفصل والجزاء، فلا تحاكم إلا لشرع الله، ولا تعامل إلا بأخلاق الإسلام الفاضلة: فلا خيانة ولا غش ولا ظلم، ولا يعني هذا أنه لا يوجد في المجتمعات المسلمة من يظلم أو يخون أو يغش، فهذا لم يسلم منه عصر النبوة ولا الخلافة الراشدة، لكن هذه المعاصي تبقى فردية، يؤدّب أفرادها بحكم الله (عز وجل) وحدوده، إذا لم يردعهم وازع الدين والخوف من الله، والحالات الفردية تلك ليست عامة، أما عندما يقل الوازع الديني والخوف من الآخرة، ويكون التحاكم إلى أهواء البشر وحكمهم فهذا هو البلاء العظيم والفساد الكبير: حيث تداس القيم والحرمات، ويأكل القوي الضعيف، وبالتالي: لا يأمن الناس على أديانهم ولا أنفسهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، وكفى بذلك سبباً في عدم الأمن والاستقرار، وانتشار الخوف، واختلال حياة الناس.

7- تقصير الأمل وحفظ الوقت:

إن من أخطر الأبواب التي يدخل منها الشيطان على العبد: طول الأمل، والأماني الخادعة التي تجعل صاحبها في غفلة شديدة عن الآخرة، واغترار بزينة الحياة الدنيا، وتضييع ساعات العمر النفيسة في اللهث وراءها حتى يأتي الأجل الذي يقطع هذه الآمال، وتذهب النفس حسرات على ما فرطت في عمرها، وأضاعت من أوقاتها. ولكن اليقين بالرجوع إلى الله (عز وجل) والتذكر الدائم لقصر الحياة وأبدية الآخرة وبقائها، هو العلاج الناجع لطول الأمل وضياع الأوقات.

يقول ابن قدامة (رحمة الله): واعلم أن السبب في طول الأمل شيئان:

أحدهما: حب الدنيا، والثاني: الجهل.

أما حب الدنيا: فإن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها، ثقل على قلبه مفارقتها، فامتنع من الفكر في الموت، الذي هو سبب مفارقتها، وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه...

السبب الثاني: الجهل، وهو أن الإنسان يعول على شبابه، ويستبعد قرب الموت مع الشباب، أو ليس يتفكر المسكين في أن مشايخ بلده لو عدوا كانوا أقل من العشرة؟ وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر، وإلى أن يموت شيخ قد يموت ألف صبي وشاب، وقد يغتر بصحته، ولا يدري أن الموت يأتي فجأة، وإن استبعد ذلك)

8- سلامة التفكير وانضباط الموازين وسمو الأخلاق:

لا يستوي من يؤمن بالله واليوم الآخر ويوقن بيوم الحساب والجزاء ولا يغفل عنه، ومن لا يؤمن بالآخرة، أو يؤمن بها ولكنه في لهو وغفلة عنهـا، لا يستويان أبـــداً في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الآخرة فيوضحه قوله (تعالى): ((لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ)) [الحشر: 20].

وأما في الحياة الدنيا فلا يلتقي أبداً من يعلم أن له غاية عظيمة في هـذا الحياة، وأن مرده إلى الله (عز وجل) في يوم الجزاء والحساب والنشور، مع من لا يعلم من هذه الحياة الدنيا إلا ظاهرها، وأنها كل شيء عنده، وهو عن الآخرة من الغافلين.

إنهما لا يلتقيان في التفكير، ولا في الميزان الـذي تـوزن بـــه الأشــــياء والأحداث، ولا في الأحكـام، وبالتالي: فبقدر ما تسمو أخلاق الأول وتعلو همته لسمو منهجه وميزانه بقدر ما تسفل وترذل أخلاق الآخر لسفالة تصوره وفساد ميزانه. قال (تعالى) في وصف أهل الدنيا: ((يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) [الروم: 7].

9- الفوز برضا الله (سبحانه) وجنته، والنجاة من سخطه والنار:

وهذه ثمرة الثمـار، وغاية الغايـات، ومسـك الختـام فـي مبحث الثمار، قال (تعالى): ((كُـــلُّ نَـفْـــسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِـلَ الجَنَّــةَ فَقَـدْ فَـــازَ وَمَا الحَيَــاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ)) [آل عمران: 185].

يقول الشيخ السعدي (رحمه الله تعالى) عند قـولــه (تعالى): ((فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)): (أي: حصل له الفوز العظيم بالـنـجــاة من العذاب الأليم، والوصول إلى جنات النعيم، التي فيها: ما لا عين رأت، ولا أذن سـمـعـــت، ولا خطر على قلب بشر؛ ومفهوم الآية: أن من لم يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فـإنــــــه لم يفز، بل قد شقي الشقــاء الأبدي، وابتلـي بالعذاب السرمـدي، وفي هـذه الآية إشارة لطيفة إلى نعيم البرزخ وعذابه، وأن العاملين يجزون فيه بعض الجزاء مما عملوه، ويقدم لـهــم أنـمـــــوذج مـمـا أسلفوه)

اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، أنت الـمـنــــان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ونسألك أن لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنـا، يا حـي يا قيوم، يا أرحم الراحمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
mahmoud bashar

ناقد منتدى الشعر والادب


mahmoud bashar


العمر : 35
الموقع : ساكن فى صمتى
العمل/الترفيه : أشرب شاى وقهوه
المزاج : الصمت
تاريخ التسجيل : 25/08/2009

من ثمرات اليقين باليوم الآخر Empty

مُساهمةموضوع: رد: من ثمرات اليقين باليوم الآخر   من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد فبراير 28, 2010 4:13 pm

امين يارب العالمين....
جزاك الله خير الجزاء على..
هذا الطرح القيم ...
الجميل جدا.. ياسيدى...
نعم ياسيدى تجديد التوبه فى كل يوم...
ونعاهد ربنا على الا نعود الى المعاصى...
ربنا يفرح بتوبة العبد ورجوعه اليه سبحانه...
الرحمن الرحيم...
الغفور .. المنان...

اقل مايقال لك ياسيدى...
شكرا جزيلا جدا جدا جدا....
اسأل الله رب العرش العظيم ..
ان يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك...
تقبل الله منك صالح الاعمال....
اللهم وفقنا لما فيه هداك..
وامنحنا رضاك فى الدنيا والاخره..
امين يارب العالمين.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmed nasef

مجموعة الإدارة


مجموعة الإدارة
ahmed nasef


الموقع : تحت قدم أمـــى
العمل/الترفيه : محبة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
تاريخ التسجيل : 17/03/2009

من ثمرات اليقين باليوم الآخر Empty

مُساهمةموضوع: رد: من ثمرات اليقين باليوم الآخر   من ثمرات اليقين باليوم الآخر Icon_minitimeالأحد فبراير 28, 2010 4:25 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بشكرك أخى الكريم على كلامك الطيب بارك الله فيك

ومشكورعلى المرور والدعاء الجميل جزاك الله خيرا

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات

ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الفردوس الاعلى

لك منى اجمل تحية .. دمت بحفظ الله ورعايتة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kaisaria.ahlamontada.com
 
من ثمرات اليقين باليوم الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القيصرية :: اسلاميات :: مســــــابقــــات وموضوعــــــــات-
انتقل الى: